#الملكة:-

تنبعث رائحة الكمون والكُركم من مسجد بديترويت في ليلةٍ صيفيةٍ حيثُ المتطوعين يقدمون وجبة طال انتظارها للمصلين الذين ترقبوا قدوم شهر رمضان الكريم بفارغ الصبر، كل يوم يؤدي المسلمون أهم الشعائر الإسلامية إذ يصومون من شروق الشمس حتى غروبها مجتمعين مع فقراء المجتمع الذين تمت دعوتهم للانضمام لوجبة مجانية.

"ناوشين رازڤي" منسقة حملة "مكافحة رمضان ضد الجوع" (RFAH) -وهي حملة إطعام سنوية لفقراء ديترويت طوال شهر رمضان منذ عام 2012- تقول "ناوشين" أن "الصوم يساعد المسلمين على فهم إحساس الجوع الذي يعانيه الكثير من الناس يومياً".

لا يتوقف عمل "ناوشين" على خدمة المسلمين فقط، لكن إيمانها بأن المودة والتراحم بين أفراد المجتمع يمكنه أن يحدث فارقًا ويجعل المجتمع أكثر قوًة واتحادًا؛ جعلهم يقومون بحملات توصيل وجبات لمنازل الأسر المحتاجة بغض النظر عن ديانتهم، فهي تقول أن "الطعام يجمعنا معاً بطريقةٍ ما!"

وقد يتساءل البعض:- ما الذي يجعل شخصًا متميزًا ومحبًا لفعل الخير عن الآخر؛ حسنًا إنها النشأة والتربية #ملكتي فبإمكانك أن تربي ألف "ناوشين" إذا أردتي بمزيد من الحب والرعاية والإهتمام والقدوة الحسنة لأولادك،نشأت "ناوشين" بالهند في بيئة يساعد فيها والديها جميع من حولهم من أصدقاء وجيران وعابري السبيل، كانت طريقتهم ليقولوا لي "إن الله رزقك بكل هذا، الآن فكري في الذين ليس لديهم أياً من هذا!"

في عام 2015 ، تم تعيينها كمدير إداري بالحملة لإدارة العديد من الفعاليات، فكانت مسؤولة عن إعداد المتطوعين، وتشجيعهم على العمل كفريق واحد بالتعاون مع الجماعات الإنسانية المحلية وبنوك الغذاء، كما كانت تحدد مواقع التبرع وإيصال الطعام للمستفيدين.

في العام الماضي، أشرفت "ناوشين" على أكثر من 400 متطوع ونفذت شراكة مع 21 منظمة محلية لجمع وفرز وتعبئة وتوزيع 50 طنًا من الطعام، وعلى الرغم من استقالة "ناوشين" من منصبها إلا أنها لم تترك الهيئة فهي تعمل كعضو بالمجلس الإستشاري ولا تزال تقدم المساعدة إلى الهيئة من أجل الحصول على المساعدة من إدارة الهجرة والتأهيل.

تقول "مريم شرف" المتطوعة بالحملة أن "ناوشين" هي مثال يحتذى به وأنها دائمًا ما تشجع الأطفال ليتعاونوا معهم، تتمنى "ناوشين" أن يشعر أطفالها بنفس الشعور الذي شعرت بها عند التطوع وتقول: "الأشياء التي تفعلها لنفسك، تذهب عندما تذهب أنت، أما الأشياء التي تفعلها للآخرين فهذه هي إرثُك الحقيقي".