#الملكة:-

أظهرت دراسة أن العديد من الآباء والأمهات يتوقعون من أطفالهم القدرة التامة على التحكم في انفعالاتهم أثناء نموهم، ولكن دعوني أخبركم أن هذا مستحيل!

أحيانًا أنظر إلى فتاتي البالغة 3 سنوات وهي تبكي وتنهار وتصرخ وتقوم بعمل مشهد درامي رائع بالتدحرج على الأرض ثم تفعل كل هذا مجددًا لعدة مرات فقط لتقول "أنا أريد الشيكولاتة!!!!".. فانظر إليها (بغضب شديد) وأقول لها في نفسي "لم لا تستطعين التحكم في نفسك قليلًا؟".
وبعد مرور هذه اللحظة العصيبة وتوقف رأسها عن الدوران كأنها في فيلم رعب وقيامي ببعض القفزات للترفيه عنها (وذلك لأنني أحضرت الشيكولاتة في الوقت الضائع!!) أقوم بتذكير نفسي "إنها تبلغ ثلاث سنوات فقط". ومن الواضح أنني لست الوحيدة التي تتوقع الكثير من الأدب من طفلتها...
كشفت دراسة أن معظم الآباء والأمهات يبالغون في تقدير قدرة أطفالهم على التحكم في النفس، ويسمونه بـ"فجوة التوقعات"

يقول "ماثيو ميلميد" الرئيس المنفذ لمنظمة Zero to Three: " إن التوقعات المعقولة لقدرات الطفل ضرورية جدًا لدعم النمو الصحي للطفل وخفض التوتر للوالدين أو الأطفال، فمثلًا إذا ظن الوالد أن طفله لدية قدرة كبيرة في التحكم في النفس وفي الواقع طفله ليس كذلك فستكون هذه خيبة أمل للوالد وسيكون ردود فعله تأديبية بدلًا من أن تكون داعمة لطفله".

أظهرت الدراسة نتائج أخرى مثل:-

- 56 بالمئة من الآباء و الأمهات يظنون أن أطفالهم لديهم التحكم في الاندفاع لمقاومة شيئ يريدون فعله بالرغم من أنه ممنوع عليهم قبل سن الثالثة.

- 36 بالمئة منهم يظنون أن أطفالهم تحت عمر السنتين لديهم نوع من التحكم في النفس.

- 43 بالمئة منهم يظنون أن الأطفال قبل عمر السنتين يستطيعون المشاركة وانتظار دورهم في أي شيئ.

-24 بالمئة منهم يظنون أن أطفالهم البالغين سنة أو أقل قادرين على التحكم في انفعالاتهم؛ كأن يتجنب الطفل نوبة الغضب عندما يكون محبط.

-42 بالمئة منهم يظنون أن الأطفال لديهم هذه القدرة في عمر السنتين.

حسنًا...سنخبركم بالحقيقة:-

- التحكم بالنفس يتكون فعليًا ما بين ثلاث سنوات ونصف إلى أربع سنوات، ويمكن أن يأخذ سنين حتى يستخدمه الطفل باستمرار.

- مهارات المشاركة تتطور ما بين 3 إلى 4 سنوات.

- التحكم الانفعالي أيضًا لن يتطور قبل ثلاث سنوات ونصف إلى 4 سنوات.

وعلى ضوء الدراسة يقول "ميلميد": "السنوات الأولى للطفل هي لتعليمه وليس لمعاقبته! عندما يملك الوالدين توقعات طبيعية عن قدرات طفلهم فحينها يمكنهم توجيه تصرفاته بطريقة فعالة."

ولكن الدراسة أظهرت أيضًا أن بعض الآباء والأمهات يعانون من انعدام الصبر عندما يفقد أطفالهم التحكم في أنفسهم، ويفشلون أحيانًا من عدم السيطرة على انفعالاتهم عند مواجهة طفل تصرفاته مبالغ فيها.

حسنًا.. جميعنا مررنا بهذا الموقف، ولكن لا تقلقي ففي النهاية سيتحكم أطفالنا في أنفسهم ويكون الأمر على ما يرام... بالطبع حتى يصبحوا آباء وأمهات لأطفال آخرين!