#الملكة:-
أُطلق على شهر أبريل اسم "شهر التوعية بمرض التوحد" ولكن الأمهات اللاتي لديهن أطفال ذوي احتياجات خاصة لا تحتجن لشيئٍ كهذا؛ بل يحتجن أن يعرف العالم بأجمعه ما هو "مرض التوحد" فهناك العديد من الأشخاص لم يسمعوا به من قبل -وهذا شيئ لا يصدقه عقل!- أو لديهم مفاهيم خاطئة عنه أو يسمعون الأقاويل الشائعة دون التفكير لثانية واحدة هل هذه الأفكار حقيقية أم لا؟! وأنا أدعو الجميع ليعطوا الأمر فرصة للتفكير...

لم يكن لدي الوقت الكافي قبل الآن للكتابة عن الموضوع.. لماذا؟ لأنني بدلًا من الكتابة عن ابنتي المريضة بالتوحد كنت مشغولة بالعناية بها، ولكن هناك العديد من المدوِّنات الموهوبات اللاتي يكتبن عن هذا الأمر، وقد تفاعلت مع كتاباتهم بكل مشاعري فضحكت وبكيت وتشابهت تجاربهم مع تجربتي كثيرًا وشعرت بالتعاطف معهم وجعلوني أفكر هل هناك شيئًا لأضيفه؟ نعم، لدي ما أشاركه معكم عن طفلتي... ♡

تعلمت من كوني أم لطفلة مصابة بالتوحد أن . . .
 

استمع بحنان:-
أحيانًا يحتاج الناس لشخص متفهم يستمع لهم بحنان وليس شخصًا يخبرهم ببعض النصائح أو البديهيات التي لا تناسب حالتهم!

اقدم المساعدة إذا كان مسموحًا لي:-
أحيانًا مشاركة خبراتك في الحياة مع الآخرين قد يحميهم من الوقوع في نفس مشاكلك، فكل أم في نفس موقفي لديها شيئ هام لتقوله ولكن الأمر صعب علي لأني بطبيعتي انطوائية.

ألّا أحكم على تصرفات الآخرين:-
أنا لا أعلم ما الذي يعانيه كل شخص في حياته الشخصية لذلك لا يمكنني الحكم عليهم من موقف واحد؛ فأحيانًا عندما تنهار صغيرتي قد يسيئ البعض الظن بأنها أحد نوبات الغضب لطفل مدلل ولكنها ليست كذلك.

أثق في الحكمة الربانية وليس حكمتي!
أرى -من وجهة نظري- أن كل ما أمر به وما تعانيه ابنتي هو ظلم، فعندما احاول استيعاب الأمر بعقلي أجده لا يُحتمل!! ولكن عندما أنظر للأشياء بطريقة غير دنيوية وأن الله -سبحانه وتعالى- يخطط حياة كل البشر.. وقتها فقط أفهم التطور والدروس التي نتعلمها في عائلتنا بفضل ابنتي الجميلة..
 

أحب الآخرين بلا شروط:-
ظننت أنني اعلم كيف تحب الأم أطفالها حب شديد وغير مشروط حتى قبل أن ألد أطفالي؛ ولكن ابنتي غيرت فكرتي عن الحب! فعندما أضعها في سريريها للنوم وأقول لها "أحبك" لا ترد عليّ بنفس الطريقة التي ترد بها أخواتها، ولكنّي أعلم أنها تشعر بها من صميم قلبها.. أعلم ذلك لأنها تحضنني بعفوية طوال اليوم عندما نلعب أو نقرأ معًا، ولأن أول كلمة مفهومة قالتها كانت "ماما"! وأنا أول شخص في العالم تناديه باسمه.. وأعلم أيضًا انني إذا غمرتها بحبي غير المشروط فسوف تشعر به وترد عليه بطريقتها الفريدة من نوعها...♡

ربما يومًا ما سأقوم بكتابة تجربتنا مع التوحد، وحتى هذا الوقت دعوني أخبركم أن ابنتي تُعامل بالظبط كما نعامل اخوتها الأخريات، لديها ما تحب وما تكره ونقاط قوتها وضعفها ولن ندع التوحد يضعها في قالب معين لأنها هدية من الله! ♡