قد يلعب الإجهاد دورًا رئيسيًا في مدى سرعة انتقال الشعر من اللون الأسود إلى الرمادي، وذلك وفقًا لما توصلت إليه دراسة صدرت في الأسبوع الماضي في مجلة Nature.

لقد أدرك العلماء منذ فترة طويلة أن هناك صلة بين الإجهاد والشعر الرمادي ، لكن هذا البحث الجديد من جامعة هارفارد في ماساتشوستس يحقق بعمق أكثر في الآليات الدقيقة الموجودة في اللعب.

نظرت الاختبارات الأولية للباحثين عن كثب في هرمون الكورتيزول ، وهو "هرمون التوتر" الذي يرتفع في الجسم عندما يجرب الشخص تجربة "قتال أو هروب" , نفسيا وواقعيا.

إنها وظيفة جسدية مهمة ، لكن وجود الكورتيزول المرتفع على المدى الطويل يرتبط بمجموعة من النتائج الصحية السلبية.

أفاد الباحثون أن هذه الأعصاب موجودة في جميع أنحاء الجسم ، بما في ذلك طريقها إلى بصيلات كل شعرة.

تتسبب المواد الكيميائية التي يتم إفرازهاا أثناء مواجهة الإجهاد - وخاصة النورإيبينيفرين - في تنشيط الخلايا الجذعية المنتجة للأصباغ قبل الأوان ، مما يؤدي إلى استنزاف "احتياطيات" لون الشعر.

قال " يا تشيه هسو "، دكتوراه ، مؤلف دراسة رئيسي وأستاذ مشارك للخلايا الجذعية وبيولوجيا التجدد في هارفارد ، في بيان صحفي "لقد كان التأثير الضار للتوتر الذي اكتشفناه يتجاوز ما كنت أتخيله" .

بعد بضعة أيام فقط ، ضاعت جميع الخلايا الجذعية المجددة للصباغ.و بمجرد استنزافهم ، لا يمكنك إعادة تجديد الأصباغ بعد الآن. الضرر دائم ".

لماذا يغزو رأسنا الشعر الرمادي؟

لكن التوتر ليس هو السبب الوحيد - أو حتى السبب الرئيسي - في إصابة معظم الناس بشعر رمادي.

في معظم الحالات ، إنه علم وراثة بسيط "الشعر الرمادي ينتج عن فقدان الخلايا الصباغية (الخلايا الصبغية) في بصيلات الشعر يحدث هذا مع تقدمنا ​​في العمر ، ولسوء الحظ ، لا يوجد علاج يمكن أن يعيد هذه الخلايا والأصباغ التي تنتجها ، الميلانين "، الدكتور ليندسي بوردون ، طبيب الأمراض الجلدية في جامعة كولومبيا ، وأستاذ مساعد في الأمراض الجلدية في المركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك ، قال لهيلثلاين. "العوامل الوراثية تحدد متى يتحول شعرك إلى اللون الرمادي. لا يوجد شيء يمكن القيام به طبيا لمنع حدوث ذلك عندما يتم تحديده مسبقا وراثيا ".

هذا لا يعني أن العوامل البيئية - مثل الإجهاد - لا تلعب دوراً.

التدخين ، على سبيل المثال ، هو عامل خطر معروف لانتشار اللون الرمادي في الشعر ، وفقًا لدراسة صدرت عام 2013 .

تشمل العوامل الأخرى المساهمة في الشيب المبكر أوجه القصور في البروتين وفيتامين ب 12 والنحاس والحديد بالإضافة إلى الشيخوخة الناتجة جزئيًا عن تراكم الإجهاد التأكسدي.

وقال كاسي نيكولز ، NMD ، وهو طبيب وخبير صحي في Rave Reviews ، إن هذا الضغط ناجم عن خلل في التوازن بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة في جسمك يمكن أن يتلف الأنسجة والبروتينات والحمض النووي.

وبعض درجة من الإجهاد التأكسدي هو جزء طبيعي من الحياة.

وقال نيكولز: "نتوقع زيادة الشعر الرمادي مع تقدمنا ​​في العمر ، ونرى زيادة بنسبة 10 في المائة في فرص تطوير الشعر الرمادي لكل عقد بعد سن الثلاثين".

تشمل التغييرات التي يمكنك متابعتها لتأخير الانتشار المبكر للون الرمادي في الشعر تناول نظام غذائي غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية مثل الجوز والسمك الدهني ، وعدم قضاء وقت طويل في ضوء الشمس فوق البنفسجي الضارة بالجلد وتلف الشعر ، وأخذ فيتامين ب -12 وفيتامين ب 6 مكملات.

ومع ذلك ، إذا لاحظت انتشار مبكر للشعر الرمادي قبل الأوان ، فلن يكون من المؤلم إجراء فحوصات طبية في حال لم تكن العوامل الوراثية الطبيعية هي السبب الوحيد.

بحث هارفارد الجديد ليس سوى دراسة على الفئران ، لذلك فإن تكرار النتائج نفسها في دراسة بشرية سيكون ضروريًا لتعزيز النتائج.

لكن الأبحاث التي أجرتها جامعة هارفارد لها آثار أبعد من الشيب ، حيث يتغير لون الشعر مجرد علامة واحدة واضحة على حدوث تغييرات داخلية أخرى نتيجة للضغط المطول.

وقال هسو: "من خلال الفهم الدقيق لكيفية تأثير الإجهاد على الخلايا الجذعية التي تجدد الصبغة ، وضعنا الأساس لفهم كيفية تأثير الإجهاد على الأنسجة والأعضاء الأخرى في الجسم".

"إن فهم كيفية تغير لون انسجة الشعر تحت الضغط هو الخطوة الحاسمة الأولى نحو العلاج النهائي الذي يمكن أن يوقف أو يعيد التأثير الضار للتوتر".