ماذا يوجد داخل هذا المقال؟

- الصمت السلبي

- الصمت الإيجابي

- كيف تفكين شفرة الصمت؟

لماذا يجلس الأزواج في صمت، وماذا يقولون من خلال صمتهم؟ 
في بعض الأحيان يمكن أن يكون الصمت مجرد سمة شخصية للزوج، ولكنه قد يكون أيضًا أحد أعراض شيء أكثر أهمية.

تابعي القراءة لتتعلمي كيف يمكن أن يكون الصمت مدمرًا أوبنَّاءً في الزواج، وكيفية فك الشفرة بينهما وكيف يمكنك أنت وزوجك الحصول على فهم أفضل لمزاج كل منكما.

الصمت السلبي

الصمت السلبي يمكن أن يرتبط أحيانًا بالحاصل العاطفي للفرد، أي كيف تتعاملي مع نفسك والآخرين؟ 
تخيلي أن زوجم بصدق لا تعجبه الطريقة التي تمشطين بها شعرك، لكنه لا يستطيع معرفة سبب إزعاجه وإجباره على الصمت؛ ربما يذكره بالطريقة التي يمشط بها شخص مسئ شعره؟ 
إذا كان الأمر كذلك، فقد يتراجع بعد ذلك إلى صمته ولكنه لا يرغب في أن يسأل نفسه ما الذي يساهم في هذا الصمت، فبدون هذا الوعي الذاتي، لن يكون قادرًا على التعامل بشكل صحيح مع مشاعره، وهذا ينطبق على الزوجة أيضًا.

هناك عدة سيناريوهات يمكن أن يكون فيها الصمت مدمرًا للغاية، لكل من العلاقة الزوجية والطرف الصامت:

العدوان السلبي

الصمت يمكن أن يكون أحيانًا عمل عدائي هادئ، حيث يتصرف أحد الزوجين كما لو كان متعاونًا، لكن بصمت يفعل كل ما في وسعه لتخريب الموقف، فعلى سبيل المثال: قد يوافق أحد الزوجين على أنه من الجيد زيارة الأصهار في عطلة نهاية الإسبوع، ولكن بعد ذلك يصمت طوال فترة زيارته.

خشية الإساءة

عندما يخشى أي نوع من الإساءة اللفظية أو الاجتماعية أو العاطفية أو الجسدية أو الجنسية أو الاقتصادية، يمكن استخدام الصمت كمانع للمشاكل.  فقد يصبح بالصمت آمناً، لذا يعتقد أنه من الأفضل له التزام الصمت بدلاً من قول شيء قد يثير الغضب.

التجنب

يمكن أن يكون هذا مرتبطًا بالعدوان السلبي، ولكن بدون مشاعر العداء، إنها طريقة لقول إنه لا يريد التحدث عن هذه القضية لأنها غير مريحة ولا يريد أن يؤذي مشاعر زوجته، لذلك عليه تجنب التحدث عن الموضوع معها. 
يقوم جميع الأزواج بهذا، وقد يعلم الأزواج الأكبر سنًا ما يجب أن يقولوه وما يجب تجنبه، إنها طريقة لتقليل الشجار، وفي حين أن التجنب الصامت بشكل عام ليس شكلاً صحيًا من أشكال التواصل بين الزوجين، إلا أنه يمكن استخدامه أحيانًا لتجنب الخلافات حول الأشياء التافهة التي قد لا تكون بالضرورة جديرة بالخلاف.

السلام بأي ثمن

انه موقف سائد عندما يكتشف أحد الزوجين أن لدى الزوج الآخر عادة مدمرة ولكنه لا يعرف كيفية معالجة المشكلة المطروحة، فالزوج البريء لا يواجه القضية، وبالتالي لا يشعر الزوج المخطئ ان هناك مشكلة.

الانشغال

عندما تشغلي نفسك أنت وزوجك بضوضاء الاتصال المفرط مثل: الهواتف وأجهزة الكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعي، فإنكما تخاطران بالابتعاد عن اللحظة الحالية ومواجهة أي مشاكل أمامكما، حيث تهدف راحة نهاية الإسبوع إلى حملنا على التوقف والتفكير في المكان الذي نحن فيه في علاقتنا الزوجية مع أنفسنا والآخرين والعالم، وهذا يستغرق وقتا ويجب أن لا تشغلنا التكنولوجيا عن علاقتنا الزوجية.

القوة

هذا شكل من أشكال الإساءة العاطفية، وهو الصمت بغرض التلاعب بالزوجة لتشعر كما لو أنها فعل شيئًا خاطئًا، على سبيل المثال: يصمت الزوج وينتظر بلرود حتى تأتي زوجته للتحدث معه عن مزاجه.

الاجترار

أي تفكير الزوج في ظروفه المؤسفة، وقد يكون تركيزه الوحيد على الخطأ الذي حدث في حياته، ويجعل بقية العالم يدور حول هذا الخطأ، ويعتقد أن الآخر يحتاج إلى فعل شيء يجعله سعيد، فبدلًا من رؤية الخيارات الإيجابية التي يمكنه استكشافها مع زوجته، يُفضل اجترار بؤسه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى المرارة، وهو سرطان الروح.

الصمت الإيجابي

بينما أظهرت الأمثلة المذكورة أعلاه الجوانب السلبية للصمت في العلاقة الزوجية.

هناك خمس طرق يمكنك من خلالها أنت وزوجك الاستفادة من الصمت لتحسين زواجك ورفاهيتك:

العلاج 

بدلاً من الرد على موقف ما، فهو يفكر بصمت في الأمور حتى يتمكن من رؤية الظروف بشكل أكثر موضوعية، ففي بعض الأحيان قد يتسبب اندفاعنا في وقوعنا في مشاكل أكثر مما هو ضروري.

التأمل والتعاطف

عندما يتزوج شخصان، عادة ما يكون ذلك بمثابة تصادم بين ثقافتين، فإذا جاء أحدكما من نشأته مع التضامن الأسري والآخر جاء من عائلة مختلة أو مسيئة، فسيواجه الزوج من العائلة الأكثر صحة صعوبة في فهم الخلفية العائلية المدمرة للطرف الآخر، لذلك من المهم أن التحلي بالصبر في هذا السياق وتفهم أنه قد تحتاج إلى تغيير بعض تصرفاته.

العزلة

هناك ثلاثة أشخاص في كل زواج: أنت وأنا ونحن.  بدون قضاء بعض الوقت في العزلة ومراقبة صحتك العاطفية، فقد يصاب أحد الزوجين بالارهاق مما قد يؤثر سلبًا على زواجك، فإذا كان الفرد في حالة جيدة فلن يكون الجماعة في صحة جيدة.

التأمل

كإشارة لاستخدام الصمت كوسيلة نحو النضج الروحي.

التمتع

التواجد في حضور الزوج لا يعني بالضرورة أنكما بحاجة إلى إجراء محادثات طوال الوقت، فلا بأس أن تجلسا في صمت ثم تتواصلا لفظيًا في وقت لاحق.

كيف تفكين شفرة الصمت؟

نظرًا لأنه يمكن استخدام الصمت بشكل بناء وهدام في العلاقة الزوجية، فكيف يمكنك فك تشفير سلوك زوجك؟ 
يمكن دائمًا تحسين التواصل من خلال إجراء محادثات صادقة والاستماع إلى بعضنا البعض، وتذكري أن أزواجنا لا يحتاجوننا دائمًا لحل مشاكلهم، لكنهم يريدون منا أن نصغي، وأن نفهم أن أساليب الاتصال مختلفة، وأن نتعلم احترام أنماط التواصل بين بعضنا.

هناك طريقة أخرى يمكنك من خلالها اكتساب فهم أفضل لصمت زوجك وهي طرح أسئلة مفتوحة،  مثل "ماذا؟"  بدلا من "لماذا؟" 
فغالبًا ما يتم الشعور بالسؤال لماذا؟ في العلاقة الزوجية باعتباره حكمًا خاصة إذا كان زوجك يشعر بالفزع في صمته، فإذا سألتيه لماذا فعلت ذلك؟ فقد بشعر أنه حكم على أنه ارتكب خطأً، وبدلاً من ذلك اسأليه: ماذا كنت تشعر؟
وهذا يساعد في فهم المشكلة بدلاً من محاولة شرح شيء لا يفهمه زوجك بالضرورة.