هناك سبب يجعل الأرز من بين الحبوب الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، إنه متعدد الاستخدامات للغاية ويمكن تكييفه لإكمال مجموعة كبيرة من النكهات والأطباق. بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من الأصناف للاختيار من بينها؛ أكثر من 120000 نوع! تشير التقارير إلى أن الأرز يشكل خُمس إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة على مستوى العالم، لكن هل الأرز الأبيض صحي أم لا؟

تحدثنا مع "لورين ماناكير"، مؤلفة كتاب الطبخ للحمل الصحي لأول مرة وكتاب تغذية خصوبة الذكور، وكذلك بحثنا في بعض الأبحاث الحديثة للحصول على المعلومات التي تخبرنا بما يفعله تناول الأرز الأبيض حقًا لجسمك، وقد اتضح أن هناك بعض الآثار الجانبية المدهشة، سواءً كانت جيدة أو ليست جيدة، مثل: 

ستحصلي على بعض الألياف الصحية والعناصر الغذائية الأخرى

أحد الأسباب التي تجعل الأرز الأبيض يحصل على مثل هذه السمعة السيئة هو أنه غالبًا ما يُقارن بأخيه الأقل معالجة، وهو الأرز البني، وبينما يحتوي الأرز الأبيض على نصف الألياف الموجودة في الأرز البني فإنه لا يزال بإمكانه توفير الألياف والمواد المغذية الأخرى كجزء من وجبة صحية.

في 100 جرام من الأرز الأبيض تحصلي على ما يقرب من جرام واحد من الألياف، قد لا يبدو هذا كثيرًا خاصةً لأن الأرز البني يمكن أن يكون له الضعف تقريبًا لكنه لا يزال يوفر لك حصة صغيرة.

غالبًا ما يحتوي الأرز الأبيض أيضًا على فيتامينات ومعادن مثل الزنك والسيلينيوم والنياسين وحمض الفوليك والفوسفور وفيتامين ب 6.

قد يكون لديك المزيد من الطاقة

تقول "ماناكير": "الأرز الأبيض هو مصدر للكربوهيدرات التي تعتبر المصدر الرئيسي للوقود لجسمك، بالإضافة إلى ذلك فإن العديد من أنواع الأرز الأبيض مدعمة بفيتامينات ب التي قد تساعد في دعم مستويات الطاقة أيضًا".

وفقًا لبحث نُشر في المجلة Nutrients فإن جميع فيتامينات B، باستثناء حمض الفوليك، تشارك في خطوة واحدة على الأقل (إن لم يكن أكثر) من نظام إنتاج الطاقة داخل الخلية، لذلك من الضروري الحصول على جرعة من كل فيتامين ب لاكتساب الطاقة، والقليل جدًا منه سيحد من إنتاج الجسم للطاقة مما قد يكون له تأثير سلبي على التمثيل الغذائي والصحة العامة.

يعزز صحة العظام

اتضح أن تناول الأرز الأبيض قد يوفر ميزة كبيرة عندما يتعلق الأمر بـ صحة العظام! تقول "ماناكير": "نعلم جميعًا أن الكالسيوم وفيتامين د من العناصر الغذائية المهمة لصحة العظام، لكن أحد المغذيات الرئيسية المجهولة لصحة العظام هو المنغنيز، وهو يوجد في الأرز الأبيض".

قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2

وجدت دراسة جماعية كبيرة شملت أكثر من 39000 رجل وأكثر من 157000 امرأة أن تناول أكثر من خمس حصص من الأرز الأبيض أسبوعيًا أدى إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وقد وجدت هذه الدراسة الجماعية نفسها أيضًا أن تناول المزيد من الأرز البني كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

يحتوي على الزرنيخ

وفقًا لـ"ماناكير": "يعد الزرنيخ عنصرًا نادرًا يمكن أن يؤدي عند استهلاكه بشكل متكرر وبكميات كبيرة إلى بعض النتائج الصحية غير السارة".

تقول: "تم العثور على الزرنيخ في الأرز لذلك عندما تتناولي هذه الحبوب فيمكنك تناول هذا العنصر أيضًا".

وعلى الرغم من أن الأرز الأبيض يحتوي على نسبة أقل من الزرنيخ مقارنة بالأرز البني إلا أنه لا يزال من المهم تجنب تناول الكثير منه، تشير الأبحاث إلى أن الخيارات الأقل في الزرنيخ والتي تستحق التجربة هي الكينوا والبرغل.

وقد وجد نفس التقرير أيضًا أن مستويات الزرنيخ يمكن أن تختلف بناءً على مكان زراعة الأرز، على سبيل المثال قد يحتوي أرز السوشي من الولايات المتحدة وأرز البسمتي الأبيض من كاليفورنيا والهند وباكستان على زرنيخ أقل من أنواع الأرز الأخرى.

قد تكونين أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي

"بينما هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لكن تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين تناول الأرز الأبيض وخطر متلازمة التمثيل الغذائي"، كما تقول "ماناكير".

"متلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من الحالات التي تحدث معًا مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع 2، وتشمل الحالات زيادة الدهون في الجسم حول الخصر وزيادة ضغط الدم ومستويات غير طبيعية من الكوليسترول أو الدهون الثلاثية."، وفقًا لـ مايو كلينك.

اقترحت دراسة أخرى نُشرت في مجلة Heart Asia أن أولئك الذين تناولوا الكثير من الأرز الأبيض ارتبطوا بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي بنسبة 30٪، على الرغم من أنها ليست نسبة شديدة إلا أنها لا تزال كبيرة بما يكفي، لذلك إذا كنت معرضة لخطر الإصابة بأي من هذه الحالات ففكري في استبدال الأرز الأبيض بشيء آخر.

الخلاصة: الأرز الأبيض ليس سيئًا إذا تناولناه باعتدال

بعد النظر في الآثار الجانبية المحتملة لتناول الأرز الأبيض فمن الآمن القول أنك لست بحاجة إلى التخلص تمامًا من هذه الكربوهيدرات في حياتك، حيث يمكن أن يكون الأرز الأبيض وسيلة سهلة المنال وبأسعار معقولة للحصول على جرعة صحية من العناصر الغذائية والطاقة في يومك، ومع ذلك من المهم أن تتناولي الأرز الأبيض باعتدال وتوازني أسبوعك بحصص من الحبوب الكاملة أيضًا.