أثناء كل دورة شهرية يعمل جسمك على مدار الساعة للاستعداد لحمل محتمل، وهذا يعني أن الدماغ والمبيض يتفاعلان باستمرار لإحداث تغييرات في مستوى الهرمونات على مدار كل دورة شهرية، ولكن ما هي تلك الهرمونات التي تتغير مستوياتها في مراحل الدورة المختلفة وكيف تؤثر على صحتك العقلية والجسدية؟

ما هي الدورة الشهرية؟

الدورة الشهرية هي سلسلة من التغيرات الطبيعية المنتظمة في الجسم، ويتم حساب طول الدورة الشهرية من خلال عدد الأيام بدءًا من اليوم الأول للدورة الحالية إلى اليوم الأول في الدورة التالية، وتتكون الدورة الشهرية من مرحلتين رئيسيتين؛ تكون المرحلة الجرابية (أو مرحلة التكاثر) أول 10-16 يومًا من الدورة؛ ثم تأتي المرحلة الأصفرية مباشرةً بعد الإباضة وتستمر لمدة 14 يومًا تقريبًا وتنتهي بالحيض إذا لم يحدث الحمل، وتستمر الدورة الطبيعية من 21 إلى 35 يومًا.

هرمونات متلازمة ما قبل الحيض

لا أحد يعرف سبب إصابة بعض النساء بمتلازمة ما قبل الحيض والبعض الآخر لا يشعرن بها، لكن أعراض متلازمة ما قبل الحيض مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتغيير مستويات هرمون الاستروجين والسيروتونين والبروجسترون:

• يرتفع هرمون الاستروجين خلال النصف الأول من الدورة الشهرية وينخفض خلال النصف الثاني، لدى بعض النساء تظل مستويات السيروتونين ثابتة في الغالب ولكن لدى النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية ينخفض السيروتونين مع انخفاض هرمون الاستروجين، وهذا يعني أن السيروتونين يكون الأقل في الأسبوعين السابقين للدورة، ولذلك من المرجح أن تعاني النساء المصابات بانخفاض مستويات السيروتونين من متلازمة ما قبل الحيض .
• يمكن أن يكون للبروجسترون تأثير مهدئ على الجسم، وهذا يمكن أن يخفف الأعراض الجسدية التي تسببها التغيرات الشهرية في الجسم، لذلك عند  النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الحيض قد لا يكون للبروجسترون هذا التأثير المهدئ مما يجعل الأعراض أكثر حدة.

الأعراض الشائعة لمتلازمة ما قبل الحيض

الأعراض الجسدية

• الانتفاخ (احتباس الماء)

• آلام الثدي

• الرغبة الشديدة في تناول الطعام

• آلام العضلات

• تورم اليدين والقدمين

• تغيرات الشهية

• الصداع

• الإرهاق

• مشاكل بشرة

• آلام البطن

الأعراض النفسية

• تقلب الحالة المزاجية

• الاكتئاب

• البكاء

• التذمر

• الشعور بالضيق

• عدم الرغبة في التواجد حول الأصدقاء والعائلة

• النسيان

• صعوبة في التركيز

• القلق

• الأرق

• الغضب

• الارتباك

• التغيرات في الرغبة الجنسية

ما هي هرمونات الدورة الشهرية؟

يتأثر الجهاز التناسلي بالهرمونات التي ينظمها الوطاء وهرمون إفراز الغدد التناسلية (GnRH)، يتسبب هذا الهرمون في إنتاج الخلايا الموجودة في الجزء الأمامي من الغدة النخامية لنوعين من الهرمونات.

الهرمون الأول هو الهرمون المنبه للجريب (FSH) والآخر هو الهرمون الملوتن (LH)، تنتقل هذه الهرمونات إلى المبايض حيث تؤثر على مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون وتساعد البصيلات الموجودة داخل المبايض على النضوج.

تطلق بعض البصيلات الناضجة في النهاية بويضات تنتقل عبر أنابيب الرحم (قناتي فالوب) حيث يمكن تخصيبها قبل الانتقال إلى الرحم، ثم في نهاية الدورة قبل الحيض مباشرةً تنخفض مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون مما يؤدي إلى زيادة مستويات FSH و GnRH.

ترتفع جميع هذه الهرمونات في مرحلة واحدة من الدورة الشهرية وتنخفض في المرحلة الأخرى، تؤثر كل هذه التقلبات على الإباضة ويمكن أن تسبب أعراضًا مثل حب الشباب والحالة المزاجية السلبية والصداع وزيادة الوزن والانتفاخ وتغيرات الشهية.

مراحل الدورة الشهرية وعلاقتها بالهرمونات

• المرحلة الجرابية (ما قبل التبويض)

خلال المرحلة الجرابية قد تؤدي زيادة مستويات هرمون الاستروجين وانخفاض مستويات البروجسترون إلى تحسين مظهر الجلد والحالة المزاجية أيضًا.

ماذا يحدث للهرمونات في المرحلة الجرابية؟

تحفز المستويات العالية من الهرمون المنبه للجريب في المرحلة الجرابية المبكرة تكوُّن الجريبات (نمو ونضج الجريبات)، في بداية الدورة تنمو العديد من البصيلات بسرعة متساوية حتى تظهر بصيلات سائدة.

تُنتج الجريبات الناضجة هرمون الاستروجين مما يؤدي إلى زيادة الهرمون الملوتن، تعمل المستويات العالية من هرمون الاستروجين والهرمون الملوتن على تنشيط التفاعلات الكيميائية الحيوية المعقدة التي تؤدي إلى حدوث الإباضة.

الإستروجين هو أحد أكثر الهرمونات تأثيرًا في الجسم وهو مسؤول عن تحفيز الخصائص الأنثوية الثانوية (تكوين الجسم، نمو الثدي، الدورة الشهرية، إلخ)، يمكن أن يؤثر أيضًا على جوانب أخرى من الصحة مثل استقرار الحالة المزاجية والبشرة وصحة العظام ومستويات الكوليسترول.

• التبويض

يحدث التبويض عندما يتم إطلاق البويضة من الجريب السائد وتنتظر أن يتم إخصابها في أنبوب الرحم، ولدورة منتظمة مدتها 28 يومًا تكون هناك فرص أكبر الحمل قبل 14 يومًا من بدء الدورة الشهرية التالية، لكن يمكن للحيوانات المنوية البقاء على قيد الحياة في الرحم لمدة خمسة أيام تقريبًا وتعيش البويضة لمدة 24 ساعة تقريبًا لذلك يكون الحمل ممكنًا في أي وقت خلال هذه الفترة الزمنية والتي تسمى فترة الخصوبة.

ماذا يحدث للهرمونات في مرحلة التبويض؟

عندما تصل مستويات هرمون الاستروجين إلى ذروتها فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع مستوى الهرمون الملوتن، وتبدأ هذه العملية في حدوث التبويض وتتسبب في إطلاق البويضة من الجريب السائد.

• المرحلة الأصفرية

بعد الإباضة تنخفض مستويات الهرمون الملوتن والإستروجين، يتحول الجريب المهيمن إلى الجسم الأصفر وهو نوع من الأعضاء المؤقتة التي تفرز في الغالب هرمون البروجسترون لتحضير بطانة الرحم لغرس البويضة المخصبة، وتستمر هذه المرحلة لمدة 14 يومًا لمعظم السيدات.

ماذا يحدث للهرمونات في المرحلة الأصفرية؟

خلال المرحلة الأصفرية يستعد الجسم لغرس بويضة مخصبة، حيث يبدأ هرمون البروجسترون، الذي يسود خلال المرحلة الأصفرية، في الزيادة وفي الوقت نفسه تنخفض مستويات هرمون الاستروجين بعد الإباضة ولكن بعد ذلك ترتفع ببطء مع البروجسترون، إذا لم يحدث الحمل تبدأ مستويات هرمون البروجسترون والإستروجين في الانخفاض بعد ذروتهما في الأيام 22-24 من الدورة.

• مرحلة الحيض

في حالة عدم حدوث الحمل تبدأ مستويات الهرمونات في الانخفاض وترتفع مستويات البروستاجلاندين في الجزء الأخير من المرحلة الأصفرية، تتسبب هذه التغييرات في تقلص عضلات الرحم وتقلص البطانة الداخلية للرحم (بطانة الرحم)، وهذا هو الحيض وهو بداية الدورة الشهرية، وتعتبر فترة الحيض التي تستمر من يومين إلى سبعة أيام طبيعية.

ماذا يحدث للهرمونات في فترة الحيض؟

إذا لم يحدث الحمل يبدأ هرمون البروجسترون والإستروجين في الانخفاض، تشمل بعض أعراض الدورة الشهرية الشائعة التقلصات وألم الجلد والثدي وتقلب المزاج المفاجئ والتعب والصداع النصفي وآلام أسفل الظهر.

ما هي أعراض تغييرات (تقلبات) الهرمونات؟

تتقلب مستويات الهرمونات في أجسامنا طوال الوقت، يرجع ذلك إلى التقدم الطبيعي في العُمر، أو خلال فترات مختلفة مثل فترات البلوغ أو قبل انقطاع الطمث. إذا ارتفع معدل الهرمونات قليلًا، أو تم إصابة الغدة التي تفرزه ببعض الخمول تظهر أعراض وعلامات لاضطراب الهرمونات، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، يمكن أن تتقلب الهرمونات في أوقات مختلفة من حياة المرأة خلال هذه المراحل:

• البلوغ

• الحمل

•  ما بعد الولادة

• الرضاعة الطبيعية

• سن اليأس

يمكن أن تختلف الأعراض اعتمادًا على عدم توازن الهرمونات وكذلك السبب الكامن وراء عدم توازنها، وتشمل هذه الأسباب ما يلي:

• دورات غير منتظمة أو خفيفة أو شديدة الغزارة

• تساقط الشعر

• جفاف المهبل أو ألم أثناء الجماع

• حب الشباب

• زيادة الوزن

• الهبات الساخنة أو التعرق الليلي

• نمو شعر الوجه

• علامات الجلد

تشمل الحالات والعوامل التي يمكن أن تسبب اختلالات أو تغييرات هرمونية يمكن أن تؤثر على الدورة الشهرية ما يلي:

• مرض السكري

• مشاكل الغدة الدرقية

• اضطرابات الاكل

• الضغط

• الأورام

• متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

• قصور المبايض الأساسي

• تناول بعض الأدوية

ما هي الطرق الطبيعية والمكملات الغذائية لعلاج تقلبات الهرمونات؟

تدعي العديد من المكملات الغذائية المتوفرة في الأسواق أنها تعالج انقطاع الطمث وعدم التوازن الهرموني لكن القليل منها مدعوم بأدلة علمية.

تحتوي العديد من هذه المكملات على هرمونات مشتقة من النباتات، ويطلق عليها أحيانًا اسم هرمونات "متطابقة بيولوجيًا" لأنها تشبه هرمونات الجسم الطبيعية من الناحية الكيميائية، لكن لا يوجد دليل يشير إلى أنها تعمل بشكل أفضل من العلاج الهرموني المنتظم.

تجد بعض السيدات أن اليوجا تساعد في تخفيف أعراض عدم التوازن الهرموني، اليوغا ممتازة لتعزيز قوتك ومرونتك وتوازنك، قد تساعدك أيضًا في إنقاص الوزن مما قد يساعد في تنظيم هرموناتك.

يمكنك اتباع الاجراءات التالية لعلاج تقلبات الهرمونات:

• فقدان الوزن: إذا أوصى طبيبك بذلك فقد يساعد إنقاص الوزن في تنظيم الحيض وزيادة فرص الحمل.

• تناول الطعام جيدًا: النظام الغذائي المتوازن جزء مهم من الصحة العامة.

• تقليل الألم المهبلي: استخدمي المزلقات أو المرطبات الخالية من البارابين والجلسرين والمواد البترولية.

• تجنبي محفزات الهبات الساخنة قدر الإمكان: حاولي تجنب الأشياء التي تسبب الهبات الساخنة مثل درجات الحرارة المرتفعة أو الأطعمة الغنية بالتوابل أو المشروبات الساخنة.

• إزالة الشعرغير المرغوب فيه: إذا كان لديك شعر زائد في الوجه أو الجسم فيمكنك استخدام كريم إزالة الشعر أو إزالة الشعر بالليزر.