ظلت آمِنة وزوجها يبحثان عن الحمل لمدة سنتان ونصف السنة، واليوم ستحكي لنا عن قصتها والمشاكل التي واجهتها أثناء رحلتها للبحث عن الحمل وكيف حدثت المعجزة!

قبل الزواج كانت دورتي دائمًا غير منتظمة وطويلة في بعض الأحيان، وفي عام 2011 تزوجت وأنجبت طفلين بسرعة (ولد ثم بنت)، لم أفكر أبدًا في أنني سأواجه مشاكل الخصوبة بعد أن حملت مرتين بالفعل! لكن عندما كانت ابنتي في الثانية من عمرها خططنا لإنجاب طفل آخر، وظننت وقتها أنني سأحمل في الشهر الأول بكل سهولة كما كان الأمر يحدث من قبل.

لم أستخدم أي وسائل تحديد النسل وبعد الشهر الأول لاحظت بعض التغييرات في دورتي الشهرية، فاعتقدت أنني حامل، لكنها لم تكن الدورة بل كانت 7 أيام من النزيف المستمر! أجريت اختبار الحمل وكان سلبيًا، فقررت أن أتتبع درجة حرارة الجسم كما كنت أفعل في الماضي وأن أهتم بأعراض وعلامات التبويض، عادةً ما تكون الإباضة لدي في اليوم العشرين تقريبًا، لكن في ذلك الشهر لم تحدث الإباضة وعانيت من نفس النزيف بدلًا من نزول الدورة الشهرية.

كنت مستاءة للغاية ولم أفهم ما الخطب أو المشكلة! ذهبت إلى الطبيب وأرادني أن أبدأ في تناول clomid، حينها صدمت قليلًا؛ فكيف تحولت فجأة من امرأة لديها خصوبة جيدة إلى امرأة لديها مشكلة في حدوث الحمل؟ فقد كان عمري 28 عامًا فقط! 

عدت إلى المنزل يومها وقضيت وقتًا في البحث عن بدائل طبيعية للكلوميد، وسرعان ما وجدت العديد من الأدوية العشبية ونصائح عن تغيير نمط الحياة على مواقع الإنترنت، قرأت أيضًا قصص نجاح العديد من النساء اللاتي قد حملن في غضون أشهر من تناول الأعشاب وإجراء تغييرات في نمط الحياة.

شعرت بأمل كبير في أنه إذا تمكنت من إعادة الإباضة إلى جسدي فسأحمل مرة أخرى، وفي الشهر الثالث من تناول الأعشاب حدثت الإباضة! شعرت بسعادة غامرة وتتأثرت كثيرًا بقوة فاعلية الأعشاب، لكن جاء ذلك الشهر وذهب بدون حدوث حمل وتبعه العديد من الأشهر!

أجريت اختبارات دم كثيرة وكانت جميع النتائج الطبيعية، في هذا الوقت اتبعت حمية الخصوبة بعناية فائقة، وشعرت بشعور رائع فقد كان لدي طاقة أفضل وكان التغيير الأكبر هو أن متلازمة ما قبل الدورة الشهرية أصبحت آلامها أقل من المعتاد وكنت سعيدة للغاية لرؤية زيادة في مخاط عنق الرحم مجددًا، عند هذه النقطة كان قد مر عام ونصف من محاولة الحمل، وكان من الصعب جدًا التعامل مع هذا التأخير.. 

كنت أفعل كل ما يمكنني فعله ولكن لم يحدث الحمل بعد! كان الأمر صعبًا على زوجي وعلى أطفالي كذلك عندما رأوا من حولنا يحتفلون بولادة أطفالهم، ووصلت أخيرًا إلى النقطة التي أدركت فيها أنني فعلت كل ما بوسعي، لم أكن أرغب في إجراء عمليات التلقيح الصناعي أو أي إجراءات طبية أخرى. 

في وقت انتشار COVID شعرت ببعض التغييرات في جسدي لكني تجاهلتها ولم أرغب في إجراء اختبار الحمل، فقد أجريت الكثير من الاختبارات السلبية في الفترة الماضية ولم أرغب في تجربة الأمر مجددًا، لكن في صباح أحد الأيام شعرت بالغثيان وقررت أن أجرب حظي وأقوم بإجراء اختبار الحمل ..

لم أصدق عيني! لقد كانت لحظة عاطفية للغاية لي ولزوجي! كان هناك الكثير من البكاء والمعانقة وكانت هذه إحدى أسعد اللحظات في حياتي! 

أنا الآن حامل في الأسبوع الـ30، لقد كان هذا الحمل أسهل بكثير من الحمل الثاني وأعتقد أن ذلك بسبب أن جسدي أصبح صحيًا بسبب اتباع التغييرات الجديدة لنمط حياتي أثناء محاولة الحمل، لا يوجد يوم يمر وأنا لا أشعر بالنعمة والفضل بحملي هذا الطفل، يا لها من هبة عظيمة من الله! ونصيحتي لكل امرأة تحاول الحمل قبل أن تتناول أي أدوية أو مكملات غذائية أن تقوم بالتغييرات السليمة في نمط حياتها وتثق في حكمة الله وأن كل شيء سيحدث بموعد، خذي بالأسباب واتركي المعجزة تحدث بمشيئة الله!

نصائح هامة لتسريع حدوث الحمل بطريقة طبيعية

1) اتباع نظام تناول طعام صحي

يُعد النظام الغذائي الصحي والمتوازن والمتنوع المليء بالفواكه والخضراوات أحد التغييرات الأكثر أهمية، فكل ما تأكلينه يلعب دروًا مهمًا في قدرة جسمك على الحمل، فضلًا عن كيفية نمو الجنين أثناء فترة الحمل وحتى بعدها.

2) بدء تناول المكملات الغذائية للحمل

تُعد الأسابيع الأولى من الحمل فترة حاسمة لنمو الجنين؛ حيث تشمل نمو الأجهزة الحيوية بالجسم لكن لا تدرك معظم السيدات أنهن حوامل إلا بعد تجاوزهن لهذه المرحلة المهمة، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لبناء مستوى أعلى من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لمساعدتكِ ومساعدة الجنين على النمو.

وقد أثبتت الدراسات أن حمض الفوليك والفيتامينات المتعددة تساعد على الوقاية من تشوهات القناة العصبية وبعض التشوهات الخلقية، كما يمكن أن تساعد في بناء العناصر الغذائية الضرورية وتلبية احتياجات كلًا من الأم والجنين، لذلك من المهم البدء في تناول حمض الفوليك قبل شهر واحد على الأقل من محاولة الحمل.

ولا يقتصر الاستعداد للحمل على السيدات فقط! حيث يجب على الرجال أيضًا اتخاذ خطوات إيجابية لدعم الحمل عن طريق اعتماد نمط حياة أكثر صحة والانتباه لصحة الحيوانات المنوية بصفة خاصة.

3) ممارسة التمارين

يُساعد نمط الحياة النشط والتمارين المنتظمة المعتدلة في الحصول على قوامٍ جيد للبدء في محاولة الحمل؛ حيثُ ترتبط التمارين المنتظمة بالحد من خطر ضعف تخصيب البويضات.

4) الإقلاع عن التدخين وتجنب الكحوليات

يرتبط شرب الكحوليات وتدخين السجائر لدى الرجال والسيدات بانخفاض احتمالية الحمل، ويُعتبر المدخنون من الأشخاص الأكثر عرضةً لضعف الخصوبة، ويزداد خطر مشكلات الخصوبة بعدد السجائر التي يتم تدخينها يوميًا، لذلك يُنصح الرجال عند محاولة الإنجاب بالتوقف عن التدخين والمساعدة على تعزيز صحة الحيوانات المنوية والحفاظ عليها.

5) التقليل من تناول الكافيين

يرتبط تناول الكافيين أيضًا ارتباطًا كبيرًا بضعف الخصوبة (وليس العقم) وحدوث تغير في مستويات الهرمونات الجنسية، ويعمل شرب أكثر من 500 جم من الكافيين يوميًا على زيادة خطر ضعف الخصوبة، لذلك يجب تقليل نسبة استهلاك الكافيين بحيث تكون أقل من 200 مجم يوميًا، وهي كمية تعادل كوب إسبريسو تقريبًا، وتذكري أيضًا أن الكافيين يوجد في الشوكولاتة والشاي وبعض المشروبات المنعشة ومشروبات الطاقة أيضًا.

3) التحكم في الوزن

إن الوزن الصحي يعتبر من أهم عوامل تعزيز الحمل لكلًا من الرجال والسيدات حيث يؤثر الوزن الزائد على فرص حدوث الحمل، ويُعد الوزن الطبيعي يعبر عنه مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و24.99، وإذا لم يكن لديكما هذا الوزن في الوقت الحالي، فيمكن للطبيب أن يقترح عليكما الطريقة الأفضل للحصول على الوزن المثالي عند التخطيط لحدوث الحمل.

7) خفض مستويات التوتر

إن التوتر يعيق القدرة على الإنجاب ويتسبب في حدوث مشاكل مثل انقطاع الإباضة واضطرابات المشيمة والإجهاض التلقائي وفشل انغراس البويضة، وقد يؤثر التوتر كذلك على علاقتكما بطرق عديدة مثل تقليل الرغبة الجنسية لديكما، لذلك يُنصح بتجربة تقنيات التحكم في التوتر مثل اليوجا والتأمل. 

8) تتبعي مواعيد التبويض

ستساعدكِ معرفة الأوقات المحتملة للتبويض على تحديد الوقت الأفضل للحمل، يمكنك شراء اختبار الإباضة من أي صيدلية لمساعدتك في تحديد موعد التبويض لديكِ وزيادة فرص الحمل، وإذا كنتِ تستخدمين وسيلة لمنع الحمل مثل اللولب أو حبوب منع الحمل أو الحقن، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت لاسترجاع خصوبتكِ، لذلك يجب طلب المشورة من طبيبكِ إذا أردتِ التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل.