تقول بعض النساء ضاحكة باكية : لقد قاومت الرغبة في رمي شيء ما على رأس زوجي، لا أشعر بالرغبة تجاه زوجي منذ بداية الحمل.. حسنًا لا تقلقي لستِ وحدك ! فكثير من النساء يشعرن بـ النفور من الزوج أثناء الحمل وبعد الولادة أيضًا !

تقول "نيكي غولدشتاين" -عالمة الجنس وخبيرة العلاقات- :-"أعتقد أنه من الطبيعي تمامًا أن تريدي" قتل "زوجك عندما تكونين حاملاً أو لديكِ أطفال، لا يعني ذلك أنك شخص سيئ، إنه تأثير الهرمونات، والمزيد من التوتر، والمزيد من الضغط، وتغيرات الجسم، والتعب الشديد؛ لذا فمن الطبيعي أن تأخذي كل ذلك إلى الشخص الأقرب إليكِ"

تقول صديقتنا "نهى" الحامل في الشهر الخامس : "يغلي دمي في أي وقت يخبرني فيه زوجي أنه متعب أو يحتاج إلى راحة إضافية لأنه يجب أن يذهب إلى العمل في الصباح ويحتاج إلى كل الطاقة التي يمكنه الحصول عليها، فأنا اعاني من أعراض الحمل وأركض مع طفل صغير يصرخ من ارتجاع المريء !  سأخبرك ما هو نوع الطاقة التي تحتاجها ... ! "

لذا تنصحنا خبيرة العلاقات أنه في حين أن هذه المشاعر مقبولة وشائعة، إلا أنه من المهم تطبيع وترشيد ما تشعري به مع زوجك حتى يعرف بالضبط ما يحدث، كوني منفتحة مع ما تشعري به واعلمي أنكِ لستِ وحدك، وفي حين أن جسدك واحترامك لذاتك وقلة النوم هو ما يجذبك إلى الرغبة في إلقاء شيء ما على رأس شريكك في بعض الأحيان، فأنتِ بحاجة إلى العمل مع زوجك للتغلب على تلك المشاعر ! 

 كيف يتغير الدافع الجنسي أثناء الحمل ؟

غالبًا ما يُنظر إلى الحمل على أنه وقت ألم الثدي، وغثيان الصباح، والتقلبات المزاجية، والإرهاق، ولكن هناك أمرًا آخر قد تلاحظيه: وهو تضاؤل الرغبة الجنسية لديك.

اطمئني، تغيرات الدافع الجنسي أثناء الحمل طبيعية تمامًا، قد تجدين أن هناك أوقاتًا لا يمكنكِ فيها إبعاد يديك عن زوجك، بينما في مراحل أخرى من الحمل تشتكي قائلة : لا أشعر بالرغبه تجاه زوجي ! لكن على الأرجح، ستلاحظين أن الرغبة الجنسية لديك تتأرجح طوال فترة الحمل.

ما الذي يسبب تغيرات الرغبة الجنسية أثناء الحمل؟

ألقي اللوم على هرموناتك ! حيث يمكن أن يؤدي تذبذب مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون أثناء الحمل إلى تغيرات في الرغبة الجنسية، لكن الغثيان والتعب والإجهاد وزيادة الوزن تؤثر أيضًا على الرغبة الجنسية لديك (من الصعب أن تشعري بالإثارة، إذا كنتِ تقضي أيامك مع وضع رأسك في المرحاض.)

ما الذي يمكنني فعله لاستعادة الدافع الجنسي؟

أولاً تخلصي من الضغط عن نفسك عن طريق وضع الجنس في السياق الأكبر لعلاقتك، هناك خمس طرق لإظهار الحب لزوجك، أسمي هذه اللغات الحب، نتوقع أن يتقن شركاؤنا لغتنا الخاصة ولكن نظرًا لأننا لا نفهم دائمًا لغة بعضنا البعض، فيمكننا بسهولة أن نخطئ أو نؤذي بعضنا البعض عن غير قصد. إذن ما هي هذه اللغات الخمس؟

1. توفير وقت ممتع معًا: رحلات يومية والخروج لتناول العشاء.
2. إجراءات العناية: توصيله إلى باب المنزل أو استلام ملابسهم بعد التنظيف والعناية بشئونهم.
3. الاتصال الجسدي الحنون: ليس فقط الجنس ولكن التقبيل والعناق أيضًا.
4. كلمات التقدير: إعطاء المديح وإخبار الزوجين بمدى حبهم لبعض البعض.
5. تقديم الهدايا: ليس فقط أعياد الميلاد ولكن البطاقات والهدايا الصغيرة لأنني "رأيت هذا وفكرت فيك".

قد يكون الأمر أنكِ تستخدمي لغة حب مختلفة للتعبير عن مشاعرك الآن بعد أن أصبحت حاملاً.

كيف يمكنني التحدث مع زوجي عن حياتنا الجنسية؟

على الرغم من أنه لا مشكلة في عدم رغبتك في الاتصال الجنسي، إلا أنه سيؤثر بالطبع على زوجك، خاصة إذا كانت لغة الحب الرئيسية لديه هي الاتصال الجسدي العاطفي، فقد يشعر بأنه غير محبوب بعض الشيء الآن لأنكِ لستِ مهتمة جدًا.

إذا بدا أن زوجك غير راضٍ عن انخفاض الرغبة الجنسية لديك، فقد يكون ذلك بسبب شعوره بالوحدة ويعتقد أن الجنس هو الطريقة الوحيدة لسد الفجوة، لكن مضايقتك لممارسة الجنس ستجعلكِ تشعري بمزيد من الانزعاج، والنتيجة هي أنكما تشعران بالغضب،  إذن ما الذي يمكن عمله؟

1. تحدثي عن لغات الحب المختلفة الخاصة بكِ.
2. ابحثي عن طرق أخرى لإظهار المودة الجسدية بخلاف الجنس.
3. قومي بتدليك ظهر زوجك والعناق والقبلات الطويلة، ستستمتعي على الأرجح بهذه الأشياء كثيرًا، وستظل جزءًا من حياتك الجنسية لفترة طويلة.

كيف يمكننا إحياء حياتنا الجنسية؟

بمجرد أن تصبحي جاهزة لممارسة الجنس مرة أخرى، خذي الأمور ببطء شديد، فإذا كنتِ لا تزالي غير مهتمة، فيمكنكِ البقاء مع الحضن وتخطي الجنس، فقد تؤدي ممارسة الجنس عندما لا تكونا في حالة مزاجية إلى زيادة المشاكل في المستقبل وتوسيع الفجوة العاطفية بينكما.

الخلاصة

التغييرات الكبيرة في جسمك وحياتك لا بد أن يكون لها تأثير على الدافع الجنسي، حيث تشعر بعض النساء بالتعب الشديد أو الشعور بالغثيان الشديد لممارسة الجنس، خاصة قبل بدء الثلث الثاني من الحمل.

ليس من المستغرب أن تكون حالتك الذهنية مهمة أيضًا، إذا كنتِ تشعرين بإيجابية تجاه حملك والتغيرات التي طرأت على جسمك، فمن المحتمل أن تشعري بمزيد من الرغبة، ولكن إذا لم تكوني سعيدة بشكل خاص بالحمل، أو إذا كنتِ تشعري بعدم الأمان، وقد يؤدي ذلك إلى إبعادك عن ممارسة الجنس.

وحتى لو استمتعتِ بالجنس خلال الجزء الأول من الحمل، يمكن أن يبدأ الدافع الجنسي في الانخفاض مع اقتراب موعد الولادة، وهذه تجربة شائعة للعديد من النساء، حيث وجدت إحدى الدراسات التي نظرت في وتيرة ممارسة الجنس أثناء الحمل في أكثر من 150 زوجًا ، أن أكثر من نصف الأزواج قد توقفوا عن ممارسة الجنس تمامًا بحلول الثلث الثالث من الحمل؛ لذا لا تقلقي إنه أمر طبيعي تمامًا.

في النهاية كل شخص مختلف، والنساء ليس لديهن نفس المشاعر تجاه الجنس، وما هو طبيعي بالنسبة لامرأة أخرى لن يكون بالضرورة هو نفسه بالنسبة لك.