تغيرات في الهرمونات، انخفاض الطاقة، خطر الإصابة بحالات صحية، وغيرها من الأمور التي تحدث للسيدات في مختلف مراحل العمر، وبالتالي يلجأن للحلول الطبية أو تغييرات نمط الحياة لعلاج هذه المشاكل، لكن قد تكون هناك بدائل تكميلية في الطب البديل والتي يمكن أن تساعد في حل بعض تلك المشاكل النسائية بكل سهولة، مثل المورينجا!

ما هي المورينجا؟

المورينجا عبارة عن نبات طبي مشهور مشتق من شمال الهند يتواجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، ويمكن أيضًا العثور على أنواع مختلفة من المورينجا في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وهي تُزرع على نطاق واسع لخصائصها الغذائية وتستخدم عادةً كمكمل غذائي.

تم استخدام المورينجا منذ آلاف السنين لخصائصها المضادة للالتهابات والفطريات والفيروسات والمضادة كذلك للاكتئاب، ويمكن استخدام جميع أجزاء نبات المورينجا للأغراض الطبية كأدوية عشبية، حتى أن بعض دول العالم تستخدم أوراق المورينجا في الطبخ!

أهمية المورينجا لصحة المرأة

1. تخفيض نسبة الكوليسترول

تم إطعام الحيوانات (الأرانب والجرذان) التي تعاني من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم بالمورينجا ولوحظ انخفاض مستويات الكوليسترول في الدم، وفقًا للعديد من الدراسات المنشورة في المكتبة الوطنية للطب، حيث يرتبط انخفاض نسبة الكوليسترول بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت المورينجا لها نفس التأثيرات الصحية للقلب لدى البشر.

2. تحسين مستويات الهيموجلوبين

يوجد الهيموجلوبين، الذي يحتوي على الحديد، في خلايا الدم الحمراء وهو المسؤول عن حمل الأكسجين من الرئتين إلى بقية الجسم، ويُعرف نقص خلايا الدم الحمراء الصحية أو الهيموجلوبين بفقر الدم، وبالتالي يسبب التعب والضعف وضيق التنفس وهي حالة شائعة بين النساء، لكن قد تساعد المورينجا في علاج هذه الحالة، حيث ثبت أنها تزيد بشكل كبير مستويات الهيموجلوبين لدى الفتيات المراهقات وكذلك النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث.

3. تعزيز نشاط مضادات الأكسدة

مضادات الأكسدة هي مواد تساعد على إزالة العوامل الضارة المحتملة، والتي تسمى الجذور الحرة، من أجسامنا، حيث أن وجود الكثير من الجذور الحرة يمكن أن تؤدي إلى الأمراض، تحتوي المورينجا على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، بما في ذلك الكيرسيتين الذي يخفض ضغط الدم، وفيتامين أ، وفيتامين ج، وبيتا كاروتين، وبالإضافة إلى الوقاية من الأمراض، وجد الباحثون أن إضافة المورينجا في النظام الغذائي للنساء بعد انقطاع الطمث يزيد من مستويات مضادات الأكسدة في الدم وقد يساعد في منع المضاعفات الصحية خلال فترة ما بعد انقطاع الطمث.

4. تحسين الرضاعة الطبيعية

تم استخدام المورينجا للمساعدة في إنتاج الحليب لدى الأمهات المرضعات في أجزاء من آسيا لعدة قرون، وبينما أثبتت الأبحاث العلمية أن هذا التأثير محدود، فقد وجدت إحدى الدراسات أن أوراق المورينجا تحسن محتوى البروتين والدهون والكربوهيدرات وفيتامين أ.

وقد وجدت دراسة أخرى أجريت على 68 أمًا بعد الولادة ممن أنجبن أطفالًا مبتسرين أن المورينجا زادت في الواقع من إنتاج الحليب مقارنةً بالنساء اللاتي تناولن علاجًا آخرًا، ولم تجد إحدى الدراسات التي أجريت على النساء بعد الولادة اللاتي أنجبن أطفالًا مكتملي النمو زيادة في متوسط كمية حليب الثدي، ولكن إجمالي كمية حليب الثدي في المجموعة التي تغذت على المورينجا كانت أكثر بنسبة 47% مما كانت عليه في المجموعة الأخرى.

5. محاربة السرطان

تم اكتشاف أن أجزاء من جذر المورينجا تقتل خلايا سرطان الكبد وسرطان الثدي والقولون والمستقيم، مما يعني أن المورينجا قد تكون مصدرًا طبيعيًا للمركبات المضادة للسرطان، كما أظهرت أوراق المورينجا خصائص مضادة للسرطان والقدرة على قمع نمو الخلايا السرطانية، لكن البذور لم تفعل ذلك، لذلك هناك حاجة لإجراء دراسات على المرضى من البشر للتأكد.

6. تعزيز صحة العظام

يعد فقدان هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث أحد أسباب تعرض النساء لهشاشة العظام أو انخفاض كثافة العظام، لكن تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تساعد في بناء العظام، مثل البورون وفيتامين ج والمغنيسيوم والبوتاسيوم، يمكن أن يساعد في تجنب هذا التدهور. 

تحتوي المورينجا على كل هذه المغذيات الدقيقة، بالإضافة إلى عناصر أخرى ضرورية لصحة العظام وامتصاص الكالسيوم، وفي حين لم تجد إحدى الدراسات أي زيادة في كثافة العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث اللاتي تناولن هذا النبات لمدة 12 أسبوعًا، فقد وجدت دراسة أخرى على الفئران زيادة كبيرة بالإضافة إلى فوائد أخرى، مثل تحسين تكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، بينما قام آخر بتخمير أوراق المورينجا ووجد أن هذا يزيد من التوافر الحيوي للكالسيوم في النبات، مما عزز بشكل كبير نمو العظام وقوة الفئران التي تعاني من نقص الكالسيوم.

7. تحتوي على الكثير من الفيتامينات الأساسية

المورينجا غنية بمجموعة من فيتامينات ب وفيتامينات A وE وC، ويمكن لهذه الفيتامينات المضادة للأكسدة القوية أن تدعم أداء المناعة والصحة العامة.

يعد فيتامين E أيضًا أداة مفيدة لتخفيف بعض الأعراض المؤلمة لمتلازمة ما قبل الحيض، كما قد يساعد فيتامين E في المساهمة في تعزيز صحة الجلد والأظافر والشعر، ولهذا السبب، يمكن إضافة مسحوق المورينجا إلى أقنعة الوجه ومنتجات التجميل منزلية الصنع!

كما أن المورينجا مليئة بفيتامينات ب، والتي قد تساعد في تحسين الوظيفة الإدراكية ومستويات الطاقة، حيث أنه بمجرد دخولها إلى جسمك، يعمل فيتامين ب مع الفيتامينات الأخرى لتحويل السعرات الحرارية إلى طاقة مع زيادة التمثيل الغذائي لديك. 

عند تناول المورينجا، تحصل النساء أيضًا على كمية وافرة من الكالسيوم والبوتاسيوم، حيث تحتوي ملعقة واحدة فقط منه على كمية أكبر من الكالسيوم والبوتاسيوم مقارنةً بمشروب الحليب والموز.

8. زيادة الرغبة الجنسية

أظهرت الدراسات أن الفيتامينات والمعادن الموجودة في بذور المورينجا يمكن أن توفر فوائد محتملة للصحة الجنسية للمرأة، حيث يمكن أن يساعد فيتامين C في صحة الجهاز المناعي وتنظيم الدورة الدموية، مما يؤدي إلى زيادة القدرة على التحمل، ويمكن أن يساعد فيتامين د في موازنة الهرمونات الجنسية لدى النساء والرجال، كما أن المعادن مثل الكالسيوم والحديد والزنك قد تعزز أيضًا الرغبة الجنسية لديك!

9. التحكم في الوزن

بالنسبة للنساء، يمكن أن يكون الحفاظ على وزن صحي أمرًا صعبًا للغاية، حيث أن عمليات الأيض لديهن أبطأ من الرجال، لكن لحسن الحظ، تشير الدراسات إلى أن مسحوق المورينجا قد يدعم خطة التحكم في الوزن من خلال تحلل الدهون، أيضًا يجب أن نشكر الألياف الغذائية والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، حيث يعمل هذان الاثنان معًا لدعم عملية التمثيل الغذائي الصحي وقد يقللان من الشهية.

10. توازن الهرمونات

بعض السيدات يعانين من تغيرات في مستويات الهرمونات مع تقدم العمر، لكن تناول المورينجا قد يساعد في تحقيق التوازن والمساعدة في علاج الأعراض التي قد تنشأ بسبب التغيرات الهرمونية، ونظرًا لاحتواء المورينجا على كمية كبيرة من الألياف، فقد تساعد في تنظيم مستويات هرمون الاستروجين والبروجستيرون والتستوستيرون في الجسم. 

11. تخفيف تقلصات الدورة الشهرية

بالنسبة للبعض، قد تساعد المورينجا في تخفيف التشنجات والألم، وذلك بفضل خصائصها المضادة للالتهابات، فقد قامت الدراسات بفحص التأثيرات المحتملة للمورينجا على الاستجابة الالتهابية والتحكم في الألم.

قد تكون المورينجا مهدئة أثناء تقلصات الدورة الشهرية، سواء تم تناولها على شكل شاي أو مسحوق أو كبسولات، وليس لها مثل الآثار الضارة لمسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية.

ما هي كمية مسحوق المورينجا التي يجب تناولها؟

نظرًا للفوائد الواسعة لمسحوق المورينجا قد يرغب العديد من الأشخاص في إضافته إلى نظامهم الغذائي اليومي، لكن بالطبع ملكتي يجب تناول كل شيء بحدود، لذلك يمكنك إضافة 1-2 ملاعق صغيرة فقط من مسحوق المورينجا كل يوم، وذلك لأن الاستهلاك الزائد لمسحوق أوراق المورينجا يؤدي إلى عسر الهضم وانتفاخ البطن، وفيما يلي بعض الطرق لجني فوائده بكل سهلة:

1. امزجي ملعقة صغيرة من مسحوق أوراق المورينجا مع العصير المفضل لديك أو الآيس كريم أو غيرهما.
2. رشي مسحوق المورينجا على السلطات أو الخضروات المحمصة كإضافة صحية لنظامك الغذائي.
3. قومي بخلط 1-2 ملاعق صغيرة من مسحوق المورينجا في ماء جوز الهند أو السلطات أو عصائر الفاكهة لتعزيز العناصر الغذائية.