إذا كنتِ تحاولين الحمل منذ فترة وتقرأين الكثير لمعرفة المزيد عن الحمل فستحتاجين أولًا للتعرف على التبويض؛ يختلف موعد الإباضة بالضبط من امرأة إلى أخرى، ولكن لحسن الحظ هناك طرق للتعرف على علامات يوم التبويض وتوقيت ممارسة الجنس وفقًا لذلك لزيادة فرصك في حدوث الحمل، وحتى لو كنت لا تحاولين الحمل بعد فلا يزال من المهم أن يكون لديك فهم جيد لعلامات الإباضة، حيث أنها لا تساعدكِ على فهم دورتك الشهرية بشكل أفضل فحسب، بل يمكنها أيضًا مساعدتك في تحديد أي أعراض إباضة غير طبيعية في المستقبل، كما تقوم بعض النساء بتتبع أنماط الإباضة لديهن كنوع من وسائل منع الحمل.

ما هي الإباضة؟

الإباضة هي مرحلة في دورتك الشهرية يتم فيها إطلاق بويضة ناضجة من المبيض، مما يمهد الطريق للتخصيب، تولد كل امرأة بملايين البويضات غير الناضجة التي تنتظر إطلاقها عادةً واحدة تلو الأخرى في كل شهر، ويؤدي ارتفاع الهرمون الملوتن (LH) إلى إطلاق بويضة أثناء الإباضة والتي تنتقل عبر قناة فالوب، حيث قد تلتقي بالحيوان المنوي ويتم تخصيبها، وبالنسبة لمعظم النساء الأصحاء، تحدث الإباضة عادةً مرة واحدة في الشهر، بعد أسابيع قليلة من بدء الدورة الشهرية.

علامات يوم التبويض

• تغير مخاط عنق الرحم

تعتبر التغيرات في مخاط عنق الرحم من أهم علامات يوم التبويض التي قد تحدث لكِ، فعندما تقتربي من الإباضة، ينتج جسمك المزيد من هرمون الاستروجين، مما يجعل مخاط عنق الرحم مطاطيًا وشفافًا، مثل بياض البيض، مما يساعد الحيوانات المنوية على السباحة إلى البويضة التي يتم إطلاقها أثناء الإباضة، إن التغيرات في مخاط عنق الرحم تحدث لدى معظم النساء، ولكن عليك أن تعرفي ما الذي تبحثين عنه، حيث تختلف كمية مخاط عنق الرحم وشكله وملمسه من امرأة إلى أخرى، ولاختباره والتأكد من أنه من علامات يوم التبويض، أدخلي إصبعًا نظيفًا في المهبل، وأمسكي بعض المخاط ثم قومي بمد الإفراز بين إبهامك وإصبعك، إذا كان لزجًا ومطاطًا أو رطبًا جدًا وزلقًا، فهذه علامة جيدة على أنك في نافذة الخصوبة!

• ارتفاع الحواس

بالنسبة لبعض النساء، يمكن أن تكون زيادة حاسة الشم في النصف الأخير من الدورة الشهرية علامة على الإباضة، حيث قد يكون هذا بسبب أن جسمك، في هذه المرحلة الخصبة، يكون مستعدًا أكثر للعلاقة الزوجية.

• ألم الثدي 

يمكن أن يكون ألم الثدي أو تقرح الحلمات علامة أخرى من علامات التبويض، وذلك بفضل اندفاع الهرمونات التي تدخل جسمك مباشرةً قبل وبعد الإباضة، تشعر بعض النساء بهذا الألم قبل الإباضة مباشرةً، بينما قد تشعر به أخريات مباشرةً بعد حدوث الإباضة، بالطبع، يمكن أن تحدث آلام الثدي أيضًا في أوقات أخرى من الدورة الشهرية.

• ألم خفيف في الحوض أو أسفل البطن

تتساءل الكثير من النساء: "هل يمكنني الشعور بالتبويض؟"، بالنسبة للبعض الإجابة هي في الواقع "نعم"، فعادةً ما تشعر النساء بالإباضة على شكل وجع خفيف أو ألم في أسفل البطن، وعادةً ما يكون في جانب واحد (وليس الجانب نفسه في كل مرة)، ويُطلق على ألم التبويض اسم Mittelschmerz، ويمكن أن يبدو وكأنه تشنج حاد أو خفيف على إحدى جانبي البطن حيث يطلق المبيض البويضة، ويمكن أن يستمر هذا التأثير الجانبي للإباضة ما بين بضع دقائق وبضع ساعات، وقد تعانين أيضًا من نزيف مهبلي خفيف، أو إفرازات، أو غثيان، بالإضافة إلى الألم، والذي عادةً ما يكون خفيفًا وقصير الأمد.

لا داعي للقلق بشأن ألم الإباضة الذي يختفي باستخدام الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، ولكن إذا كان ألم الإباضة مستمرًا أو شديدًا، فراجعي الطبيبة لاستبعاد حالات مثل التهاب بطانة الرحم أو تكيسات المبايض، يجب مراقبة وتسجيل أعراض التبويض لديك كل شهر للتعرف على ما هو طبيعي لجسمك، حتى تتمكني بسهولة من اكتشاف أي علامات وأعراض غير طبيعية للتبويض. 

أيضًا تعتقد الكثير من النساء أن ألم التبويض هو علامة على الخصوبة، وبالرغم من أنه يمكن أن يكون كذلك بالفعل، لأنه يشير إلى إطلاق البويضة ولكن لا يزال من الممكن أن تظلي خصبة دون الشعور بأي ألم، لذلك من الأفضل عدم الاعتماد على هذه العلامة من علامات للتبويض لأنها ليست أفضل طريقة لتقييم خصوبتك.

• التبقيع أو نزول الإفرازات

يمكن أن تسبب الإباضة في بعض الأحيان كمية صغيرة من البقع أو الإفرازات البنية بسبب ارتفاع الهرمونات، حيث يمكن أن تحدث أعراض الإباضة هذه عندما ينضج الجريب الذي يحيط ويحمي البويضة النامية، وينمو ثم ينفجر، مما يؤدي إلى كمية صغيرة من النزيف، ومع مرور الوقت يتحول لون الدم إلى اللون البني، وهذا هو السبب في أنه قد يتراوح لون إفرازات الإباضة من الأحمر إلى البني الداكن، وعامةً لا يعد ذلك مدعاةً للقلق إلا إذا استمرت البقع، ففي هذه الحالة يجب عليك مراجعة الطبيبة للتحقق من علامات العدوى وما إذا كانت هناك احتمالية الحمل خارج الرحم -لا قدر الله-.

• تغيرات في الرغبة الجنسية

التغير في الرغبة الجنسية هو أحد علامات الإباضة الشائعة، حيث تلاحظ بعض النساء أن الدافع الجنسي لديهن يزداد خلال فترة الإباضة، وهو ما قد يكون وسيلة الطبيعة لتشجيع الإنجاب، ومن المثير للاهتمام أن الأبحاث تشير إلى أن النساء المتزوجات يكن أكثر عرضة لزيادة الرغبة الجنسية أثناء الإباضة مقارنةً بالنساء العازبات! سبحان الله؛ أليست هذه معجزة!

• تغييرات في وضعية عنق الرحم

أثناء فترة الإباضة، قد يصبح عنق الرحم أعلى وأكثر ليونة وأكثر انفتاحًا، ويمكنك فحص عنق الرحم بحثًا عن أعراض الإباضة، لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة الاختلافات التي تشعرين بها، وغالبًا ما يكون الأمر أكثر صعوبة من مراقبة علامات الإباضة الأخرى المذكورة أعلاه.

• التغيرات في درجة حرارة الجسم

تشير درجة حرارة الجسم الأساسية (BBT) إلى درجة حرارتك عند استيقاظك لأول مرة في الصباح، قبل القيام من السرير والتحرك، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم ارتفاع طفيف خلال 24 ساعة بعد حدوث الإباضة، ويحدث هذا بسبب إفراز هرمون البروجسترون، إذا لم يحدث الحمل، فستظل درجة حرارتكِ الخاص مرتفعة حتى تبدأ الدورة الشهرية، وقد يوفر تتبع درجة حرارة الجسم الأساسية الخاصة بك أدلة حول نمط الإباضة لديك من شهر لآخر، ولكن هذه الطريقة ليست مضمونة، فقد وجدت دراسة قديمة أجريت على أكثر من 200 امرأة أن تأخر الإباضة لا يمكن التنبؤ به بأي طريقة وأنه لا توجد علامات إباضة تتوافق تمامًا مع إطلاق البويضة، كما أنها علامة غير موثوق بها بالنسبة للسيدات اللائي لديهن دورات شهرية غير منتظمة قليلًا.

متى تحدث الإباضة بالظبط؟

تحدث الإباضة عادةً في منتصف الدورة الشهرية، أو في حوالي اليوم الـ14 من متوسط الدورة التي تبلغ 28 يومًا، بدءًا من اليوم الأول في الدورة الشهرية إلى اليوم الأول في الدورة التالية، وكقاعدة عامة، تحدث الإباضة قبل 13 إلى 14 يومًا من الدورة الشهرية التالية.

للعثور على فترة الخصوبة المتوقعة وتاريخ الإباضة الصحيح، جربي حاسبة الدورة والإباضة في تطبيق الملكة وستجدي أن النتائج دقيقة تمامًا!

كم من الوقت تستمر الإباضة؟

يمكن تخصيب البويضة لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة بعد الإباضة، حيث يختلف طول الوقت المحدد الذي يستغرقه إطلاق البويضة من المبيض والتقاطها عن طريق قناة فالوب، ولكنه يحدث عمومًا بعد 12 إلى 36 ساعة من ارتفاع الهرمون الملوتن، وقد تلاحظين الأعراض السابقة قبل عدة أيام من يوم الإباضة وفيه، لذلك إذا كنتِ تحاولين الحمل فمن الأفضل ممارسة الجماع كل يومين بدءًا من أربعة إلى خمسة أيام قبل يوم الإباضة المتوقع وحتى يوم الإباضة نفسه.

إن الأزواج الذين يمارسون الجنس بانتظام في هذه الفترة تكون لديهم عادةً فرصة تتراوح بين 25% إلى 30% للحمل خلال كل دورة شهرية، ويبدأ هذا المعدل في الانخفاض في منتصف الثلاثينيات من عمر المرأة ويمكن أن يختلف بشكل كبير حسب الظروف، وبطبيعة الحال، فإن ممارسة الجنس في يوم الإباضة يحسن احتمالات الحمل لدى أي زوجين.

كيفية التنبؤ وتتبع الإباضة

إذا كنتِ تحاولين الحمل، فقد تجدين أنه من المفيد تتبع عملية الإباضة لديك، وحتى لو كنت لا تحاولين الحمل، فإن مراقبة دورتك قد تكون وسيلة مفيدة لفهم المزيد عن صحتك العامة، ومستويات الطاقة، وتغيرات الحالة المزاجية، ومتى يمكنك توقع بدء الدورة الشهرية.

لتتبع الإباضة، حاولي الاحتفاظ بسجل بالمعلومات التالية:

• مواعيد الحيض الخاصة بك
• أوصاف مخاط عنق الرحم الخاص بك
• التغيرات الجسدية، مثل التقلصات، الألم، الانتفاخ، أو ألم الثدي
• المعلومات الأخرى مثل حالتك المزاجية، والرغبة الجنسية، ومستويات الطاقة في هذه الأيام