لا شك أن العلاقة الحميمة تشكل جزءًا مهمًا من حياة أي زوجين، بل لعلها تكون من أهم أسباب السعادة الزوجية، لكن هذه العلاقة لا تمر دائمًا دون مشاكل، وهذا وضع طبيعي مثل أي شئ في الحياة الزوجية يمر بأوقات صعود وهبوط، لكننا كثيرًا ما نسمع شكوى من الأزواج عن أن هناك أعذار تستخدمها المرأة للهروب من العلاقة الحميمة، فما حقيقة هذه الأعذار؟ قبل أن تكملي قراءة المقال انصحكِ بدعوة زوجك لقراءة هذا المقال معك لتوضيح بعض الأمور !

أعذار تستخدمها المرأة للهروب من العلاقة الحميمة

• العذر الأول: لست في مزاج جيد

في بعض الأحيان قد لا تكونين حقًا في مزاج جيد، ربما لأنكِ متعبة أو لديك ِشيئًا آخر في ذهنك، أو قد يكون ذلك بسبب قلة النوم أو الكافيين؛ لذلك قد تشعر عزيزي الزوج زوجتك بصعوبة في إعادة إشعال الرومانسية على الرغم من أنها حقًا تحبك ولا تتهرب منك.

كما قد يكون السبب هو انخفاض الرغبة الجنسية بسبب حالة طبية مثل فقر الدم، حيث يسبب ذلك الضعف ويمكن أن يقلل من الإثارة الجنسية، كما أن فقر الدم عند الرجال، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى انخفاض الرغبة الجنسية بالإضافة إلى مشاكل الانتصاب؛ وفي هذه الحالة ننصحكما بالتوجه إلى طبيب لعلاج المشكلة.

وربما وصلت الزوجة إلى ما يُعرف بسن اليأس؟ حيث يقل الاهتمام بالجنس بسبب التغيرات الهرمونية الجذرية التي تحدث؛ لذا فهي بحاجة إلى بعض الصبر منكِ أيها الزوج الكريم.

العذر 2: غير مهتمة

هل تعانين من التوتر أو الاكتئاب؟

اعلمي ملكتي أن الإجهاد المزمن يزيد من مستويات الكورتيزول الذي يقلل من مستوى الأوكسيتوسين لدى النساء، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في الإثارة الجنسية أثناء المداعبة، كما قد تؤثر بعض الأدوية مثل بعض مضادات الاكتئاب ومضادات القلق، وحتى حبوب منع الحمل، وما إلى ذلك، على الرغبة الجنسية.

لذلك ملكتي ننصحكِ بعدم اجهاد نفسك لدرجة تجعلكِ تفقدين الشغف في كل ما حولك ! ولا تحاولي أن تكوني "سوبر" في كل شئ ! في العمل والمنزل والعائلة.. اجتهدي قدر ما استطعتِ ثم فوضي بعض المهام لمن حولك، وهنا دورك عزيزي الزوج حين تدرك أن هذه ليست مجرد أعذار تستخدمها المرأة للهروب من العلاقة الحميمة، وعليكِ في الأ تُحمل زوجتك فوق استطاعتها ولا تقارنها بزوجة صديقك التي تفعل كذا، وأن تكون -وأولادكما- عونًا لها على الأيام.

العذر الثالث: ممارسة الجنس تؤلم!

في الحقيقة يمكن أن تؤدي العدوى المهبلية، والعدوى في عنق الرحم، والأورام الليفية، وبطانة الرحم، وأمراض التهاب الحوض، وأكياس المبيض والحمل خارج الرحم إلى حدوث ألم أثناء الاختراق العميق، كما يمكن أن يكون الألم أثناء ممارسة الجنس مؤشرًا على الوصول إلى سن اليأس حيث يمكن أن تفقد بطانة المهبل رطوبتها وتصبح مثيرة للحكة أثناء سن اليأس، وهذه أيضًا ليست مجرد أعذار تستخدمها المرأة للهروب من العلاقة الحميمة، وهنا عليكما الذهاب لطبيبة متخصصة لتقييم الحالة، وتقديم حلول تساعدك على الاستمتاع بحياتكما الزوجية، وتجعل ممارسة العلاقة الحميمة أكثر متعة.

العذر الرابع: الإفرازات المفرطة

تدل الإفرازات المهبلية لدى المرأة السليمة على الأداء الأمثل للغدد والإفرازات الهرمونية الداخلية، لكن في بعض الأحيان، يمكن أن تعني وجود الالتهابات أو أزمة صحية، كما يمكن أن تعني الإفرازات المفرطة أنكِ متوترة، ولعل الإجهاد هو السبب الرئيسي لاختلال التوازن الهرموني داخل الجسم.

وغالبًا ما تكون الإفرازات المهبلية ذات الرائحة الكريهة مؤشرًا على عدوى مهبلية أو التهاب المهبل الناجم عن الفطريات أو البكتيريا أو الفيروسات، كما يمكن أن ترتبط الإفرازات المهبلية غير الطبيعية أيضًا بالتهاب مجرى البول بسبب عدوى الكلاميديا ​​أو داء المشعرات.

وهنا ننصحك بزيارة طبيبتك لمعرفة السبب، والوقوف على علاج هذه المشكلة.

العذر الخامس: عدم كفاية التشحيم عند النساء

جفاف المهبل، وعدم كفاية التشحيم بالطبع يسبب الألم أثناء ممارسة الجنس عند النساء، كما قد يكون بسبب بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل ومضادات الاكتئاب والأدوية المستخدمة لعلاج الحساسية، حيث تميل هذه الأدوية إلى جعل الجلد هناك جافًا ومتقشرًا.

وهنا أيضًا ننصحك بزيارة طبيبتك لمعرفة السبب، والوقوف على علاج هذه المشكلة.

العذر السادس: "أنا في دورتي الشهرية"

من الواضح أن هذا عذر شرعي ينجح في كل مرة، ولكن هذا لا يعني الخصام والبعد، فالمراد بالنهي عن اقتراب النساء والأمر باعتزالهنَّ أثناء فترة الحيض هو ترك مجامعتهنَّ، كما قد اختلف أهل العلم في ما يجوز للرجل من الاستمتاع بالزوجة أثناء الدورة الشهرية بعد اتفاقهم على منع الوطء في القبل، فمنهم من منع الاستمتاع بما بين السرة والركبة بدون حائل، ومنهم من منعه ولو مع حائل، ومنهم من أجاز لمسه ومباشرته بدون وطء، ومنهم من خص المنع بالوطء في الفرج، كما هو مذهب الإمام أحمد ، وهو مروي عن عكرمة وعطاء والشعبي والثوري وإسحاق ، واستدلوا بمنطوق قوله تعالى: فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ[البقرة:222]. قالوا فالمحيض هنا يطلق على مكان الحيض.

وقد كان اليهود إذا حاضت المرأة اعتزلوها، فسأل الصحابة النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فنزلت الآية"فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اصنعوا كل شيء إلا النكاح رواه مسلم ، وعليه فإن من حمل لفظ المحيض على الزمن وافق في ذلك اليهود الذين أمرنا بمخالفتهم، فيتعين حمله على مكان الحيض وهو القُبُل.

العذر السابع: "أنا غاضبة منك"

تحاول بعض النساء تجنب ممارسة الجنس عن طريق إطالة الجدال أكثر مما ينبغي أو التسبب فيه عمدًا، لقد سمعنا جميعًا عن السيناريو؛ حيث يقضي الزوجان أمسية رائعة في مشاهدة الأفلام، وتناول وجبة رومانسية على ضوء الشموع، والضحك على نكات بعضهما البعض، وفجأة يأتي الجزء المخصص للنوم - لقد تذكرت للتو جدال الليلة الماضية، وفجأة تنطفئ الشموع، وتظهر البيجامات المريحة الضخمة، وأنتما مستلقيان على السرير في اتجاهين متعاكسين !

وهنا ملكتي لا ننصحكِ بفعل ذلك؛ إذ أن طول الخصام وحرمان الزوج من الوصال أمرًا يهدد السلام والسعادة الزوجية، ويخلق حالة من الغضب بل وربما الزهد من قبل الزوج إذا استخدمتِ هذه العلاقة كسلاح ضده.

العذر السابع: "ليس لدي وقت"

يمكنني أن اشعر بصدق هذا العذر، نظرًا لأن النساء أصبحن الآن يعملن لساعات أطول خارج المنزل، ثم هن مطالبات بالقيام بواجباتهن داخل المنزل، وهنا أصبح هناك وقتًا أقل لممارسة الجنس والمزيد من الوقت للعمل الشاق !

ونصيحة إذا كنتِ تعانين حقًا من ضيق الوقت، فتخلصي من العفوية وحددي موعدًا لممارسة الجنس، قد يبدو هذا غير مثيرًا، ولكن لا حرج في التخطيط لجلسة رومانسية إذا توقفت تمامًا عن الحدوث من تلقاء نفسها.

خاتمة

لم أجد خيرًا للمرأة من تعاليم الإسلام التي أعطتها حقوقًا كانت مهضومة وضائعة في الأزمنة الغابرة، ثم هي الآن تمنحكِ حقوقًا كزوجة مصانة ومكرٌمة ببيتها، مع بعض الواجبات التي عليكِ تقديمها، وهنا فيما يخص العلاقة الحميمة فهي ذات شأن عظيم في الإسلام لما لها من أثر في عفة كل من الزوج والزوجة، ودعم أواصر المودة والرحمة بينهما، فلا يجب أن يستخدم أي من الرجل أو المرأة أعذارًا غير حقيقية للتهرب من هذا الحق الشرعي، كما يجب أن يراعي كل منهما حالة الأخر ونفسيته وعافيته، فهذا الحق ليس مجرد أمرًا أجوفًا تقدميه بلا مشاعر، بل يجب الشعور خلاله بالسعادة والرحمة والحب.

وأخيرًا عزيزي الزوج أرجو أن تتضح لكِ الرؤية بعد الإطلاع على ما سماه البعض "أعذار تستخدمها المرأة للهروب من العلاقة الحميمة" .. بأن المرأة لا تتهرب دائمًا وإنما ربما لديها عذر حقيقي يمنعها، وحين تراك مقدرًا لذلك فهذا يعني كأنك أحضرت لها الدنيا وما فيها !