أرسلت إحدى الزوجات المخلصات الرائعات تسأل : زوجي لا يصلي بانتظام ؟ أنا أريد له الخير بشدة ولكنه لا يهتم، فكلما أخبرته يقول إنني أزعجه، وهو شخص طيب، وللعلم فـ زوجي يصوم ولا يصلي، فماذا افعل ؟
وللإجابة على هذا ملكتي، بداية إن اهتمامك وحرصك على معالجة ترك زوجك للصلاة أمر محمود وصحيح تماما؛ فالناس يدركون أن الصلاة فرض في الإسلام، ولكنهم من باب الكسل يؤخرون الصلاة حتى يمر وقتها، وقد يكون هؤلاء الناس - كزوجك - من المسلمين الطيبين الذين يلتزمون بالحدود الأخرى للحلال والحرام، ولكنهم يحتاجون فقط إلى بعض التشجيع والإلهام الإيجابي لكسر كسلهم.
وبينما كنا في الأزمنة الماضية ننبذ من يترك الصلاة، أو نوبخه ونرفض التعامل معه كوسيلة للضغط عليه حتى يشعر بالخجل ويعود إلى واجباته الدينية، فمن المفهوم تمامًا أنه في هذه الأوقات توجد أنماط حياة بديلة كثيرة ونقص في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المجتمع ككل؛ لذا فإن هذه الطريقة لم تعد الطريقة الأكثر فعالية.
إن "العقوبات الزوجية" كحل أول، ومقاطعة الزوج قد يزيد من تفاقم المشكلة الحالية ويخلق مشاكل جديدة لم تكن موجودة من قبل.
لكن يجب اتخاذ التدابير التصحيحية فقط عندما نتوقع منها تحقيق النتيجة المرجوة، وعندما تكون مفيدة، وقد قال الله عز وجل لنبينا الكريم ﷺ : "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)"
عندما تقومين بالدعاء، فأنتِ قد أدركتِ من بيده قلب زوجك ومقاليد الأمور كلها، إن دعاء الله سبحانه وتعالى يجب أن يكون الملاذ الأول للمسلم، خاصة وأن دعوة ونصيحة أي شخص ليس في أيدي البشر.
عليكِ فقط أن ترفعي يديك وتتوسلي إلى الله تعالى بلغتك البسيطة وكلماتك أن يهدي زوجك، إن الدعاء الصادق وخاصة في أوقات مباركة كشهر رمضان، وفي جوف الليل، مع دموع التوسل الصادقة، هي أفضل طريقة لمساعدة زوجك.
حين قرأت السؤال أن : زوجي لا يصلي بانتظام فماذا افعل ؟
كانت الإجابة البديهية الأولى أن على كل زوجة صالحة واجبًا، أن تأمر زوجها بما هو حق باللفظ والحكمة واللطف، لكن تذكري أن الله عز وجل حين أمر سيدنا موسى (عليه السلام) حتى مع شخص شرير مثل فرعون، فقد أمره أن يخاطبه بكلام لطيف، لأنه أكثر تأثيرًا على القلب.
يتمتع زوجك بفضيلة كونه مسلمًا، وكونه زوجك، مما يجعله يستحق أن يعامل بأقصى درجات الاحترام، يقول الله سبحانه وتعالى : "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) "
إذا كان زوجك يشاهد التلفاز كثيرًا، فقد يسبب له هذا الكسل وعدم الإنتاجية؛ لذا حاولي تشجيع زوجك على القيام بأشياء أخرى، خارج الوسائط المرئية (بما في ذلك الكمبيوتر)، مثل المشي، أو القراءة لبعضكما البعض.
إن العودة ببساطة إلى نمط حياة أكثر طبيعية يمكن أن تساعدنا على إعادة الاتصال بطبيعتنا، التي تريد بطبيعة الحال إعادة الاتصال بخالقنا، الله تعالى.
زوجي لا يصلي بانتظام ؟! هل فكرتِ لماذا !
حاولي التفكير في ما قد يمنعه أيضًا، هل هناك أي تجارب سيئة مر بها في حياته حول تعلم كيفية الصلاة، أو أي وقت شعر فيه بخيبة الأمل؟ هل يعرف كيفية الصلاة بشكل صحيح في المقام الأول؟
قد يكون من الجيد، عندما تكون عقولكم هادئة وغير مشتتة، أن تقرءوا معًا كتابًا لطيفًا يتحدث عن رحمات الله، لأنه كلما اقترب المرء من الله، يشعر القلب بالرغبة في الصلاة دون أي ضغط، كما يمكنكما الاستماع إلى محاضرة جيدة عن فضائل الصلاة.
اعملي على تكوين صداقات عائلية مع العائلات التي بها رجال معروف عنهم التزامهم بالصلاة، وسهلو المعشر، وذوو طبع حسن.
إن تشجيع الصحبة الطيبة بدعوته أو تلقي دعوة إلى بيوت المسلمين الصالحين هي طريقة جيدة للتخلص من التأثيرات السلبية، دون إجباره على تكوين صداقات مع شخص ما، يجب أن يتم ذلك بذكاء شديد.
اذهبي إلى المسجد مع زوجك لبعض الصلوات الجماعية، كصلاة الجمعة، صلاة العشاء والتراويح، قد يساعد ذلك في تعريفه بروتين الصلاة، ثم تناولا وجبة طعام أو قهوة بعد المسجد لتتحول إلى نزهة وذكرى طيبة.
لا يمكنكِ تخيل مدى أهمية دورك وحسن علاقتك بزوجك في تحسين أوضاعه؛ لذا افعلي ما يدفئ قلبه تجاهك، وأدي واجباتك تجاهه، بحيث يزداد لديه الشعور بالامتنان والثقة تجاهك، ثم عندما تقولين الأشياء بلطف وحب، من منطلق الاهتمام الحقيقي والمنطق الجذاب، سيتقبل !
أخيراً، عززي من مستوى إخلاصك لله، ولا تتصرفي بشكل مختلف عما تطالبين زوجك به، وهذا يعني التخلص من التناقضات في حياتنا التي تخالف ما يرضي رب العالمين.
اعلمي أن البيت المليء بالبركة والنور من المرجح أن يشجع على طاعة الله أكثر من البيت المليء بالدنيا والملهيات.
في إحدى الاستشارات الواردة بموقع الإمام ابن باز - رحمه الله -، جاء في الحديث عن واجب الزوجة تجاه زوجها المتساهل في الصلاة، أنه على كل زوجة أن تتقي الله، وأن تعين زوجها على طاعة الله، وألا تداهنه، وعلى الزوج كذلك أن يتقي الله في زوجته، وأن يعينها على طاعة الله، وأن يلزمها بالصلاة في وقتها، كل منهما عليه أن يعين الآخر، وأن ينصح الآخر. يقول الله لنبيه ﷺ: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:132] ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6] فالواجب على جميع الأسرة التعاون على الخير، الزوج والزوجة، والأب، والأم، والأخ، والابن، والبنت، كلهم يتعاونون.
يجب على الجميع أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتواصوا بالحق، فالزوج يأمر زوجته، ويلزمها بالحق، ولو بالتأديب، والزوجة كذلك تنصح زوجها، وتعينه على الحق، وإذا لم يستجب؛ استحق منها الهجر فيما أظهر من المعاصي.
والهجر ثلاثة أيام في القول، وإذا كان كفرًا؛ وجب عليها فراقه: كترك الصلاة، أو سب الدين، هذا يكون كفرًا من سب الدين، أو سب الرسول، أو ترك الصلاة يكون كافرًا، يجب عليها أن تتركه، وأن تذهب إلى أهلها، وتمنعه من نفسها.
وكذلك إذا كان يجحد شيئًا مما حرمه الله؛ كأن يستحل الخمر، أو الزنا، ويراه حلالًا، أو يرى أن الصلاة ما هي بواجبة يقول: ما هي بواجبة، ما علينا صلاة، أو ما علينا زكاة، .. يكون هذا كفرًا أكبر، أو يستهزئ بالدين: يسخر بالصلاة، أو يسخر بالإسلام، أو يسخر بالزكاة، أو يسخر بالرسول، ويستهزئ به؛ كل هذا كفر أكبر، وردة عن الإسلام، نعوذ بالله.
هناك فارقًا كبيرًا بين الزوج الذي ينكر وجوب الصلاة، والذي يتساهل أو يقصر ويحتاج إلى العون واللطف والنصيحة الطيبة؛ لذا فكل حالة تستوجب التعامل معها بشكل مختلف، وإذا وجدتِ نفسك حائرة فاستشيري أهل الئكر ببلدك واطلبي الفتوى في أمرك، وتذكري أنه سبحانه يوفق من أخلص له، ويعينه، كما قال الله عز وجل : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، ويقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].
إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات !
زوجي يكره عائلتي.. فكيف اجعل بينهم الود والمحبة
تحديات تنشأ من اختلافات ثقافية ومشاكل عائلية، تؤدي إلى توتر وعدم استقرار الحياة الزوجية، والحل يكمن في فهم الأسباب والحوار المفتوح وبناء الثقة وتقبل الاختلافات وتعزيز التواصل بين الزوجين وعائلة الزوجة
كيف اكون أفضل صديقة لزوجي
التفكير في زوجك باعتباره أفضل صديق لكِ سيؤدي إلى تعميق علاقتك به بالتأكيد، ولكن يبرز هنا السؤال الأهم : كيف اكون أفضل صديقة لزوجي ؟
كيف استقبل زوجي من السفر بطريقة مميزة
كيف استقبل زوجي من السفر بحرارة تنسينا مرارة الغياب ؟! سنخبركِ بطرق عديدة يمكنكِ من خلالها فعل ذلك، لتجعلي زوجك أكثر حماسًا لعودته إلى المنزل