ما هو أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد؟ 

لطالما كان حلم إنجاب طفل ذكر يراود الكثير من الأمهات والآباء، وتُثار حوله العديد من التساؤلات والنظريات، خاصةً فيما يتعلق بتوقيت الجماع خلال فترة التبويض. 

لذلك تبحث العديد من النساء عن أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد كاستراتيجية لزيادة فرصهن في إنجاب طفل ذكر، وبينما يظل التحديد المطلق لجنس الجنين أمرًا خاضعًا لإرادة الله -عز وجل- والعوامل الوراثية المعقدة، إلا أن هناك نظريات ومحاولات تاريخية حاولت التأثير في هذه العملية الطبيعية. 

يهدف هذا المقال الشامل إلى استكشاف هذه النظريات، وأشهرها في هذا الموضوع، مثل "طريقة شيتلز" (Shettles Method)، مع تسليط الضوء على أساسها العلمي المزعوم، وحدود فعاليتها، بالإضافة إلى تقديم نصائح عملية للمرأة التي تسعى للحمل بولد، ومعرفة ما هو أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد.

علميًا؛ كيف يتحدد جنس الجنين؟

لفهم كيفية محاولة التأثير في جنس الجنين، يجب أولًا استيعاب الآلية البيولوجية الأساسية التي تُحدد جنس الطفل؛ في لحظة الإخصاب، عندما يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة، يُحدد جنس الجنين:

البويضة الأنثوية (X): تحتوي جميع البويضات التي تنتجها المرأة على كروموسوم X.

الحيوان المنوي الذكري (Y) أو الأنثوي (X): ينتج الرجل نوعين من الحيوانات المنوية:

• حيوانات منوية تحمل كروموسوم Y (تُعرف بالحيوانات المنوية الذكرية).
• حيوانات منوية تحمل كروموسوم X (تُعرف بالحيوانات المنوية الأنثوية).

لحظة الحسم؛ عندما يُخصب حيوان منوي بويضة:

• إذا كان الحيوان المنوي يحمل كروموسوم Y، فسيكون الجنين ذكرًا (XY).
• إذا كان الحيوان المنوي يحمل كروموسوم X، فسيكون الجنين أنثى (XX).

لذلك، فإن جنس الجنين يُحدد فقط بنوع الحيوان المنوي الذي يُخصب البويضة، وهذا هو السبب في أن النظريات التي تسعى لتحديد جنس الجنين تُركز على محاولة إعطاء أفضلية للحياة المنوية الذكرية (Y) أو الأنثوية (X) للوصول إلى البويضة أولًا، وهذا ما يدفع البحث عن أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد.

ما هي طريقة شيتلز؟

تُعد طريقة شيتلز، التي طورها الدكتور "لاندرويم شيتلز" في السبعينات، من أشهر النظريات التي تحاول التأثير في جنس الجنين بشكل طبيعي، حيث تقوم هذه الطريقة على فروض أساسية حول الاختلافات بين الحيوانات المنوية الذكرية (Y) والأنثوية (X)، ومنها يتم استنتاج ما يُعتبر أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد، والفروض الأساسية لطريقة شيتلز هي:

خصائص الحيوانات المنوية:

• الحيوانات المنوية Y (المذكرة): يُفترض أنها أصغر حجمًا، أسرع في الحركة، ولكنها أكثر ضعفًا وهشاشة، وعمرها أقصر.
• الحيوانات المنوية X (المؤنثة): يُفترض أنها أكبر حجمًا، أبطأ في الحركة، ولكنها أقوى وأكثر مقاومة، وعمرها أطول.

بيئة المهبل وعنق الرحم (درجة الحموضة pH):

• البيئة الحمضية: تُفضل الحيوانات المنوية X (الأقوى والأكثر مقاومة) وتُعيق الحيوانات المنوية Y (الأكثر هشاشة).
• البيئة القلوية: تُفضل الحيوانات المنوية Y وتُساعدها على البقاء والتحرك بسرعة.

التوقيت: 

• للحمل بولد: بما أن الحيوانات المنوية Y أسرع ولكنها أقصر عمرًا، تقترح طريقة شيتلز أن يكون الجماع أقرب ما يمكن إلى لحظة التبويض أو حتى بعدها بقليل، الفكرة هي أن الحيوانات المنوية Y السريعة ستصل إلى البويضة أولًا قبل أن تموت، خاصةً وأن البويضة لا تعيش طويلًا بعد التبويض، وهذا هو جوهر مفهوم أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد حسب هذه الطريقة.
• للحمل ببنت: بما أن الحيوانات المنوية X أبطأ ولكنها أطول عمرًا وأكثر مقاومة للحمضية، تقترح الطريقة أن يكون الجماع قبل يومين إلى ثلاثة أيام من التبويض، والفكرة هي أن الحيوانات المنوية Y ستموت قبل وصول البويضة، بينما ستصمد الحيوانات المنوية X الأقوى وتبقى على قيد الحياة لتُخصب البويضة عند إطلاقها.

كيفية تطبيق طريقة شيتلز للحمل بولد؟

لزيادة فرص الحمل بولد، تُركز طريقة شيتلز على العوامل التالية:

توقيت الجماع

يُعتبر أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد هو يوم التبويض نفسه أو بعده بقليل، فهذا يُعطي أفضلية للحيوانات المنوية Y السريعة للوصول إلى البويضة أولًا، لذلك يجب تجنب الجماع في الأيام التي تسبق التبويض مباشرةً حيث يُعتقد أن ذلك يزيد من فرص الحيوانات المنوية X (الأنثوية) للبقاء على قيد الحياة.

تتبع التبويض بدقة

لتحديد أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد يجب على المرأة تتبع تبويضها بدقة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

1. قياس درجة حرارة الجسم الأساسية: ترتفع درجة الحرارة قليلًا (حوالي 0.2-0.5 درجة مئوية) بعد التبويض مباشرةً، لذلك يُنصح بالجماع في الأيام التي تسبق الارتفاع مباشرةً أو في يوم الارتفاع نفسه.
2. اختبارات التبويض المنزلية: تقيس هذه الاختبارات هرمون LH (الهرمون الملوتن) في البول، والذي يرتفع قبل 24-36 ساعة من التبويض، عندما يكون الاختبار إيجابيًا فهذا يشير إلى اقتراب التبويض.
3. مراقبة مخاط عنق الرحم: يصبح مخاط عنق الرحم أكثر شفافية ومطاطية (يشبه بياض البيض النيء) عند اقتراب التبويض، مما يُشير إلى بيئة أكثر قلوية وملاءمة لحركة الحيوانات المنوية.
4. وضعية الجماع: يُعتقد أن الجماع بعمق (مثل وضعية المرأة في الأعلى) يُساعد على إيداع الحيوانات المنوية أقرب ما يمكن إلى عنق الرحم، وهذه المنطقة يُفترض أنها أقل حمضية وأكثر قلوية من المهبل السفلي، مما يُعطي أفضلية للحيوانات المنوية Y.
5. الوصول إلى النشوة الجنسية: يُعتقد أن النشوة الجنسية للمرأة قبل أو أثناء قذف الرجل تُساعد على جعل بيئة المهبل أكثر قلوية، كما أن التقلصات التي تُسببها النشوة قد تُساعد في سحب الحيوانات المنوية بسرعة أكبر إلى عنق الرحم.
6. الامتناع عن الجماع قبل التوقيت المستهدف: يُقترح الامتناع عن الجماع لمدة 3-4 أيام قبل اليوم المحدد للجماع في أيام التبويض للحمل بولد وذلك لزيادة تركيز الحيوانات المنوية، ووفقًا لبعض النظريات، لزيادة نسبة الحيوانات المنوية Y.

تساؤلات حول فعالية طريقة شيتلز

على الرغم من شعبية طريقة شيتلز، إلا أن فعاليتها العلمية محل جدل كبير، فالعديد من الدراسات الحديثة لم تتمكن من تأكيد الفروض الأساسية التي بُنيت عليها هذه الطريقة، مثل:

• اختلاف خصائص الحيوانات المنوية: لم تُثبت الدراسات الحديثة بشكل قاطع وجود اختلافات كبيرة في الحجم أو السرعة أو العمر بين الحيوانات المنوية X وY بما يؤثر بشكل كبير على فرص التخصيب.
• تأثير التوقيت: بعض الدراسات، بما في ذلك تحليلات ميتا لبيانات تنظيم الأسرة الطبيعي، لم تجد دليلًا قويًا على أن توقيت الجماع بالنسبة للتبويض يُؤثر بشكل ملموس على نسبة المواليد الذكور أو الإناث، بل إن بعض الدراسات وجدت أن نسبة المواليد الذكور قد تنخفض قليلًا عند الجماع في ذروة الخصوبة، مما يتعارض مع نظرية شيتلز حول "أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد"!
• تأثير درجة الحموضة ووضعية الجماع: لا يوجد دعم علمي قوي يثبت أن تغيير درجة حموضة المهبل بشكل طبيعي، أو استخدام وضعيات جماع معينة، يُمكن أن يُغير بشكل فعال نسبة الحيوانات المنوية التي تصل إلى البويضة لتحديد الجنس.
• الفرصة العشوائية: تُشير معظم الأدلة العلمية إلى أن جنس الجنين هو نتيجة فرصة عشوائية (50/50 تقريبًا)، وأن أي انحرافات عن هذه النسبة تكون ضئيلة جدًا ولا يمكن التنبؤ بها بالطرق الطبيعية.

بينما طريقة شيتلز قد تكون محاولة غير ضارة، إلا أنها لا تُقدم ضمانًا لنجاح تحديد جنس الجنين، والاعتماد عليها قد يُسبب إحباطًا إذا لم تُحقق النتائج المرجوة، وقد يزيد من الضغط على عملية الإنجاب الطبيعية، لذلك، يجب التعامل مع مفهوم أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد بحذر، مع إدراك أن الأدلة العلمية التي تدعمه ضعيفة.

العوامل الأخرى التي يُزعم أنها تؤثر على جنس الجنين

بالإضافة إلى توقيت الجماع، هناك العديد من النظريات الأخرى التي تُقترح، ولكن معظمها يفتقر إلى الدعم العلمي القوي:

1) النظام الغذائي:

النظام الغذائي القلوي للحمل بولد: يُعتقد أن اتباع نظام غذائي غني بالبوتاسيوم والصوديوم (مثل الموز، البطاطا، الحبوب الكاملة، الأطعمة المالحة) قد يزيد من قلوية الجسم، مما يُعتقد أنه يُفضل الحيوانات المنوية Y، لذلك يُنصح بتجنب الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمغنيسيوم (مثل منتجات الألبان).

النظام الغذائي الحمضي للحمل ببنت: يُعتقد أن اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم والمغنيسيوم قد يزيد من حمضية الجسم، مما يُفضل الحيوانات المنوية X.

التقييم العلمي: لا يوجد دليل علمي قاطع يربط بين النظام الغذائي للمرأة أو الرجل وتحديد جنس الجنين، فتأثير النظام الغذائي على درجة حموضة المهبل أو الدم لا يُترجم بالضرورة إلى تغيير في فرص الحمل بجنس معين.

2) استخدام المنتجات المهبلية:

البعض يقترح استخدام غسول مهبلي قلوي قبل الجماع (مثل محلول بيكربونات الصوديوم المخفف) لزيادة فرص الحمل بولد، معتقدين أنه يُنشئ بيئة مواتية للحيوانات المنوية Y.

التقييم العلمي والتحذير: لا يوجد دليل علمي يدعم هذا الادعاء، بل إن استخدام الغسول المهبلي قد يُخل بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في المهبل ويزيد من خطر الإصابة بالالتهابات المهبلية أو حتى يؤثر سلبًا على الخصوبة! 

3) صحة الرجل وعاداته:

يُعتقد أن الحفاظ على بيئة باردة للخصيتين (مثل ارتداء ملابس داخلية فضفاضة، تجنب الحمامات الساخنة) يُمكن أن يُفضل إنتاج الحيوانات المنوية Y، لكن هذا أيضًا يفتقر إلى الدليل العلمي القوي!

بعض النظريات تربط بين تناول الرجل للكافيين قبل الجماع وزيادة سرعة الحيوانات المنوية Y، ولكن هذا لا يُعد استنتاجًا علميًا موثوقًا.

4) الطرق الطبية المعتمدة لتحديد جنس الجنين:

لابد من الإشارة إلى أن الطرق الطبيعية المذكورة أعلاه (بما في ذلك تحديد أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد وفقًا لشيتلز) لا تُقدم أي ضمانات وتفتقر إلى الدعم العلمي القوي، والطريقة الوحيدة المؤكدة علميًا لتحديد جنس الجنين قبل الزرع أو الولادة هي من خلال التقنيات الطبية المتقدمة، مثل:

التشخيص الوراثي قبل الزرع مع التلقيح الصناعي

• الآلية: يتم إخصاب البويضات بالحيوانات المنوية خارج الجسم (في المختبر)، بعد أن تتكون الأجنة، يتم أخذ خلية واحدة من كل جنين وفحصها جينيًا لتحديد جنس الجنين (وغيرها من الاضطرابات الوراثية المحتملة)، ثم بعد ذلك، يتم اختيار الأجنة بالجنس المطلوب وزرعها في رحم الأم.
• الفعالية: هذه الطريقة فعالة جدًا (قريبة من 100%) في تحديد جنس الجنين.
• الاعتبارات: هذه الطريقة مُكلفة للغاية، وتتطلب إجراءات طبية معقدة (التلقيح الصناعي)، ومتاحة فقط للأزواج الذين يُجرون التلقيح الصناعي لأسباب طبية (مثل العقم أو تجنب الأمراض الوراثية)، استخدامها لتحديد جنس الجنين فقط يُثير جدلًا دينيًا وأخلاقيًا في العديد من البلدان والمجتمعات الطبية، وقد يكون غير قانوني في بعض الأماكن! 

فرز الحيوانات المنوية باستخدام تقنيات مثل Microsort:

• الآلية: تهدف هذه التقنية إلى فصل الحيوانات المنوية التي تحمل كروموسوم X عن تلك التي تحمل كروموسوم Y باستخدام صبغة فلورسنت والليزر، حيث تُصبح الحيوانات المنوية X أكثر سطوعًا لأنها تحتوي على مادة وراثية أكبر قليلًا، ويتم بعد ذلك استخدام النوع المطلوب من الحيوانات المنوية في التلقيح الصناعي أو التلقيح داخل الرحم (IUI).
• الفعالية: تُعد أقل فعالية ولا تُقدم ضمانًا بنسبة 100%.
• الاعتبارات: هذه الطريقة أيضًا مكلفة وغير متاحة على نطاق واسع، وقد لا تكون فعالة بنسبة كبيرة.

الخلاصة: عندما يتعلق الأمر بضمان جنس الجنين، فإن الطرق الطبية هي الوحيدة التي تُقدم درجة عالية من اليقين، أما عن أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد والنظريات الطبيعية الأخرى، فتظل ضمن إطار المحاولات التي تفتقر إلى الدعم العلمي القوي.

الملخص

إن الرغبة في إنجاب طفل بجنس معين هي رغبة طبيعية للكثير من الأزواج، وتُقدم طريقة شيتلز، بمفهومها عن "أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد" وغيرها من الإرشادات، استراتيجية مشهورة لمحاولة تحقيق هذه الرغبة.

حيث تعتمد هذه الطريقة على فروض حول خصائص الحيوانات المنوية Y (المذكرة) وX (المؤنثة)، وتأثير توقيت الجماع بالنسبة للتبويض، ودرجة حموضة المهبل، ووضعية الجماع، والنشوة الجنسية.

لكن من الضروري التأكيد على أن الدعم العلمي لهذه الطرق الطبيعية محدود للغاية، وأن معظم الدراسات الحديثة لم تُثبت فعاليتها بشكل قاطع، وأن جنس الجنين هو نتيجة معقدة لتفاعل جيني يحدث في لحظة الإخصاب، ولا يمكن التحكم فيه بالطرق الطبيعية بشكل مضمون.

لذا، عند البحث عن أفضل يوم للجماع في أيام التبويض للحمل بولد من المهم التعامل مع هذه المعلومات بتوازن، ويمكنكِ محاولة تطبيق هذه الطرق إذا رغبتِ، مع الحفاظ على توقعات واقعية.

لكن الأهم هو التركيز على صحتكِ العامة، وصحة شريك حياتكِ، والاستمتاع برحلة محاولة الحمل بحد ذاتها، بغض النظر عن جنس الطفل، وفي نهاية المطاف، كل طفل هو هبة ثمينة، والأهم هو أن يكون بصحة جيدة وسعادة!

ولا تنسي ملكتي قول الله تعالى؛ { لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ یَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ إِنَـٰثࣰا وَیَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ ٱلذُّكُورَ (٤٩) أَوۡ یُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانࣰا وَإِنَـٰثࣰاۖ وَیَجۡعَلُ مَن یَشَاۤءُ عَقِیمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِیمࣱ قَدِیرࣱ (٥٠) }