تخيلي أنكِ في مكان عام مزدحم وبدأتِ تسألي الغرباء عن العامل الأهم في الزواج برأيهم... ماذا تعتقدين أنهم سيجيبون؟
الحب.. أم الثقة.. أم الصدق ؟
بالتأكيد، هذه كلها عوامل مهمة، لكن هناك عاملًا نادرًا ما يُناقش وهو التواصل في الزواج، هل زوجك يتحدث معك بصراحة عما يجول بخاطره ؟ هل يشعر بالأمان ؟ أم يخشى من أي سوء فهم قد يحدث، فيصمت ويتجنب الحوار ؟!
في الحقيقة هناك أسئلة للزوج عن العلاقة الحميمة وغيرها من الموضوعات الهامة، لكنه يتحرج من نطقها.. لكن قبل ذكر هذه الأسئلة، دعينا نتطرق لأهمية التواصل في العلاقة الزوجية، مع نصائح عملية لإجراء حوار عميق ومريح دون خجل بينك وبين زوجك.
كثير من الأزواج لا يأخذون أهمية التواصل في الزواج على محمل الجد، ظنًا منهم أن الحوار اليومي (أو غيابه) لا يؤثر عليهم يوميًا، لكن التواصل هو الوسيلة التي تُنفَّذ جميع الجوانب المهمة الأخرى في الزواج.
فإذا كنتِ تحبين زوجك لكنك لا تعبّرين عن ذلك بالكلمات أو الأفعال، فأنتِ لا تُحسنين إليه، لكنكِ إذا تمكنتِ من التواصل بصدق، فلدى زواجك فرصة جيدة لأن يكون زواجًا سعيدًا وصحيًا، بل في الواقع، يجب الاهتمام بالتواصل منذ أيام الخطوبة، لأنه يضع الأساس الصحيح للعلاقة.
كما تشير الأبحاث إلى أن التواصل الصريح بين الزوجين هو حجر الزاوية في أي زواج طويل وحنون، لكن المشكلة أن بعض الناس ليسوا جيدين فيه!
على الرغم من أهمية التواصل، إلا أنه لا يشير دائمًا إلى التحدث اللفظي مع زوجك عن مشاعرك، يومك، ماضيك، أو مخاوفك وآمالك المستقبلية.
يمكن أن يحدث التواصل دون نطق كلمة واحدة، وإليك أشكال التواصل التي يمكن أن تعزز زواجك:
كل شخص يحب أن يسمع أنه جميل، أو أنه محبوب؛ فالتواصل اللفظي هو القدرة على التعبير عن مشاعرك لزوجك من خلال الكلمات، وهو ضروريًا للتواصل الفعال بين الزوجين.
فإذا كنتِ تحبين زوجك بكل قلبك لكنك لا تقولي ذلك بما يكفي، فقد لا يفهم الزوج مدى عمق هذا الحب، لكن عندما تُخبري زوجك كم هو رائع، سيشعر بالتقدير والارتباط بمشاعرك.
وإلى جانب التعبير عن السعادة، يجب أن تكونان قادران على التحدث عما لا يسركما؛ لأن غياب التواصل والثقة سيجعل هذا الشئ يستمر.
عندما نتحدث عن أهمية التواصل في الزواج، لا يمكننا التقليل من شأن التواصل غير اللفظي، فنحن البشر نعبر بأجسادنا أكثر مما ندرك؛ لذا انتبهي إلى لغة جسدك أثناء التواصل مع زوجك.
انظري لزوجك وتجنبي تقاطع الذراعين أو الساقين أثناء النقاشات الصعبة، فهذا يشير إلى الانفتاح والاستعداد للاستماع.
هناك العديد من الإشارات غير اللفظية التي تنقل مشاعر سلبية أو إيجابية دون كلام؛ لذا كوني واعية لما يعبر عنه جسدك.
تحضير العشاء، تنظيم الأشياء، إعداد مفاجآت... كل هذه أفعال تُظهر لزوجك أنكِ تهتمين به دون الحاجة للكلام.
المقولة الشهيرة "الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات" تنطبق هنا؛ لذا استخدمي أفعالك لتوصلي حبك، ثقتك، وصدقك لزوجك.
لذا فالتواصل ضروري لأي زواج ناجح، لكن لا يمكن الاعتماد على نوع واحد فقط (لفظي، غير لفظي، أو أفعال)، فنحن نحتاج إلى مزيج متوازن من الثلاثة لإظهار مدى أهمية زوجك لك مع مرور الوقت.
أخبري زوجك، وحثيه على إخبارك بما يحبه فيكِ، ولا تخافا من التعبير عن رأيكما إذا كان شيء ما يزعجكما، هذا التواصل الصادق سيكون استثمارًا يعود بفوائد عظيمة على مدى السنوات.
لكي يحدث حوار يغذي الروح، يجب أن تخصصي 10-15 دقيقة من يومك لزوجك، فلا يمكنكِ دائمًا الانتقال من نقطة "أ" إلى "ب" وتتوقعي أن يمتلئ "خزان الحب" بالحديث.
تمهلي! امنحي يومك مساحة للتنفس.
فإذا كنتِ في مرحلة تربية أطفال صغار، اضبطي المنبه واستيقظي قبلهم بـ 20 دقيقة لتتناولي القهوة مع زوجك وتتناقشا في احتياجاتكما/طلبات ذلك اليوم، وحتى إذا استيقظ الطفل ليلًا، يمكن أن يصبح هذا وقتًا ثمينًا لكِ ولزوجك للتواصل ومناقشة ما في القلب.
أغلقي المسلسلات وخصصي بعض الوقت لزوجك، فعندما تبذلين جهدًا لتعميق الحوار، فإنكِ تُظهرين له أنه أهم شخص في حياتك، هذه اللفتة أعظم من باقة ورد أو علبة شوكولاتة!
نحن النساء نميل إلى مشاركة المشاعر بسهولة، لكن الرجال غالبًا ما يعبرون فقط عن الغضب أو الإحباط، لكن وراء هذه المشاعر، هناك مشاعر أخرى عليكِ أن تعرفيها من زوجك، فالرجال يخشون أن تكون هذه المشاعر غير ذكورية، لكننا نحتاج أن نسمعها!
عندما تفهمين مشاعره الحقيقية، سيقدر صدقكِ وسيصبح حواركما أعمق، هذه الألفة ستقوي زواجكما بشكل لا تتخيلينه!
فكري في هذا المثال: إذا سمعتِ زميلاتكِ يتحدثن عن حفل لم تُدعين إليه، كيف تشعرين؟ هل أنتِ مستاءة، فضولية، أم غير مهتمة؟ هذه التفاصيل الصغيرة تهم زوجك!
هو يريد أن يعرف كيف تشعرين تجاه المواقف اليومية، ليس لأنه فضولي، بل لأنه يريد أن يكون أقرب صديق لكِ، وأن يدعمكِ.
لا عيب في الاحتفاظ بقائمة مواضيع تودين مناقشتها مع زوجك! يمكن أن تشمل:
هناك فرق بين الحديث السطحي (مثل "كيف كان يومك؟") والحديث العميق (مثل "ما الذي يقلقك هذه الأيام؟").
زوجكِ يحتاج إلى أن يحكي لكِ، ويعرف عنك ليس فقط ماذا تشعرين، بل لماذا.
مثلاً: لا تقولي فقط "أنا قلقة من مصاريف إصلاح التكييف"، بل اشرحي له أن السبب الحقيقي هو خوفكِ من الأعباء المالية.
شاركيه لماذا يهمكِ أمر معين، أو ما الذي أثار غضبكِ حقًا في آخر مشاجرة، هذا الصدق سيجعله يفتح قلبه أيضًا.
يحتاج الرجل إلى رفيق يقضي معه وقتًا ممتعًا، وتحتاج المرأة إلى تواصل حقيقي يشعرها بالأمان والحب، فإذا أغفلتما هذا الجانب، فقد تبحثان عن إشباعه خارج إطار الزواج، وهذا ما نفر منه!
"استثمري في هذه الصداقة، واجعلِي زواجكِ غير قابل للانهيار."
تُعد العلاقة الحميمة بين الزوجين من أرقى صور التواصل الإنساني، ولكنها للأسف أكثرها تعقيدًا وصمتًا، خاصة حين يتعلق الأمر بالرجل، فكثير من النساء يتساءلن باستغراب: لماذا يتحرج زوجي من الحديث عن العلاقة الحميمة؟ لماذا لا يعبر عن رغباته، أو يناقش ما يريحه أو يزعجه؟
سنكشف لك، من خلال الدراسات النفسية والاجتماعية، عن الأسباب الحقيقية خلف هذا الحرج، لتمهّدي الطريق لحوار صحي وبنّاء في علاقتكما الزوجية.
تشير العديد من الدراسات إلى أن النشأة والتربية في المجتمعات المحافظة تلعب دورًا جوهريًا في تشكيل نظرة الرجل للعلاقة الحميمة، ففي دراسة نُشرت في مجلة "الصحة النفسية للمجتمع العربي" عام 2021، أوضح الباحثون أن 68% من الرجال الذين تربّوا في بيئات تقليدية يشعرون بالخجل عند التحدث عن العلاقة الحميمة، حتى مع زوجاتهم.
حيث يُربّى الفتى منذ صغره على أن الحديث عن الأمور "الجنسية" أمر معيب أو غير لائق، وبالتالي يكبر وهو يحمل شعورًا داخليًا بالذنب والخجل عند مناقشتها.
كما أن الرجال يُعلَّمون منذ الطفولة أن الرجولة تعني "التحكم" و"الكتمان"، لا التعبير أو الحوار، مما يجعل مناقشة الأمور الحميمة أمرًا يمسّ هذا النموذج الرجولي، فيشعر أنه قد يُفسر على أنه ضعف أو احتياج مفرط.
العلاقة الحميمة ليست مجرد فعل جسدي، بل هي مساحة نفسية حساسة يشعر فيها الإنسان بأنه "كشَف نفسه بالكامل"؛ لذلك يخشى كثير من الرجال أن يتم رفضهم، أو أن تُنتقَد رغباتهم، أو يُساء فهمهم.
دراسة نُشرت في مجلة Journal of Sex & Marital Therapy عام 2020 أظهرت أن 54% من الرجال المتزوجين يتجنبون مناقشة العلاقة الحميمة خوفًا من الإحراج أو من ردة فعل سلبية من الزوجة.
فالرجل قد يسكت عن رغبته الحقيقية أو عن أمر يزعجه في العلاقة، فقط ليتفادى الحرج أو شعوره بأنه غير مرغوب فيه.
في أغلب المجتمعات العربية، لا يحصل الشباب على تعليم جنسي علمي أو صحي، فتتشكل معلوماتهم من مصادر غير موثوقة، مما يخلق تصورات غير واقعية عن العلاقة الحميمة.
عندما يدخل الرجل في علاقة زوجية حقيقية، يُصدم بواقع مختلف عن تلك الصورة المثالية أو المضللة، فيشعر بالارتباك وقد يتجنّب الحوار حتى لا يُكشف جهله أو ضعفه.
يعيش الرجل تحت ضغط كبير ليكون "كامل الأداء" في العلاقة الحميمة، فهو يُصوَّر دائمًا على أنه الطرف الذي يجب أن يعرف، ويسيطر، ويرضي، ويقود.
وهذا الضغط قد يؤدي إلى قلق جنسي مزمن يجعله يخجل من مناقشة العلاقة أو الاعتراف بأي مشكلة فيها، فبعض الرجال يفضّلون الصمت على أن يعترفوا بأنهم يمرون بمرحلة من ضعف الرغبة أو التوتر الجنسي، لأنهم يرون أن ذلك يمسّ رجولتهم.
في بعض العلاقات، لا تتوفر بيئة حوار آمن تسمح للزوج بالتعبير عن نفسه، فإذا سبق له أن عبّر عن شيء يخص العلاقة الحميمة وتم السخرية منه، أو تجاهله، فسيفضّل الصمت لاحقًا.
لذا من المهم أن يشعر الزوج بأن زوجته تستمع له بلا أحكام، وتتفهم مشاعره، حتى لو اختلفت معها.
عندما تمضين سنوات مع شريك حياتكِ، قد تشعرين أحيانًا أنه لم يعد هناك جديد لتكتشفيه عنه، لكن الحقيقة أن العمق العاطفي لا حدود له!
الحياة اليومية قد تبعدكم عن بعضكم، لكن العلاقة لا يجب أن تبرد.
والمفتاح؟ أسئلة ذكية تفتح أبوابًا جديدة للحوار الحميمي.
لماذا هذه الأسئلة مهمة؟
الأسئلة العميقة تُذكّركِ لماذا اخترتِ هذا الرجل، وتُعيد إشعال الشغف عبر:
الرجل غالبًا ما يتردد في البوح بمشاعره أو أفكاره الحميمة خوفًا من الحكم عليه، أو شعوره بأنه "غير مفهوم"؛ لذلك فإن تهيئة جو آمن له أمر بالغ الأهمية، وإليكِ طرق عملية لتحقيق ذلك:
تجنبي طرح أسئلة عميقة وهو مرهق بعد العمل، أو أثناء مشاجرة، أو عندما يكون مشغولًا (مثل مشاهدة مباراة أو حل مشكلة عائلية).
"لماذا لا تتحدث معي أبدًا عن مشاعرك؟!" (بعد يوم شاق في العمل).
اختاري لحظات هادئة ومريحة، مثل:
"أحب أن أعرف رأيكِ في شيء يخطر ببالي... هل الآن وقت مناسب؟"
تجنبي الأماكن العامة أو حيث يوجد أطفال أو أصدقاء قد يسمعون، بدلًا من ذلك:
الرجل يربط "الصدق" بـ"العواقب"؛ فإذا شعر أن إجاباته ستُستخدم ضده لاحقًا، سينغلق.
تجنبي هذه الأخطاء:
بدلًا من ذلك:
الرجل يشعر بالأمان عندما يرى أنكِ تشاركينه ضعفكِ أولًا.
مثال:"لماذا لا تخبرني بما تفكر فيه؟" (سؤال مباشر قد يجعله يدافع عن نفسه).
لكن الأفضل "أحيانًا أخاف أن أكون ثقيلة عليكِ عندما أتحدث عن مشاعري... لكني أحب أن أسمعكِ أيضًا".
تجنبي: "بالله عليكِ، قل لي ماذا تحب!" (يبدو كضغط).
جربي: "كنت أفكر... ما رأيكِ لو جربنا [شيء جديد]؟ لو ما عجبكِ الفكرة، عادي نقولها بصراحة".
بعض الرجال يحتاجون وقتًا لمعالجة أفكارهم قبل البوح بها.
مثال: "خذ وقتكِ، أنا هنا عندما تشعر أنكِ مستعد".
لماذا هذه النقاط مهمة؟
خاتمة عملية
جربِي هذا التمرين البسيط:
1. في المرة القادمة التي تجلسان فيها معًا، اسأليه سؤالًا واحدًا من القائمة السابقة بعد تطبيق النقاط أعلاه.
2. لاحظي الفرق في رد فعله عندما يشعر أن الحديث "آمن" وليس "محاكمة".
بالصبر والممارسة، ستتحول هذه المحادثات من محرجة إلى جسر يقرب بينكما يومًا بعد يوم.
هذه الأسئلة ليست مجرد كلمات، بل جسورٌ تعبرين بها إلى عالم زوجكِ الداخلي، جربوها وستذهلين من الكنوز التي ستكتشفينها!
عالجي التشنج المهبلي قبل أن يفسد العلاقة الحميمة
هل شعرتِ يومًا بألم غير مبرر أثناء العلاقة الحميمة؟ قد تظنين أن ما تشعرين به "خوف زائد عن الحد"، لكن الحقيقةهناك حالة طبية تُدعى التشنج المهبلي
ماهي أقوى علامات الحب عند الرجل ؟
وقد يحبك زوجك بالفعل ولكنه قد لا يقول ذلك؛ فإذا كنتِ تعرفين ماهي أقوى علامات الحب عند الرجل، فقد لا تضطري إلى الانتظار حتى يقولها بصوت عالٍ.
7 أشياء يجب على المرأة فعلها بعد العلاقة الحميمة
هناك بعض الأشياء التي يجب على المرأة القيام بها بعد العلاقة الحميمة للحفاظ على صحتها، وسنذكر لكِ بعض من هذه الأشياء الهامة التي عليكِ الالتزام بها