الملكة

التربية الجنسية للأطفال؛ لا تتفاجئي إذا فعل ابنك هذا الشيء!

نورهان محمود كاتب المحتوى: نورهان محمود

23/06/2025

التربية الجنسية للأطفال؛ لا تتفاجئي إذا فعل ابنك هذا الشيء!

ما أهمية التربية الجنسية للأطفال؟

تُعدّ رحلة تربية الأبناء رحلة مليئة بالاستكشافات والتحديات التي يواجهها الوالدين، خاصةً في مجتمعاتنا المحافظة حيث تُحيط بعض المواضيع بالصمت والحرج!

ومن بين هذه المواضيع الحساسة، هناك ظاهرة غريبة وبدأت تنتشر تجارب الأمهات معها مؤخرًا، وهي: العادة السرية عند الأطفال! فقد تشعر الأم بالصدمة إذا رأت طفلها أو طفلتها يلمسان أعضائهما التناسلية، مما يدفعها للتساؤل: هل هذا طبيعي؟ ما الذي يجب فعله؟ وهل يُمكن أن يُؤثر على أخلاق وتربية الابناء مستقبلًا؟ 

اليوم ملكتي سنُسلط الضوء على ما يُعرفه العلم حول السلوكيات الجنسية الذاتية لدى الأطفال، ومتى تُعتبر طبيعية، ومتى قد تُشير إلى مشكلة كامنة، كما سنُقدم لكِ استراتيجيات عملية للتعامل مع هذا السلوك، وكيفية التحدث مع الأطفال حول أجسادهم بطريقة صحية، مع التركيز على أهمية التربية الجنسية السليمة.

 

ما هي العادة السرية عند الأطفال؟

التربية

قبل الخوض في تفاصيل التربية والتعامل مع العادة السرية، من الضروري التأكيد على أن "العادة السرية" بالمعنى الذي نفهمه لدى البالغين (المرتبطة بالرغبة الجنسية الواعية) تختلف تمامًا عن السلوكيات التي يُظهرها الأطفال؛ لدى الأطفال، يُعرف هذا السلوك غالبًا بـ "الاستكشاف الذاتي"، "الاستمناء الطفولي"، أو "التحفيز الذاتي".

 

هل العادة السرية سلوك طبيعي عند الأطفال؟

1) الاستكشاف الطبيعي للجسد

  • يُولد الأطفال ولديهم فضول طبيعي لاستكشاف العالم من حولهم، وهذا يشمل أجسادهم، تمامًا كما يكتشفون أيديهم وأقدامهم وأصابعهم، يكتشفون أيضًا أعضائهم التناسلية.
  • هذا الاستكشاف يُعدّ جزءًا طبيعيًا من مراحل نمو الطفل والوعي بالجسد، فالأعضاء التناسلية تحتوي على نهايات عصبية حساسة، ومُجرد لمسها يُمكن أن يُوفر شعورًا بالراحة أو المتعة.

2) المتعة الحسية وليست الجنسية بالمعنى البالغ

  • الشعور بالمتعة الذي يختبره الأطفال ليس بالضرورة "جنسيًا" بالمعنى البالغ، أي لا يرتبط بالرغبة الجنسية أو التكاثر، بل إنه أقرب إلى المتعة الحسية التي يشعرون بها عند مص إبهامهم، أو حمل لعبتهم المفضلة.
  • في بعض الأحيان، يُمكن أن يُعبر الطفل عن هذه المتعة من خلال حركات جسدية متكررة أو تعابير وجه تُشبه النشوة الجنسية عند البالغين (مثل تصلب الجسد، التحديق، أو التنفس السريع)، لكن هذا لا يعني أن الطفل يُعاني من نشوة جنسية بالمعنى البالغ، بل هو تعبير عن إحساس مكثف بالمتعة الجسدية.

3) تقوم بتهدئة بعض الأطفال

  • التخفيف من التوتر والقلق: يُمكن أن يُصبح لمس الأعضاء التناسلية آلية للتعامل مع التوتر، الملل، أو القلق، تمامًا مثل مص الإبهام.
  • المساعدة على النوم: قد يُستخدم كوسيلة للتهدئة الذاتية قبل النوم.
  • تعبير عن الملل: في أوقات الفراغ أو الملل، قد يلجأ الطفل إلى هذا السلوك.
  • الاسترخاء والراحة: يُوفر شعورًا بالراحة الجسدية.
  • تجربة الأحاسيس الجديدة: مُجرد فضول حول كيفية شعور هذا الجزء من الجسم.

4) العمر

  • يُمكن أن يبدأ هذا السلوك في سن مبكرة جدًا، حتى الرضع والأطفال الصغار (أقل من سنة)، و يبلغ ذروته غالبًا بين سن 2-6 سنوات، ثم يميل إلى الانخفاض مع دخول الأطفال المدرسة واندماجهم في الأنشطة الاجتماعية.

 

متى تُصبح العادة السرية عند الأطفال مدعاةً للقلق؟

التربية

أظهرت العديد من الدراسات النفسية والتنموية أن الاستكشاف الذاتي للأعضاء التناسلية هو جزء شائع وطبيعي من نمو الطفل؛ على سبيل المثال، تُشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 80% من الأطفال قد يُظهرون شكلًا من أشكال التحفيز الذاتي في مرحلة ما قبل المدرسة.

وبالرغم من أن هذه النسبة ليست بالقليلة، لكن يجب أن نُميز بين السلوك الطبيعي والسلوك الذي يستدعي الانتباه الطبي أو النفسي.

حتى لو أن السلوكيات الجنسية الذاتية تُعدّ طبيعية لدى معظم الأطفال، إلا أن هناك بعض الحالات التي تتطلب انتباهًا خاصًا واستشارة طبية أو نفسية، وهنا يُصبح دور التربية حاسمًا في تمييز متى يكون السلوك طبيعيًا ومتى يُصبح مُقلقًا، وهذه هي أكثر علامات تستدعي القلق:

1) التكرار والشدة

إذا أصبح السلوك مُتكررًا بشكل مُفرط، أو شديد القوة (مما يُسبب احمرارًا أو تهيجًا في المنطقة التناسلية)، أو يُعيق الأنشطة اليومية للطفل (مثل اللعب، الأكل، أو النوم).

على سبيل المثال، طفل يمتنع عن اللعب مع أقرانه ليُمارس هذا السلوك، أو يُفضل البقاء منعزلًا للقيام بذلك، فهذا قد يُشير إلى أن السلوك أصبح مُفرطًا، أو أن الطفل لا يمتلك آليات تكيّف صحية أخرى.

2) في الأماكن العامة

إذا كان الطفل يُمارس السلوك بشكل مُتكرر في الأماكن العامة دون إدراك للخصوصية فيُمكن أن يُشير ذلك إلى نقص في الوعي الاجتماعي أو حاجته الشديدة للتحفيز الذاتي.

على سبيل المثال، إذا قام طفل في الخامسة من عمره بمُمارسة هذا السلوك في حافلة أو متجر، فهذا يُعدّ مُقلقًا للغاية لأنه يُشير إلى عدم فهمه للقواعد الدينية والاجتماعية.

3) التسبب في ضرر جسدي

إذا كان الطفل يُسبب لنفسه ألمًا أو جروحًا في المنطقة التناسلية بسبب الاحتكاك المُفرط، فهذه علامة واضحة على أن السلوك قد خرج عن إطاره الطبيعي.

4) الارتباط بالتوتر الشديد أو الصدمة

إذا بدأ السلوك فجأة وبشدة بعد حدث مُؤلم أو مُوتر في حياة الطفل (مثل الانتقال إلى منزل جديد، ولادة أخ جديد، انفصال الوالدين، أو التعرض لإساءة).

في هذه الحالات، قد يكون السلوك مؤشرًا على ضائقة نفسية أو صدمة، وليس مجرد استكشاف، وقد يكون السلوك هنا بمثابة آلية تكيف غير صحية للتعامل مع المشاعر السلبية.

5) التغيير المفاجئ في السلوك

إذا كان الطفل لا يُظهر هذا السلوك عادةً، ثم بدأ فجأةً في مُمارسته بشكل مُتكرر ومُكثف، هذه التغيرات المفاجئة في سلوك الطفل غالبًا ما تُعدّ مؤشرًا على وجود شيء ما غير صحيح.

6) تكراره كاستجابة للضيق العاطفي

إذا كان الطفل يلجأ إلى هذا السلوك باستمرار كوسيلة وحيدة للتعامل مع الحزن، الغضب، أو الإحباط فهذا يُشير إلى أن الطفل قد لا يمتلك استراتيجيات أخرى للتحكم في عواطفه.

7) القلق أو الانسحاب الاجتماعي

إذا كان السلوك يُصاحبه قلق مُفرط لدى الطفل حول جسده، أو انسحاب اجتماعي، أو مشاكل في التفاعل مع الأصدقاء والأقارب من نفس عمره.

 

كيف يمكن لـ التربية الجنسية حل مشكلة العادة السرية عند الأطفال؟

التربية

إن الاستجابة الأولية والسريعة للأم عندما تُلاحظ هذا السلوك هي العنصر الأكثر تأثيرًا في التربية وفي كيفية تطوير الطفل لعلاقته مع جسده وشعوره بالرغبة، فالهدف ليس إيقاف السلوك بالقوة، بل فهم هذا السلوك جيدًا وتوجيه الطفل بطريقة صحية، تُعدّ هذه الاستراتيجيات جزءًا لا يتجزأ من تربية الابناء السليمة! إليكِ أهم استراتيجيات التربية الجنسية:

1) الهدوء وعدم المبالغة في رد الفعل

رد فعلكِ الأولي هو الأهم! يجب أن تتجنبي الصراخ، الغضب، الصدمة، أو الخجل؛ هذه الردود قد تُشعر الطفل بالذنب، العار، أو الخوف، وتُؤثر سلبًا على نموه العاطفي والجنسي.

على سبيل المثال، إذا رأيتِ طفلكِ يقوم بهذا السلوك، لا تصرخي "ماذا تفعل؟!" أو "هذا خطأ!"، بل اجعلي تعبيرات وجهكِ هادئة وحاولي أن تُغيري الموضوع بلطف.

تذكري أن هذا السلوك طبيعي وغير ضار في معظم الحالات، وحافظي على هدوئكِ وابتسامتكِ، وتعاملي مع الأمر كأي سلوك آخر يحتاج إلى توجيه.

2) إعادة التوجيه اللطيفة (للأطفال الصغار)

إذا كان الطفل صغيرًا جدًا (رضيع أو طفل ما قبل المدرسة) ويُمارس هذا السلوك في مكان غير مناسب، فيُمكنكِ ببساطة إعادة توجيه انتباهه إلى نشاط آخر.

على سبيل المثال، بينما يُمارس الطفل هذا السلوك، يُمكنكِ القول: "أوه، انظر إلى هذه اللعبة الجديدة! هل تُريد أن نلعب بها معًا؟" أو "هل تريدين أن تساعدي ماما في المطبخ لإعداد كيك شهيّ!" افعلي ذلك بهدوء، دون تعليق أو حكم، وكأنكِ لم تُلاحظي السلوك بشكل مباشر، وتذكري ملكتي أن الهدف هو صرف انتباهه دون إشعاره بالخطأ.

3) الخصوصية والاحترام (للأطفال الأكبر سنًا والمراهقين)

مع تقدم الطفل في العمر، يجب التأكيد على مفهوم الدين وكذلك الخصوصية، يُمكنكِ القول بهدوء وبدون حكم: "هذا شيء يضر جسمكِ ولا يُرضي الله عنك، أعلم أنك لا تقصد فعله، ولكن عندما تأتيك الفكرة مجددًا يمكنك التحدث معي، وأنا سأساعدكِ فورًا! يمكننا الذهاب إلى مطعمك المفضل لتناول الطعام، أو التنزه قليلًا وشراء بعض الأشياء، سنحاول فعل أي شيء تحبه حتى تتلاشى هذه الفكرة تمامًا بإذن الله!"

هذا الحوار يُعلم الطفل حدوده دون أن تُشعريه بالعار أو الذنب، وتجعله منفتحًا معكِ ويخبركِ بأي شيءٍ يخطر بباله دون الشعور بالخجل.

4) التثقيف الجنسي الإيجابي

  • هذا هو الجانب الأكثر أهمية في تربية الابناء، علمي أطفالكِ أسماء الأعضاء التناسلية الصحيحة (بدلًا من الألقاب المُلطفة أو المُخجلة)، فهذا يُعزز التواصل المفتوح بينكما.
  • علميهم أن أجسادهم ملك لهم، وأن بعض أجزاء الجسم خاصة، ولا يجب لأحد أن يلمسها دون إذنهم، ولا يجب عليهم لمس أعضاء الآخرين.
  • علميهم عن اللمس الجيد واللمس السيئ، وكيفية التحدث مع شخص بالغ موثوق به إذا شعروا بعدم الأمان أو عدم الارتياح.
  • يُساعد هذا التثقيف في بناء أساس صحي للوعي الجسدي والجنسي، ويُمكن أن يُوفر له الحماية ضد الإساءة الجنسية.

5) معالجة الأسباب الكامنة

إذا كنتِ تشكين في أن هذا السلوك مرتبط بالتوتر، الملل، أو القلق، فحاولي معالجة هذه الأسباب.

هل الطفل يحصل على اهتمام كافٍ؟ هل لديه ما يكفي من الأنشطة المُحفزة (اللعب، القراءة، الأنشطة الفنية)؟ هل يُعاني من أي ضغوط في المنزل أو المدرسة (مثل التنمر، مشاكل الأصدقاء، أو ضغوط أكاديمية)؟

إن قضاء المزيد من الوقت مع الطفل في اللعب، القراءة، أو الأنشطة المُختلفة يُمكن أن يُقلل من الحاجة إلى اللجوء لهذا السلوك من أجل التحفيز الذاتي.

6) تجنب العقاب والتهديد

العقاب، التوبيخ، أو التهديد يُمكن أن تُسبب هذه الأساليب ضررًا نفسيًا كبيرًا للطفل، وتربط المتعة الجسدية بالذنب والعار، مما قد يُؤدي إلى مشاكل في المستقبل؛ على سبيل المثال، القول "إذا فعلت هذا مرة أخرى، سأغضب منك جدًا!" أو "هذا عيب!" يُمكن أن يُسبب ضررًا لا يُمكن إصلاحه.

لن تُوقف هذه الأساليب السلوك السيئ بل ستجعل الطفل يُمارسه سرًا، مما يزيد من القلق والخوف ويُعيق التواصل المفتوح بينكما في المستقبل.

 

كيف تكون التربية الجنسية المثالية للأطفال؟

التربية

التربية الجنسية لا تعني فقط التحدث عن الإنجاب أو العلاقات الجنسية عند البلوغ، بل تبدأ في سن مبكرة جدًا من خلال تعليم الأطفال عن أجسادهم، حدودهم، ومفهوم الخصوصية، هذا النهج الشامل يُشكل حجر الزاوية في تربية الابناء الأصحاء نفسيًا.

  1. ابدئي مبكرًا: لا تنتظري حتى تُلاحظي هذا السلوك للتحدث عن الأعضاء التناسلية ولكن ابدئي في تسمية أجزاء الجسم الصحيحة منذ الصغر، تمامًا كما تُعلمينهم أسماء الأنف والأذن والعين، إن استخدام اللغة الدقيقة يُزيل الغموض ويُشجع على التواصل.
  2. كوني منفتحة ومتاحة دومًا: اجعلي طفلكِ يشعر بالراحة في طرح الأسئلة حول جسده أو أي شيء آخر يُثير فضوله، فعندما يطرح سؤالًا أجيبي عليه بصدق وبساطة، وتجنبي إظهار الصدمة أو الحرج، وهذا سيُعزز الثقة ويُشجع على المزيد من الأسئلة في المستقبل.
  3. تجنبي الأساطير والخرافات: اعتمدي على المعلومات العلمية والصحية، ولا تُعطي معلومات خاطئة أو تُهددي بعواقب غير منطقية، وتذكري أن الشفافية والصدق يُعززان فهم الطفل.
  4. علميهم الموافقة والرفض: هذه النقطة حيوية في تربية الابناء في العصر الحديث؛ علمي أطفالكِ أن أجسادهم ملك لهم، ولا يحق لأحد أن يلمسها دون موافقتهم (مثل الطبيب أو الطبية فقط عند الكشف وبوجود أحد الوالدين)، وأن عليهم احترام أجساد الآخرين أيضًا.
  5. الفرق بين "الخصوصي" و"السري": علمي الأطفال أن بعض الأمور "خاصة" (مثل لمس الأعضاء التناسلية أو ارتداء الملابس الداخلية)، وهي لا تُقال للجميع، ولكن هذا لا يعني أنها "سرية" (شيء يجب إخفاؤه عن الوالدين أو الكبار الموثوق بهم، خاصةً إذا كان يُسبب لهم الشعور بالسوء أو الخوف)، هذا التمييز حاسم لحماية الأطفال من الإساءة، وإذا طلب منهم شخص بالغ آخر إخفاء أمر ما عنكِ يتعلق بأجسادهم، فيجب أن يُدركوا أن هذا ليس سرًا يجب إخفاؤه! 

 

ما أهمية التواصل بين الوالدين والأطفال؟

التربية

إن بناء جسور التواصل المفتوح مع أطفالكِ يُمكن أن يمنحكِ رؤى قيمة حول صحتهم العاطفية والنفسية، فعندما يشعر الطفل بالأمان في التحدث إليكِ عن أي شيء، بما في ذلك جسده وسلوكياته فإنكِ بذلك تُصبحين خط الدفاع الأول له! وهذا يُمكن أن يُساعد في اكتشاف أي مشكلات مُحتملة (مثل الإساءة أو القلق) في مراحلها المبكرة.

تكييف التربية الجنسية مع مراحل النمو

  1. مرحلة الطفولة المبكرة (0-5 سنوات): التركيز على أسماء الأعضاء الصحيحة، ملكية الجسد، ومفهوم الخصوصية البسيط، والتعامل بهدوء مع الاستكشاف الذاتي وإعادة التوجيه بلطف.
  2. مرحلة الطفولة المتوسطة (6-10 سنوات): البدء في شرح الفروقات بين الجنسين، كيفية نمو الأجسام، ومفهوم الأماكن الخاصة، تعزيز فكرة الخصوصية وتأكيد أن السلوكيات الجنسية الذاتية هي أمور لا تصح ولا يرضاها الله -سبحانه وتعالى-.
  3. مرحلة ما قبل البلوغ والمراهقة (11 سنة فما فوق): تقديم معلومات أكثر تفصيلًا عن التغيرات الجسدية والهرمونية، المشاعر الجنسية، العلاقات الصحية، والمخاطر؛ في هذا العمر قد تُصبح "العادة السرية" بالمعنى البالغ أكثر وضوحًا ويجب أن تُناقش كجزء طبيعي من النمو الجنسي، مع التأكيد على حرمانية هذا الفعل وعدم الإضرار بالنفس، إن هذه المرحلة هي الأهم في تربية الابناء لتكوين فهم كامل عن الحياة الجنسية السليمة.

 

متى يكون التدخل المهني ضروريًا؟

التربية

في بعض الحالات، على الرغم من كل جهود التربية الواعية، قد يستمر القلق أو تزداد الحاجة إلى مساعدة مُتخصصة، ويُمكن أن تُوفر هذه المساعدة تقييمًا دقيقًا ودعمًا مُتخصصًا يُكمل جهودكِ في تربية الابناء: 

  1. إذا استمر السلوك المُقلق: إذا استمر السلوك المفرط، أو ظهر في الأماكن العامة، أو تسبب في ضائقة حقيقية للطفل، على الرغم من جهودكِ لإعادة التوجيه ومعالجة الأسباب؛ على سبيل المثال، إذا كان الطفل يُمارس السلوك لساعات طويلة يوميًا مما يُؤثر على نومه أو مشاركته في الأنشطة المدرسية والاجتماعية.
  2. إذا كانت هناك شكوك بالإساءة: أي اشتباه في تعرض الطفل لـ إساءة جنسية يجب الإبلاغ عنه فورًا للسلطات المختصة والبحث عن مساعدة نفسية للطفل، والعلامات قد تشمل: التراجع النمائي المفاجئ، الكوابيس المتكررة، الخوف من أشخاص معينين أو أماكن معينة، التغيرات السلوكية المفاجئة (مثل العدوانية أو الانسحاب)، أو المعرفة غير المناسبة للعمر بالمفاهيم الجنسية (كأن يعرف أشياء أكبر من عمره).
  3. إذا كان السلوك جزءًا من مشكلة سلوكية أوسع: مثل مشاكل التركيز، فرط الحركة، اضطرابات القلق، اضطرابات الطيف التوحدي، أو اضطرابات النمو الأخرى، في هذه الحالات، قد يكون السلوك وسيلة للتهدئة الذاتية أو التعامل مع التحفيز الزائد أو الناقص، ويجب معالجة المشكلة الأساسية.
  4. إذا كنتِ تشعرين بالإرهاق أو عدم اليقين: لا تترددي في طلب المشورة من طبيب الأطفال، أو الطبيب النفسي للأطفال، أو مستشار أسري، هؤلاء المتخصصون لديهم الخبرة في التعامل مع هذه القضايا الحساسة ويُمكنهم تقديم الدعم والحلول المُناسبة لكِ ولطفلكِ، وتذكري ملكتي أن طلب المساعدة هو علامة قوة وليست علامة ضعف!

 

ما هي أنواع الدعم المهني في هذه الحالة؟

  1. طبيب الأطفال: هو نقطة الاتصال الأولى لتقييم أي أسباب جسدية مُحتملة (مثل الالتهابات أو الطفح الجلدي) واستبعادها، كما يُمكنه تقديم المشورة الأولية وتوجيهكِ إلى الأخصائي المناسب.
  2. أخصائي نفسي للأطفال أو معالج سلوكي: يُمكنه تقييم السلوك في سياقه التنموي والنفسي، وتحديد ما إذا كان مرتبطًا بالتوتر أو القلق أو أي مشكلات سلوكية أخرى، كما يُمكنه أيضًا تقديم استراتيجيات مُحددة للتعامل مع السلوك وتطوير آليات تكيف صحية للطفل، هذا النوع من الدعم يعمق فهم تربية الابناء من منظور تخصصي.
  3. أخصائي اجتماعي أو مستشار أسري: يُمكنه تقديم الدعم للعائلة بأكملها ومساعدتها على تطوير استراتيجيات تواصل فعالة والتعامل مع التحديات الأسرية التي قد تُؤثر على سلوك الطفل.

إن التعاون مع المهنيين يُمكن أن يُوفر لكِ راحة البال، ويُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في صحة طفلكِ ورفاهيته على المدى الطويل.

 

متى تستشيرين الطبيب؟

  1. إذا لاحظتِ أيًا من العلامات المُقلقة المذكورة أعلاه فلا تُتركي الأمر للصدفة، لأن التدخل المبكر يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا.
  2. إذا كان السلوك يُسبب لكِ أو لطفلكِ ضائقة كبيرة، وإذا كان يؤثر على جودة حياة الطفل أو يُسبب لكِ كأم قلقًا مُزمنًا على طفلك.
  3. إذا كنتِ تشكين في وجود أي سبب عضوي: مثل التهاب المسالك البولية، طفح جلدي، أو ديدان دبوسية تُسبب الحكة في منطقة الأعضاء التناسلية، في هذه الحالات قد يكون لمس الطفل للمنطقة ناتجًا عن إحساس بالحكة أو عدم الراحة، وهنا سيُجري الطبيب الفحوصات اللازمة لاستبعاد هذه الأسباب.
  4. إذا كنتِ تشكين في تعرض الطفل لإساءة جنسية: هذا هو السبب الأكثر أهمية الذي يجب استبعاده في حالات السلوك الجنسي المفرط أو غير المناسب للعمر، وإذا كان السلوك مُقلقًا بشكل خاص، أو مصحوبًا بتغيرات سلوكية أخرى (مثل الكوابيس، تراجع النمو، الخوف من شخص معين)، فيجب البحث عن المساعدة فورًا من أخصائيين في حماية الطفل.

يُعدّ التمييز بين السلوك الطبيعي والمُقلق تحديًا حقيقيًا وتلعب تربية الابناء المبنية على الملاحظة الواعية والحوار المفتوح دورًا أساسيًا هنا! فكلما كنتِ أكثر تفهمًا وهدوءًا كان من الأسهل على طفلكِ أن يُعبر عن نفسه أو عن أي ضائقة يُعاني منها.

 

الملخص

إن ظاهرة العادة السرية عند الأطفال هي في معظم الأحيان جزء طبيعي من نموهم واستكشافهم لأجسادهم، رلا يجب أن تكون مصدرًا للذعر أو الخجل للأمهات، إذ تُقدم لكِ التربية الواعية فرصة ذهبية لبناء علاقة صحية ومفتوحة مع أطفالكِ حول أجسادهم والتربية الجنسية السليمة.

من خلال الاستجابة الهادئة، تعليم الخصوصية، وتقديم التثقيف الجنسي الإيجابي والمناسب للعمر، ستُمكنين أطفالكِ من فهم أنفسهم بشكل أفضل، وتُنمين لديهم الثقة بالنفس، وتُحميهم من المخاطر المحتملة.

وتذكري، عزيزتي الأم، أن الهدف الأساسي لـ تربية الابناء في هذا السياق ليس قمع السلوك، بل فهمه، ومعالجة أي قلق كامن، وغرس القيم الدينية والصحية حول الجسد.

ذات صلة

قصة بينوكيو رحلة الصدق والشجاعة في أرض الخيال

قصة بينوكيو رحلة الصدق والشجاعة في أرض الخيال

هل تبحثين عن قصة ممتعة وذات هدف سامي لتحكيها لأطفالك قبل النوم؟ إذًا هيا بنا نقرأ قصة بينوكيو معًا!

847
اكتشفي متى يجب أن يتوقف نوم الطفل مع والديه

اكتشفي متى يجب أن يتوقف نوم الطفل مع والديه

إن تحديد مكان نوم الطفل عندما يعود إلى المنزل من مستشفى الولادة هو أمر سهل للغاية، حيث يختار معظم الآباء مشاركة الغرفة في البداية

28
صغيركِ يشتاق إليكِ؛ خصصي له مزيدًا من الوقت بهذه الطرق

صغيركِ يشتاق إليكِ؛ خصصي له مزيدًا من الوقت بهذه الطرق

إن تخصيص الوقت لنفسك كأم جديدة يمكن أن يكون أمرً صعبًا، حتى لو كانت لديكِ خبرة سابقة بالأمومة وتربية الأطفال، لكن الأمر

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

العناد عند الأطفال: كيفية التعامل مع الطفل العنيد!

ما قبل المدرسة

العناد عند الأطفال: كيفية التعامل مع الطفل العنيد!

يمكن للابناء الصغار اختبار صبر وتصميم الآباء، فعندما يقترب الأطفال من عامهم الثاني، فكل سؤال تطرحيه أو طلب تطلبيه منهم يواجه ب "لا" بصوت عالٍ

كيف تجعلين دماغ طفلك ينمو كل ثانية، وليس كل سنة!

ما قبل المدرسة

كيف تجعلين دماغ طفلك ينمو كل ثانية، وليس كل سنة!

يسأل العديد من الآباء كيف يمكنهم مساعدة دماغ أطفالهم على التطور؟

اعرفي نفسك؛ أي نوع من الأمهات أنت! وما هو اسلوبك في التربية؟

ما قبل المدرسة

اعرفي نفسك؛ أي نوع من الأمهات أنت! وما هو اسلوبك في التربية؟

لدينا جميعًا طرق مختلفة قليلاً في تربية الاطفال، ومن المثير للاهتمام أن الدراسات تشير إلى أن هذا قد يكون له تأثير

Powered by Madar Software