ربما يعد ما نحن بصدد الحديث عنه اليوم أمرًا استثنائيًا، أو لا يعبر عن كل المتزوجات، لكنه لا يزال أمر هام لبعضهن، اللاتي تتشارك معهن الحياة زوجات أخريات، وبغض النظر عن عدد الزوجات، فزوجة أخرى واحدة قد تسبب لكِ هذه المشكلة أثناء الحمل.
ربما لا تتوقعين أن العلاقة التي يتقاسمها زوجكِ مع زوجة أخرى قد يكون لها، بطريقة غير مباشرة، تأثير على صحتكِ المهبلية أثناء الحمل.
نعم، يبدو الأمر غريبًا في البداية، لكن الحقيقة أن وجود شريك جنسي مشترك – حتى في إطار شرعي – قد يخلق بيئة خصبة لانتقال أنواع من البكتيريا، تُخلّ بالتوازن الطبيعي في المهبل… والنتيجة؟ لون افرازات الحمل غير طبيعية قد تكون أكثر من مجرد إزعاج.
أحد أبرز العلامات المنذرة هو تغير لون إفرازات الحمل، وهي علامة قد تبدو عادية، لكنها قد تُخبئ خلفها إصابة بـ عدوى بكتيرية شائعة تُدعى التهاب المهبل البكتيري، وهي حالة شديدة الشيوع بين النساء، خصوصًا خلال الحمل.
ولا نُبالغ حين نقول إن تجاهل هذه الإفرازات قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الولادة المبكرة أو حتى نقل العدوى للجنين؛ لهذا، خصصنا هذا المقال ليكون دليلكِ الكامل لفهم كل ما يتعلق بهذه العدوى: كيف تكتشفينها من خلال لون افرازات الحمل ؟ متى تستدعي القلق؟ وما هي الخطوات الوقائية والعلاجية التي يجب أن تبدئي بها فورًا؟
قد تعاني بعض النساء من تغيرات مزعجة في لون افرازات الحمل أو رائحة غير معتادة، دون معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك، وفي كثير من الحالات، يكون التهاب المهبل البكتيري هو الجاني!
هذه العدوى الشائعة، رغم بساطتها الظاهرة، قد تسبّب مضاعفات خطيرة، خصوصًا خلال الحمل، فماذا تعرفين عنها؟ وما علاقتها بالصحة الإنجابية؟ إليكِ الدليل الكامل لتفهمي هذا الموضوع الحساس، وتحمي نفسك وجنينك.
التهاب المهبل البكتيري، ويُعرف اختصارًا بـ (BV)، هو عدوى تحدث عندما يختل التوازن الطبيعي للبكتيريا الموجودة في المهبل، فترتفع نسبة البكتيريا الضارة مقارنة بالبكتيريا النافعة.
يُعد التهاب المهبل البكتيري أكثر أنواع العدوى المهبلية شيوعًا بين النساء في سن الخصوبة، أي ما بين 15 و44 عامًا.
تعاني النساء المصابات بالتهاب المهبل البكتيري من انخفاض في مستويات إنزيم يُسمى الأميليز داخل المهبل، وهو إنزيم يعمل على تكسير الكربوهيدرات الكبيرة إلى كربوهيدرات أصغر تُعرف باسم الغلايكوجين، وهي الغذاء المفضل للبكتيريا النافعة (مثل اللاكتوباسيلس).
وعند غياب هذا المصدر الغذائي، لا تتمكن هذه البكتيريا النافعة من النمو والتكاثر بشكل صحي.
كما أن النساء المصابات بالتهاب المهبل البكتيري لديهن مستويات منخفضة من الببتيدات المضادة للميكروبات (AMPs)، وهي مركبات طبيعية تُنتجها خلايا الأغشية المخاطية المهبلية لمحاربة البكتيريا الضارة.
ورغم أن التهاب المهبل البكتيري لا يُعد مرضًا منقولًا جنسيًا، إلا أن له علاقة وثيقة بممارسة العلاقة الحميمة.
والسبب الدقيق للإصابة بالتهاب المهبل البكتيري لا يزال غير معروف تمامًا، لكن توجد عوامل تزيد من خطر الإصابة به، منها:
بعض النساء لا يشعرن بأي أعراض، ولكن إن ظهرت، فقد تشمل:
من المهم زيارة الطبيب فورًا عند ملاحظة هذه الأعراض.
تُقدّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن مليون امرأة حامل تُصاب بهذه العدوى سنويًا، وتُعد النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل.
في حال الإصابة أثناء الحمل، فإن الجنين يكون معرضًا لما يلي:
وتزيد هذه الظروف من خطر إصابة الطفل بمشكلات صحية خطيرة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يسبب التهاب المهبل البكتيري مرض التهاب الحوض (PID)، وهو عدوى تصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية العلوية، وتشمل الرحم، قناتي فالوب، المبيضين، وعنق الرحم أحيانًا.
ويبدأ المرض عادةً بالتهاب أو عدوى في المهبل أو عنق الرحم، ثم تنتقل البكتيريا تدريجيًا إلى داخل الجهاز التناسلي العلوي، مما يؤدي إلى التهاب مزمن أو حاد.
وللأسف ليست كل النساء تظهر لديهن أعراض واضحة لمرض التهاب الحوض، لكن أبرز الأعراض تشمل: ألم أسفل البطن أو الحوض (متواصل أو متقطع)، وإفرازات مهبلية غير طبيعية (غزيرة، ذات رائحة قوية)، وألم أثناء العلاقة الحميمة، وألم أو حرقة عند التبول، وحمى أو ارتفاع في درجة الحرارة.
لا يُوصى بإجراء فحص روتيني للنساء الحوامل اللاتي لا يعانين من أعراض التهاب المهبل البكتيري، فعند المتابعة الدورية أثناء الحمل، لا يتم فحص التهاب المهبل البكتيري بشكل تلقائي، ما لم تظهر أعراض مقلقة.
لكن من المهم مناقشة أي شكوك أو أعراض قد تدل على الإصابة مع مقدّم الرعاية الصحية.
يُشخص التهاب المهبل البكتيري من خلال فحص الإفرازات المهبلية باستخدام عدة طرق، منها:
يُعالج التهاب المهبل البكتيري بالمضادات الحيوية، إما على شكل أقراص فموية أو كريم مهبلي، والعلاج آمن أثناء الحمل.
إذا شُخّصتِ بالتهاب المهبل البكتيري، عليكِ بـ:
لحماية نفسك، اتبعي النصائح التالية:
إن التهاب المهبل البكتيري ليس مجرد عدوى مزعجة، بل قد تكون له مضاعفات خطيرة، خاصة على الحمل والخصوبة؛ ولأنه شائع جدًا، فإن الوعي به والتعامل السريع معه ضرورة لا خيار.
لا تترددي في مراجعة طبيبتك عند ملاحظتك لأي تغير غير طبيعي.
قبل أن نتحدث عن العدوى، يجب أن نعرف ما هو الطبيعي:
لكن إذا تغيرت في اللون، الرائحة، القوام، أو صاحبتها أعراض أخرى، فقد تكون هذه إشارة إلى وجود عدوى جنسية.
ليست دائمًا، فإذا كانت:
فغالبًا ما تكون عدوى فطرية (ليست جنسية لكنها قد تخلط بين الأعراض).
الإفرازات المهبلية مرآة لصحة جهازكِ التناسلي، وأي تغيير مفاجئ فيها قد يكون إنذار مبكر بوجود مشكلة، وخاصة عند ارتباطها بأعراض أخرى، فلا تتجاهلي هذه الإشارات، وتوجّهي للطبيبة فورًا.
وأيضًا ..
الغسولات التجارية المعطرة قد تخلّ بتوازن البكتيريا النافعة داخل المهبل، وتزيد من خطر العدوى، استبدليها بماء دافئ فقط أو منتجات طبية موصى بها من طبيبة مختصة.
اغسلي المنطقة الحساسة من الأمام إلى الخلف بعد استخدام الحمام.
جفّفي المكان جيدًا، وتجنّبي الرطوبة المستمرة.
ارتدي ملابس داخلية قطنية وغيّريها يوميًا.
لا تشاركي المناشف أو الملابس الداخلية أو أدوات الحلاقة مع أي أحد، فبعض أنواع العدوى تنتقل عن طريق التلامس المباشر أو الأدوات.
أي إفرازات غير طبيعية، حكة، حرقة أو رائحة كريهة تستدعي مراجعة طبيبة نساء فورًا، فالعلاج المبكر يحميكِ من المضاعفات.
الغذاء الصحي، النوم الجيد، وشرب الماء بكثرة عوامل أساسية للحفاظ على توازن الجسم وتقوية مناعتكِ ضد العدوى.
ولكن الأمر لم يتنهي عند هذه العدوى ..
قد تعيش بعض الأشياء الصغيرة جدًا داخل جسدك في صمت، دون أن تثير أي قلق… حتى يحدث أمرٌ ما، ويختل ذلك التوازن الدقيق.
هل يمكن أن يكون دواء تناولتِه منذ أيام هو السبب؟ أو ربما تغيّر هرموني طبيعي؟ وربما، فقط ربما، تكون تلك الملابس الضيقة أو الرطبة التي بقيتِ بها لفترة أطول من اللازم؟
عدوى الخميرة المهبلية ليست مجرد حكة عابرة أو إفراز غير معتاد، بل هي رسالة من جسدك بأن شيئًا ما لم يعد على ما يرام.
استعدي لمعرفة ما لا يخبركِ به الكثيرون عن هذه العدوى الشائعة، ولكن القابلة للعلاج بسهولة عند الوعي المبكر بها.
تحدث عدوى الخميرة المهبلية نتيجة فرط نمو الفطريات، وتؤدي إلى الشعور بالحرقة والحكة في الجلد المحيط بالمهبل، وقد تُسبب أيضًا تغيرًا في قوام الإفرازات المهبلية.
عادةً ما تعيش الفطريات داخل الجسم دون أن تُسبب مشاكل، لكن عند اختلال التوازن داخل المهبل، تبدأ بالتكاثر بشكل مفرط، ما يؤدي إلى الإصابة بعدوى الخميرة المهبلية، والتي تُعرف أيضًا باسم داء المبيضات المهبلي (Vaginal Candidiasis).
تشمل الأعراض الشائعة:
جدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تتشابه مع حالات مهبلية أخرى، لذا يجب دائمًا استشارة مقدم الرعاية الصحية في حال ظهورها.
عوامل أخرى تزيد من خطر العدوى:
قد يشخّص الطبيب الإصابة بالعدوى بناءً على الأعراض التي تصفينها، ومع ذلك قد يطلب الطبيب عينة من الإفرازات المهبلية لتأكيد التشخيص.
تساعد هذه العينة، إلى جانب الأعراض، الطبيب على تحديد نوع العدوى وطريقة العلاج الأنسب.
تُعالج معظم عدوى الخميرة المهبلية باستخدام أدوية مضادة للفطريات، تعمل على مكافحة الفطريات الزائدة في الجسم.
تنقسم الأدوية إلى نوعين:
يقوم الطبيب باختيار العلاج الأنسب حسب شدة الحالة، ويزودكِ بالتعليمات اللازمة لاستخدام الدواء بشكل صحيح.
من الضروري استكمال الجرعة كاملة لتفادي عودة العدوى.
لا يُنصح بممارسة العلاقة الحميمة أثناء فترة العلاج، لأن الجنس قد يزيد من التهيّج.
مع العلاج، تختفي معظم العدوى خلال عدة أيام، لكن الحالات الشديدة قد تستغرق أسبوعًا أو أكثر.
لا تتوقفي عن العلاج مبكرًا حتى لو اختفت الأعراض، لأن العدوى قد تعود.
لا، لا تختفي عدوى الخميرة المهبلية دون علاج، فقط الأدوية المضادة للفطريات قادرة على التخلص منها نهائيًا.
لتقليل فرص الإصابة، يُوصى بإجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل:
ينبغي مراجعة الطبيب إذا:
قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية لتحديد السبب الأساسي ومنع تكرار العدوى.
خلال الحمل، تتغير أشياء كثيرة في جسدكِ، من الهرمونات إلى الحالة المزاجية، ومن الدورة الدموية إلى الجهاز المناعي، لكن من بين كل هذه التغيرات، يبقى المهبل نافذة حساسة ترصد أي خلل داخلي.
سواء ظهرت إفرازات غير معتادة برائحة كريهة تدل على عدوى بكتيرية، أو كانت إفرازات بيضاء سميكة تسبب حكة وحرقان تشير إلى عدوى الخميرة… فهذه ليست أمورًا عابرة في الحمل، بل إنذارات مبكرة تستدعي منكِ الانتباه، خصوصًا وأن كل عدوى غير معالجة قد تُهدد سلامة حملكِ أو جنينكِ.
قد تكون بعض الأسباب خارج إرادتكِ، كالتغيرات الهرمونية أو تأثير دواء ما، لكن ما هو في يدكِ دائمًا هو الوعي والاستجابة السريعة، فاستجيبي لأي علامة، صغيرة كانت أو كبيرة، لا تؤجّلي زيارة الطبيبة، لا تهملي العلاجات الموصوفة، واعتني بمنطقتكِ الحساسة برفق وذكاء.
تذكّري دائمًا: أنتِ لا تحمين نفسكِ فقط، بل تحمين قلبًا صغيرًا ينمو بداخلكِ... ويعتمد كليًا عليكِ.
اكلات مفيدة للحامل في الثلث الاول من الحمل
قد يكون اتباع نظام غذائي صحي قد سقط من قائمة المهام الخاصة بكِ خلال الثلث الاول من الحمل، ورغم ذلك فهناك اكلات مفيدة للحامل لا غنى عنها !
هل اسمرار المناطق الحساسة من اعراض الحمل
قد تبدو بشرتكِ أكثر صحة خلال الحمل، أو قد تُصبح جافة أو مبقعة أو أغمق لونًا أو أكثر حساسية مقارنةً بما كانت عليه قبل الحمل، فهل هذه أحد أشهر اعراض الحمل ؟
الحمل بالأسبوع : متى ينبض قلب الجنين لأول مرة
لا شك أنكِ كنتِ تترقبين بشوق لحظة سماع نبض قلب جنينك، وتتسائلين عن تفاصيل الحمل بالاسبوع؛ لتسمعي تلك النبضات الصغيرة