عندما يتعلق الأمر بالعلاقة الحميمة، فاعلمي ملكتي أن الجودة أهم من الكمية، لكن أحد الأسئلة الشائعة التي تُطرح كثيرًا، خاصة في بداية الزواج هو: "هل أمارس العلاقة الحميمة بكمية طبيعية؟" أو كم عدد مرات ممارسة العلاقة الزوجية في بداية الزواج ؟
وربما يرجع السؤال لكوننا مخلوقات اجتماعية؛ لذلك فمن الطبيعي أن نرغب في الانسجام مع الآخرين و"مواكبة من حولنا فيما يفعلونه"، لكن العلاقة الحميمة هي أحد المجالات التي لا تكون المقارنة فيها مفيدة كثيرًا.
هناك ثلاث نتائج رئيسية من الأبحاث الحديثة حول عدد مرات ممارسة العلاقة الزوجية في بداية الزواج، وخلال الزواج بشكل عام :
يمارس الأزواج في العشرينيات من عمرهم العلاقة الحميمة حوالي 80 مرة في السنة، أي تقريبًا مرة كل أربعة إلى خمسة أيام، وينخفض هذا الرقم إلى 20 مرة في السنة لمن هم في الستينيات من عمرهم.
كما تنخفض نسبة الأزواج النشطين جنسيًا مع التقدم في السن؛ فـ73٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 57 و64 عامًا نشطون جنسيًا، وتنخفض النسبة إلى 53٪ للفئة العمرية 65–74 عامًا، و26٪ فقط للفئة من 75 إلى 85 عامًا.
بغضّ النظر عن العمر، فالأزواج يمارسون العلاقة الحميمة بوتيرة أقل مما كانوا عليه سابقًا.
ويبدو أن الدخل يؤثر على قلة النشاط الجنسي، حيث كان الانخفاض الأكبر بين ذوي الدخل المنخفض أو الذين يعملون بدوام جزئي أو لا يعملون، ولم يقتصر الأمر على ازدياد الأشخاص غير النشطين جنسيًا، بل أيضًا أولئك النشطين جنسيًا أصبحوا يمارسونه بوتيرة أقل.
فالانخفاض في وتيرة العلاقة الحميمة كان ساريًا عبر جميع الأعراق، والأديان، والأنواع، والمستويات التعليمية، وحالات التوظيف؛ ومع ذلك، فإن أكبر الانخفاضات كانت بين الذين لديهم أطفال في سن الدراسة، أو كانوا في الخمسينات من عمرهم.
فقد انخفضت نسبة الرجال المتزوجين الذين يمارسون العلاقة الحميمة مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا من 71.1٪ إلى 57.7٪ بين عامي 2000 و2018، كما انخفضت النسبة لدى النساء المتزوجات من 69.1٪ إلى 60.9٪.
العديد من الأبحاث الحالية تُظهر أن الأجيال الشابة تمارس العلاقة الحميمة بوتيرة أقل، فالجيل الذي مارس العلاقة الحميمة أكثر من غيره كان "الجيل الصامت" (المولودون في الثلاثينيات)، أما الأجيال التي مارست الجنس أقل فهي جيل الألفية و"الجيل زد" (المولودون منذ التسعينيات فصاعدًا).
التوتر في بداية العلاقة الجنسية بعد الزواج أمر شائع جدًا، حتى بين الأزواج الذين يحبون بعضهم بشدة ويشعرون بالراحة في جوانب أخرى من حياتهم، وهناك عدة أسباب وراء ذلك، وغالبًا ما تكون مزيجًا من العوامل النفسية والجسدية والاجتماعية:
جميعنا نبدأ الحياة الزوجية بمعلومات قليلة أو معدومة عن العلاقة الجنسية، وهذا يجعلنا نواجه المجهول، والمجهول بطبيعته يولّد القلق.
هناك فكرة شائعة بأن الليلة الأولى يجب أن تكون مثالية ورومانسية وخالية من الأخطاء، وهذه التوقعات المرتفعة تضع الزوجين تحت ضغط نفسي كبير، مما قد يعيق الاسترخاء الطبيعي.
حتى لو كان الزوجان قريبين عاطفيًا، قد يشعران بالحرج من التعبير عن رغباتهما أو احتياجاتهما في العلاقة، خصوصًا في البدايات، خوفًا من الرفض أو من الحكم السلبي.
الزوج قد يقلق من القدرة على الإرضاء أو من طول مدة العلاقة، والزوجة قد تقلق من الألم أو من رد فعل الزوج، هذه المخاوف الطبيعية قد تؤدي إلى توتر جسدي يعوق المتعة.
بعض الأشخاص نشأوا على أفكار سلبية أو مشوهة عن الجنس، مما يجعلهم يواجهون صعوبة في الانتقال النفسي إلى تقبّله كجزء صحي وطبيعي من الزواج.
لكل إنسان بصمة فريدة في مستوى رغبته الجنسية وقدرته الجسدية، كما هو الحال في الشهية للطعام أو الحاجة إلى النوم.
تتأثر هذه الفروق بعوامل بيولوجية مثل الجينات، واللياقة البدنية، والصحة العامة، إضافةً إلى عوامل نفسية كالتربية والمعتقدات والخبرات السابقة؛ ولهذا السبب، فإن محاولة فرض "رقم قياسي" أو مقارنة النفس بغيرك أمر غير منطقي، إذ ما يرضي زوجين قد لا يناسب آخرين.
المزاج الجيد والمشاعر الإيجابية يعززان إفراز هرمونات مرتبطة بالرغبة مثل الدوبامين والأوكسيتوسين، مما يزيد من تقبّل الطرفين للعلاقة، وعلى العكس، فإن التوتر المزمن أو القلق أو الاكتئاب يرفع مستويات هرمون الكورتيزول، الذي قد يثبط الرغبة الجنسية ويجعل الجسم أقل استجابة.
ولهذا، فإن بناء بيئة منزلية داعمة وهادئة، وتجنّب النزاعات غير الضرورية، يمكن أن يكون له أثر مباشر على زيادة التقارب بين الزوجين.
في بداية الزواج، يكون النشاط الهرموني في أعلى مستوياته، خصوصًا هرمون التستوستيرون لدى الرجل، والإستروجين والبروجستيرون لدى المرأة.
هذه المستويات العالية تحفز الرغبة وتزيد من الاستجابة الجسدية، ومع مرور الوقت، قد تستقر هذه المعدلات، فينخفض التواتر الطبيعي للعلاقة إلى مستوى أكثر توازنًا، دون أن يعني ذلك تراجع الحب أو الانجذاب.
كما أن المرأة تمرّ بتقلبات هرمونية شهرية مرتبطة بالدورة الشهرية، تؤثر في توقيت ومستوى رغبتها.
الحياة اليومية قد تكون عاملاً حاسمًا في تحديد عدد مرات اللقاء الحميم.
التغلب على هذه الظروف يحتاج إلى تخطيط ومرونة في اختيار الوقت والمكان المناسبين.
لا نعرف على وجه اليقين سبب هذا الانخفاض، ربما يكون السبب هو ساعات العمل الطويلة أو تراجع الصحة النفسية العامة، أو لأن لدينا خيارات أكثر للمتعة، مثل الألعاب الإلكترونية، أو المسلسلات، أو مواقع التواصل، وربما لأننا أقل صحة من ذي قبل، وبالتالي أقل رغبة أو قدرة على ممارسة العلاقة الحميمة .
من الطبيعي أن تمرّوا بفترات يقل فيها النشاط الجنسي.
فبعض المراحل في الحياة تكون مرتبطة بتغيّرات في تواتر الجنس، مثل ما بعد الولادة، أو انقطاع الطمث، أو التقدم في العمر.
فإذا كنتِ تقارنين نفسك أو علاقتك بأحد، تذكّري أن الكثرة لا تعني الجودة؛ فالكثير ربما يكون دون رضا أو متعة، بينما قد تُمارس العلاقة الحميمة قليلاً ولكن بشكل مرضٍ.
ومهما كان السبب، فإن النقطة الأساسية هي: إذا كنتِ وزوجك تشعرا بعدم الأمان بشأن عدد مرات ممارسة العلاقة الزوجية في بداية الزواج، فلا تقلقا كثيرًا؛ لأن الواقع هو: الجميع يمارس العلاقة الحميمة بشكل أقل.
وفقًا لبيانات "المسح الاجتماعي العام"، نحو 660 متزوجًا أفصحوا عن عدد مرات الجماع :
وقد وجدت دراسات أخرى أرقامًا مشابهة، ففي دراسة استمرت لعدة سنوات شملت 35 ألف شخص، نُشرت عام 2019، تبين أن حوالي نصف الأزواج يمارسون العلاقة الحميمة أقل من مرة في الأسبوع.
لا يوجد عدد مثالي من المرات يجب أن يمارس فيه كل زوجين العلاقة الحميمة، فما يحتاجه كل زوجين أو يريداه يختلف وفقًا لتفضيلاتهما الشخصية.
تشير الأبحاث النفسية إلى أن الرضا العاطفي والجسدي لا يرتبط بعدد المرات بقدر ما يرتبط بعمق التجربة نفسها؛ فالعلاقة الحميمية ذات الجودة العالية هي التي يشعر فيها الطرفان بالتقدير والاحترام والحب.
وتحقيق الجودة يتطلب:
مع ذلك، تشير دراسة عام 2015 في مجلة العلوم النفسية الاجتماعية والشخصية، أن الأزواج يكونون أكثر سعادة عندما يمارسون العلاقة الحميمة حوالي مرة في الأسبوع.
لذا فلعل الرقم السحري للحفاظ على رفاهية جنسية إيجابية في العلاقة هو مرة واحدة أسبوعيًا !
أثناء العلاقة، يفرز الجسم هرمونات مثل الأوكسيتوسين والإندورفين، التي تمنح شعورًا بالسعادة والطمأنينة، وتقلل من مستويات التوتر.
العلاقة الحميمة ليست فعلًا جسديًا فقط، بل تجربة عاطفية تعمّق الإحساس بالأمان والانتماء بين الزوجين، مما يزيد من قوة الرابط العاطفي.
تنشيط الدورة الدموية وتحسين صحة القلب.
تقوية جهاز المناعة.
المساعدة على النوم العميق بفضل الاسترخاء العضلي والهرموني بعد العلاقة.
يمكنكما تعزيز التواصل من خلال التعبير كتابيًا، فأثناء يوم العمل، أرسلي رسالة نصية غزلية أو بريدًا إلكترونيًا يوصل لزوجك أنكِ في مزاج جيد.
يمكن لهذا أن يمهّد الأجواء ويجعل بدء العلاقة في المساء أسهل، هذه الرسائل المكتوبة قد تكون طريقة مرحة لإبقاء حالة الترقب قائمة طوال اليوم، وتعزيز الارتباط العاطفي بينكما.
نظرًا لأن مستويات هرمون التستوستيرون تكون أعلى في الصباح، فإن الرغبة الجنسية عادة ما تكون أعلى أيضًا في هذا الوقت، وقد يكون طلب العلاقة في الصباح أفضل طريقة، خصوصًا إذا كان جدولكما مزدحمًا أو إذا كنتما تعانيان من انخفاض الرغبة.
قد يبدو الأمر مملًا أو تقليديًا، لكن أحيانًا يكون تحديد موعد مسبق للعلاقة هو الخيار الأفضل، خصوصًا للأزواج ذوي الجداول المزدحمة أو الذين يختلفون حول من يجب أن يبادر.
مع وجود جلسة أسبوعية على التقويم، لا مجال للرفض أو الشعور بالجرح، كما أن هذا الأسلوب يوضح لزوجك أن الحميمية أولوية.
ليس بالضرورة أن يبدأ الاقتراب بين الزوجين مباشرة وبشكل صريح، بل يمكن أن يبدأ من خلال لمسات حانية وبريئة تحمل الكثير من المودة، مثل تمرير اليد على كتف الزوج، أو لمسة خفيفة على يده أثناء الحديث، أو حتى احتضان دافئ عند العودة إلى المنزل.
هذه الإشارات البسيطة تُرسل رسالة ضمنية بالاهتمام والاقتراب، وتفتح الباب لانتقال الأجواء نحو مزيد من الحميمية.
يمكنكما اختيار نشاط ممتع مشترك يرفع المعنويات ويكسر روتين اليوم، مثل مشاهدة فيلم خفيف، أو إعداد وجبة معًا، أو المشي في الخارج.
هذه اللحظات تمنحكما طاقة إيجابية وتجعلكما أقرب على الصعيد العاطفي، مما يسهّل بدء العلاقة بروح مرحة ومسترخية.
الحواس تلعب دورًا كبيرًا في إثارة المشاعر، والعطر الجميل أو المظهر المرتب يمكن أن يكون دعوة غير مباشرة للاقتراب.
فحين يهتم أحدكما بمظهره ونظافته الشخصية، يشعر الطرف الآخر بالتقدير والرغبة في المبادلة بالمثل، وهذا يعزز الانجذاب بينكما بشكل طبيعي.
مدح الزوج أو التعبير عن الإعجاب به بصوت مسموع له أثر عميق على نفسيته، فهو يشعره بأنه مرغوب ومحبوب، فيمكنكِ أن تقولي له كلمات مثل: "أحبك أكثر اليوم" أو "تبدو رائعًا" أو حتى شكره على أمر بسيط قام به.
هذه العبارات ترفع الروح المعنوية، وتفتح المجال لجو دافئ يقرب بينكما.
في أجواء الإيمان والمودة، يمكن أن يكون التلميح لطيفًا وغير مباشر من خلال كلمات دعاء، كأن تقولي: "أسأل الله أن يبارك لنا في حبنا" أو "الحمد لله الذي جمعنا".
هذه العبارات البسيطة تعزز الترابط الروحي والنفسي، وتمهد لبداية علاقة قائمة على الحب والاحترام.
في الختام، يمكن القول إن وتيرة العلاقة الحميمة في بداية الزواج ليست معيارًا ثابتًا يُقاس به نجاح الحياة الزوجية، بل هي نتاج تفاعل معقّد بين الرغبة الشخصية، والحالة النفسية، والعوامل الهرمونية، والظروف الحياتية المحيطة.
والأهم من عدد المرات هو جودة التواصل العاطفي والانسجام الجسدي بين الزوجين، فالعلاقة الحميمة ليست مجرّد نشاط جسدي، بل هي لغة حبّ وتفاهم تقوّي أواصر المودة والرحمة التي أمر الله بها.
لذا، على الأزواج أن يركّزوا على بناء علاقة متينة تقوم على الاحترام، والصدق، والرغبة المشتركة، مع إدراك أن التغيّرات في الوتيرة أمر طبيعي يتوافق مع مراحل الحياة المختلفة، وأن الهدف الأسمى هو الحفاظ على الدفء العاطفي والانسجام الروحي على مرّ الزمن.
هكذا تخلصت من الألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة
يمكن أن تكون العلاقة الحميمة مملة أو قد تكون رائعة، لكن أن تكون مؤلمة ؟ فهذا أمر يحتاج لحلول فورية حتى تنعمي بحياة زوجية رومانسية
كم مرة تحتاج المرأة للجماع في الأسبوع
من رحمة الله أن جعل كل من الرجل والمرأة في احتياج دائم لهذه العلاقة والرابطة الحميمة، وجعل لكل منهما متعة وفائدة يجنيها، ولكن كم مرة تحتاج المرأة للجماع في الأسبوع ؟
نصائح للزوجة في العلاقة الحميمة : احذري أسوء الأوقات للعلاقة
هل هناك حقًا أوقاتًا سيئة لممارسة العلاقة الحميمة ؟ نعم بالطبع هناك أوقاتًا سيئة وأخرى مناسبة؛ لذلك سنخبرك اليوم بأهم نصائح للزوجة في العلاقة الحميمة