لا شك أن رؤية اللون الأحمر بغير موعد الدورة الشهرية، يعد أمرًا مثيرًا للقلق ! ولا سيما إذا حدث ذلك بعد العلاقة الحميمة؛ لذلك تردنا تساؤلات كثيرة عن أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية، وهل هناك شيئًا خاطئًا افعله، يتسبب بحدوث ذلك ؟

حسنًا ملكتي إن أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية متعددة، فنزيف ما بعد الجماع، يُعرف طبيًا باسم النزيف بعد الاتصال الجنسي (Postcoital Bleeding)، وهو عندما يحدث نزيف من بطانة المهبل أو عنق الرحم، وقد يكون السبب أمرًا بسيطًا مثل جفاف المهبل أو تهيج سببه اللولب الرحمي (IUD)، وقد يكون مرتبطًا بحالة أكثر خطورة - لا قدر الله -.

ولإيقاف نزيف ما بعد الجماع، لا بد من معرفة أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية، وإذا لم تتمكني من تحديد السبب بسهولة، يجب استشارة الطبيب لمناقشة السبب وخيارات العلاج.

طبيعة نزيف ما بعد الجماع

قد يكون لون الدم الناتج عما بعد الجماع أحمر فاتح أي وردي أو بني، وقد يكون خفيفًا بالكاد يُلاحظ أو غزيرًا لدرجة تشبع أغطية الفراش، وأحيانًا يكون النزيف قصير المدة بحيث لا تلاحظينه، وأحيانًا قد يستمر عدة أيام.

يحدث النزيف بعد الجماع عقب أي اتصال جنسي يتضمن الإيلاج المهبلي، وفي الغالب لا يكون مصحوبًا بالألم، حيث إن حوالي 15% فقط من المصابات بهذه الحالة يشعرن بانزعاج جسدي أثناء العلاقة.

حوالي 30% من النساء اللواتي يعانين من نزيف ما بعد الجماع يواجهن أيضًا نوبات نزيف أخرى خارج فترات الحيض المعتادة، وهو ما يُعرف بالنزيف الرحمي غير الطبيعي.

ما هي الأسباب المهبلية للنزيف بعد الجماع

أكثر أسباب نزيف ما بعد الجماع شيوعًا ترتبط بالجهاز التناسلي وتشمل:

• التمزقات المهبلية
• إصابات أو صدمات مهبلية
• ضمور المهبل
• التهابات المهبل
• التهاب عنق الرحم

وقد ينتج النزيف المهبلي بعد الجماع عن تمزق مهبلي بسبب صدمة مباشرة لجدار المهبل، وغالبًا ما يحدث ذلك إذا لم يكن المهبل مرطبًا جيدًا قبل العلاقة، مما يسبب احتكاكًا أثناء الإيلاج.

ما هي أسباب جفاف المهبل ؟

من أبرز العوامل التي تسبب جفاف المهبل :

• نقص الإثارة الجنسية
• الرضاعة الطبيعية
• انقطاع الطمث
• استخدام حبوب منع الحمل
• مضادات الاكتئاب
• استئصال الرحم
• بعض علاجات السرطان، مثل العلاج الكيميائي
• استخدام الغسول المهبلي أو الصابون المعطر
• أمراض مزمنة مثل متلازمة شوغرن أو السكري

ما هي الأسباب المرتبطة بعنق الرحم ؟

عنق الرحم هو الممر بين المهبل والرحم، ويتكوّن سطحه الخارجي من نفس نوع خلايا المهبل، بينما تحتوي القناة الداخلية على خلايا أكثر هشاشة.

وعلى عكس النزيف المهبلي، يكون نزيف عنق الرحم بعد الجماع غالبًا كمية قليلة جدًا، وأحيانًا لا يُلاحظ إلا عند المسح بعد استخدام الحمام.

أبرز أسباب نزيف عنق الرحم بعد الجماع:

• الانقلاب العنقي (Cervical Ectropion): يحدث عند انقلاب القناة العنقية للخارج، وهي حالة شائعة أثناء الحمل أو عند استخدام حبوب منع الحمل.
• الزوائد اللحمية داخل عنق الرحم (Endocervical Polyps): أورام حميدة في قناة عنق الرحم قد تمتد للمهبل وتتهيج أثناء العلاقة، مسببة النزيف.
• التهاب عنق الرحم (Cervicitis): التهاب ينتج غالبًا عن عدوى، قد تكون بلا أعراض في مراحلها الأولى.

أسباب أخرى محتملة

بعض الأسباب قد تشمل المهبل وعنق الرحم معًا، مثل:

• العدوى المنقولة جنسيًا
• مرض التهاب الحوض
• الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis)
• مشاكل بطانة الرحم
• هبوط الرحم
• سرطانات المهبل أو بطانة الرحم
• وضع اللولب الرحمي بشكل غير صحيح
• الحيض
• الإيلاج العميق
• اضطرابات النزيف

كيفية تحديد أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية

لتحديد أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية، سيقوم الطبيب بفحص بدني وأخذ تاريخ مرضي يشمل:

• العمر والحالة الصحية العامة، بما في ذلك نتائج فحص عنق الرحم
• كمية النزيف وتاريخ أي اضطرابات نزيف
• الأعراض المصاحبة مثل الإفرازات أو الألم أثناء الجماع أو التبول
• تاريخ الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري أو التطعيم ضده
• تاريخ الدورة الشهرية
• الأدوية، خاصة مميعات الدم
• التدخين

قد تشمل الفحوصات الطبية :

• مسحة عنق الرحم (Pap smear)
• أخذ خزعة من أي مناطق مشبوهة
• اختبارات الدم
• تصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل
• التنظير المهبلي (Colposcopy)

ما العلاج ؟

• استخدام المزلقات قبل العلاقة الحميمة يمكن أن يقلل الاحتكاك ويمنع النزيف المهبلي بعد الجماع.

عند ارتباط النزيف بعنق الرحم، يعتمد العلاج على السبب، وقد يشمل:

• المضادات الحيوية لعلاج العدوى
• الستيرويدات الموضعية لأمراض الجلد مثل الحزاز المتصلب
• المزلقات أو العلاج الهرموني لانقطاع الطمث
• فقدان الوزن
• تمارين كيجل
• إزالة الأورام الحميدة

وقد تحتاج بعض النساء إلى تغيير وسيلة منع الحمل أو إجراء فحوصات سنوية للكشف عن السرطانات المرتبطة بفيروس HPV.

وحوالي 50% من الحالات لا يكون لها سبب واضح، وتتحسن الأعراض تلقائيًا خلال 6 أشهر لدى 60% منهن.

ولكن هل التنقيط الخفيف بعد العلاقة الحميمة علامة على الحمل ؟

في حين أن التنقيط الخفيف بعد الجماع المهبلي قد يكون علامة على الحمل المبكر، إلا أنه ليس أمرًا شائعًا بشكل خاص، فغالبًا ما يرتبط التنقيط بنقص الترطيب أو الدفع القوي أثناء العلاقة.

لكن قد تعاني بعض النساء من نزيف خفيف أثناء انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، ويحدث الانغراس عادة بين 6 إلى 12 يومًا بعد الإخصاب، ويكون النزيف الناتج عن الانغراس غالبًا مائلًا إلى اللون البني، وأخف في الكمية وأقصر في المدة من الدورة الشهرية.

لكن ملكتي كثير من النساء لا يختبرن نزيف الانغراس على الإطلاق، ومن العلامات المبكرة الأكثر شيوعًا للحمل: تأخر الدورة الشهرية، وألم أو تحسس في الثديين، والغثيان، والتعب.

وإليكِ بعض أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية غير الحمل

هناك عدة عوامل أخرى يمكن أن تفسر أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية، وفيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعًا:

• الاحتكاك

الضمور المهبلي، وهو ترقق جدار المهبل مع الالتهاب والجفاف، يمكن أن يجعل الإيلاج غير مريح؛ لذا يُعد الترطيب أمرًا ضروريًا لتجنب التمزقات الصغيرة داخل القناة المهبلية.

وقد يسبب الإيلاج العميق أو الخشن تهيجًا بسيطًا لعنق الرحم، مما يؤدي إلى نزيف خفيف، وهذا عادة لا يثير القلق ما لم يحدث بشكل متكرر أو يكون مصحوبًا بالألم.

• التغيرات الهرمونية

يمكن أن تؤدي التغيرات في مستويات الهرمونات إلى حدوث التنقيط بين فترات الحيض، وقد تحدث هذه التغيرات نتيجة التوتر النفسي، أو تغيرات الوزن، أو استخدام وسائل منع الحمل.

يكون التنقيط الناتج عن التغيرات الهرمونية عادة خفيفًا ويزول من تلقاء نفسه.

• العدوى

يمكن أن تسبب العدوى، ومرض التهاب الحوض، وعدوى المهبل الأخرى نزيفًا بعد الجماع، وغالبًا ما تصاحب هذه الحالات أعراض أخرى مثل الألم أو الإفرازات غير المعتادة.

فإذا كنتِ تشتبهين بوجود عدوى، يجب استشارة مختص رعاية صحية، إذ إن التشخيص والعلاج المبكرين يساعدان على تقليل خطر المضاعفات.

• السلائل أو الأورام الليفية

السلائل الرحمية أو الأورام الليفية هي نموات غير سرطانية في الرحم، وعلى الرغم من أنها غالبًا غير ضارة، إلا أنها قد تسبب انزعاجًا، وقد تتطلب علاجًا إذا أدت إلى أعراض مستمرة.

متى يجب إجراء اختبار الحمل؟

إذا تأخرت دورتك الشهرية أو لاحظتِ علامات أخرى للحمل مثل تحسس الثديين أو التعب، فمن الجيد إجراء اختبار حمل منزلي، حيث تقيس هذه الاختبارات مستوى هرمون الحمل (hCG) في البول.

ويمكن إجراء معظم اختبارات الحمل المنزلية في اليوم الأول من تأخر الدورة الشهرية، ومع ذلك يوصي بعض المختصين بالانتظار حوالي أسبوع بعد تأخر الحيض للحصول على نتيجة أكثر دقة.

وإذا كانت دورتك الشهرية غير منتظمة، يُفضل إجراء الاختبار بعد حوالي 3 أسابيع من الجماع المهبلي.

متى يجب استشارة الطبيب ؟

عادة لا يكون التنقيط العرضي سببًا للقلق.

ومع ذلك، إذا أصبح النزيف أكثر غزارة، أو استمر لأكثر من بضعة أيام، أو صاحبه ألم شديد أو تقلصات أو أعراض غير معتادة، فمن المهم الحصول على رعاية طبية.

كما يُنصح باستشارة الطبيب إذا كانت لديكِ أي أسباب تدعو للاعتقاد بوجود حمل، أو إذا كان لديكِ تاريخ مرضي بحالات قد تسبب مضاعفات، مثل الأورام الليفية أو العدوى.

حيث يمكن لمقدم الرعاية الصحية إجراء فحص للحوض، أو مسحة عنق الرحم (Pap smear)، أو فحص بالموجات فوق الصوتية لتحديد السبب ووضع خطة علاجية مناسبة.

الخلاصة

عادةً ما يكون نزيف ما بعد الجماع ناتجًا عن المهبل أو عنق الرحم، وتتنوع أسبابه من الجفاف المهبلي إلى التغيرات في عنق الرحم أو العدوى، فإذا واجهتِ هذه الحالة، من المهم مراجعة الطبيب لتشخيص السبب والحصول على العلاج المناسب.

كما أنه ليس من الضروري أن يكون التنقيط الخفيف بعد النشاط الجنسي علامة على الحمل، فهناك العديد من العوامل التي قد تسبب ذلك، بما في ذلك التغيرات الهرمونية، أو العدوى المهبلية، أو حالات طبية أخرى.

ورغم أن نزيف الانغراس ممكن الحدوث، إلا أنه أقل شيوعًا مقارنة بأسباب أخرى، وإذا كنتِ تشتبهين بوجود حمل، فإن إجراء الاختبار بعد تأخر الدورة الشهرية هو الطريقة المثلى للتأكد.

أما إذا استمر النزيف أو صاحبه ألم أو أعراض أخرى، فيجب استشارة الطبيب لاستبعاد أي مشكلات صحية كامنة.