قد تمرّ بعض الزوجات بمرحلة يشعرن فيها أن العلاقة الزوجية أصبحت تدور حول جانب واحد فقط… وأن اهتمام الزوج لا يظهر إلا عندما يطلب العلاقة الخاصة، بينما في بقية الأوقات يغيب الحضور، والحنان، والاهتمام.
تشعر المرأة حينها بالوحدة، وكأنّها مجرد جسد يُطلب لا روح تُحتوى، تقول : زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش !
ولا شك أن هذا الإحساس مؤلم، لأنه يضرب في العمق معنى الألفة والمودة التي جعلها الله أساسًا للعلاقة بين الزوجين.
قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}.
فالعلاقة الزوجية ليست جسدًا فقط، بل سكنٌ ورحمة، فيها القلب والعقل والروح معًا.
قبل أن تبدأي في معالجة الموقف، من المهم أن تتأكدي إن كانت مشكلتك فعلًا ناتجة عن انشغاله أو عن تركيزه المفرط على العلاقة الحميمة فقط، هذه بعض العلامات الواضحة:
لا يسألك عن يومك، ولا يشاركك الحديث، ولا يُظهر أي تفاعل مع مشاعرك أو مشكلاتك، لكنّه يصبح لطيفًا ومهتمًا فقط عندما يريد العلاقة، حينها فقط تقولي زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش !
لا يحاول قضاء وقت معك، ولا يقترح نشاطات مشتركة، ولا يُظهر رغبة في الحديث أو الخروج سويًا، وكأن وجودك في حياته مرتبط فقط بتلك اللحظات الليلية.
ينسى المناسبات، لا يلاحظ تعبك أو حزنك، ولا يُظهر تقديرًا لما تفعلينه من أجله أو من أجل البيت.
بعد الانتهاء من العلاقة، يعود إلى صمته أو انشغاله، دون احتضان، دون كلمة دافئة، وكأن كل الحميمية التي حدثت كانت لحظية بلا مشاعر حقيقية.
إذا حاولتِ الحديث عن مشاعرك، يتجنب النقاش أو يغيّر الموضوع بسرعة، وكأن العاطفة شيء ثانوي لا يستحق الاهتمام.
هذه العلامات لا تعني بالضرورة أنّه لا يحبك، لكنها تشير إلى خلل في التوازن بين الحب الجسدي والعاطفي، وهو ما يحتاج إلى وعي وتواصل لإصلاحه قبل أن يتحول إلى فجوة عميقة في العلاقة.
من المهم أن تعرفي أنّ كثيرًا من النساء يتألمن قائلات : زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش ، خصوصًا بعد مرور السنوات الأولى أو بعد إنجاب الأطفال.
فالزوج قد يصبح أقلّ تواصلاً عاطفيًا، ليس بالضرورة لأنه لم يعد يحب، بل لأن نظرته للعلاقة تختلف عن نظرتك.
الرجال - بطبيعتهم - يعبّرون عن الحب بالفعل أكثر من الكلام، وغالبًا ما يربطون بين العلاقة الجسدية والمودة، لكن عندما يغيب التوازن، وتشعرين بأن العلاقة الجسدية أصبحت الشيء الوحيد الذي يجمعكما، هنا تبدأ المشكلة الحقيقية.
حين تتراكم المسؤوليات وتغيب اللحظات الجميلة، يتحول الزواج إلى روتين يومي.
الرجل أحيانًا لا ينتبه إلى أنّ التواصل العاطفي توقف، لأنه يظن أن كل شيء على ما يرام طالما العلاقة الحميمة قائمة.
زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش ؛ لأنه ربما أنتِ تعبّرين عن حبك بالكلام، بالعطاء، وبالاهتمام بالتفاصيل، بينما هو يعبّر بطريقة مختلفة تمامًا، فيظن أن اقترابه منك في الفراش كافٍ ليُظهر مشاعره.
زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش ؛ لأنه قد يكون كلاكما مرهقًا نفسيًا وجسديًا، ومع مرور الوقت، يتوقف الحوار، وتبقى العلاقة الحميمة هي المساحة الوحيدة التي تربطكما دون نقاش أو مجهود.
زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش ؛ لأن بعض الرجال لا يدركون أن المرأة تحتاج إلى الحنان والاهتمام قبل أي شيء آخر، وأن القرب النفسي والعاطفي هو ما يجعلها تتفتح وتمنح بحب.
لماذا تشتكي النساء : زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش !
النساء غالبًا ما يبحثن عن الحميمية العاطفية قبل الجسدية، فهي شعور بالارتباط العميق والأمان والاهتمام المستمر من الزوج، هذه الحميمية تتجلّى في الاستماع الفعّال لمشاعرها وأفكارها، وإظهار التقدير والدعم في حياتها اليومية، مثل مشاركة نجاحاتها الصغيرة، أو تقديم المساندة عند مواجهة ضغوط العمل أو الحياة.
كما تشمل الحميمية شعور التقارب العاطفي والقدرة على التعبير بحرية دون خوف من الحكم أو الانتقاد، سواء كان ذلك من خلال الحديث عن المشاعر أو مشاركة الهوايات والاهتمامات المشتركة.
فعندما تشعر المرأة بأن زوجها حاضر معها نفسيًا ويهتم بتفاصيل حياتها، ينمو شعورها بالأمان والرغبة في التواصل العاطفي والجسدي معًا.
الحميمية لا تقتصر على العلاقة الزوجية، بل يمكن ملاحظتها في علاقات الصداقة القريبة أو الروابط العائلية، حيث تُبنى على الثقة والمشاركة والاحترام المتبادل.
وفي سياق الزواج، يُترجم هذا الشعور إلى علاقة متكاملة، يشعر فيها كل طرف بأنه محبوب ومقدّر، ما يعزز التفاهم ويجعل اللقاء الجنسي تجربة أكثر دفئًا وقربًا، وليس مجرد فعل جسدي.
باختصار، الحميمية التي تبحث عنها النساء هي الشعور بأنها مرئية، مسموعة، ومقدّرة من قبل زوجها، وأن العلاقة قائمة على الاحترام والاهتمام والاتصال العاطفي العميق، قبل أي شيء آخر.
عندما تقولين: « زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش »، فالمشكلة ليست دائمًا في الرغبة نفسها، بل في غياب التواصل العاطفي والروحي الذي يُفترض أن يسبق العلاقة.
قد يكون زوجك لا يدرك أهمية الجانب العاطفي عندك، أو يظنّ أن تعبيره الجسدي كافٍ ليُشعرك بالحب.
وفي أحيان أخرى، قد تكون ضغوط الحياة، الانشغال، أو تراكم الخلافات الصغيرة جعلته ينسحب دون وعي من التواصل اليومي.
إذن، لا تكتفي بالألم، بل حاولي أن تفهمي "لماذا" يحدث هذا البُعد، فالفهم هو أول خطوة نحو التغيير.
الصبر في الزواج لا يعني السكوت عن الظلم العاطفي أو التجاهل المستمر.
فالزواج شراكة قائمة على المودة والاهتمام المتبادل، لا على إهمال طرفٍ لآخر.
لذا تحدثي مع زوجك بصدقٍ وهدوءٍ عن مشاعرك، لا لتعاتبيه، بل لتُظهري له أنك تشتاقين لتواصلكما الإنساني قبل الجسدي، قولي له مثلًا: "أحب أن أشعر بقربك طوال اليوم، لا فقط في لحظات العلاقة."
هذه الجمل البسيطة تُوقظ وعي الرجل، وتعيد التوازن بين القرب الروحي والحميمية الجسدية.
من أكثر الأخطاء التي تقع فيها المرأة حين تُهمَل عاطفيًا، أنها تذوب في الحزن أو تنتظر أن يغيّر الآخر كل شيء.
لكن الحقيقة أنّ استعادة نفسك هي البداية الحقيقية.
فعودي إلى كل ما يحيي روحك: هواياتك، عبادتك، علاقتك بأهلك وصديقاتك، وحتى مظهرك الخارجي.
حين تكونين امرأة متصالحة مع ذاتها، مشرقة بروحها، سيشعر زوجك بأنك لست مجرد "تابع"، بل إنسانة حقيقية تستحق أن يُهتم بها.
وهنا يبدأ التغيير من الداخل قبل أن ينعكس على العلاقة.
القرب لا يعني فقط اللقاء الجسدي، بل يعني أن تشعر المرأة أن زوجها يفهمها، يسمعها، ويشاركها تفاصيل يومها؛ لذلك ابدئي بتغيير طريقتكما في التواصل اليومي.
شاركيه اهتماماتك، اسأليه عن عمله، وعبّري عن تقديرك لأبسط ما يفعله.
فكثير من الأزواج يتجاوبون بلطف عندما يشعرون بالتقدير والاحترام، ويبدأون بالتقرّب تلقائيًا.
لكن، في الوقت نفسه، لا تفرّطي في مشاعرك كل مرة دون أن تجدي تجاوبًا حقيقيًا، فكوني لطيفة، لكن ثابتة على حقك في علاقة متوازنة.
في بعض الحالات، يتحول الأمر إلى اعتيادٍ مؤلم: الزوج يطلب العلاقة فقط حين يشتهي، ولا يُبالي بعدها بأي شكل من أشكال الحنان أو الدعم.
هنا لا بدّ أن تضعي حدودًا واضحة بلُطفٍ وذكاء.
اشرحي له أنك ترغبين في علاقة قائمة على القرب المتبادل، وأنك لا تستطيعين الاستمرار في نمطٍ يُشعرك بالاستغلال العاطفي.
قال رسول الله ﷺ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي."
هذه القاعدة النبوية تُذكّر الرجل بأن القرب الحقيقي لا يُقاس باللحظات الخاصة فقط، بل بحسن المعاملة والرحمة اليومية.
إذا شعرتِ أن المشكلة أعمق من قدرتك على الحل بمفردك، فلا تترددي في طلب المساعدة من مختصة أسرية أو استشارية.
المشورة الشرعية والنفسية قد تفتح لكِ زوايا لم تكوني تلاحظينها، وتساعدك على التعامل مع الموقف دون أن تفقدي احترامك لنفسك أو لزوجك.
ولا تخجلي من السعي للإصلاح، فالإسلام شجّع على طلب النصح والعون في كل ما فيه بناء للأسرة.
تذكّري دائمًا: قيمتك لا يحددها مدى اهتمام زوجك، ولا قُربه أو بُعده.
أنت إنسانة كرمها الله، روحك لها مكانتها، ومشاعرك تستحق الاحترام.
وحتى إن تأخر التغيير، فكل خطوة تأخذينها نحو وعيك وكرامتك تُقربك من السلام الداخلي الذي لا يُقاس بمدى تجاوب الآخرين، بل بقوة صلتك بربك وثقتك بنفسك.
ابدئي بخطوات صغيرة:
حتى لو لم يرد في البداية كما تتمنين، الاستمرارية تصنع فرقًا كبيرًا.
أحيانًا الرجل يحتاج إلى مساحة يشعر فيها بأنكما "فريق"، لا مجرد زوجين يعيشان تحت سقف واحد.
شاركيه هواية، مشاهدة فيلم، أو حتى نزهة قصيرة دون الأطفال، فهذه التفاصيل تعيد بناء الرابط العاطفي المفقود.
إن حاولتِ وفعلتِ ما بوسعك، لكن لم يتغير شيء، فربما حان الوقت للنظر أعمق في العلاقة.
هل هناك فجوة نفسية كبيرة؟ هل يشعر بالضيق أو الضياع؟ أم أنه ببساطة لا يقدّر احتياجاتك العاطفية؟
في هذه الحالة، قد تحتاجين إلى استشارة زوجية أو دعم من مختص، لتفهما جذور المشكلة سويًا، فأحيانًا يكون تدخل طرف محايد ضروريًا ليعيد التوازن.
بعد أن فهمنا أنّ الحميمية التي تحتاجها المرأة لا تقتصر على الفراش، بل هي مزيج من الأمان والاهتمام والاحتواء، يبقى السؤال الأهم: كيف نعيد هذا التقارب دون أن يتحوّل إلى عبء أو ضغط نفسي؟
كثير من الزوجات يشعرن أن الطرف الآخر لا يهتم إلا حين يطلب العلاقة الجسدية، فينشأ نوع من البُعد العاطفي والفتور الداخلي، لكن الحقيقة أن التقارب يمكن استعادته بخطوات صغيرة وصادقة تُزرع يومًا بعد يوم.
لهذا، إليك خطة 7 أيام لتعزيز التقارب الحميمي بدون ضغط ، تساعدك على استعادة التواصل العاطفي مع زوجك بروح هادئة ولطيفة، تعيد للعلاقة معناها الإنساني العميق قبل أي شيء آخر.
ابدئي الأسبوع بأن تكوني حاضرة تمامًا أثناء حديثه، لا تقاطعيه، ولا تُخطّطي لردّك أثناء كلامه.
فقط استمعي بقلبك، وستتفاجئين بمدى قربك منه بعد هذا التواصل الصادق.
لا تتعلّق اللمسة دائمًا بالرغبة الجسدية، يمكن أن تكون لمسة يد، أو عناق صادق، أو تمرير أصابعك في شعره، هذه التفاصيل الصغيرة تُرسل رسالة قوية: "أنا هنا، معك، وأحبك".
ارسلي له رسالة قصيرة خلال اليوم، لا علاقة لها بالمسؤوليات أو الطلبات، بل بكلمات دافئة تعبّر عن امتنانك أو شوقك.
حتى جملة بسيطة مثل: "كنت أفكر فيك اليوم وابتسمت." تُعيد شرارة التواصل.
اختاري وقتًا في المساء لتجلسا معًا بدون هواتف أو تلفاز.
حضّري مشروبًا دافئًا، وتحدّثا عن أشياء بسيطة: ذكريات، أحلام، أو حتى طعامكما المفضل، فهذه اللحظات الهادئة تصنع قربًا حقيقيًا.
في خضم الروتين، كثير من الأزواج ينسون قول "شكرًا".
اليوم خصّصي كلماتك لتُظهري التقدير له ، على تصرّف بسيط، أو مجهود قام به، أو حتى وجوده في حياتك.
التقدير هو مفتاح الحميمية العاطفية.
امنحيه مساحة للتعبير عن نفسه دون نقد، حين يشعر الرجل بالأمان العاطفي، يقترب أكثر، ويُظهر مشاعره بصدق.
هذه الثقة المتبادلة تفتح الباب لتواصل أعمق وأكثر حميمية.
اخترعي عادة صغيرة تخصكما فقط ، مثل نزهة ليلية قصيرة، أو رقص بسيط في المطبخ، أو فطور في السرير.
هذه الطقوس الصغيرة تصنع بينكما ذاكرة مشتركة تدعم علاقتكما يومًا بعد يوم.
حين يصبح الاهتمام مشروطًا، وتجد المرأة نفسها تقول: « زوجي لا يهتم بي إلا في الفراش »، فهي أمام خيارين: أن تذوب في الإهمال، أو أن تبدأ في استعادة صوتها وحضورها.
واعلمي أن رغبتك في الحب والاهتمام ليست ضعفًا، بل فطرة جميلة، فأنتِ لا تطلبين المستحيل، بل علاقة حقيقية تتغذى على القرب والحنان.
لا تفقدي الأمل، ولا ترضي بأن تكوني مجرد حضور مؤقت في حياة زوجك، فالحوار الصادق والاحترام المتبادل يمكن أن يعيدا الدفء حتى بعد برود السنين.
وتذكّري أنّ الزواج رحلة طويلة، تمرّ بمراحل صعود وهبوط، لكنّ الوعي، والرغبة الصادقة في الإصلاح، هما ما يصنعان الفرق الحقيقي.
وإن كنتِ تبحثين عن مقالات أكثر حول فهم نفسية الرجل وتقوية العلاقة الزوجية، فزوري الصفحة الرئيسية لموقع تطبيق الملكة، حيث ستجدين كل ما تحتاجينه لتقوية علاقتك بذكاء ودفء.
أخطاء قاتلة تحرمك من فوائد الجماع فتجنبيها
التصرفات البسيطة قبل العلاقة الحميمة قد تفسد الأجواء وتؤثر على مشاعرك تجاه زوجك؟ اكتشفي في هذا المقال أهم الأخطاء القاتلة قبل العلاقة الحميمة
العلاقة الحميمية والضغط المهني: حلول عملية للأزواج العاملين
اكتشفي معنا العلاقة الحميمية والضغط المهني: حلول عملية للأزواج العاملين ، كما سنخبرك كيف تتجنبين أضرار الإفراط في العلاقة الحميمية ومتى تتحول لإجهاد
فوائد صحية مذهلة لممارسة العلاقة الحميمة في الصباح
هل سمعتِ عن فوائد العلاقة الحميمة في الصباح ؟ وجد أحد علماء الأبحاث أن الأزواج الذين يمارسون العلاقة الحميمة في الصباح أكثر صحة وسعادة.