الأضحية هي ما يقوم المسلم بذبحه من المواشي سواء من الغنم، أو الجمال، أو البقر، بهدف التقرّب إلى الله ونيل رضا الله، والحصول على الثواب عنه وعن أهل بيته، ويجوز له أن يشترك في ثوابها مع من يشاء سواء من الأحياء، والأموات، وذلك سيراً على نهج نبيّه الكريم -عليه الصلاة والسلام.

تبدأ الأضاحي من يوم عيد الأضحى إلى آخر أيام التشريق تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى و إحياءًا لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وتعتبر إحدى أبرز الشعائر الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة والإجماع.

حكم الأضحية

أكد جمهور العلماء على أن الأضحية سُنَّة مؤكدة للقادر عليها وليست بواجبة، وسبب ترجيح كونها سنة مؤكدة، ثبوت تضحية النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه وعمن لم يضح من أمته ،تشرع للرجل والمرأة وتجزئ عن الرجل وأهل بيته، وعن المرأة وأهل بيتها؛ لأن النبي ﷺ كان يضحي كل سنة بكبشين أملحين أقرنين أحدهما عنه وعن أهل بيته، والثاني عمن وحد الله من أمته، واستعماله لعبارة (أراد) الدالة على عدم الوجوب في الحديث الذي روته أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمسّ من شعره وبشره شيئًا).

ولا يجوز لمن أراد أن يضحي أن يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا من بشرته شيئًا، بعد دخول شهر ذي الحجة حتى يضحي؛ لقول النبي ﷺ: "إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا من بشرته شيئًا حتى يضحي".

شروط الأضحية

للأضحية شروط ستة لا تصح إلا بها لننال القبول ورضا الله:

أولا: أن تكون من بهيمة الأنعام أي من الإبل أو البقر أو الغنم مصداقا لقوله تعالى : {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}.

 ثانيا:أن تبلغ أو تفوق السن المحددة شرعاً وهي ستة أشهر في الضأن، و سنة في المعز والغنم، وسنتين في البقر، وخمس سنوات في الإبل. 

ثالثاً:أن تكون خالية من العيوب التالية وهي العور البين، والمرض البين، والعرج البين، والهزال .

رابعًا: أن تكون ملكاً للمضحي غير مسروقة ولا مغصوبة.

خامسا :ألا يكون فيها حق للغير أو نصيب. 

سادساً :أن يضحي بها في الوقت المحدد شرعاً اي ان يقوم المضحي بالذبح من بعد صلاة العيد أي في الوقت الذي حدده القران والسنة.

كيفية ذبح الاضحية على النهج النبوي

يُضجعها على الجَنب الأيسر إذا كان يَذبح بيمينه، فإن كان يذبح بيساره، فإنه يُضجعها على الجنب الأيمن؛ لأن المقصود من ذلك راحة البهيمة، والإنسان الذي يذبح باليسرى، ما ترتاح البهيمة إلا إذا كانت على الجنب الأيمن، ثم إن الأفضل أن يضعَ رِجله على رَقبتها حين الذبح، وأما يديها وأرجُلها، فإن الأحسن أن تبقى مُطْلَقة غير ممسوكة؛ لأن ذلك أريحُ لها، ولأن ذلك أبلغُ في إخراج الدم منها؛ لأن الدم مع الحركة يخرج، فهذا أفضل وابلغ ان ينال رضا الله والقبول.

شروط المضحي

أن يخلص لله تعالى في الأضحية وأن ينوى رضا الله و من داخله بأن أضحيته خالصة لوجه الله عز وجل ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام. 

أنه لا يأخذ من شعره أو أظافره شيء في العشر الأواخر حتى تصح أضحيته وهذا خلاف أيضًا بين المحرمين. 

أن يقوم المضحي بنفسه بذبح أضحيته أو يوكل عنه مسلمًا أن لم يكن يستطيع أن يذبح بنفسه ولكن من المستحب أن يذبح هو بنفسه. 

ألا يقوم المضحي ببيع أي شيء من ذبيحته ولا حتى جلودها وأن يهبها الله سبحانه وتعالى كلها لنيل رضا الله. 

كما يستحب في الذبح أن يكون بآلة حادة وأن يوجه المضحي أضحيته تجاه القبلة، كما يجب أن يراعى المضحي الله عز وجل في سن شفرة آلة الذبح دون أن تراها الأضحية فهذا غير مستحب حيث نهى الرسول عن سن الشفرة أمام الحيوان قبل ذبحه لما في ذلك من إذلال وعذاب لها  .