في خضمّ المشاغل اليومية، بين مسؤوليات المنزل وتربية الأبناء والعمل، قد تنشغل المرأة عن جانب جوهري في علاقتها بزوجها: الجانب العاطفي والحميمي؛ ولأن العلاقة الخاصة بين الزوجين ليست مجرد لحظة عابرة، بل هي مساحة من الأمان والحنان والتجدد، فإن الاعتناء بها يُعدّ من أسمى صور المحبة والرحمة.
ومهما كانت حالتكما العاطفية، تبقى العلاقة الحميمة موضوعًا معقدًا وحسّاسًا في كثير من الأحيان، وعلى الرغم من أن لا أحد يحب الاعتراف بذلك، فإن الناس من جميع الفئات يقضون وقتًا أقل في السرير.
بالنسبة للمتزوجين منذ فترة، وكبار السن عمومًا، فإن الانخفاض في عدد مرات العلاقة الحميمة بينهم أكثر وضوحًا وصادمًا، وفقًا لدراسة أُجريت عام 2019.
لكن، كم مرة يجب أن يمارس الأزواج العلاقة الحميمة فعليًا؟ وهل يجوز ممارسة العلاقة الزوجية كل يوم ؟
تُظهر الأبحاث أن الأزواج الذين يمارسون العلاقة الحميمة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع يشعرون بسعادة أكبر من نظرائهم الذين يمارسونها بوتيرة أقل. (مع ملاحظة: مستويات السعادة لا ترتفع بالضرورة مع تكرار أكبر للعلاقة).
ومع ذلك، هذا الرقم لا ينطبق على الجميع، وفي نهاية المطاف، يرى الخبراء أن عدد مرات العلاقة الحميمة التي يجب أن تحدث يعتمد على كل زوجين على حدة.
في هذا المقال، سنفتح لكِ نافذة راقية ومفيدة للحديث عن الحياة الزوجية الحميمة السعيدة: كيف تعززينها؟ متى تتحدثين عنها؟ وما هي السلوكيات الصغيرة التي تعني الكثير؟ وهل يجوز ممارسة العلاقة الزوجية كل يوم ؟
سنأخذكِ في رحلة هادئة وعميقة تعيد لكِ البوصلة، وتذكّرك أن الحب يُبنى بالكلمة الطيبة، واللمسة الحنونة، والصدق في المشاعر.
يقول الخبراء إن مرة واحدة في الأسبوع تُعد معدلًا شائعًا وأساسيًا، ويختلف هذا المعدل قليلًا بحسب العمر: فالأشخاص في الأربعينات والخمسينات من أعمارهم يميلون للوقوع ضمن هذا المتوسط، بينما الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين عامًا يميلون إلى ممارسة العلاقة حوالي مرتين في الأسبوع.
ولكن ما هو أكثر أهمية من أن ينشغل الأزواج بمقارنة أنفسهم بمعايير إحصائية، هو النظر للأمر من منظور الرضا الجنسي، فإذا كان الزوجان راضيين جنسيًا، فهذا هو الهدف !
هناك دافع معين لدى البعض للشعور بأنهم طبيعيون، أيا كان ما يعنيه ذلك، والحقيقة أنه يجب أن تكون العلاقة الحميمة متكررة بقدر ما يشعر كلا الطرفين بالرضا... فإذا استطعتما القول إنها كانت مُرضية ومُشبِعة، فهذه هي الوتيرة المناسبة لكما.
هل يجوز ممارسة العلاقة الزوجية كل يوم ؟
حسنًا .. وفقًا لاستطلاع اجتماعي عام نُشر عام 2018 وشمل حوالي 660 متزوجًا:
تتراجع وتيرة العلاقة الحميمة عادةً مع التقدّم في السن، إلا أن العمر لا يجب أن يكون عائقًا. فمثلًا:
في دراسة لـ AARP عام 2013 شملت أكثر من 8000 شخص فوق سن الخمسين:
في السبعينات من العمر: 33% من الرجال النشطين جنسيًا و36% من النساء يمارسون العلاقة مرتين شهريًا على الأقل.
في الثمانينات: 19% من الرجال و32% من النساء يمارسون العلاقة مرتين شهريًا على الأقل.
وتفيد الجمعية الدولية للطب الجنسي بأن ما يقارب 25% من النساء بعد سن السبعين يمارسن العلاقة أكثر من أربع مرات في الأسبوع.
لا يوجد عدد "يُفترض" أن يلتزم به كل زوجين.
عدد مرات العلاقة الحميمة التي يُفترض أن تحدث، يجب أن يُحدَّد بالتفاهم بين الزوجين، بناءً على رغباتهما واحتياجاتهما الشخصية، أما استخدام الأرقام كمرجعية يُمكن أن يؤدي إلى علاقة شكلية تؤدى فقط لأداء الواجب، وهذا يضرّ أكثر مما ينفع.
ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2015 في مجلة Social Psychological and Personality Science، كان الأزواج أكثر سعادة عندما مارسوا العلاقة مرة أسبوعيًا، وكان انخفاض وتيرة العلاقة عن ذلك مرتبطًا بانخفاض الرضا، ولكن زيادته عن مرة أسبوعيًا لم ترفع مستوى السعادة بشكل ملحوظ.
الخطوة الأولى هي فتح حوار صريح ومباشر حول المشاعر والتوقعات، فمن المهم أن يُعبّر كل طرف عن احتياجاته بوضوح، لتجنّب سوء الفهم أو التوقعات الخاطئة.
قد يبدو الأمر غريبًا، لكن وضع العلاقة ضمن جدول يُظهر اهتمامًا والتزامًا، وتخصيص وقت للعلاقة لا يعني أنها ستفقد عفويتها، بل يمنحها مكانة بين أولويات الحياة.
ولا يعني ذلك التقيّد بنمط جامد، بل يمكن أن يكون مجرد إشارة أو دعوة لطيفة في الوقت المناسب.
خططي لما يُسمى "مواعيد الحميمية"، وهي لقاءات أسبوعية لا تقتصر على العلاقة الجسدية، بل تركّز على التقارب والدفء مثل التدليك، العناق، أو جلسة هادئة للحديث والتقارب.
عندما يكون الزوج-ة قليل-ة الرغبة، يمكن أن يكون ذلك ضربة للثقة بالنفس والأنا لدى الطرف الآخر، والأسوأ من ذلك، أن الطرف الآخر قد يبدأ في "ملء الفراغ" وتخيل أسوأ السيناريوهات لتفسير هذا التراجع في الرغبة، مما يعزز شعوره بعدم الأمان، وقد يؤدي ذلك إلى ضعف التواصل أو انعدامه.
لذا ننصح الأزواج بأن ينخرطوا في "تواصل حميم صريح وشفاف" إذا شعر أحدهم بعدم الرضا في العلاقة، فهناك أزواج يتواصلون بشكل ممتاز حول الأمور المالية وتربية الأطفال، ولكنهم يفتقرون بشدة إلى التواصل عندما يتعلق الأمر بالعلاقة الحميمة.
وفقًا للدراسة البريطانية، فإن "الوتيرة السريعة للحياة الحديثة" تُعد سببًا أساسيًا في انخفاض عدد مرات العلاقة الحميمة بين الأزواج.
فالإجهاد الناتج عن نمط الحياة الحديثة، والضغوط اليومية، له تأثير سلبي كبير على الرغبة الجنسية؛ فالحياة اليوم تسير بسرعة أكبر بكثير مما كانت عليه قبل 20 أو 25 عامًا، لكن لا شك أن هناك عوامل أخرى فردية وخاصة بالأزواج، غالبًا ما يتم التغاضي عنها.
فبعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب يمكن أن تُثبط الرغبة الجنسية، وقد تكون غرفة النوم قريبة من غرفة الأطفال، أو غير مهيأة لأجواء الحميمية، ما يؤدي إلى تراجع رغبة الزوج-ة في العلاقة.
بالإضافة إلى تأثير التكنولوجيا، فاستخدام الهاتف أثناء التواجد مع الزوج يقلل من جودة التفاعل، ويؤدي إلى تجربة جنسية أقل جودة.
توجد فوائد جسدية ونفسية لممارسة العلاقة الحميمة بانتظام..
سواء كنتِ حديثة العهد بالزواج أو مضت سنوات طويلة على زواجكما، فقد تجدين في قلبك تساؤلات حول حياتكما الخاصة كزوجين، فما الذي يجعل العلاقة الحميمة بين الزوجين سعيدة فعلاً ؟
يظن البعض أن السعادة تكمن في تكرار اللقاء، بينما يراها آخرون في تحقق المتعة المشتركة أو الانسجام التام.
لكن الحقيقة أن هذه الأمور، رغم أهميتها، ليست هي الأساس الوحيد، فما يهمّ حقًا هو أن يشعر كلا الزوجين بالأمان، والراحة، وأن يكون اللقاء بينهما مُرضيًا وهادئًا، بعيدًا عن التوتر أو الإكراه.
كما أن أهم ما يميز الحياة الحميمة الناجحة هو وجود حوار صادق بين الزوجين حول ما يرضيهما وما يقوّي مشاعرهما.
قد يصعب أحيانًا الحديث في الأمور الخاصة، لكن التفاهم حولها هو من أركان الزواج الناجح.
وهذه بعض الطرق التي تُسهل الحوار:
تحسين العلاقة الحميمة يحتاج إلى وعي واهتمام من الطرفين، وهذا لا يُنقص من الحب، بل يزيده عمقًا وقوة.
الغضب شعور بشري طبيعي، لكن إذا لم يُعالَج فقد يُضعف الثقة والرغبة ويؤثر سلبًا على العلاقة.
ومن الصعب أن تعبّري عن مشاعرك الطيبة تجاه زوج تغضبين منه؛ فإذا شعرتِ بالغضب، حاولي التحدث معه بطريقة بنّاءة، أو استعيني بمستشار أسري إذا لزم الأمر.
من المهم أن تكوني على دراية بما يسعدك ويُريحك نفسيًا وجسديًا، ويمكن أن يساعدكِ هذا في التعبير عن احتياجاتك لزوجك بلغة هادئة وواضحة.
وبعض الأزواج يجدون أن الحديث عن هذه الأمور، أو حتى مشاركتها بلُطف، يُقرّب بينهما ويزيد من التفاهم.
قد تفضّلين أحيانًا التظاهر بالرضا حفاظًا على مشاعر زوجك أو لتفادي الإحراج، لكن عدم المصارحة قد يبعد بينكما على المدى الطويل.
الصراحة المحترمة في هذه المسائل تزيد التفاهم وتُساعد الزوج على إدراك ما يسعدك فعلًا، فلا بأس في الحديث بلغة رقيقة عن الأمور التي لم تكن مريحة أو مكتملة بالنسبة لكِ.
في الواقع، لا تبدأ العلاقة الحميمة بنظرة أو قبلة، بل تحتاج المرأة، بطبيعتها الرقيقة، إلى مقدمات تُهيّئ قلبها قبل جسدها؛ فلا تترددي في أن توضّحي لزوجك بلطف ما يسعدك، وكيف تحبين أن يقرُب منك، فهذه المقدمات تقرّب القلوب وتزيد الألفة.
اللحظات التي تلي العلاقة الزوجية لها وقع خاص على القلب؛ فالكلمة الطيبة، والعناق، واللمسة الحانية، كلّها تُعبّر عن المودة والاحترام.
أما الانشغال المفاجئ أو الابتعاد السريع بعد العلاقة، فقد يخلق نوعًا من الجفاء أو البرود.
اجعلي هذه اللحظات فرصة لتعزيز محبتكما، فالتقارب العاطفي بعد العلاقة يعمّق الثقة ويُهيّئ لمزيد من الارتباط القلبي.
الحياة الزوجية تمر بمراحل، وكل مرحلة لها ظروفها، فقد يقلّ اللقاء بسبب العمل أو الأطفال أو الإرهاق، ولا بأس في ذلك.
من الأفضل أن تتفقي مع زوجك على أوقات مناسبة تكون لكما وحدكما، حتى تتجنّبا الإحباط أو سوء الفهم، والتخطيط لا يعني أن العلاقة فقدت عفويتها، بل هو دليل على الاهتمام والرغبة في الحفاظ عليها.
إذا كنتِ تخططين لقضاء وقت خاص مع زوجك في المساء، فلا بأس أن تُرسلي له رسالة لطيفة خلال النهار، أو أن تهمسي له بكلمة حنونة.
هذه التفاصيل الصغيرة تُثير الترقّب وتُحيي الشوق، وتُعبّر عن أنكِ تفكرين فيه.
بعض الأزواج يرون في التجديد وسيلة لإعادة الشغف، وهذا صحيح، يمكن للتجديد أن يكون بتغيير المكان، أو الملابس، أو نوع الحوار، أو طريقة التعبير عن المشاعر، ولا مانع من تجربة أمور جديدة طالما أنها ضمن ما يُرضي الله ويُسعدكما معًا.
مع التقدم في السن، قد تمرّ المرأة أو الرجل ببعض التغيرات التي تجعل العلاقة أصعب أو مؤلمة.
فانقطاع الطمث قد يُسبب جفافًا أو انزعاجًا، وقد تقلّ الرغبة لدى الرجل بسبب بعض الأدوية.
في هذه الحالة، لا يكون الأهم سؤال : هل يجوز ممارسة العلاقة الزوجية كل يوم ؟ بل يكون من الأفضل الحديث مع الزوج، واستشارة طبيب مختص أو مستشارة أسرية، فالكثير من هذه الحالات يمكن التعامل معها طبيًا ونفسيًا.
خلاصة القول أن الحياة الزوجية الحميمة لا تُبنى على العفوية وحدها، بل على التواصل، والصراحة الهادئة، والعمل المشترك، وكلما كان اللقاء بينكما نابعًا من محبة ومودة وصدق، كلما ازداد زواجكما دفئًا واطمئنانًا.
ولا تنسي يا عزيزتي أن العلاقة الخاصة ما هي إلا تعبير جميل عن الميثاق الغليظ الذي يجمع بينكما، فاجعليها مناسبة لتجديد الحب، وإظهار الحنان، والتقرب من زوجك بما يُرضي الله ويُسعد قلبكِ.
العلاقة الحميمة بين الزوجين ليست رفاهية، وليست مجرد تفاصيل، بل هي أحد أركان السكن والمودة التي وعد الله بها عباده في الزواج.
وكلما اقتربتِ من زوجكِ بقلب صافٍ وكلمة رقيقة، وجدتِ العلاقة بينكما تزداد دفئًا واطمئنانًا، فلا تخجلي من الحديث عن مشاعركِ، ولا تؤجّلي تحسين ما يمكن تحسينه، فالسعادة تُبنى بخطوات بسيطة تبدأ من حسن النية، والاهتمام، والاستماع الحقيقي.
وتذكّري دائمًا أن الحياة الخاصة بينكما ليست فقط حقًّا مشتركًا، بل فرصة متجددة لبناء الحب، وتجديد العهد، وتحقيق الطمأنينة.
فاجعلي من كل لقاء لحظة قرب، ومن كل كلمة مفتاحًا لقلب زوجك، ومن كل صدقٍ دعوة للسكينة والرحمة.
كوني أنتِ البداية.. وسترين كيف يُزهر البيت حُبًا.
كيف تكون العلاقة الحميمة ناجحة
لا تجديد ولا رغبات معينة فيه، وهذا اعتقاد خاطئ ! لتعرفي كيف تكون العلاقة الحميمة ناجحة سنخبركِ بأكثر الأشياء التي يريدها الزوج في العلاقة الحميمة !
كيف يؤثر نوم الزوج في حضن زوجته على العلاقة الحميمة
إذا كان النوم معًا يمثل تحديًا في بعض الأحيان، فهناك طرق مبتكرة لتعديل الوضع. ينام بعض الأزواج في نفس الغرفة خلال جزء من الأسبوع، مثل عطلات نهاية الأسبوع
علامات الحب الجسدية عند الرجل تكشف لكِ الكثير
لغة الجسد هي شكل من أشكال التواصل غير اللفظي حيث يتم استخدام وضعية الجسم والإيماءات واللمس وتعبيرات الوجه وما إلى ذلك لنقل مشاعرك وأفكارك