الملكة: ألم الولادة من أقسى أنواع الآلام التي تتعرض لها المرأة، ويتطلب قدرة عالية جدًا على التحمل، لذلك يربط بعض الأطباء بين شدة الألم في أثناء الولادة والاكتئاب، الذي قد تتعرض له المرأة بعد الولادة، لكن حاليًا يلجأ بعض السيدات إلى التخدير في أثناء الولادة، من خلال أخذ حقنة الإبيديورال، التي تُعرف بـ"إبرة الظهر"، وهي عبارة عن شكل من أشكال التخدير الموضعي.
يعمل هذا التخدير على مراكز الإحساس المسؤولة عن الجزء السفلى من الجسم، إذ تبقى الأم واعية في أثناء عملية الولادة، لكن لا تشعر بالألم، فهل تعلمين أن التخدير الموضعي "حقن الإبيديورال" له تأثير على انخفاض احتمالية الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
للتخدير الموضعي بعض الفوائد المهمة، التي كشفت عنها بعض الدراسات، ومنها:
- يقلل من التوتر والقلق، إذ إن هرمونات القلق تقلل من انقباضات الرحم في أثناء عملية المخاض والولادة، ما يسهل عملية الولادة.
- يقلل من نسبة الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، فقد أثبتت الدراسات أن النساء اللاتي استخدمن التخدير الموضعي في أثناء الولادة الطبيعية، انخفضت لديهن نسبة الإصابة بالاكتئاب مقارنة بالأخريات اللاتي شعرن بآلام الولادة كلها.
أجريت دراسة عن علاقة الألم في أثناء الولادة باكتئاب ما بعد الولادة وتأثير استخدام حقن الإبيديورال، تحت إشراف البروفيسور جريث ويليام، رئيس قسم التخدير في جامعة مركز بيتسبرج الطبي، وتوصلت للنتائج التالية:
- العلاقة بين ألم الولادة وبين اكتئاب ما بعد الحمل أمر نفسي، ولذا يساعد استخدام التخدير الموضعي على تخفيف هذا الأثر، الذي قد يسببه الألم.
- عند إجراء الدراسة على 201 امرأة استخدمن حقن الإبيديورال في أثناء الولادة الطبيعية، لم يكن لألم الولادة أي دور في زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب ما بعد الحمل لديهن.
- يستخدم التخدير الموضعي بالفعل في 61% من حالات الولادة الطبيعية، لكن حقن الإبيديورال المستخدمة لا تزال موضوعًا للجدال، نظرًا لأنها تجعل عملية الولادة الطبيعية أقرب إلى القيصرية.
يشيد الباحثون بأن التحكم في الآلام بعد الولادة يساعد الأم ويزيد من قدرتها على رعاية طفلها واهتمامها به عاطفيًا، بالإضافة إلى أنه يساعدها على بدء مشوار الأمومة بطريقة جيدة.