العيون المنتفخة أو الخارجة عن وضعها الطبيعي يمكن أن تكون علامة على وجود حالة طبية خطيرة تسمى "الجُحوظ Proptosis" وهو المصطلح الطبي المستخدم لوصف انتفاخ العين، وبالرغم من أن بعض الناس يولدون بعيون بارزة أكثر من الطبيعي ولكن هناك آخرين يصابون بها نتيجة لحالة طبية.

وفي معظم الحالات يجب ألا يكون الجزء الأبيض من العين ظاهرًا أكثر من قزحية العين (الجزء الملون من العين) دون رفع الجفن، أمّا إذا ظهر بياض العين بين قزحية العين والجفن العلوي فقد يكون ذلك علامة على انتفاخ غير طبيعي، وبالتالي ستعتمد خطة العلاج على السبب الكامن وراء جحوظ العين.

الجحوظ المفاجئ لعين واحدة فقط هو حالة طارئة! لذلك اطلبي العناية الطبية فورًا لأنها قد تكون علامة على وجود مشكلة طبية خطيرة -لا قدّر الله-، تابعي معنا الآن عزيزتي لمعرفة أهم معلومات عن أسباب وتشخيص وعلاج جحوظ العين. 

أسباب جحوظ العين 

السبب الأكثر شيوعًا لانتفاخ العين هو فرط نشاط الغدة الدرقية؛ تقع غدتكِ الدرقية في مقدمة رقبتكِ وهي تطلق العديد من الهرمونات التي تساعد في التحكم في التمثيل الغذائي الخاص بكِ، ويحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تفرز الغدة الدرقية الكثير من هذه الهرمونات.

يُعد اضطراب المناعة الذاتية المسمى بـ "داء غريفز" السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية وانتفاخ العينين، وفي هذه الحالة تلتهب الأنسجة المحيطة بالعين مما يخلق تأثير الانتفاخ، ويمكن لأي شخص أن يصاب بداء غريفز، ولكن أوضحت تقارير مكتب صحة المرأة أن النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 30 و 60 عامًا هن الأكثر تضررًا، وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى لانتفاخ العين ما يلي:

• الورم الأرومي العصبي؛ وهو نوع من أنواع السرطان يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي السمبثاوي.
• اللوكيميا؛ نوع من أنواع السرطان يمكن أن يؤثر على خلايا الدم البيضاء.
• الساركوما العضلية المخططة، نوع من أنواع السرطان يمكن أن يتطور في الأنسجة الرخوة.
• سرطان الغدد الليمفاوية، وغالبًا ما يكون سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية.
• التهاب النسيج الخلوي المداري؛ وهو عدوى يمكن أن تؤثر على الأنسجة المحيطة بالعين.
• الورم الوعائي؛ مجموعة غير طبيعية من الأوعية الدموية.
• نزيف خلف العين ناجم عن إصابة.
• الأورام النقيلية من سرطان في مكانٍ آخر من الجسم.
• أمراض النسيج الضام مثل الساركويد.

تشخيص جحوظ العين 

إذا أصبتِ بانتفاخ في إحدى العينين أو كلتيهما فحددي موعدًا مع طبيبكِ في أقرب وقت ممكن، وأخبريه عن تاريخكِ الطبي الكامل بما في ذلك قائمة بأي وصفة طبية أو أدوية بدون وصفة طبية ومكملات تتناولينها.

سيرغب طبيبكِ أيضًا في معرفة تفاصيل الأعراض التي تشعرين بها، مثل:

• متى لاحظتِ لأول مرة أن عينيكِ كانت منتفخة؟
• هل ازداد الأمر سوءًا منذ ذلك الوقت؟
• هل لديكِ أي أعراض أخرى، خاصةً الصداع أو التغيرات البصرية؟

بعد إجراء الفحص البدني قد يطلب طبيبكِ إجراء بعض الفحوصات مثل:

• اختبار الرؤية.
• فحص القاع المتوسِّع.
• فحص المصباح الشقي؛ والذي سيستخدم طبيبكِ من خلاله مجهرًا منخفض الطاقة وضوءًا عالي الكثافة لفحص الهياكل الموجودة في مقدمة عينيكِ.
• فحوصات التصوير؛ مثل التصوير المقطعي المحوسب "CT" أو التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI".
• تحاليل الدم.

علاج جحوظ العين 

ستعتمد خطة العلاج على السبب الكامن وراء جحوظ عينيكِ، وبناءً على تشخيص حالتكِ قد يصف طبيبكِ واحدًا أو أكثر مما يلي:

• قطرات للعين.
• مضادات حيوية.
• الستيرويدات القشرية لتخفيف الالتهاب.
• جراحة العيون.
• الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لعلاج الأورام السرطانية.

إذا تم تشخيص إصابتكِ بمرض "غريفز" أو حالة أخرى من أمراض الغدة الدرقية فقد يوصي طبيبك بما يلي:

• الأدوية؛ مثل حاصرات بيتا أو الأدوية المضادة لفرط الغدة الدرقية.
• اليود المشع أو الجراحة لتدمير أو إزالة الغدة الدرقية.
• استبدال هرمون الغدة الدرقية إذا تم تدمير الغدة الدرقية أو إزالتها.

إذا كنتِ تعانين من مشاكل في العين مرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية فقد يؤدي التدخين إلى تفاقمها، لذلك يمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين في تقليل الأعراض، كما قد يوصي طبيبكِ بمجموعة من الأدوية الموصوفة أو العلاج ببدائل النيكوتين أو الاستشارة لمساعدتكِ على الإقلاع عن التدخين.