#الملكة

          الآباء خلقوا ليحبوا، فالحب الشديد وغير المتوقع الذي يشعرون به تجاه أطفالهم حديثي الولادة شعور مختلف عن أي شيء عرفوه من قبل، يتحدثون عن هذه المشاعر كما لو كانت نوع من السحر، لكنها تأتي من أعماقهم.

          هذه المشاعر التي يشعر بها الآباء الجدد عميقة بالفعل، لكنها ليست مشاعر عشوائية، كما أنها ليست سحرًا، إنها مشتق من التغيرات الفسيولوجية الخفية التي تحدث داخل إطارنا البشري.

          بالنسبة للأمهات، هذه المشاعر تتولد نتيجة الهرمونات التي تسبب تغيرات جسدية وتركيبية فعلية في الدماغ وتجعل تجربة كونك أماً رائعة وممتعة للغاية.

          تتلاشى المخاوف من الأمومة عند روعة اللقاء الأول مع طفل جميل، فلا أحد يستطيع أن يصف بشكل مناسب عجب الترحيب بالطفل في العالم، حيث تصنف على أنها واحدة من أجمل لحظات الحياة تتركنا جميعًا عاجزين عن الكلام.
ينعم آباء هؤلاء الأطفال الصغار بالمزيد من النعم أثناء رعاية طفلهم والانغماس في هذه العملية، حيث يكونون مطلعين على العديد من الأحداث الرائعة الأخرى التي تتكشف كل يوم أمام أعينهم. 

          يرى الآباء طفل جميل حديث الولادة وهو ينمو ويتطور خلال طفولته منذ الولادة إلى أن يصبح طفل جميل يثرثر ويمشي، إنها السنة الأولى من حياة طفل جميل! 
وهي مجرد بداية لما يخبئه الآباء والأمهات الذين وقعوا في الحب بشدة.

          العلاقة العاطفية الفريدة بينك وبين طفلك هي المسؤول الأساسي عن رعايته، إنها عامل رئيسي في الطريقة التي ينمو بها دماغ طفلك وكيفية نموه اجتماعيًا وعاطفيًا وفكريًا وجسديًا.

          ينبع رابط التعلق بينك وبين طفلك من التبادل العاطفي الخالي من الكلمات الذي يجمع بينكما، مما يضمن أن طفلك يشعر بالأمان والهدوء بما يكفي لتجربة التطور الأمثل لجهازه العصبي. 

☆ يوفر شعور طفلك بالأمان برفقتك أفضل أساس لحياته المستقبلية فهو يحفز الرغبة في التعلم والوعي الذاتي الصحي والثقة والاهتمام بالآخرين.

ويمكن أن يؤدي فشل الأبوين في تلبية حاجة الطفل إلى الأمان والفهم، إلى الارتباك بشأن هويته وصعوبات التعلم والتواصل مع الآخرين في وقت لاحق من حياته.

☆ لماذا يعتبر الإهتمام بالطفل وشعوره بالأمان مهمًا جدًا؟

          يُعلِّمه ذلك أن يثق بك، وأن ينقل مشاعره إليك، وفي النهاية أن يثق في الآخرين أيضًا.  عندما تتواصلين مع طفلك، يتعلم طفلك كيف يكون لديه شعور صحي بالذات وكيف يكون في علاقة حب وعاطفة.

          يتسبب ارتباط طفلك بكِ في نمو وتطور أجزاء دماغ طفلك المسؤولة عن التطور الاجتماعي والعاطفي والتواصل والعلاقات بأفضل طريقة ممكنة.

          تصبح هذه العلاقة أساس قدرة طفلك على التواصل مع الآخرين بطريقة صحية، الصفات التي قد تأخذيها كأمر مسلم به في علاقات البالغين - مثل التعاطف والتفاهم والحب والقدرة على الاستجابة للآخرين - يتم تعلمها منذ الطفولة.

☆ عندما يشعر الأطفال بالحب والأمان، يكونون أكثر قدرة على:

¤ تطوير علاقات مرضية.

¤ الحفاظ على التوازن العاطفي.

¤ الشعور بالثقة والرضا عن أنفسهم.

¤ الاستمتاع بالتواجد مع الآخرين.

¤ التعافي من خيبة الأمل والخسارة.

¤ مشاركة مشاعرهم وطلب الدعم.

☆ تعلقك بطفلك وتواصلك معه مفيد لك أيضًا..

          حبا الله الأمهات وكذلك أطفالهن على تجربة "الحب الفطري"، إن الفرح الذي تشعرين به وأنت تتواصلين مع طفلك يقطع شوطًا طويلاً لتخفيف التعب الناتج عن قلة النوم والتوتر الناتج عن تعلم كيفية رعاية طفلك حديث الولادة، حيث تطلق عملية الترابط بينك وبين طفلك الإندورفين في جسمك والذي يحفزك ويمنحك الطاقة ويجعلك تشعرين بالسعادة. 

قد يتطلب ذلك منكِ الجهد، لكن النتائج الإيجابية كبيرة لكليكما.

حفظ الله أطفالنا ♡