النرجسية عند الأطفال لها أسباب عديدة، ولكن يمكن معالجتها

تؤكد دراسة صدرت هذا الأسبوع أن الآباء الذين يبالغون في تقدير أطفالهم، ويعلمونهم أنه يحق لهم الحصول على نظام معاملة خاصة، هم أكثر عرضة لتربية أطفال نرجسيين.

لكن علماء النفس يعرفون أن النرجسية عند الأطفال يمكن أن تنبع من عدد من الأسباب، بما في ذلك نظام الأسباب الجينية والبيئية، وعلى الرغم من أن الطفل النرجسي قد يكون له والدان يبالغان في تقديره، إلا أنه من ناحية أخرى يمكن أن يكون طفلًا نرجسيًا نتيجة لسوء نظام المعاملة عاطفياً وجسديًا، فقد يستخدم الطفل النرجسي تكتيكات التفوق وحب الذات وتضخيمها، بينما في الواقع يشعر بعدم الاستقرار العاطفي وعدم الأمان.

  النرجسية شكل من أشكال الاعتلال الاجتماعي

لذلك قد يكون لدى الطفل النرجسي نظام مشاعر متصاعدة واكتئاب وميول إجرامية وشعور غير واقعي بالذات، ولأن الطفل النرجسي يعوض بشكل مفرط عن مشاعر عدم الكفاءة، فإنه يستثمر بعمق في الحفاظ على شخصية الكمال وتعظيم الذات.

ذات صلة: [احذري! قد تتغلل النرجسية إلى طفلك عبر المديح الزائد عن الحد]

على الرغم من أن الطفل النرجسي قد يكون قد تلقى رسائل من الوالدين بأنه شخص مميز، إلا أنه قد يكون قد عوقب أيضًا من قبل الوالدين المتجاهلين والمسيئين.

قد يقوم والد الطفل النرجسي بتعويضات مفرطة عن إصابات طفولته النرجسية، حيث يرى الطفل على أنه انعكاس لنفسه، وتصبح قيمته الذاتية ملفوفة أو متوقعة على الطفل، أو قد يعوض عن الذنب الذي يشعر به أو كره الطفل، أو الإفراط في حمايته. 

وفقًا لفرويد: "الآباء الذين يفرطون في التقييم يكونون مضطرين لأن ينسبوا كل كمال إلى الطفل".

لذلك، فإن الطفل النرجسي يطور شخصية يجب أن تحافظ على إحساسه بأنه مميز، ولديه مواهب خاصة وأنه يستحق معاملة خاصة. 
يمكن أن تؤدي حاجته إلى الاهتمام والاستحقاق إلى استجابات عاطفية مبالغ فيها عندما لا يتم تلبية هذه الاحتياجات، فيتعرض بسهولة للرضوض عاطفياً وحساساً لأي شكل من أشكال النقد أو اللوم، إنه ليس متعاطفًا ويمكن أن يصبح متنمرًا أو يتصرف بطرق خطيرة وعدوانية.

قد يعاني الطفل النرجسي أيضًا من مشاكل في العلاقات، حيث ان افتقاره إلى التعاطف وحاجته إلى أن يكون مركز الاهتمام يعيق قدرته على التواصل مع الآخرين، ورؤية وجهة نظر الآخرين أو الشعور بالشفقة، فيكون غير قادر على الحفاظ على علاقة اجتماعية صحية، وقد يعاني من مشاعر الاكتئاب والقلق والتفكير في تدمير الذات.

لكن هناك أمل، لأنه يمكن تعليم التعاطف

يتطلب العلاج النفسي والعلاج الجماعي والعلاج الأسري، حيث يستجيب الأطفال النرجسيون جيدًا بشكل خاص للعلاج الجماعي، مما يخلق بيئة يتعرضون فيها بطريقة علاجية لأطفال آخرين مثلهم.

نظرًا لأن الشخصية تتطور جنبًا إلى جنب مع المهارات المعرفية والاجتماعية واللغوية، فمن المهم التدخل علاجيًا مبكرًا، حتى يتمكن الطفل النرجسي من أن يعيش حياة سعيدة ومنتجة. 
اما اذا انتظرنا طويلا فسيرفض العلاج، لأن نظرته إلى العالم ستخبره أنه يجب أن يكون على حق وكامل، ولن يكون قادرًا على رؤية منظور الآخرين.