يعتقد الكثير من الناس أن أمراض القلب تصيب الرجال عادةً، ولكن لسوء الحظ هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة! حيث أن مرض القلب التاجي هو السبب الرئيسي للوفيات ليس فقط بين الرجال ولكن أيضًا بين النساء، لكن النساء في الواقع أكثر عرضة لخطر عدم اكتشاف المشكلة مبكرًا وهذا يفاقم المشكلة في حالة المرأة.

علامات ضعف صحة القلب لا تظهر بشكل واضح عادةً عند النساء كما تظهر عند الرجال، ما يعنيه هذا هو أنه إذا كان الرجل يعاني من مشكلة في القلب فهناك أعراض محددة مثل الذبحة الصدرية التي يمكن اكتشافها بسهولة ويوصى بعدها بمسار العمل الصحيح، لكن قد لا تؤدي نفس المشكلة لدى المرأة إلى علامة أو عرض في الصحة يمكن اكتشافه بسهولة، بل في كثير من الأحيان يتم تجاهل المشكلة أو عدم التعرف عليها ولا يحدث التدخل الطبي في الوقت المناسب لتصحيح المشكلة، لكن المشكلة خطيرة للغاية لدرجة أن حالة وفاة واحدة من كل ثلاث حالات وفاة بين النساء اليوم هي بسبب أمراض القلب التاجية!

هناك أيضًا نقص كبير في الوعي الذاتي بين النساء حول عوامل الخطر والوقاية من الأمراض القلبية التاجية، لا تهتم النساء عادةً في حياتنا بشؤون المنزل فحسب بل يشغلن مناصب في الشركات الرائدة وتلبية المطالب المستحيلة في حياتهن، وفي خضم كل هذا يعتنين أيضًا بالصحة والاحتياجات العاطفية لأفراد أسرهم وأحبائهم بل ويضعن احتياجات الآخرين قبل احتياجاتهن!

كل هذا الإجهاد والتوتر الذي يتعرضن له من بين عوامل الخطر الشائعة الأخرى غالبًا ما يمر دون أن يلاحظه أحد من حولهن، وللتوتر تأثير أكبر على مخاطر الأمراض القلبية التاجية لدى النساء مقابل الرجال، فإلى جانب الإجهاد والتوتر هناك عوامل أخرى مثل جودة النظام الغذائي والذي له تأثير أكبر على مخاطر الأمراض القلبية التاجية عند النساء مقارنة بالرجال، وبالإضافة إلى ذلك تتأثر النساء أيضًا بعوامل الخطر الخاصة بالأمراض القلبية التاجية مثل متلازمة تكيس المبايض وتسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل وسكري الحمل.

في مثل هذه الحالة عادةً لا تظهر أعراض مشكلة القلب بشكل واضح لكن من المهم للغاية أن تكون النساء على دراية بعوامل الخطر الخاصة بهن وأن يتخذن إجراءات استباقية للعناية بصحة القلب، على سبيل المثال تم ربط التوتر، وهو أحد عوامل الخطر، بتناول كميات أكبر من الطاقة والأطعمة الغنية بالمغذيات وخاصةً مصادر السكر والدهون وسوء جودة النظام الغذائي.

يمكن للمرأة أن تتخذ خطوات بسيطة مثل تقليل الدهون والمنتجات غير الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والأملاح لتحسين جودة نظامها الغذائي، اختاري المكونات المفيدة للقلب مثل دقيق الشوفان والحبوب الكاملة والخضروات الغنية بالألياف والزيوت المخلوطة مع التوازن الصحيح للأحماض الدهنية والبقوليات ومنتجات الصويا وما شابه.

كما يمكن أن تساعد التمارين المنتظمة والمتسقة والنوم الكافي وغيرها من التعديلات في نمط الحياة في الحفاظ على صحة القلب على المدى الطويل.

علاوةً على أنه مع عدم ظهور علامات تدل على صحة القلب بشكل واضح عند النساء فمن الضروري إجراء فحوصات طبية منتظمة لتقييم المخاطر بشكل استباقي، ويمكن أن يؤدي الوعي الذاتي والتعرف المبكر على عوامل الخطر القلبية إلى وقاية أفضل من الأمراض القلبية لدى النساء.

دعينا نهتم بالرعاية الذاتية! قومي بإجراء فحص بسيط للقلب وشجعي النساء الأخريات في حياتك أيضًا على القيام بنفس الشيء، اتخذي خطوات استباقية من أجل صحة قلبك اليوم، فبعد كل شيء ملكتي القلب هو غرفة التحكم في جسمك، لذلك فإن القلب السليم ضروري للحفاظ على الصحة.