باريس أو كما تعرف عادة بمدينة الأضواء، تلك المدينة الساحرة التي تسري في روحك وعقلك وكيانك أعذب مشاعر الرومانسية والسعادة عندما تتجول في مرافقها السياحية وبين أسواقها ومحلاّتها التجارية لتدركي كمّ الأشياء التي يمكنك فعلها وتجربتها هناك.
كجزء مهمّ وأساسيّ عادة من أي سياحة هو الانغماس في الثقافة الجديدة للمكان الذي تزوره، بدءاً من الناس واللغة وصولاً إلى الطعام والفن، لكن هل لك أن تتخيّلي العكس تماماً! أن تنقلب كل تلك السعادة الجميلة إلى نوعٍ من الإحباط وخيبة الأمل؟ بالطبع يمكن حصول ذلك بالنسبة لعدد لا بأس به من السائحين الحالمين الذين يذهب خيالهم بعيداً جدّاً عن الواقع لتنتهي حالتهم النفسيّة بعواقب وخيمة.
تنتج هذه الصدمة حالة نفسية تعرف باسم "متلازمة باريس"، التي عادة تصيب الزائرين بعد شعورهم بخيبة الأمل عند زيارة مدينة الأضواء والرومانسية والسحر، وتعد هذه المتلازمة مرحلة متطرفة من صدمة ثقافية ..
تأتي هذه الحالة من خيبة الأمل بسبب المغالاة في التوقعات عن باريس كمدينة السعادة والأزياء والحلوى والشعب الرومانسي، والتي تنهار تمامًا عندما يبرز واقع المدينة الفرنسية الحديثة بخدماتها القاصرة ووسائل النقل العام وأكوام القمامة وفضلات الكلاب، والحواجز اللغوية، ورائحة بول الرجال المخمورين على الأرصفة في الصباح، والسائقين المتباهين بقدرتهم على السباب.
الأمر ليس بسيطًا أبدًا، فقد يتسبب الحزن والصدمة في ضيق نفسي خطير، وتقوم السفارة اليابانية وحدها في باريس بإعادة عشرين سائحًا يابانيًا كل عام، وإرسالهم إلى منازلهم بصحبة طبيب حتى يتم شفاؤهم من الصدمة، كما تدير السفارة خطًا ساخنًا لمساعدة الوافدين فور شعورهم بالصدمة؛ وقد تكون هذه المحاولات -بالإضافة إلى خفض التوقعات- ذات جدوى، ولكن العلاج الوحيد كما حدده الطبيب النفسي الياباني هيرواكي أوتا -أول من أطلق مصطلح "متلازمة باريس"- هو العودة إلى الوطن وعدم العودة إلى باريس ثانية.
تشكّل المتلازمة حالة من الصدمة الثقافية والعاطفيّة المتمثلّة في مجموعة من الأعراض الآتية:
شوهدت الأعراض المذكورة بين عددٍ لا يستهان به من السائحين اليابانيين وتم توثيقها في عدّة مجلات طبية..
يزور فرنسا عادة حوالي ستّة ملايين ياباني في كل عام، وبحسب وكالة رويترز، يحتاج العشرات من السياح اليابانيين للعلاج النفسي بعد زيارة باريس، وذلك إمّا بسبب اصطدامهم بالسكان المحليين غير الودودين أو بسبب المناوشات والاشتباكات التي تعترض طريقهم أثناء تجوالهم في الشوارع الفرنسية.
كما وصفت مجلة لطب النفسي حالة الإحباط التي يشعر بها الكثير من الزوار بسبب فرط توقعاتهم الرومانسية حيال باريس كمدينة السعادة والأزياء والموضة المتناغمة مع شعبها الساحر، فاليابانيون يسحرهم كلّ شيء فرنسي، تغريهم بذلك عاصمتهم طوكيو المليئة بالمنتجات الفرنسية الفاتنة، بدءاً من الحلويات والمعجنات الشهيّة وصولاً إلى منافذ الأزياء الفرنسية الفاخرة مثل شانيل (Chanel) ولويس فويتون (Louis Vuitton).
إذاً من المنطق أن تكون متلازمة باريس منتشرة بشكل خاصّ بين السياح اليابانيين دوناً عن غيرهم من السيّاح، أضف على ذلك الدور الذي تمارسه وسائل الإعلام اليابانية بتصوير المدينة بالطابع الرومانسي الجذاب الذي يجلب السعادة فقط مع صرف النظر عن الصورة الحقيقيّة الكاملة.
طرق توفير المال أثناء التسوق؛ دليل المرأة الذكية
عادةً ما تستخدم المتاجر قوة الرائحة لجذب العملاء وجعلهم ينفقون أكثر مما يريدون، على سبيل المثال تشهد محطات الوقود التي زادت من رائحة القهوة
حقائق غريبة يمكن أن يقولها مظهرك عنك!
أظهرت دراسة أجراها علماء في جامعة لندن أن الرجال الذين لديهم مستوى عالٍ من هرمون التستوستيرون لديهم وجوه عريضة وعظام خد سميكة، ويرتبط مستوى هذا الهرمون
أغرب العادات والتقاليد حول العالم: اكتشفي غرائب تثير الدهشة
تُعدّ العادات والتّقاليد جزءاً مهمّاً في المجتمع لكلّ دولة في أنحاء العالم، ومع اختلاف الجنسيّات، والاهتمامات