إن التمر من الأطعمة الطيبة التي أنعم الله بها على عباده وأحلها لهم وجعل أكلها في بعض المواضع والأحيان عبادةً يُتقرب بها إليه، فيثيبهم على ما فيه لذتهم وطيب عيشهم، وقد ذكره الله -عز وچل- في كتابه بأحسن الذكر، فقال: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ [ق: 10]، وقال تعالى: ﴿وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾ [الشعراء: 148]، وقال تعالى: ﴿فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾ [الرحمن: 11].

كيف نتقرب إلى الله -عز وچل- بتناول التمر:

1. السحور: روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ".

2. إفطار الصائم: روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتَمَرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَمَرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ.

3. قبل الخروج لصلاة عيد الفطر: روى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا.

والتمر دواء لأعظم الأمراض وأشدها خطرًا، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ".

والآن ملكتي سنخبركِ ببعض الفوائد التي أثبتها العلم حديثًا بعد أكثر من 1400 عامًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:

7 فوائد صحية مثبتة علميًا لتناول التمر! 

1. مغذي جدًا

عادةً تأتي معظم السعرات الحرارية في التمر من الكربوهيدرات وكمية قليلة جدًا من البروتين، وعلى الرغم من السعرات الحرارية يحتوي التمر على بعض الفيتامينات والمعادن الهامة بالإضافة إلى كمية كبيرة من الألياف.

عادةً توفر الحصة الواحدة من التمر (حوالي 100 جرام) العناصر الغذائية التالية:

• السعرات الحرارية: 277
• الكربوهيدرات: 75 جرام
• الألياف: 7 جرام
• البروتين: 2 جرام
• البوتاسيوم: 20٪ من الكمية الغذائية المرجعية
• المغنيسيوم: 14٪ من الكمية الغذائية المرجعية
• النحاس: 18٪ من الكمية الغذائية المرجعية
• المنغنيز: 15٪ من الكمية الغذائية المرجعية
• الحديد: 5٪ من الكمية الغذائية المرجعية
• فيتامين ب 6: 12٪ من الكمية الغذائية المرجعية

يحتوي التمر أيضًا على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والتي قد تساهم في العديد من فوائدها الصحية.

2. يحتوي على نسبة عالية من الألياف

يمكن أن تفيد الألياف صحة الجهاز الهضمي عن طريق منع الإمساك وتعزيز حركات الأمعاء المنتظمة من خلال المساهمة في تكوين البراز، في إحدى الدراسات شهد 21 شخصًا تناولوا 7 تمرات يوميًا لمدة 21 يومًا تحسنًا في تكرار البراز وكان لديهم زيادة كبيرة في حركات الأمعاء مقارنةً بوقت عدم تناولهم التمر.

وعادةً تكون الألياف الموجودة في التمر مفيدة للتحكم في نسبة السكر في الدم حيث تعمل الألياف على إبطاء عملية الهضم وقد تساعد في منع مستويات السكر في الدم من الارتفاع الشديد بعد تناول الطعام.

3. يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة

يوفر التمر العديد من مضادات الأكسدة التي لها عدد من الفوائد الصحية بما في ذلك تقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

تحمي مضادات الأكسدة خلاياكِ من الجذور الحرة وهي جزيئات غير مستقرة قد تسبب تفاعلات ضارة في جسمك وتؤدي إلى الإصابة بالأمراض.

4. يعزز صحة الدماغ

وجدت الدراسات المعملية أن التمر مفيد في تقليل علامات الالتهاب في الدماغ، ترتبط المستويات العالية من الإلتهابات بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل مرض الزهايمر.

بالإضافة إلى ذلك فقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن التمر مفيد في تقليل نشاط بروتينات بيتا اميلويد والتي يمكن أن تشكل لويحات في الدماغ، وعندما تتراكم اللويحات في الدماغ فإنها قد تزعج الاتصال بين خلايا الدماغ مما قد يؤدي في النهاية إلى موت خلايا الدماغ والإصابة بمرض الزهايمر.

ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الفئران التي تتغذى بالطعام الممزوج بالتمر تتمتع بذاكرة وقدرة تعلم أفضل بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى سلوكيات أقل متعلقة بالقلق مقارنةً بتلك التي لم تأكله.

5. يعزز الولادة الطبيعية

قد يؤدي تناول التمر طوال الأسابيع الأخيرة في الحمل إلى تعزيز اتساع عنق الرحم وتقليل الحاجة إلى تحريض المخاض، وقد يكون مفيدًا أيضًا في تقليل وقت الولادة.

في إحدى الدراسات تناولت 69 امرأة 6 تمرات يوميًا لمدة 4 أسابيع قبل موعد الولادة وكانوا أكثر عرضة بنسبة 20٪ للدخول في المخاض بشكل طبيعي وكانوا في حالة مخاض لفترة أقل بكثير من أولئك الذين لم يأكلوه.

من المحتمل أن يكون الدور الذي يلعبه التمر في الحمل بسبب المركبات التي ترتبط بمستقبلات الأوكسيتوسين ويبدو أنها تحاكي تأثيرات الأوكسيتوسين في الجسم؛ الأوكسيتوسين هو هرمون يسبب تقلصات المخاض أثناء الولادة.

بالإضافة إلى أنه يحتوي على مادة التانينات؛ وهي مركبات ثبت أنها تساعد في تسهيل التقلصات، كما أن التمر كالعادة مصدر جيد للسكر الطبيعي والسعرات الحرارية الضرورية للحفاظ على مستويات الطاقة أثناء المخاض والاولادة.

6. الفوائد الصحية الأخرى المحتملة

صحة العظام: يحتوي التمر على العديد من المعادن بما في ذلك الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، وتمت دراسة كل هذه من حيث قدرتها على منع الحالات المتعلقة بالعظام مثل هشاشة العظام.

السيطرة على نسبة السكر في الدم: للتمور القدرة على المساعدة في تنظيم نسبة السكر في الدم بسبب انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم والألياف ومضادات الأكسدة، وبالتالي فإن تناولها قد يفيد إدارة مرض السكري.

7. سهل الإضافة إلى نظامك الغذائي

عادةً يكون التمر متعدد الاستخدامات بشكل لا يصدق ويعتبر وجبة خفيفة لذيذة، وغالبًا ما يتم إقرانه بأطعمة أخرى مثل اللوز أو زبدة الجوز أو الجبن الطري.

التمور أيضًا لزجة جدًا مما يجعلها مفيدة كعامل رابط في المخبوزات مثل البسكويت، يمكنك أيضًا مزج التمر مع المكسرات والبذور لعمل وجبات خفيفة صحية مليئة بالطاقة.

من المهم ملاحظة أن التمر يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية وأن طعمه الحلو يجعله سهل الأكل، لهذا السبب من الأفضل تناوله باعتدال كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. ♡