يبدأ اليوم عادةً بتناول الأسرة بأكملها وجبة الإفطار معًا، ويسعد الأزواج ويتحمسون للاحتفال بالعيد بالصلاة وتبادل الهدايا مع أفراد الأسرة المقربين وإقامة وليمة كبيرة مع الأصدقاء والأقارب، ومن المفترض ان يكون يوما يجسد زواج سعيد، لكن ولسوء الحظ قد تصبح هذه المناسبة أحيانًا مربكة بالنسبة لبعض الأزواج وتنتهي بنزاع كبير وقد تصل وفي بعض الحالات حتى الطلاق!

 أشهر مشكلة زوجية فد تفسد الاحتفال بالعيد ؟!

كل فرد من الأزواج يريد الاحتفال بالعيد مع أقاربه أولاً، ولكن بسبب التقاليد والعادات، يميل الرجال إلى إعطاء الأولوية لأقاربهم على أقارب زوجته، وتتفاقم هذه المشكلة عندما تعيش عائلات الزوج والزوجة بعيدًا في مدن مختلفة، فيمكن أن يكون هذا محفزًا لشجار بين الزوجين.

وبعض الرجال يجبرون زوجاتهم على قضاء العيد مع عائلاتهم، مما يعني أن على المرأة أن تتبع رغبة زوجها لئلا تواجه عواقب وخيمة، ونتيجة لهذا النوع من الإكراه، تكره العديد من الشابات الاحتفال بالعيد مع أصهارهن، ويلقون باللوم على أزواجهن في عدم فهمهن.

تجارب بعض النساء الواقعية مع هذه المشكلة

أجرت صحيفة سعودي جازيت مقابلات مع عدد قليل من النساء لتبادل الخبرات في الاحتفال بالعيد.

ظروف معقدة

• قالت "رولا" وهي ربة منزل في أوائل العشرينات من عمرها لم ترغب في الكشف عن اسم عائلتها بسبب حساسية الموضوع: لقد نسيت سعادة العيد لأنني لا أستطيع رؤية عائلتي خلال الأيام الثلاثة الأولى من العيد، وتصر حماتها على قضاء الأيام الثلاثة الأولى من العيد معهم، في حين أن زوجها لا حول له ولا قوة؛ لأن والدته تسيطر على الأسرة بأكملها وتمنع زوجات أبنائها من رؤية عائلاتهم في العيد، وتطلب الأم من أبنائها رفض أي طلبات من زوجاتهم لزيارة أقاربهم خلال العيد، تقول: حماتي مهووسة بالسيطرة، ونحن بحاجة لرؤية عائلاتنا أيضًا، وأوضحت أنه إذا تحدى أي منهم أمرها، فإن حماتها ستضغط على ابنها لتطليق زوجته، وتلتزم رولا برغبات حماتها دون أي مقاومة لأنها تريد حماية زواجها.
• وأوضحت "رزان" ربة منزل في منتصف الأربعينيات من عمرها والتي لم ترغب أيضًا في الكشف عن اسمها الكامل، أنها متزوجة منذ أكثر من 20 عامًا ولكن لم تتح لها الفرصة أبدًا للاحتفال بالعيد مع أسرتها بعد الزواج لأن عائلتها تعيش في المدينة المنورة، وأهل زوجها من مكة، فتقول : "لم أرَ أسرتي في ليلة العيد أو حتى خلال أيام العيد الثلاثة منذ أن تزوجت لأنني مضطرة لقضاء العيد بأكمله مع زوجي وأصهاره، في اليوم الثاني من العيد كانت عائلتي تقيم احتفالاً كبيراً في المدينة المنورة، لكن زوجي لا يسمح لي بالحضور"، وأخيرًا وبعد 20 عامًا من الزواج وافق زوجها على السماح لها بزيارة أسرتها ليلة العيد بشرط أن تعود قبل صلاة العيد وينتهي بها الأمر بقضاء الأيام الثلاثة التالية مع أقاربه، كما أن زوجها لا يسمح لبناتها برؤية عائلتها وقضاء يوم معهن خلال العيد رغم طلبهن بشكل متكرر.

أزواج متفاهمون

• قالت "وجدان"، وهي أم سعودية لطفلين، إن عليها اتباع التقاليد والاحتفال بالعيد مع أهل زوجها سواء أحببت ذلك أم لا، وقالت: "من واجب الأزواج إعطاء الأولوية للأسرة على العائلة لأي سبب من الأسباب"، وتكمل قائلة : " إن بعض الرجال يظنون أن الزوجات أشياء يملكونها، ولا يعرفون أن علاقة الزواج مبنية على التفاهم المتبادل، فأنا سأفي بالتزاماتي تجاه زوجي وأصهاره، وأقضي صباح العيد معهم احتراما له، وبعد ذلك سأقضي المساء مع عائلتي، وهذا هو المفهوم الذي لدينا، ويعرف زوجي أنه إذا أصر على عدم مقابلة عائلتي، فستكون هناك مشاكل كبيرة بيننا قد تنتهي بالطلاق" ، وتعتبر وجدان نفسها محظوظة لأن عائلاتها وزوجها في جدة، على عكس كثيرين آخرين يواجهون مشاكل كبيرة لأنهم من مدن بعيدة.
• قالت "أسماء" وهي مصورة سعودية في أواخر العشرينيات من عمرها: الحمد لله، أنعم بزواج سعيد واتفقت مع زوجي حول كيفية الاحتفال بالعيد، قالت: "نقسم اليوم للاحتفال مع عائلتنا"، وأوضحت أن الشيء المذهل الذي تفعله عائلتها هو تأخير وجبة الإفطار إلى الساعة 10 أو 11 صباحًا حتى تنضم إليها هي وزوجها، وهكذا لدى وجدان فرصة للاحتفال مع كلتا العائلتين في اليوم الأول من العيد نفسه، لكن أولًا بعد صلاة العيد مباشرة تقضي الوقت مع زوجها وأصهارها، وتقول: "أحتاج إلى القيام بذلك لأنهم عائلتي أيضًا وأريد الاحتفال معهم أيضًا، فلماذا تزوجت إذا كنت لا أريد أن أكون جزءًا من تلك العائلة والاحتفال بالمناسبات السعيدة معًا؟ ثم بعد الاحتفال مع أصهارها، تذهب وزوجها إلى عائلتها لتناول إفطار آخر، ولذلك فهي تشعر بزواج سعيد.

كيف احل هذه المعضلة ؟!

من خلال القيام بترضية لجميع الأطراف، فبعد كل شيء الزواج السعيد هو مسألة مشاركة بين عائلتين، ونحن لسنا أعداء هنا على أي حال؛ ولتقسيم الوقت بين الأقارب خلال فترة العيد، اعلمي أن الأمر كله مناطه التنظيم الجيد وبعض التفكير المسبق لتجنب الإحساس بالضغط أو الإحراج، وإليكِ بعض الحلول لتقسيم وقت العيد بين الأقارب بطريقة متوازنة وممتعة:

جدول زمني مسبق

قومي وزوجك بإعداد جدول زمني مسبق يحدد مواعيد الزيارات للأقارب المختلفين، وتأكدوا من توزيع الزيارات بشكل عادل بين الأسر القريبة والبعيدة.

تقسيم الأيام

قسموا أيام العيد بين الأقارب، مثلاً يمكنكم قضاء يوم مع عائلة الأب واليوم التالي مع عائلة الأم، وهكذا، واحرصوا على توزيع الزيارات بحيث تكون مريحة للجميع ولا تتسبب في إرهاق شديد.

التواصل المسبق

قوموا بالتواصل مع الأقارب قبل بدء فترة العيد لتحديد المواعيد المناسبة للزيارات، واستفسروا عن مواعيد العائلة الأخرى وحاولوا تنسيق الجداول للتواجد معًا في أوقات مناسبة للجميع.

المرونة والتفهم

كونوا مرنين ومتفهمين للظروف الشخصية للأقارب، فربما يكون هناك من لديهم التزامات أو ظروف خاصة، حاولوا تقديم الدعم والمساعدة للأقارب الذين يحتاجون إليها في هذه الفترة.

الاستمتاع باللحظات

اجعلوا هذه الفترة فرصة للاستمتاع باللحظات مع الأقارب، فلا تنسوا التقاط الصور وتسجيل الذكريات الجميلة، وقدموا الهدايا والأطعمة التقليدية التي تعزز جو العيد وتجعل الأجواء أكثر احتفالية.

باختيار الحلول التي تناسب ظروفكم وبتوازن بين التواصل والاحترام لاحتياجات كل من الزوج والزوجة، ستتمكنون من قضاء وقت العيد بشكل ممتع ومرضي للجميع.