معظم الامهات قلقات باستمرار بشأن نمو الاطفال؛ هل يتعلمون بما فيه الكفاية؟  هل يعرفون الكثير من الكلمات مثل أقرانهم؟  أليس هذا مبكرًا أو متأخرًا للوصول إلى هذه المهارات؟

من الطبيعي أن ترغبي في أن يكون طفلك الصغير المحبوب هو الأفضل والأكثر ذكاءً، وقد تواجهي صعوبة في مقارنة طفلك بأقرانه من الاطفال الآخرين، ولكن كيف تعرفين أن طفلك يسير على الطريق الصحيح؟  وماذا يمكنك أن تفعلي لضمان وصوله إلى أفضل إمكاناته؟

تمت كتابة العديد من الكتب الطويلة حول موضوع ذكاء الاطفال ويقضي الكثير من الناس سنوات في دراستها!، لكننا بذلنا قصارى جهدنا لتقسيم العديد من الأفكار والنصائح المدروسة جيدًا إلى قراءة قصيرة حتى تتمكني من التركيز  في الإلكام بالقدر الذي تحتاجيه مع وجود طفل رضيع في المنزل!

كيف تعرفين أن لديك طفل ذكي؟

من المهم أن تتذكري أن جميع الاطفال يولدون ولديهم إمكانات، وبينما قد يكون طفلك عبقريًا بالفعل، إلا أن هناك العديد من أنواع الذكاء.

يمكن للذكاء أن يأتي بأشكال مختلفة، افترض (هوارد جاردنر) أن هناك تسعة أنواع مختلفة من الذكاءات، وتشمل:

- الحركي الجسدي

- اللغوي اللفظي

- المنطقي الرياضي

- الموسيقي

- البصري المكاني

- الذكاء الشخصي

- الذكاء الطبيعي

- الذكاء الوجودي

وفقًا لجاردنر بينما يتمتع كل إنسان بمستوى معين من هذه الذكاءات، يتمتع معظم الناس بذكاء مهيمن يؤثر بشكل كبير على كيفية تفاعلهم مع الآخرين والعالم من حولهم.

نتيجة لذكائهم المهيمن يتعلم الاطفال بشكل أفضل بطرق مختلفة، وبالإضافة إلى ذلك يتفوق الاطفال في مجالات مختلفة، لذا وفقًا لجاردنر، فإن كل طفل ذكي بطريقته الخاصة والأمر متروك لك لتحديد نوع ذكاء طفلك ورعايتة بناءً على نوع ذكائه المسيطر.

وقد أظهرت الكثير من الأبحاث أن السنوات الأولى من حياة الطفل المحورية في تحديد كيفية تطور دماغه على الرغم من أنه سيستمر في التطور حتى بعد ذلك.

   قد يكون تأثير الوالدين هو المفتاح

عند محاولة تشجيع نمو طفلك الصغير ضعي في اعتبارك أن الباحثين الذين فحصوا أينشتاين وغيرهم من المتفوقين يعتقدون أن بعض سلوكيات الوالدين قد تؤدي إلى تربية الاطفال الناجحين.

وجد (رونالد إف فيرجسون) من جامعة هارفارد الحاصل على درجة الدكتوراه مؤلفا كتاب: "فتح أسرار تربية أطفال ناجحين للغاية" أن سلوكيات الوالدين المؤثرة تشمل:

- تشجيع استقلالية الطفل ولكن التدخل عند الضرورة

- تقديم أفكار وإمكانيات جديدة للطفل وتعليم طفلك الصغير أن يكون مثابراً في إيجاد حلول للمشاكل

- اتخاذ خيارات أبوية استراتيجية للغاية بناءً على اختيارات طفلك واحتياجاته الفريدة

- ضعي في اعتبارك المعالم التنموية للمرحلة العمرية  لطفلك

- إذا وجدت نفسك تحكمي على ذكاء طفلك ضد طفل آخر، فقد يكون معرفة علامات النمو العامة أكثر فائدة.

- يجب أن تضعي في اعتبارك أنه على الرغم من أن العديد من الأشياء يمكن أن تؤثر على ما إذا كان الطفل يفي بكل معلم رئيسي أم لا في وقت معين بما في ذلك:

• علم الوراثة

• جنس الطفل

• التَغذِيَة

• الصحة العامة

يعتبر كل طفل فريدًا وقد يتقدم في بعض المجالات بشكل أسرع أو أبطأ من غيره، وإذا كانت لديك مخاوف بشأن توقيت مراحل نمو طفلك فتأكدي من التحدث مع طبيب الاطفال.

كيف يمكنك تربية طفل ذكي؟

لا تحتاجي إلى تدريب خاص أو أدوات للقيام بذلك، فطفلك يحتاج فقط أنت والعالم من حوله ليتعلم! 

عندما تفكري في كيفية إعطاء طفلك أفضل بداية له لينمو ضعي في اعتبارك ما يلي:

- اعتني بنفسك أثناء الحمل

يبدأ نمو دماغ طفلك أثناء وجوده في الرحم، ويمكن أن تساعد التغذية السليمة وتجنب أشياء مثل التدخين طفلك على الوصول إلى إمكاناته الكاملة.

يمكن أن تساعد الرعاية الصحية المنتظمة أثناء الحمل في منع المضاعفات والولادة المبكرة التي يمكن أن تؤثر على دماغ الطفل.

- تلبية احتياجات طفلك

ربما تكوني قد سمعتي عن التسلسل الهرمي للاحتياجات لعالم النفس أبراهام ماسلو.
حيث يوجد في أسفل الهرم أشياء مثل: الطعام والماء والمأوى. 
وفي الجزء العلوي من الهرم: تحقيق الذات.

الفكرة وراء الهرم هي أنه من أجل تحقيق أعلى إمكانات وهدف يجب تلبية احتياجات المستوى الأدنى.

وهذا ينطبق أيضا على طفلك، فمن أجل تحقيق نموه الأمثل يحتاج إلى التغذية والنظافة والدفء. 
وبدون تلبية هذه الاحتياجات الأساسية لا يمكنه تحقيق أقصى إمكاناته، لذا فإن الوقت الذي تقضيه في إطعامه أو احتضانه استعدادًا للنوم هو وقت جيد.

- العبوا سويا

يمكن أن يساعد قضاء بعض الوقت في اللعب مع طفلك في بناء رابطة بينكما تضع أساسًا للعلاقات الأخرى. 
يوفر اللعب فرصًا لممارسة المهارات الاجتماعية والعاطفية والتواصلية والمعرفية الهامة، ومن المهم عدم إهمال هذا الوقت الخاص حتى مع الاطفال حديثي الولادة.

- شجعيه على النوم الجيد

يعد النوم أمرًا حيويًا في جميع الأعمار لتقوية الذاكرة ومساعدتنا على دمج تجاربنا واكتساب المزيد من المعرفة، ولكنه ضروري بشكل خاص للرضع حيث تستمر أدمغتهم في النمو ومعالجة المعلومات.

- قدمي طعام مغذي

من الضروري لنمو الدماغ الأمثل أن يحصل طفلك على العناصر الغذائية المناسبة. 
في السنة الأولى من العمر ستأتي غالبية هذه العناصر الغذائية من حليب الأم أو الحليب الاصطناعي، وعليك التأكد من أن طفلك يشرب بشكل متكرر ويحصل على ما يكفي.

أثناء انتقال الاطفال إلى الأطعمة الصلبة ستحتاجين إلى التأكد من حصولهم على ألوان قوس قزح في الطبق ومجموعة متنوعة من مجموعات الطعام على أطباقهم لتغذية أجسامهم.

- اقرأوا معًا

صدقي أو لا تصدقي، قد ترغبين في القراءة بصوت عالٍ لطفلك حتى قبل ولادته، ففي حين أن هذا لن يؤثر على تطوره، إلا أنه سيؤسس نمطًا للقراءة معًا يمكن أن يكون له فوائد بمجرد خروجه من البطن.

توفر الكتب فرصًا لتعلم اللغة، وفرصة للتواصل مع الوالدين، والتعرض لأشياء قد لا يتمكن الطفل من رؤيتها.

تذكري أن التفاعل بينك وبين طفلك جزء مهم مما يجعل الكتب ذات قيمة تعليمية، وضعي في اعتبارك الجمع بين الكتب والعناق والأغاني والمرح من أجل نمو عقلي رائع.

- تحدثي إلى طفلك

اللغة مهمة!  يؤثر عدد الكلمات التي تعرضيها لطفلك على مفرداته، وقد أظهرت الأبحاث أن التحدث بشكل متكرر مع طفلك يمكن أن يزيد أيضًا من القدرات غير اللفظية مثل التفكير وفهم الأرقام.

من خلال بذل جهد للانخراط في محادثات إيجابية بشكل متكرر مع طفلك من المرجح أن يتحسن النمو العام، فالسلوك الأفضل، والقلق الأقل، والثقة القوية بالنفس يمكن أن تنبثق جميعها من المحادثات.

أيضًا لا تنسوا الغناء معًا واستخدام الموسيقى كشكل آخر من أشكال اللغة، ويرتبط هذا أيضًا بنمو الدماغ.

- توفير الألعاب المناسبة من الناحية التنموية

يمكن أن تساعد الألعاب طفلك على إتقان مهارات جديدة.  عن طريق اختيار الألعاب المناسبة للنمو، فيمكنك أن تقدمب لطفلك تحديًا معقولًا.

يمكن لإتقان طرق مختلفة للعب بألعاب الطفل أن يجلب الثقة بالنفس والوعي المكاني والتطور المعرفي. 
ليست هناك حاجة إلى الكثير من الألعاب إذا كانت الألعاب المتاحة تشجع التعلم والنمو.

- تجنب وقت الشاشة

ربطت العديد من الدراسات وقت الشاشة عند الاطفال الصغار بالتأثير السلبي على نمو الدماغ.

نتيجة لذلك أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الاطفال (AAP) في عام 2016 بأن الاطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرًا يتجنبوا وقت الشاشة، وبعد 18 شهرًا توصي AAP بعرض البرامج عالية الجودة فقط.

بين 2 إلى 5 سنوات من العمر يُقترح قصر وقت الشاشة على ساعة واحدة كحد أقصى يوميًا من هذه البرامج عالية الجودة تظهر مع شخص كبير لتوفير اتصالات بالعالم الحقيقي ومساعدة طفلك على فهم ما يراه.

- البقاء نشيطا

أن يكون طفلك نشيطًا فهو أمر مهم للصحة النفسية وليس فقط للصحة البدنية، يفرز النشاط البدني الإندورفين الذي يمكن أن يساعد في محاربة مشاعر الاكتئاب والقلق، ويمكنه أيضًا بناء الثقة بالنفس وزيادة احترام الذات وبناء المهارات المعرفية.

- إدارة توقعاتك

تذكري أن النمو يستغرق وقتًا، ولا تنسي أن تضعي توقعات واقعية بناءً على معالم النمو المتوقعة بشكل عام، واحتفلي بالإنجازات الصغيرة على طول الطريق.

- ركزي على الفهم والاستكشاف أكثر من الحفظ

في حين أنه من الرائع جدًا رؤية طفل صغير يقرأ عواصم الدول أو يحفظ جدول الضرب، ولكن لا تركزي كثيرًا على الحفظ كدليل على الذكاء.

يحتاج طفلك خاصة في الأشهر والسنوات الأولى إلى قضاء الكثير من الوقت في العمل على مهاراته الحركية الإجمالية، ويتطلب تطوير هذه المهارات فرصة للاستكشاف واللمس والتحرك.

حتى مع تقدم طفلك في العمر يمكن تعلم العديد من الكلمات والحقائق في سياقات العالم الواقعي، ويمكن أن يساعد تقديم هذا السياق في الاحتفاظ بالمعلومات.