تعترف معظم الأمهات بتجربة أفكار غريبة في منتصف الليل أثناء الحمل، حيث شككنا في اختيارنا لأن نصبح أمهات، أو تساءلنا عما إذا كنا سنظل نفس الشخص بعد أن أصبحنا أمهات، أولئك اللاتي خططن منا لمتابعة الوظائف بعد الولادة ربما يكن قد تألمن أيضًا بشأن ما إذا كن سيلتزمن بالوظيفة.

تغير الحياة

ليس هناك من ينكر ذلك: بعد الولادة عادة ما تتغير أولوياتك !  أنتِ تتغيري، الحياة مع المولود الجديد عالم بعيد عن الحياة السابقة الخالية من الأطفال، والحياة مع المراهق بعيدة كل البعد عن الحياة مع المولود الجديد.

في حين أن شاغلك الرئيسي قبل إنجاب الأطفال قد يكون هو كيفية تسلق السلم الوظيفي للشركة، فإن أكثر ما يخطر ببالك بعد الولادة هو ما إذا كان لديكِ حفاضات كافية.. الشخص الذي كنتِ عليه حينها ليس هو الشخص الذي أنتِ عليه الآن !

يخبرنا البحث أن الكثير من التغيير يحدث عندما نختار إنجاب الأطفال، وأن الأم ليست نفس الشخص الذي كانت عليه قبل إنجاب الأطفال

 ذكرت مجلة Scientific American منذ بضع سنوات أن جميع الثدييات الإناث تقريبًا تخضع "لتغيرات أساسية" أثناء الحمل وبعد الولادة وأن هرمونات الحمل والرضاعة قد تغير الدماغ، "مما يؤدي إلى زيادة حجم الخلايا العصبية في بعض المناطق وإحداث تغييرات هيكلية في مناطق أخرى"، كما وجدت أبحاث أخرى أن مزيجًا من هرمونات الحمل وتجربة الحمل والولادة يحسن ذاكرتنا وقدراتنا على التعلم.

تغيير الأولويات

الحياة مع طفلك غنية

وافقت الأمهات اللاتي سئلن عما إذا كن يشعرن أنهن قد تغيرن جميعهن على ذلك حيث تعتقد المصورة والأم "كارمن فيسر" أن المخاوف أثناء الحمل مضللة وأن الأولويات ستتغير بعد الأمومة ! أثناء الحمل لديكِ الوقت للتفكير والقلق بشأن فقدان هويتك ولكن بمجرد وجود الطفل فلا وقت للقلق على الحياة لأن الحياة تحدث.. الحياة مع طفل غنية - أغنى من الخوف من فقدان هويتك ".

أنا أم

توافق "سارة" وهي أم لثلاثة أولاد، على ما يلي: "عندما أصبحت أماً، فقدت نوعًا ما" أنا "، من الواضح أننا جميعًا بحاجة إلى بعض الوقت "أنا" بين الحين والآخر لكنني لن أغير شيئًا. الآن أنا أكثر من "أنا". أنا أم ".

أصبحت متعاطفة

تقول "شيرين" معلمة وأم لطفلين، إن أكبر تغيير شهدته منذ أن أصبحت أماً هو "الضعف العاطفي الذي يشعر به المرء، تقول: "إنني أنظر إلى الأشخاص الذين فقدوا أطفالًا، وهناك خوف ومعرفة أن الألم الناتج عن مثل هذه الخسارة يتجاوز أي شيء أخاف تجربته على الإطلاق، لدي أيضًا الكثير من التعاطف مع الآخرين بينما قبل الأطفال كنت أعتقد أنني كنت منفصلًا عاطفيًا تمامًا ".

منذ أن أصبحت أماً: "كنت أشاهد الأخبار أو الفيلم الوثائقي وأرى الأطفال يعانون، على الرغم من أنني شعرت بالحزن، كان هناك أيضًا انقطاع وعجز عن فهم ما تمثله تلك الصور ككل بالضبط.. الآن كل طفل في الأخبار هو طفلي. أيضًا ، كنت أخاف من عدم امتلاك ما يكفي من المال لشراء كل الأشياء اللطيفة التي يمتلكها الأصدقاء أو أن أكون قادرة على الذهاب في إجازات رائعة ومثيرة.. الآن خوفي هو أنني لا أستطيع توفير كل ما يحتاجه أطفالي.. أخشى ألا أكون قادرة على منحهم أفضل الفرص في الحياة ".

الحياة أجمل !

قالت ميلاني، والدة إيدن، إنها كانت لا تريد إنجاب أطفال، ولكن بعد ذلك جاء طفلها الصغير عندما بلغت الثامنة والثلاثين، تقول :"لا أعتقد أن جوهر ما أنا عليه قد تغير.. ما زلت أنا، لم أتغير لكنني كبرت.. قلبي يمتلئ بحب غير معقد ونقي، رؤيتي تتجدد للعالم من خلال عينيها.. نهرب يوميًا إلى عوالم خيالية مليئة بالمخلوقات الخيالية.. الحياة أفضل وأجمل وأكثر هدوءًا مع ابنتي فيها ".

ماذا يقول العلم ؟!

أثبت باحثون من هولندا مؤخرًا أنه أثناء الحمل، تدخل الخلايا الجنينية وتنتشر في جميع أنحاء جسم الأم، وهي خلايا "ذات خلفية وراثية مختلفة" داخل جسمك، وقد جمع الباحثون عينات من 26 امرأة كانت حاملاً بأبناء ووجدوا وجود كروموسومات Y في كل منهم.

وهذا دليل قوي على أنه بعد أن أصبحتي أماً ، فأنتِ لستِ نفس الشخص.