عندما كنا أطفالًا اعتقدنا أنه عندما نكبر سنحصل على فرصة للقيام بما نريده حقًا، لكن في الحقيقة تبين أن لكل من حولنا رأيًا خاصًا حول كيفية سير حياتنا! فمثلًا يقدم لنا الأصدقاء المشورة بشأن إنشاء أعمالنا الخاصة، ويريد مصنعو السلع المختلفة أن نرتدي ترندات موضتهم، وأن نمتلك أحدث التقنيات هذا الموسم! وكل شخص آخر مستعد لإخبارنا كيف يفترض بنا أن نعيش حياتنا لأنه "مهم" أو لأن "الجميع يفعل ذلك"! 

ولأننا جميعًا تقريبًا وقعنا في شرك هذه الحيل النفسية مرة واحدة على الأقل، بدأنا في التفكير في هذه الأنماط التي تم وضعها بشكل متطفل في رؤوسنا.

1. "يجب أن يمتلك الشخص الناجح سيارة وشقة وأحدث جهاز iPhone"

يعمل مجتمع اليوم بنشاط رهيب على تعزيز الحياة من أجل المتعة التي يجب الحصول عليها أساسًا من الاستهلاك؛ مثل شراء أدوات جديدة أو عطور عصرية أو مقالي غير لاصقة، وفي الوقت نفسه يفرضون علينا نموذجًا لسلوك أطفالنا الذين يرغبون في الحصول على لعبة جديدة ! ولا يهم أنه بمجرد شرائك أحدث جهاز iPhone سيتعين عليكِ تناول المعكرونة سريعة التحضير لمدة 6 أشهر وأن السيارة باهظة الثمن ستظل في الغالب في الجراچ لأن مالكها لن يكون لديه ما يكفي من المال مقابل مصاريفها اليومية! فالمهم هو أن تمتلكي الكثير من الأشياء الباهظة حتى لو لم يتبقَ معكِ أي أموال باقية للمعيشة! 

2. "لماذا يجب أن أكون أقل من المشاهير؟!"

يحدد علماء النفس هذه الظاهرة على أنها تقليد لأساليب حياة الفئات الاجتماعية الأخرى! بعبارة أخرى هناك محاولات لتقليد نجوم التلفزيون ورجال الأعمال الذين لديهم المال لتمويل رغباتهم.

لكن عادةً لا يكون لدى الفتاة من بلدة ريفية أو حتى من المدينة ما يكفي من المال لشراء فستان فاخر حقيقي أو إجازة في جزر المالديف أو تكبير الشفاه في عيادة باهظة الثمن! تكمن المشكلة في حقيقة أنها تعتبر نفسها أقل من بعض المغنيات من غلاف مجلة وتتطور عقدة النقص بداخلها مع تقدمها في السن!

3. "لا أستطيع العيش بدون Instagram"

الوضع هنا عادةً يتلخص في التالي: كلما كانت الصور أجمل على وسائل التواصل الاجتماعي كلما كانت حياتك أكثر نجاحًا وببساطة تبدو أفضل! على الأقل هذا ما يعتقده الأشخاص الذين لم يأخذوا إجازة في الخارج هذا الصيف أو ليس لديهم ما يكفي من المال لمطعم باهظ الثمن.

لكن لدى علماء النفس رأي آخر في ذلك؛ فهم يعتقدون أن الأشخاص الذين يحبون التباهي بحياتهم لديهم سمات نرجسية متطورة، في حين أن زوار حساباتهم قد يبدأون في المعاناة من الحسد وحتى الانغماس في الاكتئاب.

4. "أبذل قصارى جهدي لأكون أمًا جيدة"

"إذا لم تكوني متعبة فأنتِ لستِ أمًا جيدة!" هذا هو شعار الحياة الذي تتبناه العديد من النساء عادةً بعد الإنجاب خاصةً إذا كانوا يحبون الاطلاع على مجلات حيث يتم تحديد الكثير من التوصيات حول كيفية تربية الأطفال.

ومع ذلك فغالبًا ما ينتهي الأمر بهذه الأمهات المثاليات إلى عدم وجود أي وقت لأنفسهن، ويشعر علماء النفس بالفعل بالقلق من هذا الأمر ويوضحون أنه نظرًا لفرط حماية الآباء اليوم فلن يتمكن الأطفال من هذا الجيل من اتخاذ القرارات بشكل مستقل أو التركيز على دراساتهم.

5. "من المخجل أن تكوني طباخة أو خياطة"

على مر السنين شكّل مجتمعنا فكرة أن الشخص الذي ليس لديه تعليم عالي ينتمي إلى "طبقة أدنى" بينما الحصول على شهادة جامعية يجعله تلقائيًا متخصصًا مثاليًا وتفتح له أبواب جميع الشركات المرموقة.

ونتيجةً لذلك فقدنا احترام العمل البسيط تقريبًا! فلا يكاد يوجد أي تلاميذ اليوم يمكنهم أن يعلنوا صراحةً أنهم يريدون أن يصبحوا في مجال الخياطة أو الكهرباء مثلًا، بالإضافة إلى ذلك إذا كان الطفل في أسرة مليئة بالأطباء فلا يجب أن تكون هناك فكرة لعمل آخر غير الطب في رأسه!

6. "هذا العمل غير مُربح"

كثير منا ليسوا مستعدين لتسلق السلم الوظيفي ببطء واكتساب لقب أخصائي متمرس، عادةً يكون من الأسهل كثيرًا أن يحضر أحد التدريبات حيث سيتحدث الناس عن مدى سوء العمل لدى شخصٍ ما وسوف ينصحوه بالهروب من عمله المكتبي للحصول أخيرًا على الحرية التي يستحقها.

وبسبب الرغبة في النجاح السريع التي يفرضها المجتمع لن يصبح الناس أبدًا محترفين في أعمالهم، بل سينتقلون من وظيفة إلى أخرى على أمل أن يتم تكريمهم أخيرًا في مكان ما ويكسبون أموالًا طائلة دون خبرة كبيرة.

7. "ساعتان أمام المرآة ومكياجك الطبيعي أصبح جاهزًا!"

أصبحت المرأة في يومنا هذا ما بين نارين؛ من ناحية يوجد الجمال الطبيعي والذي يتطلب القليل جدًا من مستحضرات التجميل، ومن ناحية أخرى يقال إن الجمال يعني أن تكوني على دراية بأحدث الاتجاهات والقدرة على تطبيق المكياج على مستوى فنان مكياج محترف.

هذا هو السبب في أن المزيد والمزيد من النساء يرفضن طغيان المكياج في الآونة الأخيرة ولا يشعرن بالخجل من جمالهن الطبيعي وتوفير وقتهن الثمين بعدم قضاء ساعات أمام المرآة.