بالطبع جميعنا نعرف شعور إنهاء علبة كاملة من الآيس كريم عندما نشعر بالحزن أو تناول كيس كامل من رقائق البطاطس عندما نشعر بالملل والقلق، وعلى الرغم من عدم وجود عيب في مثل هذه اللحظات لأنها شائعة للغاية إلا أن الأكل العاطفي بشكل منتظم قد لا يكون هو الأفضل للصحة، والأكل العاطفي هو استخدام الطعام للهروب من مشاعرنا في أوقات الحزن وعدم الراحة. 

بالنسبة لأولئك الذين يشعرون أنهم يلجأون إلى الطعام في كل مرة يشعرون فيها بمشاعر حزينة وغير مريحة قد يصبح الأمر محبطًا ويشعرون بالإحباط الشديد لمحاولة إيجاد طرق مختلفة للتكيف مع الحزن.

ولمعرفة المزيد تحدثنا مع اثنين من اختصاصيي التغذية الخبراء حول الاستراتيجيات المفيدة لإدارة عادة الأكل العاطفي وأخبرونا بالتالي:

1. أعيدي تقييم خطة الوجبة الحالية

قد لا يعتقد الكثير من الأشخاص الذين يلجأون إلى الطعام من أجل الراحة النفسية أنهم بحاجة إلى تناول المزيد من الطعام، لكن "راشيل فاين" اختصاصية تغذية مسجلة ومؤسسة "To The Pointe Nutrition" تشاركنا وتقول أن تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية على مدار اليوم قد يساعدك على التحكم في أكلك العاطفي.

تقول "فاين": "إذا كنت تأكلين باستمرار إلى درجة الانزعاج الجسدي ففكري في احتمال أن يكون تناولك للطعام الأساسي عادةً منخفضًا للغاية وقلة الأكل شائعة للغاية هذه الأيام وغالبًا ما تنتج عن كلًا من جداول الأعمال المزدحمة والمعتقدات الغذائية غير الصحيحة التي نشأت من ثقافة النظام الغذائي، عدم تناول ما يكفي من الطعام يمكن أن يؤدي إلى تفاقم تجارب الأكل العاطفي في وقت لاحق من اليوم حيث يحاول جسمك تعويض عجز الطاقة السابق".

2. اطلبي دعمًا موثوقًا به

عادةً ما نأكل عاطفيًا بسبب البيئة المحيطة بكِ، تقول "فاين": "إن الشعور بالحزن والذنب المرتبطين غالبًا بالأكل العاطفي هو رد فعل مكتسب من ثقافة النظام الغذائي، إن التخلص من هذه المعتقدات الغذائية هي خطوة مهمة للغاية للرغبة في الشعور بالقوة في أوقات الوجبات العاطفية، يمكن لاختصاصي التغذية ومعالج الصحة النفسية المختص تقديم الدعم اللازم للمساعدة في حالات الأكل العاطفي".

3. احصلي على قائمة بأدوات التأقلم

لا عيب في اللجوء إلى الطعام من أجل الراحة في أوقات التوتر العاطفي لأن كل شخص لديه طرق للتعامل معه في هذه اللحظات.

تقول "فاين": "عادةً ما يُعطى الأكل العاطفي سمعة سيئة في ثقافتنا، ولكن اللجوء إلى الطعام في أوقات زيادة المشاعر العاطفية مثل القلق والتوتر والارتباك ليس أسوأ شيء يمكنك القيام به، لكن استخدام الطعام للتكيف لن يؤدي إلا إلى إلهاء مؤقت وبالتالي يتم تشجيع الحصول على أدوات التأقلم بشدة".

إذا كنتِ تشعرين أنكِ تأكلين أكلًا عاطفيًا فقد يكون من المفيد أن تسألي نفسك عن استراتيجيات التأقلم الأخرى التي يمكنك اللجوء إليها في أوقات التوتر.

تقول "سارة أنزلوفار"، أخصائية التغذية: "دائمًا ما أجعل عملائي يطورون قائمة بآليات المواجهة سواء كان ذلك عندما يشعرون بالتوتر أو الملل أو الحزن، إنهم يضعونها في مكان يسهل الوصول إليه مثل تطبيق على هواتفهم أو ورقة لاصقة على مكاتبهم، لذلك عندما تحدث لهم تلك المشاعر ويريدون الوصول إلى الطعام يمكنهم بسهولة الانشغال واختيار خيار آخر".

إذا كنتِ بحاجة إلى بعض المساعدة في التفكير في استراتيجيات مختلفة للتكيف، تقترح "أنزلوفار" المشي السريع حول المبنى أو بعض تمارين التنفس العميق أو الاتصال بصديق، وتضيف "فاين" أن الاستماع إلى موسيقاك المفضلة أو قراءة كتاب يمكن أن يكون مفيدًا في الخروج في أوقات الانزعاج".

4. توقفي قليلًا 

عندما تجدي نفسك تبحثين عن طعام مريح، تقترح "أنزلوفار" التوقف مؤقتًا لتسألي نفسك ما الذي أحتاجه حقًا الآن "، والذي يمكن أن يساعدك على تعلم كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة ومعرفة ما الذي سيساعدك حقًا على الشعور بالتحسن.

قد يستغرق الأمر بعض الممارسة وقد يبدو الأمر غريبًا في البداية لكن "أنزلوفار" تقول إن هذه الممارسة تستحق العناء تمامًا.

تقول "أنزلوفار": "على الرغم من أن الطعام قد يجعلك تشعرين بتحسن مؤقتًا إلا أنه غالبًا ما يكون سريعًا ومن ثم تشعرين بالسوء حيال ما أكلتِه وما زلت تشعرين بالتوتر أو الحزن أو الملل أو الإحباط". 

"على سبيل المثال ربما تحتاجين حقًا إلى الاتصال الإنساني، وسيكون من المفيد الاتصال بصديقة أو تحديد موعد ليلي مع زوجك، أو إذا كنت غارقة في العمل فربما ما تحتاجينه بالفعل هو المساعدة في تحديد الأولويات".

5. تأكدي من تناول وجبات خفيفة متوازنة

تتمثل إحدى طرق مساعدتك في إدارة الأكل العاطفي في التأكد من أنك تمنحين جسمك الكثير من العناصر الغذائية التي يحتاجها طوال اليوم.

تقول "أنزلوفار": "عندما نمنح أجسامنا وعقولنا طاقة كافية ونحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم من خلال موازنة البروتين والكربوهيدرات الغنية بالألياف والدهون فإننا نكون أكثر استعدادًا للتعامل مع المشاعر الصعبة، وعندما يكون لديك نقص في الأكل فإن عقلك لا يملك القدرة على معالجة المشاعر بشكل جيد.".

6. اعلمي أنك قد تشعرين بالجوع فقط!

شيء آخر تشير إليه "أنزلوفار" هو أنه قد لا يكون دائمًا أكلًا عاطفيًا: "إذا كنت جائعة بشكل مفرط فقد تشعرين أنك تأكلين لأنك متوترة أو حزينة، ولكن قد يكون جسمك فقط هو الذي يحتاج الطاقة!" 

وهذا سبب آخر للتأكد من أنك تأكلين ما يكفي وأن تكونين لطيفة مع جسمك من خلال إعطائه الكثير من الأطعمة المغذية.