تُعزى عالمية الزواج داخل المجتمعات والثقافات المختلفة إلى العديد من الوظائف الاجتماعية والشخصية الأساسية التي يوفر لها الزواج هيكلًا، مثل: الإشباع الحميمي، وتقسيم العمل بين الجنسين، والإنتاج الاقتصادي والاستهلاك، وتلبية الاحتياجات الشخصية من المودة والرحمة والمكانة والرفقة، وربما تتعلق أقوى وظيفة للزواج بالإنجاب ورعاية الأطفال وتعليمهم وتنشئتهم الاجتماعية.

والزواج آية من آيات الله في الكون لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} 

والزواج من سنن الأنبياء والمرسلين فيقول الله في القران: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}  (الرعد: 38)

الزواج في مقياس التطور البيولوجي حيث كانت مدة اعتماد الطفل على أمه للبقاء على قيد الحياة من وقت الولادة حتى النضج، ويحتاج البشر إلى وقت كبير للوصول إلى مرحلة النضج، وهذا يفرض واجبات متزايدة على الوالدين لرعاية أطفالهم، ويُنظر إلى الزواج تقليديًا على أنه المؤسسة الأنسب للوفاء بهذه الواجبات والمسؤوليات الأبوية.

 العادات والقوانين الزوجية

 كان الزواج موجودًا في جميع المجتمعات البشرية في الماضي والحاضر، ويمكن رؤية أهمية الزواج في القوانين والطقوس المعقدة المحيطة به، على الرغم من أن هذه القوانين والطقوس متنوعة ومتعددة في المجتمعات المختلفك إلا أن بعض المسلمات تنطبق على كافة الزيجات في مختلف الثقافات.

تتمثل الوظيفة الشرعية والقانونية الرئيسية للزواج في ضمان حقوق الزوجين فيما يتعلق بعلاقتهم ببعضهم البعض وضمان الحقوق وتحديد علاقات الأطفال داخل المجتمع، وشرعية للنسل وحق الميراث.  

في معظم المجتمعات أسس الزواج أيضًا العلاقات الاجتماعية المسموح بها للنسل بما في ذلك الاختيار المقبول لأزواج المستقبل، وحتى أواخر القرن العشرين ، نادرًا ما كان الزواج مسألة اختيار حر.  

في المجتمعات اليوم أصبح الحب بين الزوجين مرتبطًا بالزواج، ولكن قديمًا لم يكن الحب الرومانسي هو الدافع الأساسي للزواج في معظم العصور، حيث كان يتم اختيار كلا الزوجين بعناية، حيث كان زواج الأقارب أقدم تنظيم اجتماعي للزواج، ولا تزال الضغوط الثقافية للزواج داخل المجموعة الاجتماعية والاقتصادية والعرقية للفرد تفرض بقوة في بعض المجتمعات، وفي المجتمعات التي تظل فيها العائلة هي الوحدة الأساسية، عادة ما يتم ترتيب الزيجات من قبل الأسرة، مع افتراض أن الحب بين الزوجين يأتي بعد الزواج، ويتم التفكير كثيرًا في المزايا الاجتماعية والاقتصادية التي تعود على الأسرة الأكبر من الزواج، وعلى النقيض من ذلك في المجتمعات التي تهيمن فيها الأسرة الصغيرة يختار الشباب عادة زوجته، فيُفترض أن الحب يسبق الزواج، وعادة ما يتم إيلاء قدر أقل من التفكير للجوانب الاجتماعية والاقتصادية للزواج.

 في المجتمعات ذات الزيجات المدبرة فإن العرف العالمي تقريبًا هو أن يقوم شخص ما بدور الوسيط أو الخاطبة، وتتمثل المسؤولية الرئيسية لهذا الشخص في ترتيب زواج يكون مرضيًا للعائلتين، ويتم دائمًا تبادل بعض أشكال المهر في المجتمعات التي تفضل الزيجات المرتبة (زواج الصالونات).

 وفي المجتمعات التي يختار فيها الزوجين بعضهم، فاللقاءات هي الطريقة الأكثر شيوعًا للقاء الناس والتعرف على شزيك الحياة، وقد تؤدي اللقاءات الناجحة إلى الخطوبة والتي عادة ما تؤدي إلى الزواج.