طول عمر الدماغ هو أحد مجالات الصحة التي يضعها الكثير منا على نار هادئة أو لا يهتم بها على الإطلاق، فبعد كل شيء علامات التدهور المعرفي لا تظهر إلا بعد عمر طويل، أليس كذلك؟ 

للأسف لا!

وفقًا لدراسة حالة صادمة نشرتها مؤخرًا مجلة مرض الزهايمر، قد نرغب في التفكير في تطبيق عادات صحية للدماغ منذ سنوات المراهقة لضمان صحة إدراكية مثالية.

هل يصيب مرض الزهايمر المراهقين الآن؟

تلخص دراسة الحالة ذكرًا يبلغ من العمر 19 عامًا من الصين يعاني من انخفاض تدريجي في الذاكرة لمدة عامين وضعف في الذاكرة (على النحو الذي يحدده اختبار التعلم اللفظي السمعي).

كشفت أشكال أخرى من الاختبارات عن ضمور في الحصين الثنائي (علامة مبكرة لمرض الزهايمر، ويعرف أيضًا باسم AD) ونقص التمثيل الغذائي في الفص الصدغي الثنائي (أحد الأعراض الموجودة في كل من مرضى الصرع والزهايمر).

أظهر المريض أيضًا اثنين من المؤشرات الحيوية التنبؤية الرئيسية لمرض الزهايمر -زيادة تركيز p-tau1812 وانخفاض نسبة الأميلويد β 42/40- والتي تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة 70% وفقًا لدراسة أجريت عام 2019 من مجلة الوقاية من مرض الزهايمر.

إلى حد بعيد، فإن العنصر الأكثر إثارة (والمرعب) في دراسة الحالة هذه هو أنه لم يتم تحديد طفرات جينية معروفة من خلال تسلسل الجينوم الكامل، وفي حين أنهم لا يفهمون السبب فقد استنتج الباحثون أن هذا المريض الشاب يعاني من مرض الزهايمر المحتمل.

كيف تعتني بصحتك المعرفية بشكل استباقي

لا توضح دراسة الحالة هذه أن صحة الدماغ يجب أن تكون أولوية قصوى في وقت مبكر من الحياة فحسب، بل توضح لنا أيضًا أن عادات نمط حياتنا تلعب دورًا أساسيًا في تحسين طول العمر المعرفي، لذلك ليس من السابق لأوانه أبدًا أن تُظهري لدماغك المزيد من الحب والرعاية.

إليك بعض النصائح العملية التي يمكنك تضمينها في روتينك المعتاد للتأكد من أنك تقومين بتغذية عقلك بالطريقة التي يستحقها:

قومي بزيارة طبيبك باستمرار: تحدثي عن أي تغييرات معرفية جديرة بالملاحظة أثناء الاختبار السنوي حتى يتمكن طبيبك من مراقبة صحة دماغك عن كثب.

تحسين التغذية الخاصة بك: تناولي نظامًا غذائيًا متوازنًا مليئًا بالأطعمة الصحية للدماغ وفكري في تناول مكملات ذاكرة عالية الجودة مع مكونات مدعومة علميًا (مثل سيتيكولين، وهو منشط للذهن نشط بيولوجيًا ثبت أنه يبطئ من تقدم الضعف الإدراكي) بشكل استباقي رعايةً عقلك.

اعتني بصحتك الجسدية: حافظي على تركيبة الجسم الصحية وقومي بالتحكم في ضغط الدم ومستويات الجلوكوز في الدم وتجنبي التدخين وحركي جسمك بطريقة مقصودة بشكل منتظم.

حافظي على نشاطك الاجتماعي: انخرطي مع الأصدقاء والعائلة وأفراد المجتمع بانتظام وابحثي عن الأنشطة التي تجلب لك السعادة والهدف.

الخلاصة

توضح دراسة حالة حديثة بالتفصيل إصابة ذكر صيني يبلغ من العمر 19 عامًا بمرض الزهايمر المحتمل، مما يشير إلى أنه قد يؤثر على الأجيال الشابة (دون أن يكون المرض له علاقة بالوراثة).

على الرغم من أن هذا السيناريو مثير للقلق تمامًا إلا أن هناك العديد من عادات نمط الحياة الصحية للدماغ والتي يمكنك دمجها في روتينك الصحي اليومي والأسبوعي للمساعدة في تعزيز طول العمر المعرفي لدماغك طوال حياتك بإذن الله.