منذ فترة طويلة استُخدمت الأعشاب كوسيلة طبيعية للحفاظ على الصحة وزيادة المناعة، ويقال أنها حتى يمكنها تعزيز الخصوبة، فهل هناك أعشاب تساعد على الحمل حقًا؟
تشمل أعشاب الخصوبة الأكثر استخدامًا التوت والكوهوش الأسود والبرسيم الأحمر والماكا، عندما تقترن هذه الأعشاب بالنظام الغذائي الصحي وكذلك نمط الحياة الجيد مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتقليل التوتر، يمكن أن تكون الأعشاب أداة قوية لتعزيز الخصوبة، إذًا، أي أعشاب تساعد على الحمل؟
تم استخدام الأعشاب الصينية منذ ما يقرب من 2500 عام لعلاج مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، فمثلًا يُعتقد أن بعض المكملات العشبية يمكن أن تساعد في زيادة عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، وثبت أن الأعشاب مثل التوت (المعروف أيضًا باسم فيتكس للخصوبة) والبرسيم الأحمر يعملان على تعزيز التوازن الهرموني لدى النساء، مما يعزز فرصهن في نجاح الحمل.

متى يجب تجنب تناول الأعشاب؟

أحد أهم أسباب وصف الأدوية العشبية هو زيادة وظيفة المبايض، لذلك يجب على السيدات اللائي يتناولن حبوب منع الحمل عدم تناول الأعشاب، نظرًا لأن هذه الأدوية تستخدم لإعاقة أو تقليل وظيفة المبايض، فإن لها التأثير المعاكس المرغوب للأعشاب.

هل الأعشاب آمنة لتناولها؟

استشيري طبيبتك دائمًا قبل تناول أي أعشاب أو مكملات غذائية للمساعدة في علاجات الخصوبة، يدّعي البعض أن هذه الأعشاب آمنة وفعالة لعلاج الحالات التي تتراوح من التهاب بطانة الرحم إلى متلازمة تكيس المبايض، بينما يرى آخرون أن استخدامها يمكن أن يكون له آثار جانبية خطيرة.
لكن الحقيقة الأكيدة هي أنه قد يكون من الخطر تناول الأعشاب للخصوبة دون استشارة طبيبتكِ أولًا، حيث قد تتفاعل هذه الأعشاب مع أدوية أو مكملات أخرى أو يكون لها تأثيرات غير مقصودة على مستويات الهرمونات أو وظيفة الرحم، وبالتالي، فإنها قد تؤثر على كل شخص بشكل مختلف، بينما عند تناولها بشكل صحيح تحت إشراف طبيبتكِ يمكن أن تكون بعض الأعشاب خيارًا طبيعيًا وآمنًا.

ما هي أنواع العقم التي يمكن علاجها بالأدوية العشبية؟

بشكل عام، من المناسب علاج أي نوع من حالات العقم بالأدوية العشبية، مثل تقدم عمر الأم أو عيوب الطور الأصفري، أو فشل المبيض المبكر، أو مشاكل العقم الذكوري، أو الأعراض غير المبررة.
وقد أثبتت بعض التجارب نتائج مبهرة عند خلط الأعشاب مع أدوية الخصوبة أثناء دورات التلقيح داخل الرحم (IUI) والإخصاب في المختبر (IVF)، حيث عززت الأعشاب تأثيرات الجونادوتروبين، ولا تشكل خطر الإصابة بمتلازمة فرط تحفيز المبيض.

الآثار الجانبية للأعشاب 

لقد ثبت أن العديد من الأعشاب توفر بديلًا فعالًا لعلاج العقم دون أن تؤدي إلى أي آثار جانبية خطيرة، فالعديد من هذه الأعشاب المرتبطة بتعزيز الخصوبة تتميز أيضًا بخصائص قوية مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، ويمكن أن تساعد في تحسين الصحة العامة.
لذلك إذا كنت تبحثين عن حل بديل للتحكم في الآثار الجانبية للعقم، فقد ترغبين في التفكير في اللجوء إلى الأعشاب تحت إشراف طبيبتك، ستساعدك خصائصها العلاجية الطبيعية على الشعور بالتحسن دون أي مخاطر إضافية أو آثار جانبية غير مرغوب فيها.

أعشاب تساعد على الحمل

• فيتكس (تشاستبيري) 

تشاستيبيري، هو عشب طبي يستخدم منذ فترة طويلة لتحسين الخصوبة لدى النساء والرجال، ويحتوي هذا المستخلص من ثمرة شجرة التوت على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية والمواد الكيميائية النباتية التي يمكن أن تساعد في تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم.
على وجه الخصوص، قد يكون فعالًا جدًا في المساعدة على استعادة مستويات هرمون البروجسترون الطبيعية لدى النساء اللاتي يعانين من مشاكل تتعلق بالإباضة والحيض، فقد أظهرت العديد من الدراسات أنه قد يفيد أيضًا خصوبة الرجال عن طريق زيادة عدد الحيوانات المنوية وحركتها.

• الكوهوش الأسود

الكوهوش الأسود هو عشب شائع تم استخدامه لخصائصه المعززة للخصوبة، حيث يحتوي هذا النبات على العديد من المركبات النشطة التي تدعم الصحة الإنجابية، بما في ذلك فيتويستروغنز والمواد المغذية الأخرى مثل الزنك والمغنيسيوم.
أظهرت الدراسات أن تناول الكوهوش الأسود قد يساعد في تحسين الإباضة وتنظيم الدورة الشهرية، لذلك تستخدم العديد من النساء هذه العشبة كجزء من خطة الخصوبة الشاملة، خاصةً عند محاولة الحمل بشكل طبيعي أو عند الإخصاب في المختبر. 

• البرسيم الأحمر 

البرسيم الأحمر هو عشب معروف ومستخدم على نطاق واسع لزيادة الخصوبة لدى الرجال والنساء، إن خصائصه الغذائية الغنية والعديد من المركبات المفيدة فيه تجعله خيارًا ممتازًا لتحسين الصحة الإنجابية،حيث يحتوي البرسيم الأحمر على نسبة عالية من المغنيسيوم مما قد يزيد من عدد الحيوانات المنوية وحركتها لدى الرجال، كما قد تساعد هذه العشبة في تنظيم مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء، مما قد يؤثر على كل من الإباضة ونمو الجنين.
يعد البرسيم الأحمر أيضًا مصدرًا طبيعيًا للإستروجين النباتي، والذي يمكن أن يساعد النساء على تحقيق التوازن بعد فترات من عدم التوازن الهرموني أو عدم التوازن الناجم عن بعض الأدوية أو العلاجات.

• زيت زهرة الربيع المسائية 

استخدمت النساء زيت زهرة الربيع المسائية كعلاج طبيعي لمشاكل الخصوبة لعدة قرون، هذا الزيت النباتي غني بأحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 الدهنية، وهي عناصر غذائية مهمة للصحة الإنجابية للإناث، وقد تساعد هذه الأحماض الدهنية على توازن مستويات الهرمونات في الجسم وتعزيز الإباضة، مما يجعلها علاجًا فعالًا للنساء اللاتي يعانين من تأخر الحمل.
عادةً، يمكن تناول زيت زهرة الربيع المسائية بأمان إلى جانب أدوية الخصوبة الموصوفة بشكل شائع دون التدخل في فعاليتها، ولكن مرة أخرى، من المهم دائمًا مراجعة طبيبتك قبل تناول أي شيء.

• الماكا 

الماكا هو مستخلص نباتي طبيعي أصبح ذو شعبية متزايدة كمساعد للخصوبة، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الماكا قد تساعد في تحسين الصحة الإنجابية للذكور والإناث، مما يزيد من معدلات الحمل الناجح.
تعمل هذه العشبة القوية عن طريق إعادة مستويات الهرمونات وتحسين الصحة العامة، مما يخلق ظروف حمل مثالية، وذلك باعتبارها مصدرًا غذائيًا غنيًا بمضادات الأكسدة، كما يمكن أن تساعد الماكا في حماية الجسم من الأضرار الناجمة عن الإجهاد التأكسدي، والذي غالبًا ما يرتبط بمشاكل العقم.

• القرفة 

منذ فترة طويلة كان يُعتقد أن القرفة مفيدة للخصوبة، فقد أظهرت الدراسات أن السينامالدهيد، وهو مركب موجود في القرفة، يمكن أن يساعد في تحفيز الجهاز التناسلي وتحسين التوازن الهرموني.
تحتوي القرفة أيضًا على مضادات الأكسدة التي قد تعزز تدفق الدم الصحي إلى الرحم، مما يساعد في الحفاظ على صحة الرحم ودعم الحمل الصحي، ومن خلال دمج المزيد من القرفة في نظامك الغذائي، يمكنك تحسين فرصك في الحمل بشكل طبيعي والتمتع بصحة إنجابية مثالية.

• اشواغاندا 

بفضل فوائدها الصحية العديدة، تم استخدام اشواغاندا منذ فترة طويلة كعلاج لمشاكل الخصوبة، لا يساعد هذا المكمل العشبي على تنظيم مستويات الهرمونات وتوازن الوظائف الإنجابية فحسب، بل يوفر أيضًا تأثيرات قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، وهذا يجعله حلاً ممتازًا لأي شخص يتطلع إلى تعزيز فرص الحمل.
على وجه الخصوص، قد تزيد اشواغاندا من تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال، مما يساهم في تحسين نتائج الخصوبة، كما قد يكون له فوائد لكلا الجنسين عندما يتعلق الأمر بالخصوبة.