توجد شبكة معقدة للغاية من الأعصاب والأوعية الدموية في الرأس والرقبة والوجه، لذلك فإن أصغر مشكلة بها يمكن أن تؤدي إلى صداع الجبهة والعيون! لكن إذا تمكنتِ من تحديد موقع الألم، فقد يساعدك ذلك في معرفة سبب صداع الجبهة والعيون.
تسبب بعض أنواع الصداع ألمًا خلف عينيك أو في جبهتك، بينما قد تؤلمكِ أنواع أخرى فقط على الجانب الأيسر أو الأيمن من رأسك.
غالبًا ما يكون صداع الجبهة والعيون ناتجًا عن التوتر أو إجهاد العين أو مشاكل الجيوب الأنفية، وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، يعاني أكثر من 9 من كل 10 بالغين من صداع ما في مرحلة ما من حياتهم، فالصداع من بين الأسباب الأكثر شيوعًا لاستشارة الطبيب أو التغيب عن العمل أو المدرسة.

أسباب صداع الجبهة والعيون

1) صداع التوتر

يعد صداع التوتر النوع الأكثر شيوعًا من الصداع الأولي، ويعاني منه معظم الأشخاص في مرحلة ما، وتتضمن أعراض هذا الصداع ما يلي:

• ألم خفيف مستمر يمكن للشخص أن يشعر به في جميع أنحاء الرأس
• ألم يبدأ غالبًا في الجبهة أو الصدغين أو خلف العينين
• ألم في الرأس وفروة الرأس والوجه والرقبة والكتفين
• إحساس بالضيق أو الضغط يشبه شد الحزام حول الرأس

يمكن أن تتراوح شدة صداع التوتر من خفيف إلى شديد، ويستمر عادةً ما بين 30 دقيقة وعدة ساعات ولكنه قد يستمر أحيانًا لأيام، وقد يحدث أيضًا في عدة أيام خلال شهر.
غالبًا ما يؤدي التوتر أو القلق أو الاكتئاب إلى حدوث صداع التوتر، ولكنه قد يحدث أيضًا بسبب التعب أو وضعية الجسم غير السليمة أو مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي في الرقبة.
يمكن للناس غالبًا تخفيف الألم الناتج عن صداع التوتر بتناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين أو الأسبرين، أو قد يكون ما يلي مفيدًا أيضًا:

• التدليك
• ممارسة تمارين الرقبة بلطف
• الاستحمام بماء ساخن
• وضع منشفة ساخنة أو قطعة قماش على الجبهة أو الرقبة

من المهم طلب الرعاية الطبية للصداع الشديد أو المستمر وللصداع الذي يحدث أكثر من 15 مرة في الشهر، والذي يعتبره الأطباء مزمنًا! قد يصف الطبيب أحيانًا مضاد الاكتئاب لعلاج الصداع الناتج عن التوتر المزمن.

2) إجهاد العين

قد يؤدي إجهاد العين أيضًا إلى صداع الجبهة والعيون، قد يكون الصداع الناتج عن إجهاد العين مشابهًا لصداع التوتر، لكن يمكن أن يكون ضعف الرؤية أو اللابؤرية في إحدى العينين أو كلتيهما هو السبب.
ويمكن أن يكون لإجهاد العين أسباب مختلفة، مثل:

• المهام البصرية المطولة، مثل القراءة أو استخدام الكمبيوتر
• فترات التركيز الطويلة
• التوتر
• وضعية الجسم غير السليمة

يجب على الأشخاص الذين يعانون من صداع إجهاد العين زيارة طبيب العيون لإجراء فحص للعين، وإذا كان ضعف البصر هو السبب، فقد يحتاج الشخص إلى نظارات أو عدسات لاصقة.
يمكن للأشخاص أيضًا اتخاذ خطوات معينة لتقليل إجهاد العين، مثل:

• أخذ فترات راحة منتظمة من المهام التي تتطلب مجهودًا بصريًا
• ممارسة وضعية جيدة عند الجلوس على المكتب
• تمديد الرقبة والذراعين والظهر بانتظام
• استخدام نظارة حفظ نظر أثناء النظر لشاشات الكمبيوتر

3) صداع الجيوب الأنفية (التهاب الجيوب الأنفية)

يمكن أن تتسبب العدوى أو التفاعل التحسسي في التهاب الجيوب الأنفية، وهو ما يُعرف بالتهاب الجيوب الأنفية، والذي يمكن أن يسبب صداع الجبهة والعيون، وتشمل خصائص هذه الصداع ما يلي:

• ألم خفيف نابض
• ألم يزداد سوءًا عند تحريك الرأس
• إفرازات أنفية
• انسداد الأنف
• حمى
• ألم الأسنان

غالبًا ما يصاب الأشخاص بالتهاب الجيوب الأنفية بعد الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا، وعادةً ما يختفي دون علاج، لكن يمكن أيضًا استخدام محلول ملحي لتنظيف الأنف أو استنشاق البخار من وعاء من الماء الساخن، وتعتمد أفضل طريقة لتخفيف التهاب الجيوب الأنفية على السبب:

• نزلة برد أو إنفلونزا: يمكن استخدام مزيلات الاحتقان الأنفية ومسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين.
• العدوى البكتيرية: قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا.
• الحساسية: قد يوصي الطبيب بمضاد الهيستامين.

4) صداع خلف العين

قد تشعرين بألم خلف عين واحدة (أحادي الجانب) أو كلتا العينين (ثنائي الجانب)، قد تشعرين وكأن الألم يبدأ في العين أو الجيوب الأنفية أو داخل رأسك، لكن موقع الصداع لا يكشف بالضرورة عن سببه.
تشمل أنواع الصداع التي يمكن أن تسبب ألمًا خلف عينيك الصداع النصفي، والصداع العنقودي، وصداع الجيوب الأنفية، والصداع الناتج عن التوتر، يمكن أن يسبب إجهاد العين أيضًا هذا النوع من الألم.

5) الصداع النصفي

غالبًا ما يبدأ هذا الصداع بألم حول العين والصدغ، ويمكن أن ينتشر إلى مؤخرة رأسك، وقد تعانين أيضًا من الغثيان أو سيلان الأنف أو الاحتقان وتكون لديكِ حساسية من الضوء أو الأصوات أو الروائح، ويمكن أن تستمر نوبات الصداع النصفي لعدة ساعات إلى بضعة أيام، وقد تصابين بالصداع النصفي بسبب:

• قلة النوم
• تغيرات الطقس
• التوتر
• الأضواء
• الضوضاء
• الروائح
• الأشياء التي تأكليها أو تشربيها، مثل الشوكولاتة أو الجلوتامات أحادية الصوديوم (توجد في العديد من الأطعمة التي نتناولها كل يوم مثل اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والطماطم والذرة والمكسرات)
• عدم تناول وجباتك بانتظام

تشمل جميع نوبات الصداع النصفي تقريبًا وبعض أنواع الصداع الأخرى العصب الثلاثي التوائم، الذي ينقل الأحاسيس من وجهك إلى دماغك، وله ثلاثة فروع؛ الأول يعطي الإحساس لعينيك وجبهتك؛ والثاني يغطي الجفون السفلية ومنتصف وجهك؛ والثالث مسؤول عن الفكين واللثة والشفة السفلية.

6) الصداع العنقودي

يسبب هذا النوع من الصداع ألمًا شديدًا حول العينين، وغالبًا ما يكون حول عين واحدة فقط، وقد تعانين من عدة نوبات كل يوم لأسابيع ثم لا تعانين منه لمدة عام أو أكثر قبل أن يبدأ مرة أخرى!
يحدث الصداع العنقودي في نفس الوقت تقريبًا كل يوم، وغالبًا بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من النوم، وإلى جانب الألم، قد تعانين أيضًا من دموع العين، وتدلي الجفون، واحتقان الأنف واحمرار الوجه.
وتستمر النوبات من 30 إلى 60 دقيقة وتكون قوية لدرجة أنكِ قد تشعرين بالقلق ولا يمكنك البقاء ساكنة أثناء حدوثه، لكن الصداع العنقودي ليس شائعًا جدًا ويحدث في الغالب عند الرجال، لأنه غالبًا ما يحدث بسبب تناول الكحول أو التدخين أو تناول بعض الأدوية.

محفزات صداع الجبهة والعيون

• الإجهاد أو الغضب
• وضعية الجسم السيئة
• العطور والمواد الكيميائية الأخرى
• ضغط الهواء وتغيرات الطقس
• تناول بعض الأدوية
• صرير الأسنان
• الأضواء الساطعة
• بعض الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك الجبن والمشروبات الغازية واللحوم المصنعة والأطعمة الباردة، مثل الآيس كريم.

علاجات وأنشطة تساعد على التحكم في الألم ومنع الصداع

• التغذية الجيدة
• تقنيات استرخاء العضلات
• التأمل وتمارين التنفس
• وضع الكمادات الساخنة على مكان الصداع
• العلاج السلوكي المعرفي للتوتر
• التدليك
• تمارين الرقبة
• العلاج الطبيعي
• اليوجا

كيفية الوقاية من صداع الجبهة والعيون

يمكن أن تساعد بعض الممارسات في منع أو تقليل تكرار الصداع، مثل:

• الحصول على قسط كافٍ من النوم: يجب على الشخص أن يحاول النوم والاستيقاظ في أوقات منتظمة ومقاومة الرغبة في النوم الزائد في عطلات نهاية الأسبوع، حيث يحتاج معظم البالغين إلى 7 ساعات على الأقل من النوم في كل ليلة.
• ممارسة نشاط بدني منتظم: يمكن أن يساعد ممارسة الرياضة عدة مرات في الأسبوع في تقليل التوتر وتحسين اللياقة البدنية أو الحفاظ عليها، يوصي الخبراء بأن يحصل البالغون على 150 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني المعتدل، وهذا يعادل حوالي 30 دقيقة، 5 أيام في الأسبوع.
• تحسين وضعية الجسم: إذا كانت وضعية الجسم السيئة هي سبب صداع الشخص، فقد يستفيد من الجلوس بشكل مستقيم والتأكد من دعم أسفل الظهر بشكل صحيح، فمن الأفضل تجنب الجلوس في نفس الوضع لفترة طويلة وأخذ فترات راحة منتظمة من الجلوس على المكاتب والنظر إلى الشاشات.
• الاعتدال في تناول الكافيين: على الرغم من أن الإفراط في تناول الكافيين يمكن أن يسبب الصداع، إلا أن الإقلاع المفاجئ عن تناوله يمكن أن يكون له نفس التأثير أيضًا، وخاصةً إذا كان الشخص يتناول كميات كبيرة من الكافيين بشكل معتاد.
• شرب الكثير من الماء: من خلال الحرص على البقاء رطبًا طوال اليوم، ستتمكني من تجنب صداع الجبهة والعيون بسبب الجفاف.
• تجنب الاستخدام المتكرر لمسكنات الألم: الإفراط في استخدام الأدوية لعلاج صداع الجبهة والعيون وتناول مسكنات الألم لمدة 10 أيام أو أكثر من الشهر يمكن أن يسبب الصداع!