عند محاولة الحمل وخاصةً إذا تأخر الحمل قد يقترح الأطباء مجموعة متنوعة من الأشياء للمساعدة في تحسين صحة وخصوبة الزوجين، وهنا تأتي أهمية الفيتامينات والمكملات الغذائية في أول قائمة الأطباء!
إن أهمية الفيتامينات والتغذية الجيدة أثناء الحمل لا نقاش فيها، حيث تؤثر على نمو الجنين وصحته في المستقبل، وكذلك هناك أدلة متزايدة على أن بعض المكملات الغذائية والمغذيات الدقيقة تساعد في نواحٍ عديدة لمن يحاولن الحمل، بما في ذلك تعزيز الجودة العامة لبويضات المرأة والحيوانات المنوية للرجل.

أهمية الفيتامينات للزوجين عند محاولة الحمل

يجب على الأزواج تلقي العديد من الفيتامينات والمعادن اليومية من مصادر الغذاء، ولكن إذا واجهتهم مشكلة في الحصول على جميع الكميات اليومية الموصى بها من خلال الطعام، فإن المكملات الغذائية تعد إضافة رائعة لنظامك الغذائي.
كما يجب على النساء البدء في تناول الفيتامينات المتعددة أو فيتامينات ما قبل الولادة قبل الحمل، حيث أنه في دراسة عشوائية واسعة النطاق، لوحظ أن النساء اللاتي تناولن فيتامينات ما قبل الولادة قبل شهر واحد على الأقل من الحمل كان لديهن عدد أكبر من حالات الحمل المؤكدة ووقت أقصر للحمل مقارنةً بالنساء اللاتي تناولن فقط العناصر الأساسية مثل فيتامين سي والزنك.
وفي دراسة مراقبة قائمة على عدد كبير من السكان، كان لدى النساء اللاتي تناولن الفيتامينات المتعددة أو فيتامينات ما قبل الولادة معدل أقل من العقم، وكان التأثير أكثر وضوحًا مع تناول حمض الفوليك فوق 400 ميكروغرام على الأقل 3 مرات في الأسبوع.
إذا كانت فيتامينات ما قبل الولادة الخاصة بك لا تتضمن بعض هذه الفيتامينات، فقد ترغبين في التفكير في إضافة القليل منها إلى مدخولك اليومي بعد استشارة طبيبك لمعرفة ما إذا كانت هذه الفيتامينات والمكملات مناسبة لك أم لا.

قائمة بأهم الفيتامينات للزوجين عند محاولة الحمل

1) حمض الفوليك (B9)

يرتبط حمض الفوليك بتعزيز فرص الحمل بشكل طبيعي ويزيد احتمالات النجاح لأولئك الذين يخضعون لعلاجات الخصوبة، كما يوصي الأطباء الرجال أيضًا بتناول حمض الفوليك عند محاولة الحمل، لأنه يمكن أن يحسن جودة الحيوانات المنوية لديهم.
والكمية المقترحةلتناوله هي 400-1000 ميكروجرام للنساء، و400 ميكروجرام للرجال، لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذه الجرعات لتأكيدها.

2) فيتامين د

أثناء الحمل، يساعد فيتامين د في نقل الكالسيوم إلى الطفل النامي لذلك فالكالسيوم ضروري لنمو الطفل وتطوره ونمو عظامه وأسنانه، ويأتي معظم فيتامين د الذي نحتاجه من التعرض لأشعة الشمس.
لكن لا ينصح عمومًا بتناول مكملات فيتامين د أثناء الحمل إلا إذا كانت المرأة تعاني من نقص فيتامين د، وذلك لأن خطر نقص فيتامين د أعلى بين النساء ذوات البشرة الداكنة أو اللاتي يستخدمن واقيات الشمس، أو يتناولن أدوية مضادة للصرع، ومن المهم أيضًا موازنة خطر التعرض لأشعة الشمس بشكل مفرط والحفاظ على مستويات كافية من فيتامين د في جسمك.

3) الزنك 

إن المستويات العالية من ما يسمى "الجذور الحرة" في الجسم يمكن أن تشكل مخاطر صحية، ويمكن للمغذيات الدقيقة مثل الزنك والسيلينيوم أن تقلل من التأثيرات الضارة للجذور الحرة.
وقد وجدت الدراسات التي أجريت على الرجال المصابين بالعقم أن تناول الزنك والسيلينيوم يمكن أن يقلل من الضرر الذي يلحق بالحيوانات المنوية بسبب الجذور الحرة ويحسن من جودة الحيوانات المنوية. 

4) فيتامين ب6 وفيتامين ب12

كلاهما من العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لنمو خلايانا وتطورها وبقائها وهي مهمة لكلًا من الرجال والنساء، وقد ارتبطت مكملات فيتامين ب6 بتحسين التوازن الهرموني لدى النساء مما أدى إلى تحسين أعراض متلازمة ما قبل الحيض والتبويض للأفضل، مما أدى بدوره إلى تحسين فرص الحمل! 
وقد وجدت دراسة أن أولئك الذين تناولوا حمض الفوليك وفيتامينات ب6 وب12 التكميلية انخفضت لديهم مستويات الهوموسيستين، مما أدى إلى تحسين فرص الحمل الناجح لدى النساء اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر.
وجدت دراسة منفصلة أجريت عام 2017 بعنوان "فيتامين ب12 وجودة السائل المنوي" أيضًا أن زيادة تناول فيتامين ب12 لدى الرجال أدى إلى تحسين جودة السائل المنوي.

5) اليود

الغدة الدرقية هي غدة في الرقبة تقوم بإنتاج اليود وهرمون الغدة الدرقية، وهرمون الغدة الدرقية ضروري لنمو دماغ الطفل ولدعم نمو دماغ الطفل والجهاز العصبي يمكن للنساء اللاتي يحاولن الحمل أن يُكملن نظامهن الغذائي بـ 150 ميكروجرام من اليود يوميًا.

6) الميوإينوزيتول (B8) وD-chiro-inositol

يتم إنتاجه بشكل طبيعي في كل الأنسجة تقريبًا التي تشارك في إشارات الأنسولين والغونادوتروبين، مما يؤثر على نضوج الجريبات، وبالنسبة للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، يرتبط الميوإينوزيتول بتحسين مقاومة الأنسولين والإباضة، وأثناء الحمل قد يساعد أيضًا في منع سكري الحمل.

7) فيتامين هـ

يعرف معظم الناس فيتامين هـ من منتجات العناية بالبشرة حيث تشتمل العديد من المنتجات عليه للمساعدة في تقليل التجاعيد، لأن فيتامين هـ يعمل على منع تلف غشاء الخلية، وهذا أيضًا ما يجعله فيتامينًا رائعًا لتعزيز الخصوبة! 
تشير دراسة بعنوان "فيتامين هـ كمضاد للأكسدة في الصحة الإنجابية للإناث" إلى أن فيتامين هـ يحسن الصحة الإنجابية العامة للمرأة ويحسن جودة البويضات.
أما بالنسبة للرجال، فهو يساعد على تعزيز جودة الحيوانات المنوية، وعند تناوله مع فيتامين سي ثبت أنه يقلل من تجزئة الحمض النووي، لذلك من المهم بشكل خاص للأزواج الأكبر من 35 عامًا أو أكثر والذين يحاولون الحمل تناول فيتامين هـ.

8) إنزيم Q10

إنزيم Q10 (يُسمى أيضًا Coq10) هو مضاد للأكسدة طبيعي آخر يقاوم الإجهاد التأكسدي الذي يزداد مع تقدم العمر، وهناك أدلة على أن مكملات Coq10 تحسن فرص الحمل، خاصةً عند النساء اللاتي يعانين من نقص احتياطي المبيض أو عند النساء فوق سن الأربعين، وكذلك عند الرجال؛ حيث أفادت العديد من الدراسات بتحسين في تركيز الحيوانات المنوية وحركتها مع مكملات Coq10.

9) أسيتيل إل-كارنيتين

أسيتيل إل-كارنيتين هو شكل من أشكال الأحماض الأمينية التي تشارك في أكسدة الميتوكوندريا للأحماض الدهنية طويلة السلسلة، وقد ثبت في المقام الأول أنه يحسن حركة الحيوانات المنوية، حيث تشير دراسة محدودة إلى تحسين في الأعراض المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض، مما قد يحسن الخصوبة.

10) أحماض أوميجا 3

يمكن أن تكون أحماض أوميجا 3 مفيدة للرجال والنساء، من خلال مكافحة الالتهابات في جميع أنحاء الجسم وبالتالي تعزيز الصحة العامة وكذلك تعزيز حركة الحيوانات المنوية للرجال والمساعدة في حدوث الحمل لدى النساء فوق سن 35 عامًا.
وقد تساعد أحماض أوميجا 3 في تحسين جودة البويضات بشكل عام لدى النساء اللاتي يحاولن الحمل، ويمكنك العثور على أحماض أوميجا 3 في المأكولات البحرية، أو يمكنك تناول أقراص زيت السمك.

11) الحديد

قد يساعد تناول مكملات الحديد النساء على الوقاية من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، حيث يمكن أن ترتبط مشاكل التبويض بنقص الحديد، كما يمكن تحديد ما إذا كنت قد تستفيدين من المكملات أم لا عن طريق قياس مستويات الفيريتين لتحديد درجة نقص الحديد.

12) حمض L-arginine

هو حمض أميني يشارك في تعزيز تدفق الدم من خلال مساعدة الجسم على إنتاج أكسيد النيتريك، مما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، وقد تساعد مكملات L-arginine عند الرجال في علاج ضعف الانتصاب وزيادة إنتاج الحيوانات المنوية وحركتها.
أما عند النساء، فبالنسبة لأولئك اللائي يعانين من مشاكل في بطانة الرحم الرقيقة، قد تساعد زيادة تدفق الدم في زيادة سماكة بطانة الرحم.

13) السيلينيوم

السيلينيوم عنصر أساسي لإنتاج الجلوتاثيون الذي يحمي الأغشية الخلوية، ويرى الكثير من الخبراء أن السيلينيوم فيتامين خارق للخصوبة، بسبب قوته المضادة للأكسدة.
ويوصى بأن تتناول النساء الحوامل حوالي 60 ميكروجرامًا يوميًا عند محاولة الحمل، حيث قد تؤدي المستويات المنخفضة في المرحلة المبكرة من الحمل إلى مضاعفات مثل الإجهاض وانخفاض وزن الطفل عند الولادة.
كما أنه مفيد جدًا للرجال أيضًا، حيث يضمن السيلينيوم والبروتينات المرتبطة به معًا قابلية الحيوانات المنوية للحياة وقد تؤثر المستويات غير الطبيعية على حركتها وجودتها.

14) فيتامين سي

فيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة القوية ويمكن أن يعزز صحة الأجهزة التناسلية لدى كلًا من الرجال والنساء؛ فبالنسبة للنساء يمكن لفيتامين سي أن يقلل من التأثير السلبي للجذور الحرة، مما يقلل بدوره من تلف الخلايا، والذي قد يقاوم شيخوخة المبيض، كما تظهر الأبحاث أن مكملات فيتامين سي مرتبطة بتقصير وقت محاولة الحمل.
أما بالنسبة لتأثير فيتامين سي على خصوبة الرجال فقد وجد مركز أبحاث التغذية والأمن الغذائي أن تناول فيتامين سي مع فيتامين هـ يحسن عدد الحيوانات المنوية وحركتها وأحيانًا جودة الحمض النووي لها؛ كما ذكرنا سابقًا.

قد يكون تناول هذه الفيتامينات والمكملات مفيدًا لصحتك العامة خاصةً قبل الحمل، لكن من المهم التحدث إلى طبيبك حول المكملات الغذائية التي قد تكون مناسبة لك ولزوجك، وكيف يمكنها زيادة فرصة الحمل واستمراره، كما أنه لا ينبغي الاستمرار في تناول جميع المكملات الغذائية بعد الحمل، ويجب عليك استشارة طبيبك كذلك في هذه الحالة.