رحلة محاولة الحمل هي فترة مليئة بالأمل والترقب، وكل يوم يمر بعد التبويض وقبل موعد الدورة الشهرية المتوقع يصبح مليئًا بالتساؤلات.
حيث تبدأ المرأة في ملاحظة أدق التغيرات في جسدها، باحثةً عن أي إشارة قد تدل على حدوث الحمل، والتساؤل الأكثر شيوعًا هو: ما هي أكثر أعراض الحمل المبكر شيوعًا؟ وكيف يمكن تمييزها عن الأعراض العادية التي تسبق الدورة الشهرية؟
هذا المقال الشامل سيقدم لكِ دليلًا مفصلًا حول أعراض الحمل المبكر الأكثر شيوعًا؛ متى تبدأ بالظهور، وكيف يمكنكِ تفسيرها، ليمنحكِ الفهم والوعي اللازمين خلال هذه المرحلة المثيرة.
للتحدث عن أعراض الحمل المبكر، من المهم أولًا فهم كيفية حساب عمر الحمل، طبيًا يبدأ حساب الحمل من اليوم الأول لآخر دورة شهرية (LMP)، حتى لو لم يكن هناك حمل فعلي في الأسبوعين الأولين.
هذه الطريقة القياسية للحساب تساعد الأطباء على تحديد موعد الولادة المتوقع وتتبع نمو الجنين بدقةً أما الإخصاب الفعلي بالبويضة يحدث عادةً في نهاية الأسبوع الثاني أو بداية الأسبوع الثالث (بعد التبويض)، عندما تلتقي البويضة بالحيوان المنوي في قناة فالوب، وبعد الإخصاب، تبدأ البويضة المخصبة (التي تُعرف الآن بالزيجوت ثم الموريولا ثم الكيسة الأريمية) رحلتها نحو الرحم، والتي تستغرق عادةً من 3 إلى 5 أيام.
أما انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، والذي يؤدي إلى بدء إنتاج هرمون الحمل (hCG) وظهور أعراض الحمل المبكر، فيحدث عادةً بعد حوالي 6 إلى 12 يومًا من الإخصاب، وهذا يعني أن أولى علامات الحمل الحقيقية قد تبدأ بالظهور في نهاية الأسبوع الثالث أو بداية الأسبوع الرابع من الحمل المحسوب من اليوم الأول لآخر دورة شهرية.
من النادر جدًا، إن لم يكن مستحيلًا، الشعور بأعراض واضحة ومميزة للحمل قبل حدوث الانغراس وإنتاج هرمون الحمل بكميات كافية، والسبب في ذلك بسيط؛ وهو أن الهرمون هو المسؤول عن التغيرات الفسيولوجية التي تسبب هذه الأعراض، ولا يتم إنتاجه بكميات محسوسة قبل أن تتثبت الكيسة الأريمية في بطانة الرحم وتبدأ المشيمة بالتشكل.
لذلك، أي أعراض تُلاحظ قبل هذا الوقت تكون غالبًا مرتبطة بالدورة الشهرية الطبيعية أو بتغيرات هرمونية غير مرتبطة بالحمل.
صعوبة الكشف عن أعراض الحمل المبكر في المراحل الأولى جدًا تكمن في عدة عوامل بيولوجية وفسيولوجية، مثل:
عندما تبحث المرأة عن أعراض الحمل المبكر، فإنها غالبًا ما تركز على التغيرات الجسدية التي قد تكون مؤشرًا أكيدًا، لذلك ملكتي إليكِ أبرز وأكثر هذه الأعراض شيوعًا مع تفصيل لكلٍ منها:
تعتبر هذه العلامة هي المؤشر الأكثر وضوحًا والأقوى على الإطلاق للحمل، خاصةً إذا كانت الدورة الشهرية للمرأة منتظمة، فإذا تأخرت دورتكِ عن موعدها المتوقع، فهذا غالبًا ما يكون أول ما يدفع المرأة لإجراء اختبار الحمل.
لماذا تحدث؟ بعد حدوث الانغراس بنجاح، تبدأ المشيمة النامية في إنتاج هرمون الحمل بكميات متزايدة، وهذا الهرمون يرسل إشارة إلى الجسم للحفاظ على الجسم الأصفر الذي بدوره يستمر في إنتاج هرمون البروجستيرون، والبروجستيرون هو الهرمون المسؤول عن الحفاظ على بطانة الرحم سميكة ومناسبة لنمو الجنين، وبالتالي لا يتم التخلص منها كما يحدث في الدورة الشهرية العادية.
ملاحظة هامة: على الرغم من قوة هذه العلامة، إلا أن تأخر الدورة الشهرية قد يحدث لأسباب أخرى غير الحمل، مثل التوتر الشديد، التغيرات الكبيرة في الوزن (زيادة أو نقصان)، اضطرابات الأكل، ممارسة الرياضة المفرطة، متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، أو تناول بعض الأدوية، لذلك ملكتي فإن غياب الدورة الشهرية يدفع للشك ولكنه يتطلب تأكيدًا باختبار الحمل.
الشعور بتعب شديد وغير مبرر، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، هو من أعراض الحمل المبكر الشائعة جدًا والتي قد تبدأ مبكرًا، فقد تشعرين بأنكِ مرهقة باستمرار، أو تواجهين صعوبة في التركيز على المهام اليومية.
لماذا يحدث؟ يعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع السريع في مستويات هرمون البروجستيرون في الجسم، والذي له تأثير مهدئ ومسبب للنعاس، بالإضافة إلى ذلك، يبدأ جسمكِ ببذل طاقة إضافية لدعم نمو الجنين، حيث تزداد عملية الأيض، وتزداد كمية الدم المنتجة، ويُستهلك المزيد من العناصر الغذائية، كل هذه التغيرات تضع عبئًا إضافيًا على الجسم وتؤدي إلى الشعور بالإرهاق.
على الرغم من تسميته بـ"غثيان الصباح"، إلا أنه يمكن أن يحدث في أي وقت من النهار أو الليل، أو حتى يستمر طوال اليوم، ويعتبر هذا العرض من أعراض الحمل المبكر المميزة جدًا والتي تصيب ما يصل إلى 80% من النساء الحوامل.
لماذا يحدث؟ يُعتقد أنه مرتبط بالارتفاع السريع في مستويات هرمون الحمل وهرمون الإستروجين في الجسم، كما أن انخفاض نسبة السكر في الدم والتغيرات في حاسة الشم والتذوق قد تساهم في حدوثه.
متى يبدأ؟ قد يبدأ مبكرًا في الأسبوع الرابع أو الخامس من الحمل (أي بعد حوالي أسبوع إلى أسبوعين من غياب الدورة)، ويبلغ ذروته عادةً في الأسابيع 9 إلى 10، ثم يقل تدريجيًا مع تقدم الحمل.
يصبح الثديين حساسين للمس، متورمين، أو مؤلمين، وقد تشعرين بثقل فيهما، وقد تصبح الهالة (المنطقة الداكنة حول الحلمة) أغمق وأكبر قليلًا وقد تظهر عليها نتوءات صغيرة (غدد مونتغمري) بشكل أوضح.
لماذا تحدث؟ بسبب التغيرات الهرمونية السريعة (خاصةً الإستروجين والبروجستيرون) التي تبدأ في تهيئة الثديين للرضاعة الطبيعية منذ بداية الحمل، ويزداد تدفق الدم إلى منطقة الثديين مما يسبب التورم والألم.
الشعور بالحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد، حتى في الليل، هو من أعراض الحمل المبكر التي قد تلاحظينها!
لماذا يحدث؟ يرجع ذلك إلى عدة عوامل؛ أولًا، تزداد كمية الدم في الجسم أثناء الحمل، مما يزيد من حجم السوائل التي تقوم الكليتان بتصفيتها، وبالتالي تزداد كمية البول، وثانيًا، يبدأ الرحم المتنامي في الضغط على المثانة، مما يقلل من قدرتها الاستيعابية ويزيد من الحاجة إلى التبول المتكرر.
قد تلاحظ بعض النساء بقعًا خفيفة جدًا من الدم، يكون لونها ورديًا فاتحًا أو بنيًا داكنًا، ولا تكون غزيرة مثل الدورة الشهرية ولا تستمر طويلًا (من بضع ساعات إلى يومين كحد أقصى).
لماذا يحدث؟ يحدث هذا عندما تلتصق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، وهي عملية تسمى الانغراس، حيث يمكن أن يؤدي هذا الالتصاق إلى تمزق بعض الأوعية الدموية الصغيرة في بطانة الرحم، مما يسبب هذا النزيف الخفيف.
متى يبدأ؟ عادةً ما يظهر بعد حوالي 6 إلى 12 يومًا من الإخصاب، أي قبل موعد الدورة الشهرية المتوقع ببضعة أيام إلى أسبوع، ويعتبر هذا النزيف من أعراض الحمل المبكر التي قد تسبب بعض الارتباك، حيث يمكن الخلط بينه وبين بداية الدورة الخفيفة.
قد تشعر بعض النساء بتقلصات خفيفة في أسفل البطن، تشبه تقلصات الدورة الشهرية ولكنها عادةً ما تكون أقل حدة وأقصر مدة، وقد توصف بأنها إحساس بالوخز الخفيف أو الضغط.
لماذا تحدث؟ قد تكون هذه التقلصات مرتبطة بعملية الانغراس نفسها أو بتمدد الرحم الخفيف مع بدء نمو الحمل.
الشعور بتقلبات عاطفية شديدة، من السعادة الغامرة إلى الحزن أو الغضب أو البكاء بسرعة ودون سبب واضح، هو من أعراض الحمل المبكر التي تشبه إلى حد كبير أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS).
لماذا تحدث؟ ترتبط هذه التقلبات بالارتفاع السريع في مستويات الهرمونات في الجسم، وخاصةً الإستروجين والبروجستيرون، والتي تؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن تنظيم المزاج.
قد تجدين نفسكِ فجأة تشعرين بالغثيان أو الانزعاج الشديد من روائح لم تكن تزعجكِ من قبل (مثل رائحة بعض الأطعمة المطهية، العطور، الدخان، أو حتى رائحة الثلاجة).
لماذا تحدث؟ يُعتقد أن التغيرات الهرمونية تزيد من حدة حاسة الشم بشكل كبير، مما يجعل الروائح العادية تبدو قوية ومزعجة.
قد تجدين نفسكِ تنفرين فجأة من أطعمة كنتِ تحبينها، أو تشعرين برغبة شديدة في تناول أطعمة معينة أو مزيج غريب من الأطعمة.
لماذا تحدث؟ السبب الدقيق غير معروف تمامًا ولكن يُعتقد أنه مرتبط بالتغيرات الهرمونية، وقد يكون الجسم يبحث عن عناصر غذائية معينة.
إذا كنتِ تتبعين طريقة تتبع درجة حرارة الجسم القاعدية (BBT) لتحديد موعد التبويض، فغالبًا ما تلاحظين ارتفاعًا في درجة الحرارة بعد التبويض، وإذا استمر هذا الارتفاع لمدة تزيد عن 18 يومًا متتاليًا، فهذا مؤشر قوي جدًا على الحمل.
لماذا يحدث؟ بعد التبويض، ترتفع درجة الحرارة القاعدية بسبب هرمون البروجستيرون، وفي حالة عدم حدوث الحمل، تنخفض درجة الحرارة قبل الدورة الشهرية، ولكن في حالة الحمل، يستمر البروجستيرون في الارتفاع، مما يحافظ على درجة حرارة الجسم مرتفعة، وهذا العرض من أعراض الحمل المبكر التي تتطلب مراقبة دقيقة للغاية.
نعم، هذا هو التحدي الأكبر والمصدر الرئيسي للقلق والإحباط للكثير من النساء اللاتي يحاولن الحمل، فالكثير من أعراض الحمل المبكر تتداخل بشكل كبير مع أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، مما يجعل التمييز صعبًا ومحبطًا أحيانًا، فكلاهما ينجم عن التقلبات الهرمونية في جسم المرأة، وخاصةً البروجستيرون الذي يرتفع في المرحلة الأصفرية من الدورة الشهرية (بعد التبويض) وفي بداية الحمل.
ولكن في كثير من الأحيان، يكون من الصعب جدًا التمييز بينهما إلا بمرور الوقت أو من خلال اختبار الحمل، لذلك ملكتي فإن التركيز المفرط على هذه الأعراض قد يزيد من التوتر والقلق، وهو ما لا يُنصح به أثناء محاولة الحمل.
على الرغم من أن أعراض الحمل المبكر المذكورة أعلاه يمكن أن تكون مؤشرات قوية، إلا أنها لا تشكل تشخيصًا قاطعًا للحمل، ولكن الوسيلة الأكثر دقة وموثوقية لتأكيد الحمل هي اختبار الحمل الذي يكشف عن وجود هرمون الحمل.
الصبر هو المفتاح عندما يتعلق الأمر باكتشاف الحمل، على الرغم من أنكِ قد تشعرين بـ أعراض الحمل المبكر، فإن الانتظار حتى الوقت المناسب لإجراء الاختبار سيوفر عليكِ الكثير من القلق والإحباط بسبب النتائج السلبية الكاذبة.
إن رحلة اكتشاف الحمل هي فترة مليئة بالمشاعر المتضاربة من الأمل، الترقب، والقلق، بينما تترقب كل امرأة ظهور أعراض الحمل المبكر، من المهم فهم أن هذه الأعراض قد تكون خفية وغير يقينية في بدايتها، وأنها غالبًا ما تتشابه مع إشارات أخرى من الجسم.
أكثر أعراض الحمل المبكر شيوعًا ووضوحًا هي غياب الدورة الشهرية، تليها التعب الشديد، الغثيان، وتغيرات الثديين، لكن تذكري دائمًا أن الطريقة الوحيدة المؤكدة لتأكيد الحمل هي من خلال اختبار الحمل الذي يكشف عن هرمون الحمل، سواءً كان اختبار بول منزلي أو اختبار دم في عيادة الطبيب.
ولا تنسي أن تكوني صبورة، اعتني بنفسكِ جيدًا ودعي الفحوصات الطبية تؤكد لكِ هذا الخبر السعيد، وتقبلي هذه الرحلة بكل مراحلها، واستمتعي بكل إشارة يرسلها لكِ جسدكِ!
هل نزول دم بعد العلاقة الزوجية يدل على الحمل؟
من بين هذه الإشارات، يبرز تساؤل شائع ومقلق أحيانًا: هل نزول دم بعد العلاقة الزوجية يدل على الحمل؟ أم هل هو مؤشر على مشكلة صحية؟
كيف تتأثر خصوبتي بعدم انتظام الدورة؟ وهل يمكنني تنظيمها!
قد يكون عدم القدرة على تتبع الدورة الشهرية ومعرفة أيام نافذة خصوبتكِ أمرًا محبطًا للغاية! لكن على الرغم من أن هذا قد يكون عائقًا
التبويض مفتاح الحمل! لكن ماذا لو كان تأخر التبويض؟
معظم النساء اللاتي يعانين من تأخر التبويض بعد الدورة الشهرية يأخذن وقتًا طويلًا، وقد يحدث بالتبويض أو لا يحدث إطلاقًا في كل دورة، وهذا يمكن أن يجعل