أنتِ لا تحتاجين لأن أقول لكِ إن النوم المريح مهم وكلنا نحتاجه. لكن أحيانًا تكون "راحة الليل" مؤقتة بينما تترك آثارًا طويلة على جسمكِ: ألم مزمن، تنميل في الأطراف، أو حتى خطوط رقيقة على الوجه تظهر أسرع مما تتوقعين. من بين أوضاع النوم، النوم على البطن يبدو مريحًا للبعض لأنه يخفف أحيانًا الشخير، لكن له ثمن.
في هذا المقال اكتشفي لماذا النوم على البطن يعتبر أسوأ وضعيات النوم، أيضًا تأثيره على رقبتكِ وبشرتكِ وأثر ذلك على صحتكِ العامة. كذلك كيف تغيّرين الأمر بشكل لطيف وناعم بخطوات عملية.
عندما تستلقي المرأة على بطنها، تحدث ثلاثة أمور رئيسية بسيطة لكنها ذات أثر كبير:
1. لفّ للعنق والرقبة: لكي تتمكني من التنفس بأريحية، يضطر الرأس لأن يُوجّه ناحية أحد الجانبين، مما يضغط على الرقبة ويفرض عليها وضعية غير طبيعية لساعات. هذه الدوران الثابت يضغط على الفقرات العنقية والعضلات المحيطة.
2. انحناء العمود الفقري القطني: البطن على المرتبة تُغَيّر انحناءات الظهر الطبيعية؛ فيصبح العمود الفقري مضغوطًا أو مشوّهًا بدلاً من أن يبقى في وضع محايد. هذا يفسر آلام أسفل الظهر عند كثيرات ممن يخترن النوم على البطن بسبب الضغط المتكرر.
على الوجه: الجلد والأنسجة الرخوة يتم ضغطها على الوسادة لساعات مما يخلق قوى شدّ وضغط تؤدي مع السنوات إلى "تجاعيد النوم" وتبدّل توزيع السوائل تحت الجلد. الدراسات تربط الضغط المتكرر أثناء النوم على الوجه بتكوّن خطوط دقيقة مبكرة.
الاستدارة الدائمة للرأس إلى الجانب أثناء النوم تجهد عضلات الرقبة وتضغط على مفاصل الفقرات العنقية؛ النتيجة: تيبس صباحي، ألم يمتد إلى الكتفين، وحتى صداع توتري متكرر. على المدى الطويل قد يتحول الألم إلى مشكلة مزمنة تحتاج علاجًا طبيعيًا أو إجراءات تقويمية.
النوم على البطن يطيل القوس القطني (المنطقة السفلية للظهر) أو يغيّر وضعية الحوض، ما يسبب توترًا في العضلات القطنية والأربطة. النساء اللاتي يعانين من ألم أسفل الظهر غالبًا ما يجدن أن تغيير الوضعية يقلل الألم.
وضع الذراعين تحت الجسم أو الرأس أثناء النوم قد يضغط على الأعصاب (مثل العصب الزندي أو عصب الكتف)، فيوقظكِ بشعور “تنميل”. تكرار هذا يؤدي إلى إزعاج ليلي متكرر وربما تفاقم مشكلات عصبية موجودة.
الوجه المضغوط لعدة ساعات يتعرض لقوى شد وضغط تؤدي مع الزمن إلى خطوط أفقية ورأسية حول الفم والعينين والجبهة. الدراسات في طب التجميل تشير إلى أن النوم على البطن أو الجانب يساهم في "تجاعيد النوم" نتيجة شد الجلد المتكرر. إذا كنت تهتمين ببشرتكِ، فهذه معلومة قد تزعجكِ لكنها قابلة للتدارك.
حتى وإن كانت بعض المصادر تقول إن النوم على البطن آمِن في الفترات المبكرة من الحمل، فإن التغيرات الجسدية مع تقدّم الحمل تجعل النوم على البطن غير مريح وغير موصى به بعد الثلث الأول والثاني. الخبراء يشيرون إلى أن النوم على الجانب (وخاصة الجانب الأيسر) أفضل لتدفق الدم ولأمان الجنين. لذلك الحامل التي تفضّل النوم على بطنها تحتاج لتعديل وضعيتها مبكرًا.
هناك دراسات صغيرة تشير إلى أن النوم على البطن قد يفتح المسلك الهوائي ببعض الحالات ويقلل الشخير أو نوبات توقف التنفس الصغيرة، لكن الفائدة هذه لا تغطي أضرار الرقبة والظهر والجلد. بالتالي ليس حلًا عامًا لمشكلات التنفس أثناء النوم.
الأدلة السريرية تُجمع من عدة مصادر: ملاحظات عيادية ومراجعات ومقالات في مجلات طبية وتجميلية. هناك إجماع بين مراكز صحية كبرى أن النوم على البطن يضع ضغطًا غير طبيعي على الرقبة والعمود الفقري وأن الضغط على الوجه طويل الأمد يساهم في تكوّن تجاعيد. بالطبع تختلف التفاصيل من شخص لآخر، لكن كقاعدة عامة للأغلبية: الوضعية غير مثالية.
تستيقظين غالبًا وأنتِ تشعرين بتصلب أو ألم في الرقبة.
تجدين تنميلًا أو وخزًا في ذراع أو يد بعد النوم.
لاحظتِ خطوطًا أو تورمًا على أحد جانبي الوجه صباحًا يزول خلال اليوم تدريجًا.
تحبين أن تنامي محتضنة وسادة تحت صدركِ أو رأسكِ.
لو توافرت أكثر من علامة من هذه العلامات فربما الأنماط الليلية لديكِ بحاجة إلى تعديل لطيف.
لا أطلب منكِ القسوة على نفسكِ، التغيير يحتاج وقتًا وبرفق. إليكِ خطة عملية لتعويد جسمكِ على وضعية أفضل للنوم:
الليلة الأولى: حاولي النوم على جانبكِ مع وسادة صغيرة بين الركبتين.
ضعي ملاحظة لطيفة على المِرفق القريب من السرير تذكركِ "الاستلقاء على الجانب الليلة".
الهدف:تقصير مدة النوم على البطن كل ليلة تدريجيًا.
وسادة للجسم (body pillow): ضعيها أمامكِ، احتضنيها حيث تمنعكِ من الانقلاب على البطن بسهولة وتمنحكِ شعورًا بالأمان.
وسادة رقيقة للرأس: إن كنتِ معتادة على وسادة سميكة، فاستبدليها بوسادة رقيقة أو ضعيها تحت البطن بدلًا من الرأس لتقللي الضغط على الرقبة.
وسادة للعنق: لدعم النقطة القَرْنية وتحافظ على المحاذاة الطبيعة للرقبة أثناء النوم على الجانب.
إذا استيقظتِ على بطنكِ صباحًا، لا تضغطي على نفسكِ: استنشقي الهواء ببطء وادفعي جسدكِ للاتفاف اللطيف إلى الجانب وغدًا إن شاء الله ستنامين وقتًا أطول على الجانب.
دوران رقبة بطيء (10 مرات) كل جهة.
تمارين فتح الكتف وتمديدات للصدر على حافة السرير.
شد عضلات الظهر السفلي بنمط (Cat-Cow) لمرونتهما.
هذه الحركات تقلل الصلابة وتجعل التبديل إلى الجانب أو الظهر أكثر راحة.
استخدمي وسادة رقيقة جدًا تحت الرأس بحيث تظل الرقبة أقل استدارة.
ضعي وسادة صغيرة تحت الحوض لتقليل التمدد القطني.
غيّري اتجاه الرأس كل عدة ليالٍ لتوزيع الضغط على جانبي الوجه.
هذه حلول لا تمنع الضرر تمامًا لكنها تحد منه إذا كان تغيير الوضعية صعبًا جدًا.
خذي روتين ترطيب ليلي قوي: مرطّب غني أو سيروم يحتوي فيتامين C ريتينول (حسب تحمل بشرتكِ) يقلل التأثير التجميلي للضغط اليومي أثناء النوم.
قماش وسادة ناعم: استخدمي شرشفًا من الحرير أو الساتان يقلّل الاحتكاك ويخفف من إجهاد البشرة مقارنة بالقطن.
تجنبي وضع الماكياج عند النوم: الماكياج يزيد الاحتكاك وينقل ملوثات للوسادة.
تغيير وضعية النوم أفضل من هذه الحلول التجميلية المؤقتة لكن إن لاحظتِ تجاعيد ثابتة استشيري طبيبة جلدية.
- ألم في الرقبة أو الظهر لا يتحسن بعد أسابيع من تعديل النوم أو التمارين المنزلية.
- تنميل متكرر في اليدين أو ضعف حركة.
- صداع صباحي شديد أو دوخة لا تختفي مع تغير الوضعية.
- إذا كنتِ حاملًا وقلقَتِ بشأن وضعية نومكِ أو راحتكِ أو حركة الجنين.
هنا، التقييم الطبي أو العلاج الطبيعي قد يوفر حلولًا أسرع وأكثر تخصصًا.
لا أحد يطلب منكِ تعديل كل عاداتكِ فورًا وبقوة. التغيير اللطيف والمستمر هو السر: قليل من الانتباه كل ليلة سيمنحكِ سنوات من الراحة والجمال. إن النوم على البطن قد يمنح شعورًا مؤقتًا بالراحة، لكن آثارها على الرقبة، الظهر، الأعصاب، وبشرتكِ قد لا تكون متوقعة والأفضل هو أن تمنحي جسدكِ فرصة ليقضي الليل في وضع يتعافى فيه، ولا يتألم.
ابدئي بخطوة واحدة اليوم: جرّبي ليلة واحدة مع وسادة للجسم، ودوّني كيف شعرتِ صباحًا. إن أعجبكِ الفرق، فها هي بداية عادة جديدة تدلل جسدكِ وتدوم.
نتمنى لكِ نومًا هنيئًا ملكتي.
اكتشفي فوائد عصير البقدونس للنساء وكيفية تحضيره!
من فوائد عصير البقدونس للنساء أنه يحسن صحة الفم والمسالك البولية والكلى والجهاز الهضمي، والعديد من الفوائد الأخرى التي سنذكرها لكِ
تعانين من آلام وإفرازات مهبلية مستمرة؛ اكتشفي السبب
التهاب المهبل الجرثومي أو البكتيري (BV) هو عدوى مهبلية شائعة تحدث عندما تنمو بعض البكتيريا الطبيعية التي تعيش في المهبل
تعانين من آلام الجيوب الأنفية؛ إليكِ الحل
على الرغم من أنه غير مريح ومؤلم، إلا أن التهاب الجيوب الأنفية غالبًا ما يختفي دون تدخل طبي، لكن إذا كانت الأعراض شديدة ومستمرة، فيجب