ما الفرق بين العلاقة الحميمية والعلاقة الجنسية

عندما أخبرتني صديقة عزيزة قبل بضعة أسابيع بأنها وزوجها كانا على قدر كبير من الحميمية في الليلة السابقة، افترضتُ بطبيعة الحال أنها كانت تشير إلى علاقة جنسية جيدة، وهو ما يفسّر أيضًا مزاجها المشرق في ذلك اليوم، وقد سعدت من أجلها.

لكن ما لم أنتبه إليه هو أن ردي كان مبنيًا على افتراض خاطئ شائع، وهو أن الحميمية والعلاقة الجنسية هما الشيء نفسه، والحقيقة أنهما ليسا كذلك.

الفرق بين العلاقة الحميمية والعلاقة الجنسية

غالبًا ما تخلط ثقافتنا بين العلاقة الجنسية والحميمية، ومع ذلك من الممكن تمامًا ممارسة الجنس دون وجود حميمية، في الواقع يفعل كثير من الأزواج ذلك طوال الوقت، وفي المقابل من الممكن أيضًا وجود الحميمية دون ممارسة الجنس، إذ يمارسها الناس بانتظام مع الأصدقاء، أو العائلة، أو حتى مع شركائهم على المدى الطويل.

ما هي العلاقة الحميمية غير الجنسية ؟

الحميمية هي القدرة على أن تكوني قريبة، وصادقة، وضعيفة أمام شخص آخر.

تقوم الحميمية على الرغبة في أن تعرفي وأن تُعرَفي، على الصدق، وتنمية الثقة المتبادلة، والبوح الذاتي، والاستقلال المتبادل، والاحترام والتقدير المتبادل، والاستمتاع بالمشاركة والاقتراب.

توضح عالمة الأنثروبولوجيا هيلين فيشر، المعروفة بأبحاثها العميقة حول العلاقات والجنس، أن الحميمية هي تعبير عن اتصال عاطفي قد يظهر بشكل مختلف لدى الرجال والنساء؛ فالنساء عادةً ما يُعبّرن عن الحميمية من خلال محادثات وجهاً لوجه، ومشاركة الآمال العميقة والمخاوف الداكنة.

أما الرجال، فعادةً ما يُعبّرون عن الحميمية من خلال اللعب أو العمل جنبًا إلى جنب، ومع الرجال، قد تحدث مشاركات حول الأحلام والمخاوف، ولكنها غالبًا ما تكون مغلفة بلغة الدعابة.

هذه الفروقات بين الجنسين هي بالطبع تعميمات، لكنها دقيقة في معظم الحالات، ونراها بوضوح في العلاقات الواقعية، خاصةً تلك التي تمر بصعوبات.

فالرجل والمرأة يشعران بالحب والرغبة في التقارب، لكنهما يتحدثان "بلغتين عاطفيتين" مختلفتين.

وهنا، تضيع رسالة الحميمية في الترجمة.

هل العلاقة الجنسية جزء من الحميمية؟

من المؤكد أن أحد أهم أهداف معظم الأزواج هو تحقيق الحميمية العاطفية، كما ورد في الوصف أعلاه، مع أن يكون الاتصال الجنسي تعبيرًا وتمديدًا لتلك الحميمية.

لكن رغم ذلك، فإن الجنس ليس هو الحميمية، فالبشر - وخصوصًا الرجال - قادرون تمامًا على فصل الفعل الجسدي للجنس عن التعبير العاطفي للحميمية، والخبر السار هنا أن الجنس، كما أُشير سابقًا، يمكن أن يكون تعبيرًا وتمديدًا للحميمية.

فهو قادر على تعميق الإحساس بالاتصال العاطفي بين الزوجين، وعندما يكون الزوجان متصلين عاطفيًا حقًا، يمكن أن يكون الجنس ممتعًا للغاية ومشتعلًا بالشغف.

بمعنى آخر، ليست كل علاقة حميمة تحتاج إلى أن تكون على النمط التقليدي، مع النظر في العيون وتبادل عبارة "أحبك كثيرًا"، فقد تكون علاقة سريعة في المطبخ، دون تخطيط مسبق، بنفس القدر من الحميمية، كلٌّ بطريقته الخاصة.

ما الذي يحتاجه الأزواج حقًا ؟

مرة أخرى، يمكن للجنس أن يكون تعبيرًا مهمًا عن الحميمية، لكنه ليس النهاية المطلقة لها، حتى عندما يتعلق الأمر بالحميمية الجسدية.

فإذا ركزنا بشكل مفرط على الفعل الجنسي نفسه - مثل الانتصاب، أو الوصول إلى النشوة - فإننا نقلل من تجربة الضعف والقرب التي نتوق إليها جميعًا.

بالنسبة لكثير من الأزواج، فإن تقليل التركيز على الجنس الفعلي، وزيادة التركيز على الإحساس الحسي، يمكن أن يعيد الإحساس بالاتصال الجسدي كامتداد للاتصال العاطفي.

والفرق بين الحسية والجنسية هو أن الحسية تُركّز على جميع الحواس؛ لذا يمكن للزوجين الانخراط في تدليك الظهر أو القدمين، أو الإمساك بالأيدي، أو العناق، أو التلامس الدافئ - دون ممارسة الجنس - ومع ذلك يشعران بنفس القدر من الحميمية والمتعة.

كيف أعرف أن زوجي يحبني ؟

عندما يحب الإنسان شخصًا، فالأمر لا يتعلق بالجنس فقط، بل بالاتصال الإنساني، ومن الطبيعي أن تتساءلي أحيانًا: كيف أعرف أن زوجي يحبني ، إن لم تكن العلاقة الجنسية هي الدليل ؟

إليك علامات مؤكدة على أن زوجك يحبك بصدق، فهيا بنا نكتشفها معًا، ولكن ليس شرطًا تحققها كلها ليثبت لكِ حبه، بل يكفي تحقق بعضًا منها لتعلمي أن زوجك يحبك.

1. الاحترام المتبادل

الاحترام هو جوهر أي علاقة ناجحة، فإذا كان زوجك يحترمك كما تحترمينه، فهذه أولى الإجابات الإيجابية عن : كيف أعرف أن زوجي يحبني !

ويظهر الاحترام في الاستماع إليك بانتباه، وتقدير آرائك، واستخدام كلمات لطيفة في الحديث، والالتزام بالمواعيد.

الزوج الذي يحبك حقًا لا يقلّل منك أبدًا أمام الآخرين، بل يُشعرك بأنك ذات قيمة كبيرة في حياته.

2. الاهتمام والرعاية

الاهتمام لا يُقال بالكلمات فقط، بل يُرى في الأفعال اليومية.

إذا كان زوجك يخصص لك وقتًا رغم انشغاله، ويسأل عنك باستمرار، ويهتم بتفاصيل يومك، فهو بالتأكيد يحبك.

3. الاستعداد للتغيير من أجلك

الزوج المحب يسعى لتطوير نفسه لأجلك، ويتخلى عن العادات التي تزعجك، ويحاول أن يكون شريكًا أفضل، والحب لا يعني الكمال، بل الرغبة في التحسّن.

4. يُظهر فخره بك أمام الآخرين

إن كان يحبك، فلن يخفيك عن العالم، سيُحرص على وجودك دوما حول عائلته وأصدقائه، يضع صورتك في مكتبه، أو يتحدث عنك باعتزاز أمام الآخرين.

الزوج الذي يحبّ حقًا يريد أن يعرف الجميع أنك زوجته.

5. يفاجئك بهدايا بسيطة

ليست الهدايا الغالية هي ما يهمّ، بل تلك اللمسات الصغيرة التي يقول بها: "تذكّرتك".

الزوج المحب يعرف ما الذي يُسعدك، ويُعبّر عن حبه بطرق مبتكرة.

6. يُصغي إليك باهتمام

الزوج الذي يحب لا يقاطعك أو يستخفّ بكلامك، بل يصغي إليك، ويُبدي اهتمامًا بما تقولين.

الإنصات الحقيقي هو أرقى أشكال الحب.

7. يشاركك اهتماماتك

حتى وإن لم يكن يحب ما تحبين، ستجدينه يحاول أن يشاركك هواياتك وأنشطتك.

فهو يحبّ ما تحبين لأنك أنتِ من يحبّها.

8. يُشركك في قراراته

الزوج الذي يحب لا يتخذ قراراته بمفرده، بل يسألك رأيك، ويثق في حكمك، هو يراك شريكته في كل شيء، لا مجرد متلقية لأوامره.

9. يُلبي احتياجاتك

سواء كانت مادية أو عاطفية، الزوج المحبّ يسعى لتوفير ما تحتاجينه بقدر استطاعته.

10. لا يتصرف بأنانية

كلمة "نحن" تخرج منه بسهولة، لأنك جزء من كل شيء في حياته، أما من يكثر من قول "أنا" فهو يضع نفسه أولًا دائمًا، وهذه ليست لغة الحب.

11. سعادتك تُهمه

عندما يرى أنك حزينة، لا يرتاح حتى يُعيد البسمة إلى وجهك، فسعادتك بالنسبة له ليست تفصيلًا... بل هي راحته النفسية.

12. يُقدّرك ويشكرك

كلمة "شكرًا" منه دليل كبير على حبه واحترامه، فالتقدير الصادق يخلق بيئة من الأمان العاطفي داخل العلاقة.

13. يعترف بأخطائه

الاعتذار ليس ضعفًا، بل حبّ ناضج، فالزوج الذي يحبك لا يتكبر على قول "آسف"، بل يسعى لإصلاح ما أفسده.

14. يضحك على نكاتك

حتى إن لم تكن مضحكة جدًا! فالضحك المشترك أحد أسرار الحب الطويل الأمد.

15. يضحي لأجلك

الحبّ الحقيقي هو تضحية متبادلة، ستجدينه يُفضّلك على نفسه في المواقف الصغيرة والكبيرة.

16. دائم المساعدة

قد لا يمتلك الحل دائمًا، لكنه سيحاول بشتى الطرق أن يدعمك أو يجد من يساعدك.

17. يراك ملاذه الآمن

عندما يمرّ بضغوط، يلجأ إليك ليشعر بالراحة، لأن حضنك بالنسبة له هو المكان الآمن.

18. يحترم رأيك

قبل اتخاذ قرارات مهمة، يسألك ويستشيرك، ويعتبر رأيك جزءًا من قراره النهائي.

19. يشتاق إليك بصدق

يمكنكِ أن تشعري بالاشتياق الحقيقي من نبرته وكلماته وتصرفاته، فالاشتياق الصادق لا يمكن تمثيله.

20. يُقدّر أفكارك وينفذها

الزوج الذي يحبّك لا يسمع أفكارك لمجرد المجاملة، بل يُطبّقها ويُظهر أنه يثق برؤيتك.

21. يتقبلك كما أنت

لا يحاول تغييرك بالقوة، بل يحبك بعيوبك وميزاتك معًا، فالحبّ الصادق لا يحتاج إلى قناع.

22. يحترم والديك

من يحبك بصدق لا يمكن أن يسيء إلى من أنجبك، فاحترامه لعائلتك دليل واضح على عمق محبته لك.

23. يراك الأجمل دائمًا

في عينيه، أنتِ مثالية، ولا يهم كيف يراك الآخرون، فحبه لا يتأثر بالمظاهر.

24. يشاركك أهداف الحياة

أن يكون لديكما حلم مشترك، وتسيران معًا نحوه، يعني أن الحب ناضج ومستقر.

الحميمية مع التقدم في العمر

هذا خبر رائع مع تقدم الأزواج في العمر، فقد تقل الرغبة الجنسية (وكثيرًا ما يحدث ذلك فعلًا)، لكن حاجتنا الإنسانية لأن نكون محبوبين ومكشوفين ومُلامَسين لا تقل أبدًا.

فنحن بحاجة إلى أن نرعى وأن نُرعى، وأن نُقدّم الراحة وأن نتلقّاها، نحتاج إلى الشعور بالاتصال العاطفي والجسدي مع أزواجنا، لكننا لا نحتاج دائمًا إلى الجنس ليكون جزءًا من هذه المعادلة.

ولحسن الحظ، فإن أشكال الاتصال الجسدي الأخرى يمكن أن تكون مجزية بالقدر نفسه.