في تربية الاطفال، لنفهم كيف يعمل الدماغ، يمكننا أن نعتبر أن الدماغ مقسم إلى ثلاثة أجزاء.

• الجزء الأول: إنه الدماغ الأساسي الذي يؤمن البقاء على قيد الحياة : الشرب، الأكل، التناسل.
• وهو يتحكم بالسلوكيات البدائية مثل الخوف، الكره، غريزة البقاء على قيد الحياة.
• الجزء الثاني: إنه الدماغ الذي له علاقة بالمشاعر والحكم على الآخرين.
• الجزء الثالث: نجد القشرة الدماغية، إنها هي التي تسمح بالتفكير وبالتأمل.

إذا كان جزئي الدماغ الاول والثاني في حالة استنفار فلا تستطيع القشرة الدماغية أن تعمل.

مثلاً:

• إذا كان الطفل يشعر بعدم الأمان أو بالتعب أو بالجوع، فإن الجزء الأول من الدماغ لديه هو الذي ينشط، ولن يستطيع عندها أن يتعلم.
• وعندما يتعرض الطفل للشعور بالخطر، فإن الجزء الثاني من الدماغ لديه يعتبر هذه المعلومة بمثابة اعتداء وردة فعله هي محاولة الحفاظ على الحياة.
• بنفس الطريقة، إذا كان الطفل معرضاً لانفعال عنيف (غضب، خوف، حزن)، فلن يستطيع أن يستمع إلى أي تعليل منطقي.

في تربية الاطفال لن ينفع بشيء أن نقول له اهدأ واقرأ درسك، فمن المستحيل بالنسبة له أن ينتقل إلى جزء القشرة الدماغية، يجب أولاً أن نتقبل انفعاله بطريقة الإصغاء الفعال حتى لا تتعرض القشرة الدماغية للتشويش.

نفس المبدأ ينطبق على المراهق العاشق الذي لا يستطيع أن يركز، هذه المقاربة مبسطة جداً لكنها تسمح بأن نفهم لماذا لا يستطيع الطفل أن يتعلم أحياناً، لكن كل منا لديه خصوصاً نوع الذكاء الخاص به والدماغ يمتلك المرونة والقدرة على التكيف والتعلم!

ماذا أفعل لتحسين الدماغ ولجعل أداءه أفضل؟

في تربية الاطفال أحياناً يكفي أن نغير المحيط أو العادات لكي نعيد وصل خلايا عصبية لم تعد موصولة، فإذا نظرنا للأمور من زاوية مختلفة، واستعملنا تقنية مختلفة، كل الإمكانيات يمكن أن تبرز، هناك عددًا من استراتيجيات التي يمكنك استخدامها للمساعدة في تحسين ذاكرة طفلك، مثل:

• شجعيه على الأسئلة

فهم الموضوع هو الخطوة الأولى ليكون الطفل قادرًا على تذكر المادة، ويساعد طرح الأسئلة على تطوير فهم أعمق للموضوع.

• الإيقاعات والأغاني

ساعدي طفلك في صنع قافية أو قصيدة أو أغنية من المعلومات التي يتعلمها، فإن استخدام الموسيقى أو القوافي يمكن أن يساعد طفلك على التذكر.

• اجعلي التعلم مثيرًا

في تربية الاطفال شجعي حماس طفلك على التعلم من خلال الذهاب في رحلة إلى المكتبة للاطلاع على الكتب أو مقاطع الفيديو حول مواضيع مختلفة، إذا كان طفلك مهتمًا بالمواد التي يتعلمها، فسيكون من الأسهل تذكرها في المستقبل.

• شجعي التعلم النشط

اجعلي التعلم أكثر جاذبية لطفلك من خلال إجراء مناقشات حول مواضيع مختلفة، وسؤال طفلك عما يفكر فيه.

• استخدمي المساعدات المرئية

شجعي طفلك على استخدام وسائل مساعدة بصرية لمساعدته على تذكر المعلومات التي تمت قراءتها أو سماعها مؤخرًا.

• اجعلي طفلك يقدِّم أمثلة خاصة به

عندما ينشئ طفلك أمثلة خاصة به من خلال ربطها بتجاربه الشخصية، فإنه يجعل معالجة المواد أسهل بكثير، ويساعد توصيل المواد بطريقة هادفة طفلك على تذكر المعلومات.

• إنشاء خرائط ذهنية

قومي بإنشاء خريطة ذهنية للأفكار المختلفة وكيفية ارتباطها ببعضها البعض، حيث يساعد بناء الروابط بين الكلمات والموضوعات الأطفال على الانخراط بفاعلية مع المادة وتطوير فهم أعمق.

• إنشاء قائمة بالكلمات الرئيسية للموضوع

أنشئي قائمة كلمات واستخدمها لبناء روابط بين كل كلمة من الكلمات والمفاهيم، وكلما كانت الارتباطات أكثر تميزًا، كان من الأسهل على طفلك تذكرها.

• اطلبي من طفلك أن يشرح لكِ

شجعي طفلك على شرح المعلومات التي يتعلمها لمعرفة مقدار ما يمكنه تذكره. 

• استخدمي كل الحواس

اتبع نهجًا متعدد الحواس للتعلم باستخدام البصر واللمس والصوت، فاقرأي بصوت عالٍ وقومي بإجراء محادثة واستخدمي الدعائم، حيث يساعد هذا على إشراك طفلك في المادة بأكثر من طريقة، مما يسهل الاتصال بالمادة.

• كسر المعلومات في كتل أصغر

يسهل تذكر كميات المعلومات ذات الحجم الصغير بدلاً من معالجة الكثير من المواد في وقت واحد، استخدمي هذه النصائح والتمارين للمساعدة في تعزيز ذاكرة طفلك حتى يتعلم بشكل أفضل.

حفظ الله أطفالنا