لقد أولى الإسلام لموضوع الرضاعة الطبيعية أهمية قصوى، واعتبرها عملية فطرية يزرعها الله في قلب كل أم تجاه طفلها مصداقا لقوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه..}.
كما يعتبِر الإسلام الرضاعة وسيلة لتوثيق أواصر العطف والحب بين طفل رضيع ومرضعته، ومن ذلك قوله تعالى: {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت}.
ففي هذه الآية استبعاد لإهمال المرضعة لرضيعها في الظروف العادية نظرا للحب والمودة التي تنشأ بينهما بفضل الرضاعة.
ولم يشجع الإسلام على الرضاعة الطبيعية في الظروف العادية التي يسود فيها الحب والمودة بين الزوجين فحسب، بل شجع عليها حتى في حالة الطلاق ومخلفاته، ومن ذلك قوله تعالى في سورة البقرة: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة....}.

وعن الفطام فقد قال تعالى: {... وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ...}.
(١٥-الأحقاف).
وقال أيضًا: {... وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ...}.
(١٤-لقمان).

وأوصت العديد المنظمات المنوطة بالأطفال مثل:
اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، والجمعية الكندية لطب الأطفال، يوصون جميعًا بالرضاعة الطبيعية خلال العامين الأولين من عمر كل طفل رضيع.

وفي بعض الأحيان تضطر الأم للفطام المبكر لطفل رضيع عن الرضاعة لأسباب عديدة منها ضعف حليب الأم أو عملها أو الحمل وغير ذلك، وبغض النظر عن سبب الفطام فإن الطريقة الأكثر طبيعية هي التباعد التدريجي بين الرضعات وتقليل وقت الرضعة. 
هذا يقلل من التأثيرات العاطفية على طفلك ويساعد على ضمان عدم انسداد القنوات أو التهاب الثدي.

النصائح التي سأقدمها لك ستكون لفطام أي طفل رضيع يبلغ من العمر حوالي 18 شهرًا أو أكبر، والذي سيفهمك بشكل أفضل ويعمل معك في عملية الفطام، ويجب أن يتم الفطام بشكل تدريجي قدر الإمكان.

نصائح لفطام أسهل لكِ ولطفلك:

1. لا تعرضي ولا ترفضي.

هذا عندما تقررين الفطام،  سهل هكذا.

2. تحديد الهدف:

حددي الوقت الذي ترغبين في بداية الفطام فيه.

3. صرف الانتباه!

جربي تقديم وجبة خفيفة أو ماء أو لعبة مفضلة أو اذهبي إلى غرفة أخرى.

4. ابدأي في الرفض بعض الأوقات.

اختاري بعض الرضعات التي تريدين الاحتفاظ بها، مثلا وقت الصباح، ووقت القيلولة، ووقت النوم. 
هؤلاء الثلاثة يجعلون النوم أسهل، لأن الرضاعة الطبيعية تساعد الأطفال على النوم.

5. التفاوض والعقل:

يمكن أن يساعد ذلك طفلك على الشعور بأنه جزء من القرار. 
على سبيل المثال: "لا يمكننا الرضاعة في الوقت الحالي، لأننا نرضع فقط في الصباح عندما تستيقظ، وفي وقت القيلولة، ووقت النوم.  ذكريه!"

6. تحدثي مع طفلك عن الفطام:

لأن طفلك يستطيع أن يفهم الكثير الآن، اشرحي له أنك سترضعيه بشكل أقل، واقرأي بعض كتب الفطام الجيدة.

7. قللي الرضعات واحدة تلو الأخرى:

على مدى بضعة أسابيع إلى شهور، للحصول على رضعة واحدة في اليوم.

يمكنك البدأ بمنع الرضاعة الصباحية لأنها تكون أسهل، يمكن أن يطعم زوجك الطفل طعام الافطار ويلعب معه، وسوف ينسى الرضاعة الصباحية بعد يوم واحد او اثنين.

بعد ذلك، قومي بإزالة وقت رضاعة القيلولة عن طريق تبديل روتينكم، فبدلاً من هز الطفل على الكرسي الهزاز ووضعه في سريره، ضعيه في عربة الأطفال وسيري إلى الخارج، وأخبريه بهدوء عندما يكون مستاء أن يُغلق عينيه، وحان وقت قيلولة. 
بعد يومين إلى ثلاثة أيام، يصبح بطل عربة الأطفال النائم،  وأخيرًا اتركي الرضاعة قبل النوم.

8. ابدئي في تقليل الوقت الذي يقضيه الطفل على الثدي.

وستجدينه مع الوقت يخلد للنوم بشكل أسرع وأسرع حتى يرضع فقط لبضع دقائق.

9. تغيير روتينك.

ابدأي طقوسًا جديدة أثناء فترة الرضاعة حتى تشعري أنك طبيعية عندما تتوقف، وتجنبي الأماكن التي يحدث فيها الرضاعة بشكل طبيعي، واجعلي زوجك يقوم بدور أكثر نشاطًا في الروتين.

10. اضحكي وابتسمي عندما يطلب طفلك الرضاعة:

يمكنك قول: ماما ليس لديها المزيد من الحليب!

11. اذكري الأسباب:

"فقط الأطفال الأصغر سنا يرضعون، وليس فتيان كبار مثلك.

12. احتضنيه، ودعي طفلك يرى، يلمس، يحضن ويقبل ثدييك.

خصصي الكثير من الوقت لإعطاء طفلك الاهتمام، فمن المؤكد أنه سيفقد العناق الدافئ وستحتاجين إلى إيجاد طرق جديدة لتكونا قريبين ومتواصلًين.

13. اعتني بثدييك!

كلما كانت هذه العملية أبطأ، كانت أقل خطورة، وأقل احتمال للإصابة بانسداد القنوات والتهاب الثدي، فسوف ينخفض ​​العرض الخاص بك ببطء مع انخفاض التغذية، وإذا كنتِ تشعرين بالامتلاء الشديد في البداية، استخدمي أكياس الثلج لعمل كمادات وتناول المسكن لتقليل التورم وعدم الراحة.

الفطام هو نهاية علاقة فريدة بشكل لا يصدق تشاركيها مع طفلك، ولا يوجد سبب للتوقف قبل أن تكوني أنتِ وطفلك جاهزين، وكلما طالت مدة مشاركتك في رحلة الرضاعة الطبيعية، كان ذلك أفضل لكِ ولطفلك.

من خلال فطام طفلك عندما يكون جاهزًا، تكوني قد استوفيتِ احتياجاته الجسدية والعاطفية، بأكثر الطرق طبيعية وصحية، فحتى عند الفطام فإن عوامل الحماية للحليب "تزداد من حيث الأهمية والتناسب مع الحجم الكلي للسوائل" بحيث يظل طفلك محميًا طوال الطريق حتى النهاية إن شاء الله.

مهما كان عمر طفلك، فإن الفطام هو تغيير هائل ولا بأس في حداد كلاكما، فعندما يحين الوقت المناسب لك، حاولي أن تتذكري أن تسيري ببطء وثبات، افعلي ذلك بأمان وبحب. 
أحضري بعض المناديل، واجعلي كاميرا جاهزة لهذا اليوم الأخير من الرضاعة الجميلة المحبوبة حتى لا تفوتك ذكريات اللحظة.

وبمجرد الانتهاء من ذلك، فلكِ منا تهنئة كبيرة.

يوصى بعدم إدخال حليب الأبقار حتى يبلغ طفلك عامه الأول، لذلك إذا كنت ستفطمين في أي وقت قبل حلول العام، فإن إدخال الحليب الصناعي المخصص للأطفال ببطء سيكون جزءًا من عملية الفطام الصحية.