في شهر رمضان يبدأ الكثير منا بتخزين الحلويات المجمدة اللذيذة في ثلاجاتنا ونبدع في الديكور المنزلي الجميل ونخطط لجداول رمضان الخاصة بنا سواءً لختم القرآن أو لتجهيز الأطعمة وما إلى ذلك، ولكن وعلى الرغم من كل هذه الاستعدادات يعاني الكثير منا من قلة الطاقة والإرهاق والتعب أثناء الصيام، والسبب هو أننا غالبًا ما نتجاهل أهم العوامل التي من شأنها أن تسهل حقًا قضاء شهر رمضان مثمرًا ... وهي أجسامنا وصحتنا وطاقتنا.

نعلم جميعًا أننا بحاجة إلى الطاقة للعبادة -خاصةً في صلاة التراويح أو صلاة الليل الطويلة- لذا فإن الاهتمام بجسدك في شهر رمضان له أهمية روحية خاصة، ومن أجل الحصول على المزيد من الطاقة للعبادة والأسرة والعمل لا يمكننا ببساطة تجاهل لياقتنا البدنية خلال شهر رمضان! لذلك ملكتي في هذه المقالة سنقوم بإلغاء ثلاثة مفاهيم خاطئة شائعة حول اللياقة البدنية في وقت الصيام.

● المفهوم الأول: ممارسة الرياضة في شهر رمضان مضيعة للوقت

لسببٍ ما يمكن لنا التحقق من Facebook و Instagram و Twitter والذهاب إلى العمل والاتصال بأصدقائنا والقيام بكل شيء آخر في يوم الصيام ولكن في اللحظة التي نفكر فيها في ممارسة الرياضة يصبح ذلك فجأة "مضيعة للوقت" في رمضان.

لكن في الواقع ملكتي إن الاعتناء بجسمك عن طريق ممارسة الرياضة البدنية له تأثير كبير على قدرتك على العبادة من خلال زيادة مستويات الطاقة لديك، تتطلب أجسامنا الرعاية والاهتمام من أجل تقديم أفضل أداء، وحياة المسلم يجب أن تكون متوازنة وهذا يشمل تخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة بطريقة تدعم أهداف عبادتك، حيث قد يؤدي التوقف المفاجئ عن ممارسة الرياضة طوال الشهر الكريم إلى العديد من العواقب السلبية التي ستمنعك من الوصول إلى أقصى إمكاناتك في رمضان هذا العام.

خلاصة القول هي أن ممارسة الرياضة في رمضان مهمة ضرورية لجسمك وصحتك العقلية وسوف تساعدك على تحقيق أهدافك الروحية بشكل أكثر فعالية ولن تضيع وقتك!

لذلك ملكتي اجعلي نيتك في شهر رمضان أن تمارسي الرياضة حتى يكون لديك المزيد من الطاقة لتحقيق أهدافك الروحية والاستفادة القصوى من هذا الشهر المبارك، فمع النية الصحيحة يمكن أن تثابي على الوقت الذي تقضيه في التمرين!

● المفهوم الثاني: ممارسة الرياضة في رمضان غير آمنة أو خطرة

يمكن أن يكون التمرين في رمضان آمنًا وفعالًا تمامًا؛ نعم قد يشكل الجفاف خطرًا حقيقيًا على الصيام ولكن يمكن تخفيف هذا الخطر بسهولة عن طريق اختيار الوقت المناسب لممارسة التمارين الرياضية في رمضان، يعد اختيار وقت التمرين المناسب أحد أهم الطرق لضمان السلامة أثناء التدريبات في رمضان للتأكد من شعورك بالراحة.

تذكري كيف كنتِ تمارسين الرياضة في الأسابيع التي تسبق شهر رمضان وتوقفي عن ممارسة الرياضة فورًا إذا شعرت بعدم الراحة، وتذكري أن والمعرفة الجيدة بجسمك ومتطلباته هي المفاتيح لضمان تمرين آمن وممتع في رمضان.

● المفهوم الثالث: جسمك يحتاج إلى استراحة في رمضان

يجب أن تعلمي ملكتي أن حاجة جسمك اليومية للنشاط البدني لا تختفي فجأة في رمضان لمجرد أنك لا تأكلين أو تشربين طوال اليوم! فخلال شهر رمضان يجب أن تستمري في استهداف ما يقرب من 30 دقيقة من التمارين الرياضية يوميًا لتحسين الطاقة والمزاج والوظيفة الإدراكية والإنتاجية.

والكثير منا قد يكونون في حيرة من أمرهم بشأن أنواع التمارين الأفضل لشهر رمضان، لذلك تذكري أن نوع التمارين الذي تؤديه يعتمد بشكل كبير على توقيت التمرين الذي تختاريه.

وقد أظهرت الأبحاث أن العديد من جوانب الأداء الرياضي (على سبيل المثال تمارين العضلات والقوة) لا يتأثر بالصيام، ويمكن متابعة العديد من التمارين المفضلة لديك بسهولة في رمضان إذا تم توقيتها بشكل صحيح ومع بعض التعديلات البسيطة!

تذكري فقط أن أهداف التمرين لدينا تتغير خلال شهر رمضان، فنحن نريد أن نحصل على طاقة عالية وعبادة وإنتاجية خلال النهار لذلك يعد اتباع خطة لياقة بدنية قوية للصيام أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لجسمك في رمضان!

● ضعي في اعتبارك هذه الإحصائية المثيرة للاهتمام:

في عام 2015 كان هناك استطلاع آراء 500 مسلم حول عاداتهم السابقة في ممارسة الرياضة في رمضان، ردت الغالبية العظمى من المسلمين (89٪) بأن التمرينات مهمة لهم خلال شهر رمضان، ومع ذلك عندما يتعلق الأمر بممارسات اللياقة البدنية الفعلية أفاد 10٪ فقط أنهم يمارسون الرياضة بانتظام في رمضان! أي أن غالبية المسلمين الذين شملهم الاستطلاع من جميع أنحاء العالم كانوا غير متسقين في تمارينهم الرياضية خلال شهر رمضان على الرغم من الاعتراف بأهميتها.

لذلك ملكتي خصصي وقتًا لجسمك واستثمريه في اللياقة البدنية حتى تتمكني من التركيز على تغذية روحك بالعبادات في رمضان إن شاء الله!