إذا اتبعنا النصيحة النبوية بشكل صحيح فسنخسر الدهون الزائدة بشكل طبيعي، فبعد شهر كامل من الصيام يمكن أن يكون من السهل إنقاص الوزن وتعزيز المناعة وإزالة السموم من أنظمتنا وتحسين صحة الأمعاء للحصول على الإسترخاء العقلي اللازم لمتابعة الحياة.

لكن الكثيرات منا لا يستفيدن من كل تلك الأشياء لأننا غالبًا ما نبتعد عن الطعام اللذيذ الصحي وننغمس في الإفراط في تناول الطعام الغير صحي، تقول لي العديد من النساء أنه في الماضي وعلى الرغم من تناول كميات أقل من الطعام فإن وزنهن لا يقل بل على العكس يزيد، لذلك دعونا اليوم نتعمق في هذا الأمر ونتعلم كيفية الحفاظ على الصحة العامة لنا ولعائلتنا.

نحن نقضي الكثير من الوقت في التخطيط للوجبات وإعدادها ونجد في النهاية أنه ليس لدينا وقت كافٍ للتخطيط لصحتنا وتغذيتنا ولياقتنا البدنية، لذلك في هذه المقالة سأركز على التغذية بإذن الله.

إذا لم نأكل أي شيء لأيام ولم يكن لدينا سوى الماء فيمكننا أن نعيش ونكون بصحة جيدة أيضًا! نعم هذا صحيح؛ فلقد أثبتت الكثير من الدراسات هذا، في الواقع كان أطول صيام عن المياه هو صيام "باربيري" لمدة 382 يومًا والمسجل في طبعة عام 1971 من كتاب غينيس للأرقام القياسية، ولهذا السبب إذا كنت تتمتعين بصحة جيدة وليس لديك تاريخ مرضي في اضطرابات الأكل فيمكنك اتباع خطة "الوجبات الصحية" الخاصة بي للحصول على أطنان من الطاقة وأيضا فقدان الوزن بشكل دائم، وكالعادة هذه ليست نصيحة طبية لذا يرجى الاتصال واستشارة طبيبك حول أي تغييرات تجريها في صحتكِ أو صحة أسرتك.

للصيام فوائد فسيولوجية عديدة ومن ضمنها أنه يساعد على فقدان الوزن من خلال إعطائك فرصة لإعادة تقييم وجباتك وتحسين طريقة الأكل لديك، فقد قال نبينا -صلَّ الله عليه وسلم-: "مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرٌّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ" فيكفي للإنسان أن يأكل بضع لقيمات ليحافظ على عموده الفقري مستقيمًا وجسده سليمًا، ولكن إذا كان يجب أن يملأه، فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للتنفس.

وتم اقتراح التحكم في كمية الطعام قبل أكثر من 1400 عام من قبل نبينا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام، وإذا اتبعنا هذه النصيحة الذهبية من نبينا فلن نأكل بلا عقل ونملأ معدتنا حتى تمتلئ، الأمر الذي سيؤدي حتمًا إلى زيادة الوزن والكسل والخمول.

عندما نصوم ندرب أجسامنا على استخدام الدهون المخزنة كوقود وطاقة بديلة لكي يهضمها بدلًا من الطعام، حيث يمنح الصيام الجهاز الهضمي راحة وينشطه لحرق السعرات الحرارية بكفاءة أكبر خاصةً عندما نأكل وفقًا "لوحدات الماكرو" الخاصة بنا؛ و"وحدات الماكرو" هي عبارة عن المغذيات كبيرة المقدار التي تتناوليها يوميًا أي "البروتينات والدهون والكربوهيدرات"، ولكن إذا كان هضمك سيئًا وكانت نسب الماكرو لديك غير متوازنة فقد يؤثر ذلك على قدرتك على هضم الطعام وفقدان الوزن، لذلك إليكِ أهم ما يجب عليك فعله أثناء الصيام:

◆ "افعلي!"

• اشربي على الأقل كوبين من الماء أثناء الطعام قبل أن تأكلي أو تشربي أي شيء آخر.
• تناولي الفواكه المرطبة - البطيخ والعنب - مع بذور الشيا أو الريحان.
• أعطِ الأولوية للألياف والبروتينات والخضروات في وجباتك للحفاظ على وحدات الماكرو لتسهيل الهضم.
• تمرني يوميًا، فالتمرين هو أفضل دفاع لك للحفاظ على الوزن منخفضًا وزيادة الطاقة.
• نامي في نفس الوقت واستيقظي في نفس الوقت يوميًا.
• عوضي عن فقدان النوم عن طريق قيلولة أثناء النهار.

◆ "لا تفعلي!"

• تذكري أن أجسامنا تحتوي على دهون كافية للاستفادة منها للحصول على الطاقة، وهذه هي الطريقة التي نبني بها المناعة أيضًا.
• لا تعتمدي على الوجبات السريعة وحافظي على قاعدة 90/10 للأكل، أي 90٪ من الأطعمة ذات المحتوى الغذائي العالي و 10٪ من الحلويات والأطعمة المقلية.
• لا للمشروبات السكرية، استخدمي مُحليات طبيعية إذا كنت مضطرة لذلك ولكن نصيحتي لك أن تتناولي السعرات الحرارية الخاصة من الطعام الفعلي ولا تأخذيها كلها من شراب مُحلى بالسكر مثل عصير الليمون وهكذا.
• لا تضيعي الوقت في المساء في التنظيف والتواصل الاجتماعي إذا كان ذلك يقتطع من وقت نومك، فأنتِ بحاجة إلى النوم.
• لا تتحركي أقل أو تقللي من التمرين، سيؤدي ذلك إلى إبطاء عملية الهضم.
• لا تأكلي قبل النوم مباشرةً لأن جسمك لا يحتاج للطعام في ذلك الوقت.