يجب أن تكوني قادرًة على الفصل بين التوقعات الواقعية وغير الواقعية في الزواج إذا كنتِ تريدين أن يكون زواجك زواج سعيد.
في عام 2005، نشرت مبادرة الأبوة الوطنية تقريرًا عن مسح وطني أجروه حول الزواج في أمريكا، وإحدى النتائج التي توصلوا إليها هي أن 45٪ من المطلقين قالوا إن التوقعات الزائفة في الزواج من جانبهم أو من جانب أزواجهم كانت عاملاً رئيسياً في إنهاء زواجهم، أي ما يقرب من نصف حالات الطلاق التي حدثت في جزء كبير منها بسبب التوقعات الزائفة.

إذا كنتِ تبحثين عن زواج سعيد وترغبين في استكشاف طرق لتحسين علاقتك الزوجية، فقد يكون البحث عن التوقعات الزائفة ومعالجتها مكانًا رائعًا للبدء.

من أين تأتي التوقعات؟

كل منا لديه توقعات، فنتوقع أن تشرق الشمس من الشرق وتغرب في الغرب، نتوقع أن ينبض قلبنا دون تفكيرنا الواعي، وعندما نتزوج نتوقع أن نعيش في زواج سعيد لبقية حياتنا.

يعتمد كل من هذه التوقعات على تجربتنا الشخصية وفهمنا وآمالنا، إنها تنبثق من معتقداتنا حول كيفية عمل العالم.

يمكن أن تكون المعتقدات والتوقعات عقلانية أو غير عقلانية، ويمكن أن تستند إلى الحقائق، ويمكن أن تستند إلى القرارات، ويمكن أن تستند إلى المعايير المجتمعية، ويمكن أن تستند أيضًا إلى سوء الفهم.

التحدي هو أننا نميل إلى الاعتقاد بأن معتقداتنا وتوقعاتنا منطقية تمامًا، ومع ذلك فإن الحقيقة هي أننا جميعًا لدينا معتقدات وتوقعات غير عقلانية، ويمكن أن يكون من الصعب حقًا تحديدها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتوقعات والمعتقدات التي لدينا حول أزواجنا وزيجاتنا.

أمثلة على التوقعات غير الواقعية في الزواج:

نبدأ في تجميع المعتقدات والتوقعات غير المفيدة حول الحب والزواج من اللحظة التي نسمع فيها حكايتنا الخيالية الأولى، ويستمر المجتمع في تكديسها من خلال الأفلام والكتب والاقتباسات وبالطبع الأعراف المجتمعية.

فيما يلي بعض المعتقدات والتوقعات الزائفة الأكثر شيوعًا في الزواج:

- يجب أن يكون زوجك بلا عيوب.

- الزواج هو الجزء الصعب، وبمجرد أن تتزوجي ستعيشين في سعادة دائمة.

- وظيفة زوجك ستجعلك أفضل أو أكثر تطورًا.

- زوجتك لن يتغير أبدا.

- ستكونين قادرًة على تغيير زوجك.

- سيكون العلاقة الحميمة دائمًا رائعًة لأنكما تحبان بعضكما البعض.

- سوف يمنحك زوجك ما تريديه لمجرد أنه يحبك.

- يجب أن تدور حياة زوجك حولك.

- ستكون زوجك هي الصديق الوحيد الذي تحتاجينه.

- نظرًا لأنكما تحبان بعضكما البعض، فستتمكنان دائمًا من حل جميع النزاعات.

- يجب ألا تذهب إلى الفراش غاضبين أبدًا.

- يجب أن تقضيا كل وقت فراغكما معًا.

كيف يمكن أن تؤدي التوقعات الزائفة إلى الطلاق؟

عندما لا تتم تلبية توقعاتك حول من يجب أن يكون زوجك وكيف يجب أن يكون زواجك، بالطبع ستشعرين بخيبة أمل، وخيبة أملك تشير إلى أن شيئًا ما يحتاج إلى التغيير.

وعندما تكون التوقعات واقعية، فمن السهل جدًا التحدث مع زوجك حول كيفية معالجة الأمور بطريقة تجعلكما تشعران بالرضا عنها.

يأتي التحدي الحقيقي عندما تكون لدينا توقعات غير واقعية في الزواج لا يتم تلبيتها، وهذا لأنه لا يمكن تلبية التوقعات غير الواقعية، بغض النظر عن مقدار ما تطلبيه أو تتمني أن تكون عليه علاقتك الزوجية.

عندما تكون لدينا توقعات غير واقعية في الزواج (أو في أي مكان آخر)، فإننا نعد أنفسنا لأكثر من مجرد خيبة أمل، ويمكن أن تتفاقم خيبة أملنا وتتحول إلى عواطف وخيارات أخرى أكثر من خيبة الأمل.

يمكن أن تؤدي خيبة الأمل المستمرة إلى التوتر والإحباط والقلق والحزن واليأس والغضب، وفي النهاية قد تؤدي لقرار التخلي عن الزواج، فغالبًا ما يُنظر إلى خيار إنهاء الأشياء بعد خيبة الأمل المستمرة على أنه الإجابة الوحيدة لأن توقعاتنا غير الواقعية يمكن أن تجعل الأمر يبدو كما لو أننا وقعنا في حب الشخص الخطأ.

الفرصة في التوقعات التي لم تتم تلبيتها:

ومع ذلك، إذا كانت لديك توقعات غير محققة، فهذا لا يعني بالضرورة أن توقعاتك غير واقعية أو غير قابلة للتحقيق.

ابدأي في استكشاف توقعاتك بنفسك، واذا كان لديكِ بعض التوقعات غير الواقعية عن نفسك أو زوجك أو علاقتك الزوجية ولديك الفرصة لوضع توقعات أكثر واقعية.

من ناحية أخرى، إذا كانت توقعاتك التي لم تتم تلبيتها تبدو مشابهة لتلك المذكورة أعلاه، فتحدثي مع زوجك حول توقعاتك وتوقعاته، ومن خلال القيام بذلك فإنكِ تفتحين الباب لبدء العمل معًا لحل المشكلات.

نظرًا لأن التوقعات الزائفة في الزواج تنطوي على ما يقرب من نصف حالات الطلاق، إذا كنت تعاني من زواج غير سعيد، فقد حان الوقت لتقييم توقعاتك ودعوة زوجك لفعل الشيء نفسه، فلن تتمكني من معالجة خيبات الأمل قبل أن تتفاقم والعيش في زواج سعيد إلا من خلال الواقعية بشأن ما تتوقعاه من بعضكما البعض.