تحدثنا بالأمس ملكتي عن مادة كيميائية اكتشف العلماء أنها من الممكن أن تؤثر على الصحة العامة الإنجابية لكِ ولذريتك إلى حد بعيد.. وذكرنا أين يمكن أن توجد هذه المادة الصعب تجنبها للأسف الشديد ! ولكن كيف تؤثر وكيف توصل العلماء إلى ذلك ! هذا ما سنكتشفه اليوم بإذن الله !

كيف تؤثر الفثالات على الخصوبة ؟!

تعمل المواد الكيميائية المسببة لاضطراب الهرمونات مثل الفثالات على تغيير كيفية تطور الأعضاء التناسلية في الرحم  وذلك وفقًا للدراسات التي أجريت على الحيوانات، مع تأثيرات ضارة تظهر على مدى العمر وحتى عبر الأجيال، حيث يعتقد العلماء أن التعرض قبل الولادة للفثالات والسموم الأخرى قد يمهد الطريق لاضطرابات أمراض النساء مثل متلازمة تكيس المبايض وقد يجعل النساء أكثر حساسية تجاه المواد الكيميائية الأخرى التي تضعف الخصوبة.

أظهرت الدراسات على مدى السنوات القليلة الماضية أن إناث الفئران المعرضة لنفس خلائط الفثالات التي تم اكتشافها في النساء الحوامل تولد بمشاكل في الخصوبة تنقلها إلى ذريتها من الإناث، حيث تظهر بعض المشاكل عند الولادة وقد لا يظهر البعض الآخر حتى سن البلوغ أو في وقت لاحق من الحياة، وقد بدأ العلماء في اعتقاد أن نفس الشيء يحدث عند البشر!

تقول الطبيبة "جودي" أن العلماء ليس لديهم بيانات بشرية طويلة المدى عن الفثالات حتى الآن، لكنهم يعلمون من العواقب المأساوية لإعطاء النساء الحوامل diethylstilbestrol ، أو DES - وهو هرمون الاستروجين الاصطناعي الموصوف لمنع الإجهاض - حيث أن تعرض الأم لمضادات الهرمونات يمكن أن يضر بنمو طفلها مع تداعيات تمتد لأجيال.

فقد تناولت الملايين من النساء DES حتى عام 1971 عندما أدرك الأطباء أنه يسبب سرطانًا مهبليًا نادرًا ونصحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعدم استخدامه، منذ ذلك الحين تعلم العلماء أن DES تسبب العديد من مشاكل الإنجاب بما في ذلك العقم لدى كل من الأولاد والبنات، وعندما ينجب الآباء يعاني أطفالهم من بعض المشاكل نفسها وتؤثر على الصحة العامة لهم بشكل عام!

إن الأطفال الذين تحمليهم في رحمك يحملون بذور أطفالهم في المستقبل

تاريخ من إهمال البحث عن الصحة العامة والإنجابية للمرأة

على عكس بعض السموم التي تتراكم في الخلايا الدهنية، تمر الفثالات بسرعة عبر الجسم ولكن نظرًا لاستبدالها باستمرار بالفثالات الأخرى في البلاستيك ومنتجات العناية الشخصية  يسميها العلماء "سموم شبه دائمة".
 تشير الدراسات إلى أن النساء لديهن مستويات أعلى من الفثالات مقارنة بالرجال، ويرتبطون بمنتجات مثل العطور ورذاذ الشعر ومستحضرات التجميل.

ومع ذلك فإن العلماء لا يفهمون الكثير عن كيفية تعطيل الفثالات للتكاثر عند الإناث ولا تأثيرها على الصحة العامة الإنجابية ولكن يمكن جإرجاع السبب بشكل جزئي إلى أن مثل هذه الدراسات النسائية تتطلب تقنيات تصوير خاصة، وبينما تظهر مشاكل مثل الخصيتين المعلقة عند الذكور عند الولادة غالبًا لا تظهر مشاكل المبايض حتى سن البلوغ أو بعد ذلك فيما يخص الإناث.

منذ ما يقرب من عقدين من الزمن ، أظهر العلماء أن تعريض الفئران الحوامل للفثالات يعطل هرمون التستوستيرون في ذريتهم، مما يتركهم مع مجموعة من التشوهات التناسلية ومشاكل السائل المنوي والتي يطلق عليها اسم "متلازمة الفثالات".

ولما كانت الهرمونات تتحكم بالكامل في عملية صنع البويضات والحيوانات المنوية فإنه بتعريضنا أنفسنا لهذه المادة الكيميائية فنحن نفسد الأشياء بشكل سيء حقًا ونغير التكاثر بشكل دائم.

لم ينته بحثنا في هذا الموضوع الهام، ولا ذكرنا بعد كيف يمكن معالجة الموضوع بشكل عملي لتقليل تأثيره السيئ على الصحة العامة لكِ ولذريتك ! لذلك انتظرينا غدًا لتعرفي المزيد بإذن الله !

الفثالات هي أملاح وإسترات حمض الفثاليك، ولهذه المركبات تطبيق مهم حيث أنها من الملدّنات، أي أنها المواد المضافة في صناعة اللدائن من أجل زيادة مرونتها وشفافيتها وفترة استخدامها.