ربما تكونين قد تزوجتِ بالفعل منذ فترة كبيرة ، ولم تجدي بعض ما كنت تتوقعيه في زوجك وحياتك الزوجية، وهذا طبيعي، فلا يجب أن يكون كل شيء مثالياً.

الزوج المثالي أو الزوجة المثالية موجودان فقط في أحلامك. 

فقد وهبك الله تعالى كما وهب الآخرين صفات نبيلة، وقد أعطاك الله تعالى كما أعطى الآخرين عيوبا ونواقص، فالكمال لله وحده.

لا يكفي أن نتشارك في نفس الذين ونفس المبادئ ونفس الآمال لنكون زوجين مثاليين، فكم عدد الأزواج الشباب الذين كانوا يتوهمون أن حياتهم المستقبلية ستكون منسجمة كما لو أن كونهم مسلمين كان ذلك كافياً لنجاح الزواج؟ 
كما لو أن اتحادهم كان قائمًا فقط على اجتماع عالمين مؤسسين على نفس المبادئ التي يحترمها المرء أو على القواعد التي يطبقها أحدهما.

هذا الوهم، الذي وعد بالأمس بزواج سعيد، يجعل الحياة اليوم صراعًا صعبًا. 
كم منكم يتحدث عن "مبادئ الزواج في الإسلام" ولكن يعيش واقع حياة ممزقة ومدمرة ومحبطة؟

اليوم أكثر من أي وقت مضى أصبح العيش كزوجين تحديًا حقيقيًا، حيث يلتقي الرجال والنساء في مجتمع حديث يخلطون فيه بين الحرية وغياب المساءلة بالحب والمرونة.

     العيش كزوجين لا يخلو من التحديات!

إعدي نفسك وتعلمي وحاولي باستمرار التواصل مع الزوج بالصبر وعمق وحنان، ويجب أن تتذكري كل يوم أن الشخص الذي تشاركيه حياتك يأتي مع تاريخه وجروحه وحساسيته وآماله، فتعلم كيف تستمعي وتفهمي.

     إن العيش كزوجين هو أعظم الاختبارات:

اختبار للصبر والانتباه والقدرة على الاستماع إلى الكلمات غير المنطوقة وضبط النفس وإصلاح عيوب الفرد وتضميد الجراح، وفي كل من هذه الاختبارات، هناك طرفان، وهذا ليس من السهل، فيجب أن يرتكز الجهد على أعمق معاني الروحانية أي الجهاد بالمعنى الأكثر كثافة للمصطلح. 
جهاد الحب الذي يذكرنا بضرورة الاهتمام بالمشاعر، والحفاظ عليها وتعميقها وترسيخها من خلال تحدياتك المشتركة وصبرك.

الصبر والاهتمام بالقلوب، في زواج سعيد يقوده إلى النور بإذن الله، وتذكري أن خاتم الأنبياء (عليه الصلاة والسلام) هو مثال لليقظة والحنان والصبر، فلم يكتف بتذكير الأمة بالمبادئ، بل استنار بحضوره واستماعه وحبه.

كانت زوجته قبل أن تكون أماً لأبنائه امرأتة وزوجته، وشخص يكتشفه كل يوم، وشخص يرافقه ويهتم به ويحبه.
كان يعرف معنى الصمت وقوة اللمسة، والمتعة في الابتسامة، واللطف الموجود في الانتباه للزوجة.

إن العيش كزوجين، وتكوين زواج سعيد، والصبر في المحن ، والمحبة إلى حد الاستمرارية ، والتأسيس عن طريق الإصلاح ، هو بداية للروحانية، فإن معرفة القرب من الله يضمن راحة أكبر في التواجد معًا كزوجين. 

الزواج تحدِ ، اختبار ، بعيد عن المثالية ، قريب من الواقع.

فعليكم أن تعدوا أنفسكم لعيش واحدة من أجمل اختبارات الحياة، إنها تتطلب منك ومن قلبك وضميرك وجهودك الكثير،فالطريق طويل. 
ويجب عليكِ أن تتعلمي المشاركة، والتسامح ... إلى أجل غير مسمى.

     العيش في زواج سعيد أمر صعب:

تذكر أن زوجتك امرأة قبل أن تكون أماً لأطفالك؛ وتذكري أن زوجك رجل قبل أن يكون أبا لأطفالك.  فاعرفا كيف تعيشان كزوجين في زواج سعيد أمام الله وأمام أولادك.

     ستؤدي هذه الجهود إلى الشعور بالأمان:

{هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}
اعرفي كيف تتحلي بالصبر، وتعلمي كيف تكوني حنونًة ومتسامحة، ليصبح الزواج  اختبار قلبك وطاقة حبك، وطريقة إلى الجنة إن شاء الله.