تقاسم الهموم

من الطرق التي قد تحب بها المرأة زوجها هي مشاركة أفراحه وأحزانه، فتشاركه في بعض هواياته، وأعماله اليومية، كقراءة وممارسة الرياضة وحضور الأحاديث والتجمعات المفيدة ونحو ذلك، حتى يشعر زوجها أنه ليس وحيدًا في تمتعه بالأشياء الطيبة في الحياة، لكنه يشارك هذه الملذات مع زوجة محبة وذكية ومخلصة.

حقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم تسابق مع عائشة أكثر من مرة يدل على أن الإسلام يحث الزوجين على مشاركة الزوجين في الفرح والسعادة في الحياة، لأن هذه المشاركة سيكون لها أثر قوي في تعميق مشاعرهم، وتقوية الروابط بينهما.

ومثلما تشاركه أفراحه، فإنها تشاركه همومه واهتماماته، وتأتي إليه بكلمات طيبة من العزاء والنصائح الناضجة والعقلانية والدعم العاطفي الصادق.

علاوة على ذلك، فإن الزوجة المحبة لزوجها تحترمه وتحرص دائمًا على إسعاده، وإذا كان فقيرًا لا تشكو من عدم قدرته على الإنفاق كثيرًا.

ولا تشكو من عملها المنزلي، لأنها تذكر أن العديد من النساء الفاضلات في التاريخ الإسلامي كن قدوة بالصبر والخير والسلوك الإيجابي في خدمة أزواجهن والعناية ببيوتهن رغم الفقر والمشقات التي واجهنها.

مثل السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم زوجة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.  كانت تشكو من الألم في يديها بسبب طحن الحبوب بالمطحنة اليدوية، حيث قال زوجها علي رضي الله عنه: أن فاطمة -رضي الله عنها- شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي ﷺ تسأله خادمًا فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم، فقال: مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم.
(البخاري)

تتوقف السعادة الزوجية على تقاسم المشاعر، والآمال، والطموحات، أكثر مما تتوقف على تقاسم المسؤولية، ولقمة العيش، والصداقة بين الزوجين تحوّل الزواج العادي إلى حياة زوجية ناجحة، وحياة زوجية ناجحة إلى حياة زوجية ناجحة وعظيمة، وحياة زوجية ناجحة وعظيمة إلى حياة زوجية ناجحة لا مثيل لها، وغياب الصداقة بينهما يسير بالزواج إلى عكس المسير، فيحوّل الزواج الذي لا مثيل له إلى زواج جيّد، والجيّد إلى عادي، والعادي إلى كارثة، فكل المشاكل قابلة للحلّ بسهولة، بشرط:
أن ينظر الزوجان إلى المشاكل على أنها قضية أخذ وعطاء، لا قضية انتصار وهزيمة.

تدخل العائلة في مشكلاتك الزوجية

تكمن مشكلة الوثوق بالعائلة أو الأصدقاء بشأن المشكلات التي قد تواجهيها في زواجك في أنهم سيعطون رأيهم حول كيفية حل مشاكلك، وقد تؤدي مناقشة المشكلات التي قد تواجهيها في زواجك مع الأصدقاء أو العائلة إلى تقويض الثقة في زواجك.

حتى إذا كنت تبحثين فقط عن إرشادات من الآخرين، فقد يتذكر هذا الشخص المشكلات التي تشاركيها لفترة طويلة قادمة، ويمكن أن تغير هذه المعلومات أيضًا نظرة عائلتك إليك، ولن تكون النصيحة التي تحصلين عليها من العائلة والأصدقاء غير مفيدة فحسب، بل ستكون منحازة أيضًا. 
كلما زادت الشكاوى التي تشاركيها، زاد عدد أفراد العائلة والأصدقاء الذين سيعترضون على بقائكما معًا.

مشكلتك مع حماتك شائعة جدًا ويمكن أن تكون غالبًا مصدرًا للمشاكل بين الزوجين، وقد يبدو الزواج سعيدًا، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يصاب أيضًا بالمشاكل، والخلافات مع الأصهار ليست سوى واحدة من المشاكل العديدة التي يواجهها الأزواج. 
غالبًا ما يتشاجر الأزواج فيما بينهم، سواء كان ذلك بسبب قضايا كبيرة أو صغيرة، لكن الشيء الوحيد الذي نتوقعه هو أن الزوج سوف يدعمنا أوإذا شعرنا بالسوء.